عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > عبد الحليم المصري > أَفلا غُدوٌ فيكِ بعد رواحِ

مصر

مشاهدة
432

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَفلا غُدوٌ فيكِ بعد رواحِ

أَفلا غُدوٌ فيكِ بعد رواحِ
يا ليلةً خُلِقت بغيرِ صَباحِ
لم ندرِ عقبَى المدلجينَ بجنحِها
وبأيِّ حيٍّ هم وأيِّ مراح
هل عادَ من سارٍ فيخبرنا بما
ألفَى بها من خيبةٍ وفلاح
بئسَ الحياةُ من السَّرابِ موارداً
أعيت قرارتُها على المتَّاح
يا مطفئاً منها لوافحَ صدرِهِ
إهنأ بوهمٍ فى المياه قراحِ
يتملأُ النشوان من غمراتهِ
والموت صاحٍ وهو ليس بصاح
ويظل يمزح فى الحياة ودونَها
يوم تؤخّره لغير مزاح
عجباً يُتاح لذى السَّعادةِ موتُه
ولذى الشقاءِ أراه غيرَ مُتاح
صَدَعَ الكنانةَ قَلبَها نبأٌ اذا
بلغَ الظُبَى هُزمت بغيرِ كِفاح
صُمَّ العفاةُ بهولهِ وتسلَّلت
أرواحُهُم فزعاً من الأشباح
واسترسلت مغزاهُ حتى كَدَّرت
صفوَ الشَّرابِ عليَّ فى الأقداح
ولقد عَمَرتُ مع النَّديم كأنَّنا
متواعِدَان عَلَآ شُعاعِ الرَّاح
يا نور أذهَبَهُ الظلام أهكذا ال
إِمساءُ بمحُو آيةَ الإِصباح
كم ذا تبلَّجَ من جبينك فى الدُّجى
نورٌ غنيتِ بهِ عن المِصباح
بسناً اذا شَمَل المحيطَ وميضُه
تغنَى السفينُ بهِ عن الملاَّح
أدركتِ اسماعيلَ فى ريعانهِ
وشهدتِ عَهدَ الملك بالأفراح
أيامَ كان البدرُ يُنزل سعدَهُ
مِن غرَّتيكِ منازلَ الأَوضاح
والناعمات الحور يخلسن الشَّذى
عن عابقٍ لك بالشَّذَى نفَّاح
وقد ارتبطن بأمر عينكِ خفيةً
وغنينَ بالنَّجوَى عن الإفصاح
أيامَ كنتِ اذا تمثَّلَ خاطرٌ
لكِ خطَّه المقدارُ فى الأَلواح
أدركتِ ما لا أدركته زبيدةٌ
وشهدتِ غبطةَ زوجكِ المِفراح
وبلغتِ ما بلغَ النِّساءُ من العُلاَ
عند الملوك بعفةٍ وصلاح
يا مُلكَ اسماعيلَ تلك بقية
تبعتك فى مصرٍ بكلِّ سَماح
ولكم روت عنكَ الأحاديثَ التى
قَصَعت بذكرك غُلَّةَ الملتاح
وتبلَّجت فيها عُلاكَ بأوجهٍ
ملءِ الخواطرِ والعقول صِباح
أحسينُ حسبك من حنانِكَ نظرةٌ
تُغنى بقيمتِها عن الأنواح
منعَ اتباعُك للنبيِّ لداتَها
أن يتَّشحن من الأسى بوشَاح
لو كان يُغنى الدَّمع عنها لم نَذَر
فى العينِ معنًى للدَّم النَضَّاح
لك فى اشتغالِكَ بالرَّعيةِ سَلوةٌ
عن أن تطيعَ لآمر الأَتراح
يا أُمَّ من ملكَ الرقابَ بعدلِهِ
أَلعدلُ بعد السيف خَيرُ سِلاَح
ما مات من كان الحسينُ وليدَه
محيى البلادِ ومخصب الفلاَّح
خضعت لهُ مصرٌ خضوعَ قضاعة
فى باسِها لجذيمَة الوضَّاح
لولا تدارك بالرويةِ عرشَها
سقطت أمىُّ على يدِ السَّفاح
ود الملائكُ لو يحودُ عليهمُ
بنظير موتكِ قابضُ الأرواح
زَحَموا بمشهدك الفضاءَ وضيّقُوا
رحبَ البطاحِ على خُطى المجتاح
وغنيتِ عن وَهَجِ الحُلاَ بمكارمٍ
نعمَ المكارمُ زينة الصُّلاح
تاجرتِ فى الدُّنيا بهنَّ فحاسِبي
رضوانَ فى الأُخرَى على الأَرباح
ولقد تضمَّن قبرُك الأسمَى ندًى
أّذرَى بفضل الوادق السَحَّاح
جناتُ عدنٍ عِندَ أمركِ فافتحِى
أبوابَهنَّ بغيرِ ما مفتَاح
عبد الحليم المصري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/01/18 12:25:58 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com