سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ | |
|
| ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ |
|
وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها | |
|
| وَاِصبر فَقَد كُنتَ الخطب تَصطَبِرُ |
|
وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ | |
|
| فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ |
|
وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ | |
|
| فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ |
|
إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ | |
|
| فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ |
|
كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة | |
|
| وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ |
|
فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه | |
|
| وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ |
|
وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ | |
|
| فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ |
|
وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ | |
|
| إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا |
|
مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو | |
|
| عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ |
|
سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً | |
|
| وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ |
|
لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها | |
|
| لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ |
|
يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً | |
|
| لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ |
|
وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ | |
|
| صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ |
|
هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ | |
|
| إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ |
|
قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها | |
|
| وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ |
|
فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ | |
|
| وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ |
|
وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ | |
|
| وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ |
|
وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني | |
|
| أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ |
|
لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به | |
|
| عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ |
|
ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ | |
|
| وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا |
|
قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ | |
|
| مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ |
|
يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا | |
|
| وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا |
|
إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ | |
|
| فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ |
|
مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ | |
|
| بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ |
|
أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ | |
|
| أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ |
|
لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ | |
|
| فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ |
|
وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ | |
|
| وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ |
|
رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ | |
|
| فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ |
|
وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا | |
|
| عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ |
|
ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ | |
|
| فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ |
|
وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن | |
|
| أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ |
|
ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ | |
|
| يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ |
|
أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها | |
|
| نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ |
|
كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة | |
|
| تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ |
|
سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت | |
|
| فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ |
|
لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة | |
|
| لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ |
|
وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي | |
|
| آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ |
|
إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها | |
|
| نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ |
|
جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً | |
|
| فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ |
|