يا من جنت يده عليه شقاءه |
فأحاله قدراً هناك متاحا |
قسم الزمان وتلك قسمة عادل |
لك غبنها ولغيرك الأرباحا |
جهلٌ ضللت بليله سبل الهدى |
حتى تصورت المساء صباحا |
والجهل كالسرسام في تصويره |
لك من خيوط خياله أشباحا |
ان الكوارث لن تفارق عزلا |
لا يملكون سوى الدموع سلاحا |
فإذا رأيت الناس صاروا أنسراً |
فاخلق اليك مخالباً وجناحا |
والقرم من تلقاه فوق سهولها |
ليثاً وتحت مياهها تمساحا |
هذا سبيل العاملين فسر به |
إن كنت تطلب منهجاً وضاحا |
لا تخش من حنق الجهول فانه |
ظن المراض من العيون صحاحا |
فل الوثوق فلا ترى من ناصحٍ |
فينا ولا من يبتغي استنصاحا |
جمحت بنا الأخلاق تركب رأسها |
وهناك بؤس زادهن جماحا |
كم عادةٍ لو كنت تفحص كنهها |
لم تلف منها في الكتاب مباحا |
وتروعني في الناس حالة خاملٍ |
مذ جاء للدنيا الى أن راحا |
متشاغلٍ بوداع ليلٍ راحلٍ |
طوراً وباستقبال صبحٍ لاحا |
الف التعاسة والخمول فلا ترى |
طول الحياة فؤاده مرتاحا |
لم يدر ما هي واجبات حياته |
حتى استراح بلحده وأراحا |
ومغفل حسب النفاق فضيلةً |
والجهل علماً والفساد صلاحا |
ما كان يعلم أنهن حبائلٌ |
لما دنا منها المغفل طاحا |
قل للذي خشي الفضيحة فاختفى |
خلف الظلام وأطفأ المصباحا |
كي لا يمكن راصداً من فعله |
أو كاشحاً لريائه فضاحا |
فكأنه والرزق ضاق بوجهه |
جعل الرياء لبابه مفتاحا |
أمن الفضيلة أن تخادع غافلا |
لولا الخديعة ما سقاك قراحا |
ومقابل بالخدع خدع جليسه |
كل تجنب منهما الإفصاحا |
يتجاملان كخائفٍ من خائف |
يخشى عواقب سره لو باحا |
لو ينطق الإثنان عما أخفيا |
لرأيت ميناً في الحديث صراحا |
يمشي مع الأغراض طوراً مغرماً |
بالطعن فيك وتارة مداحا |
وتكاد تسكره الوشاية بامرئ |
كالمحتسي من خمرةٍ أقداحا |
هذا هو القرح المبرح داؤه |
ولرب قرحٍ حير الجراحا |