عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالحسين الأزري > أيار شهرك بالكوارث مفعم

العراق

مشاهدة
510

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أيار شهرك بالكوارث مفعم

أيار شهرك بالكوارث مفعم
أبقيتها ذكرى يغص بها الفم
وفظايع الأيام تبقى مثلما
تبقى السمات وإن تعفّى الميسم
لست ابن يومك بل عصارة فترة
كان الهوى في ظلها يتحكم
مضت السنون وأنت في أحشائها
كجنين فاجرةٍ أتاها مجرم
وعلى خطاياها نموت وهكذا
شأن البغي باثمها تتوحم
حتى إذا حان المخاض بليلة
ليلاء والرقباء عنها نومُ
عصفت بيومٍ جئت فيه بوارحٌ
لا الدمع خفف لفحهن ولا الدم
وتحولت بغداد كهفاً موحشاً
فيه بدا من كل شق أرقم
رفعت أبالسة الظلام رؤوسها
في جوفه والكهف داج مظلم
لم تلق الا خائفاً من أهلها
فكأن فيها كل شخصٍ مجرم
يتهامسون وفي العيون تطير
من ذعرهن وفي الوجوه تجهم
غلب الصموت عليهم فلو اكتفوا
بالحدس والإيماء لم يتكلموا
لم يمض ليلٌ غارقٌ في شؤمه
إلا وأعقبه صباح أشأم
قل للطعينة في أسنة أهلها
عقم العلاج وما لجرحك بلسم
تركوك للأقدار كالمضنى الذي
في جسمه انتشر الدم المتسمم
بغداد عفواً فالحقيقة غايتي ال
مثلى وقولي ليس فيه تهجم
لو تفصح الإجرام عنك وعنهم
قالوا زبانية وأنت جنهم
أو ترجع الموتى إليك لأيقنوا
أن المنية من حياتك أرحم
نسجت بك الفوضى خيوط ظلامها
حتى تغشى الشمس لونٌ أقتم
هذي نتائج حانةٍ بك أفسدت
في عصرها الكرم الذي هو حصرم
ملأت بنشوته المسامع بعدما
سمته خمراً وهو صابٌ علقم
وبنت على تلك الدعاية كذبها
والكذب ما يبني عليه يهدم
فكأنها الألغام فيك تفجرت
وكأنما أهل البلاد المنجم
لا تأخذنك رأفةٌ في مجرمٍ
فالجرم صفحك عنه جرم أعظم
وفساد هذا الناس رؤية بعضهم
للآثمين كأنهم لم يأثموا
هم كلما رأوا الجرائم سيطرت
قالوا لجانيهن أنت الضيغم
وعجبت ممن شن غارته على ال
وطن الذي بظلاله متنعم
وأثار حرباً كان عنها في غنى
لولا فؤادٌ بالرياسة مغرم
قد دبرتها في الخفاء عصابةٌ
والشعب لم يعلم بما قد أبرموا
كانت أوامرهم كآجال الورى
لم يعرهن تأخر وتقدم
خلت الوطاب فلا ضمير برادعٍ
عما جنوه ولا فضيلة تعصم
غرتهم الفوضى التي بعثتهم
فتنطعوا في ظلها وتنعموا
للحرب قادتهم وحين تورطوا
جهلاً بعاقبة الأمور تندموا
أين الذي اختار الفرار وعنده
أن الفرار من الجهاد محرم
من كان يؤمن مثله بجهاده
لم يعنه غير الشهادة مغنم
لم لم يواسي الخائضين غمارها
من راح بين جموعهم يتزعم
جيشٌ يساق وما له من عدةٍ
ودم يراق وما له مستعصم
في كل مجتمعٍ تعج ثواكلٌ
بثبورها وبكل حي مأتم
عبدالحسين الأزري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/01/10 01:17:08 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com