أيهنيك أن أبكى وعيشك يبسمُ |
ويرضيك تبريحي وأنت منّعم |
مضى العمر لم أدرك به يوم ماجد |
وأنت على طول الحياة مكرّم |
وجميع لنفسي أن أرى منك فرقدا |
وأنت الثرى تعلو عليّ وتعظم |
وفي قسمة الأرزاق عدل وإنما |
هنالك سرّ في السماء وطلسم |
فياربّ محروم من الرزق محله |
لكل عباد الله خير وأنعم |
وفي قلبيه المقهور نفس نبية |
تحدّث عن سر القضا وتترجم |
ورب حظيظ ليس يدرى غباؤه |
أجنة خلد عيشه أم جهنم |
إذا الناس لم تنقم من الديب حاقدا |
فللذنب تلو الذنب الله ينقم |
أأكفر من بؤسي بأحكام خالقي |
كفى بي رزقا أنني الدهر مسلم |
لمست حدود الأربعين وكلها |
لعيني كغضبات البراكين مظلم |
إذا عظمت بأساء عيشي ومحنتي |
فصبري على البأساء أقوى وأعظم |
ولست كما ظن العواذل خاملا |
ولكنني في صرعة الموت مرغم |
إلى وثبات فوق رأس نوائبي |
وإلا فإني دونها سوف أعدم |
فليس بحّيّ من يرى متسوّلا |
ومن دونه الأوشاب تغنى وتغنم |
إذا المال لم يشف الغليل من امرىء |
فاشفى من المال المنية والدم |
وإن أنت لم تدرك حنانا لعيشة |
فإن الردى أحنى عليك وأرحم |
رضيت رضاء الحاقدين وإنه |
لأولى لنفسي في الحياة وأسلم |
فإن لم يفدني فارقبوني جريمة |
إذا عاش في مصر صفيق ومجرم |