|
| أم فيكَ تسكبُ لفظىَ الأقلامُ |
|
يا واحداً أودَى فدالت دولة | |
|
|
أرضيتَ حكمَ الموتِ غيرَ معارضٍ | |
|
| وعَلَى يديك النَّقضُ والإبرام |
|
نزلت على لغةِ الكتَاب بليَّةٌ | |
|
| وأصيبَ فى كتَّابه الإسلام |
|
وتعمد القدرُ القضاءَ فغاله | |
|
| وعلى القضاة تعدَّتِ الأحكامُ |
|
وتعثّر القلمُ الذى راضَ العُلاَ | |
|
| وجَرَى عليه الوحىُ والإلهام |
|
قَلَمٌ اذا رَكِبَ البنانَ مَشَى الهُدَى | |
|
|
مُرٌّ فان أرضيتَه فحلاوةٌ | |
|
| قَصَعت بذكرك غُلَّةَ الملتاح |
|
ينتاش أروِقَةَ السماءِ ويُرتجَى | |
|
| عند القضاءِ له منًى ومَرَام |
|
البيضُ فيهِ قواطعٌ والجندُ فيهِ | |
|
|
تتدفّقُ الأَرزاقُ عَن جَنَبَاتِهِ | |
|
| وتعيشُ تحتَ شباتِهِ الأقوام |
|
فى شقّهِ قَدَرٌ وفى تجويفهِ | |
|
| خَبَرٌ وتَحتَ شبَاتِهِ صمصام |
|
ما بينَ أعلاهُ وأسفله مَدىً | |
|
| كالعينِ تحوِى الكون وهُو جسَام |
|
تجرى بريقتهِ المنايا والمُنى | |
|
| وعلى شباهُ تقدَّر الأَقسام |
|
ومنضنضٍ مجَّ الزُّعافَ لسانُه | |
|
| غَضَباً وصرَّف جأشَهُ ضرغام |
|
فاذا تبسَّم فالزمانُ أصائِلٌ | |
|
| واذا تجهَّم فالزمانُ ظَلام |
|
أما البلاغةُ فهى فيه سَجيَّةٌ | |
|
| أمَّا الرويةُ فهى فيهِ لزام |
|
يتعمَّد الأَمل البعيد وعنده | |
|
|
وله بظهرِ الغيبِ عينٌ لم تزل | |
|
| يَقظَى وحرَّاس الزمانِ نِيَام |
|
فاذا جرى وشَّى الغمامُ طروسَه | |
|
|
وتسقّطت قِطَعُ الرياضِ صريرَه | |
|
| وسَرت الى أطيارها الأَنغام |
|
قصرت خُطاه وطالَ فى إدراكها | |
|
| رأىُ الحكيم وكلّتِ الاقدام |
|
كَسرَ الردَى تلكَ القناةَ صليبةً | |
|
| ورَمى الشجاعَ الاحوذيَّ حِمام |
|
وخلا المكرُّ فكل ذئبٍ ضيغمٌ | |
|
| إِن لاحَ فيهِ عنت اليهِ الهامُ |
|
يا أحمدُ انهض وارثِ نفسَكَ ثمَّ نم | |
|
| فقد اشتكى النُّثَّارُ والنُّظَّام |
|
وقَفُوا لذِكركَ خاشعينَ كأنَّما | |
|
| وقفَ الحجيجُ وأوشكَ الإِحرام |
|
متهيّبينَ جلالَ أبلجَ لم يزل | |
|
| مستشفعاً بضيائِه الإِظلام |
|
ويح الثَّرى إِنَّ الثلاثةَ أذرعٍ | |
|
|
اليوم أيقظكَ المماتُ من الكرى | |
|
| فرأيتَ كيفَ تولَّتِ الأحلام |
|
والناسُ تبقى بعدَهم أرواحُهم | |
|
| وتبيدُ فى أكفانِها الأجسام |
|
إنَّ الحياةَ صحائفٌ مسطورةٌ | |
|
| والناسُ فى طياتِهنَّ كلام |
|
رجُلٌ تُشَيّدُ ذكرَه حسناتُهُ | |
|
|
والمرءُ ليسَ بمخفقٍ فى سعيهِ | |
|
| ما دامَ رائدَ عزمهِ الإِقدام |
|
يا راحلاً وله على أُم اللُّغى | |
|
| نِعَمٌ تضيقُ بحصرها الأرقام |
|
لو أنصفتك الباقياتُ لسجَّلت | |
|
|
فى كلّ يوم يستبدُّ بدمعِنا | |
|
| قَدَرٌ وينزِلُ بالإِمامِ إِمام |
|
أبكِى على القومِ الغداةَ وفى غدٍ | |
|
| يُبكَى عليَّ وهكذا الأيام |
|
إن الأُلى منعُوا النفوسَ دموعَهُم | |
|
| وبَكوا على إخوانِهِم لكرام |
|
والخلقُ أعجبُ ما يُرى فحياتُهم | |
|
|
يا سعدُ إِن أخَاكَ يوم قَضَى قضت | |
|
|
ليس اصطباراً أن تجفَّ دموعُهُم | |
|
| إِن المآتمَ فى القلوبِ تُقَام |
|
أشبالُ مصرَ وأنتَ أنتَ أبوهمُ | |
|
| قد أيقظوكَ عَلَى العرين وناموا |
|
لولا ملكتَ نفوسَهم فَعصَمتَها | |
|
| من حزنها لسفت بها الأسقَامُ |
|
ليسَ الإِخاءُ تقرُّباً وتحبُّباً | |
|
| إِنَّ الإِخاءَ عواطفٌ وذِمَام |
|
تلك الجنادلً قد توسَّدَ مورَها | |
|
| بَدرٌ بأكفانِ السَّحابِ تمام |
|
إنَّ النعيمَ وأهلَهُ أولى بهِ | |
|
| فعليهِ فى أهلِ النَّعيمِ سَلام |
|