ومعشرٍ عرفتنا الحادثات بهم |
إن التوسل في إرشادهم سرف |
لا تتعب الفكر فيهم إنهم سلكوا |
مسالكاً ما لهم عنهن منصرف |
إذا هم أمنوا البلوى فعندهم |
سيان إن عاش هذا الناس أو تلفوا |
يبنون في كل يومٍ من وساوسهم |
صرحاً يباري الثريا فوق غرف |
إني لأعلم منهم بالذي فعلوا |
لكنني لم أجادل من به صلف |
من شأن كل وضيع في خليقته |
يرى الوضاعة في الدنيا هي الشرف |
تركتهم بعدما لم يبق لي أملٌ |
فكان لي عنهم في عزلتي خلف |
وما أسفت على فعلي فليس على |
من لا لهم قيمةٌ لو عفتهم أسف |
إن الزمان كفيلٌ في نكايتهم |
فسوف يحصي عليهم كل ما اقترفوا |
هي الليالي فما في وعدها خلف |
إذا توانوا ولا في حكمها جنف |
وإن هي استهدفتهم في عقوبتها |
فإن كل أثيمٍ نفسه هدف |
وكيف يسلم من غاراتها عزلٌ |
أقوى وليس له من حوله كنف |
فلا يهمك إنكار الألى صخبوا |
إذا الحقيقة فيما قلت تعترف |
وهل يعطل سير البدر حاسده |
لو قال من حنقٍ في وجهه كلف |
والناس كالطير منها في حواصلها |
زهر النبات ومنها أكلها الجيف |
والفرع يخرج ما في أصله وكذا |
لا يخبث القول ما لم تخبث النطف |
قد كنت يا صاح أرجو أن أرى رجلاً |
من نفسه قبل كل الناس ينتصف |