عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > عبد الحليم المصري > أيُّ صوتٍ أثارَ بينَ الدّيارِ

مصر

مشاهدة
381

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أيُّ صوتٍ أثارَ بينَ الدّيارِ

أيُّ صوتٍ أثارَ بينَ الدّيارِ
شجنَ الراقدينَ والسُّمارِ
طار خلفى صداه يقتدح الأفقَ
ويُورِى زَنَادَه بالشَّرارِ
فتلفتُ مفزَعاً عن يمينى
فإذا صارخٌ زقَا عن يَسارى
قلتُ من أنتَ قال حيٌّ يرجَّى
ثم يمَّمته فقال حذارِ
فرمى الخوفُ فى ضلوعى قلباً
همَّ لولا ما فوقَه بالفرارِ
قال من أنت واشرأبَّ قليلاً
قلتُ سارٍ فقال مَن قلتُ سارِ
وتقدَّمتُ أَوهم النفسَ بالأمنِ
وأرى الفؤاد بالأوطارِ
فاذا فى مدارِج الليلِ جسمٌ
شاحب اللَّونِ غامض الأسرارِ
فاضَ من رقةِ النسيم حنانا
واختفى دِقةً عن الأبصارِ
قلت من أنتَ هل من الجن هاذٍ
أم من الانس راكضٌ للشِّجارِ
أم قتيلٌ مضرَّج بدماء
أم غريبٌ معفَّر بغبار
أم طريحٌ أم مغرمٌ أم جريحٌ
من بنى الحربِ أم صريعُ عقُار
وتشجعتُ ثم قلتُ له انهض
وأبِن لى عن هذه الأطمار
قال دعنى لما أنا ابنُ سبيل
أو غريبٌ ولا من الأشرار
إِنا هذا الذى تجافاه قوم
يملأُون الصدور بالأحجار
ضيَّعونى فكدت أبتاع نفسى
إن يُتَح لى من الخلائقِ شار
وقف الموت بين نفسى وبينى
فكلانا عن بعضِه متوار
أنا مَن ماتَ والداه ولم يلقَ معيناً
أنا اليتيمُ العارى
لستُ أدرى أصرتُ ظلاً لظلى
أم شِعَاراً لذلَّتى وانكسارى
إن أطالع أخا اليسارِ يبادر
نى بشكوى الزمان والإعسار
غيرَانى أرى القناعة تكفى المرء
ذلَّ السؤَال دون اليسار
لم يُقلنى عمّى ولم يرعَ خالى
سوءَ حالى ولم يَعُلنى جارى
ولو أنى وجدتُ روضةَ علم
فتَحت بابَها لجانِي الثِّمار
لم أبت فى الطريق والليلُ داجٍ
ودَّ منى لو يختفى بالنهار
عرضت لى المنى خلالَ المنايا
ما انتفاع الغريق بالجِلّنار
وجرت دمعةٌ على الخدِّ منه
من بناتِ الغمام فوق البَهار
حسرةًُ أُهرقت على مجد قوم
لم يصونوا حتى حقوق الجوار
فتقدمتُ فى الظلام والقيتُ عليه
من الحنوِّ دثارى
وحملتُ اليتيم لستُ أبالى
من رَآنى أعدُو به نحو دارى
وتلمَّستُ لليتيم حياةً
من مماتٍ وعصمةً من دمار
ووقفتُ الغداةَ أبكي واستبكى
عليه القلوبَ بالأشعار
تلك حال الفقير فى مصر ليست
مثلَها فى سوائر الأمصار
إنَّ دارَ الفقيرِ ملأى نبوغاً
وكذا الدُّر فى زوايا البحار
يا كنوزَ الأَموالِ كونى رغاماً
أو فكونِى حجارةً من نار
ما انتفاع الوادى الجديب بما في السحب
إن لم تغثه بالأمطار
ما انتفاع العينِ البصيرةِ بالشمسِ
اذا لم تشرق على الأبصار
ما انتفاع الأزهار بالطلِّ إن لم
تجرِ أنداؤه على الأزهار
يا بنى مصر إنَّ فى مصر أيتا
ماً كبار الآمالِ والأوطار
علِّموهم فربما جارَوا النا
س وجاؤا بالمعجزاتِ الكِبار
إنَّ أسلافكم أقاموا بمصرٍ
أثراً خالداً على الأدهار
تلك اهرامهم يتهِن على الخلد
ويأبينَ طاعةَ الأقدار
والتهاويل والدُّمى والتصاوير
حفاةٌ على الزمان عوار
كمواليدِ ساعةِ استطلعتهنَّ
عيونُ العوَّاد والزوار
صامتاتٌ كأنها ناطقاتٌ
عن خوالى العلا وماضى الفخار
إنما نحن فى ربيع من العيش
وفي أنجمٍ من الأفكار
عبد الحليم المصري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/01/17 11:58:16 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com