سعى في الندى في أباريق صرخد |
مشعشعةً تجلو الدجى في التوقد |
هبوا أنها قد غير المزج لونها |
ألم تك في وردية اللون ترتدي |
عقاربها عقر الهموم وخمرةً |
بها تخمر الألباب من كل مرشد |
شمول وما الريح الشمال إذا سرى |
بأطيب منها حين تجلى على الندى |
تضوع مسكاً حين تجلى كأنها |
خلائق وادٍ رن في كل مشهد |
مليك ملوك الأرض دون مقامه |
غياثٌ لملهوفٍ وغيثٌ لمجتدي |
حوى خير أخلاق بها كان واجداً |
يحدث عنها من يروح ويغتدي |
أرى العرب فاقوا حين تمسي إليهم |
كما فاق عدنان لعليا محمد |
جواد لأصناف المحاسن محرز |
إذا ما جرى في كل حلبةٍ سؤدد |
وليث إذا ما الحرب تسعر نارها |
يخوض لظاها بالحسام المهند |
محاسن لوعددتها الدهر كله |
لأعيت ولم تحصر بنظم تعدد |
سوى أنه فرد الورى جم مفخر |
قليل العدى وفر الندى عذب مورد |
له همم يسمو بهن محاولاً |
أقامته ما بين نسر وفرقد |
وعزمٌ به يعتاد أن يلمس السهى |
ويختال من أسدى الثرى كل ملبد |
وبأس فلو ترمي به جلمد الصفا |
تداعى ولا يقوى له جنب جلمد |
وحلم فما رضوى يوازن حلمه |
إذا عظمت يوماً أساءة معتدي |
فلو أنصفته العرب والفرس في العلى |
لألقت له أيامها فضل مقود |
وقد خطبت فوق المنابر باسمه |
وسكته ضرباً دنانير عسجد |
فلست أظن الدهر يأتي مثله |
يحاكي علاه في لسان وفي يد |
فدونك يا وادي المفاخر مدحةٌ |
حداني بها حق الإخا والتودد |
ودم سالماً من كل ريبٍ ونكبةٍ |
وأرغد عيش لم يشب بتنكد |