عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > بدوي الجبل > إيه حكيم الدّهر

سورية

مشاهدة
5197

إعجاب
7

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إيه حكيم الدّهر

حلي النديّ كرامة للرّاح
عجيا اتسكرنا وأنت الصاحي
لك في السرائر بدعة مرموقة
أنس المقيم وجفوة النزّاح
مجد كآفاق السماء اذا انتهت
منه نواح بادهت بنواحي
الدّهر ملك العبقريّة وحدها
لا ملك جبّار ولا سفّاح
والكون في أسراره وكنوزه
للفكر لا لوغى ولا لسلاح
ذرت السّنون الفاتحين كأنّهم
رمل تناوله مهبّ رياح
لا تصلح الدّنيا ويصلح امرها
إلاّ بفكر كالشعاع صراح
مرح على كيد الحياة وأهلها
يلقى شدائدها بأزهر ضاح
خير العقائد في هواي عقيدة
شمّاء ذات توثّب وجماح
تبني الحياة على هدى إيمانها
و العقل مثبت غيرها والماحي
سكرى العقيدة أين من آفاقه
سكر العيون وأين سكر الراح
ملك الحياة فخلف كلّ ثنيّة
لليأس يكمن منه ألف طماح
شرف المعارك بالجراح وبالردى
فبدار قسطك من أذى وجراح
واحمل بكفّيك الحياة تحدّيا
منها لأول معتد بالسّاح
ألعمر من غيب القضاء خبيئة
فابسط مصون كنوزه بالرّاح
لا تشك من قصر الحياة فربّما
أغنت إشارتها عن الإفصاح
سفر الحياة إذا اكتفيت بمتنه
أغناك موجزه عن الشرّاح
واختر لنفسك ميتة مرموقة
بين النّجوم على الأديم الصاحي
للموت في اللجج العميقة رهبة
شمخت بسؤددها على الضحضاح
حوّطت بالله العقيدة من أذى
خرقاء فاجرة اليمين وقاح
سكرت على كرم النديّ وعربدت
فاليوم لا خمري ولا أقداحي
لهو العيون ولا أقول قذاتها
وكل تكلّف زهوة المجتاح
مترنّح العطفين من خيلائه
ماذا تركت لغارة وكفاح
الله يعلم ما أردت شماتة
بمصرّعين من العياء طلاح
تأبى الشماتة في الضّعيف شمائلي
و تعفّ عن شلو الجريح صفاحي
وأنا الذي وسع الهموم حنانه
و بكى لكلّ معذّب ملتاح
أشقى لمن حمل الشقاء كأنّما
أتراح كلّ أخي هوى أتراحي
غسل الأسى قلبي وحسبك بالأسى
من غاسل حقد القلوب وماحي
ووددت حين هوى جناح حمامة
لو حلّقت من خافقي بجناح
حبّ قد انتظم الوجود بأسره
أسد الشرى وحمامة الأدواح
***
أعمى تلفّتت العصور فما رأت
عند الشموس كنوزه اللّماح
نفذت بصيرته لأسرار الدّجى
فتبرّجت منها بألف صباح
من راح يحمل في جوانحه الضّحى
هانت عليه أشعّة المصباح
***
أمصوّر الدنيا جحيما فائرا
يرمي العصور بجمره اللّفّاح
هوّن عليك ففي النّفوس بقيّة
من رحمة ومروءة وسماح
خلف الخجير وعنفه ولهيبه
ما شئت من ظلّ وطيب نفاح
ضجّت ملائكة السّماء بساخر
مرّ الدعابة شاتم مدّاح
السخر فيه إذا أخذت بكفره
كالسخر حين تراه في النصّاح
نكب العقائد والطّباع فيا لها
فتكات حتف كالقضاء متاح
وعدا على حرم السماء فيا له
فنحا أطلّ به على الفتّاح
عرّى السرائر والنّفوس ممزّقا
عنهنّ كلّ غلالة ووشاح
وجلا المصون من الضمائر فانتهى
همس النّفوس لضجّة وصياح
إن يقس في نقد الطباع فلم تكن
ترجى لرحمتها يد الجرّاح
إيه رهين المحبسين ألم يئن
إطلاق مأسور وفكّ سراح
ظفرت برحمتك الحياة وصنتها
عن كلّ ناعسة الجفون رداح
أتضيق بالأنثى وحبّك لم يضق
بالوحش بين سباسب وبطاح
يا ظالم التّفاح في وجناتها
لو ذقت بعض شمائل التفّاح
عطر أحبّ من المنى وغلالة
بدع فمن وهج ومن أفراح
هي صورة لله عزّ وجلّ جلاله
عزّت نظائرها على الألواح
***
منحت بقدرته النعيم ولوّنت
أنواره جلّت يد المنّاح
ليت الهموم العبقريّة هدهدت
بحنان طيّبة اللّمى ممراح
لو أنّها نزلت على نعمى الهوى
نزلت مدلّلة بأكرم ساح
حرم على عسر الزمان ويسره
و حمى أمين السرب غير مباح
ما أحوج العقل الحكيم وهمّه
و سع الحياة لصبوة ومراح
ولمن تدلّله وتسكر روحه
عند الهجير بظلّها النفّاح
أنثى إذا ضاقت سريرة نفسه
طلعت بآفاق عليه فساح
تسقى الهموم إذا وردن حنانها
بمعطّر كالسلسبيل قراح
وتردّهنّ عرائسا مجلوّة
كندى الصباح وكنّ غير صباح
للعبقريّة قسوة لولا الهوى
عصفت بكلّ عقيدة وصلاح
رعناء إن ترك الجمال عنانها
طاحت بفارس متنها الجحجاح
ما للشراع على العواصف حلية
إن لم تصرّفه يد الملاّح
***
إيه حكيم الدّهر أيّ مليحة
ضنّت عليك بعطرها الفوّاح
أسكنتها القلب الرّحيم فرابها
ما فيه من شكوى ورجع نواح
جرحت إباءك والحياء فأقفلا
باب المنى ورميت بالمفتاح
لو أنصفت لسقتك خمرة ريقها
سكر العقول وفتنة الأرواح
ولأسعفتك على الهوى بمعطّر
بالحسن لا بشقائق وأقاح
لا تخف حبّك بالضغينة والأذى
الحبّ جوهر حقدك الملحاح
وأطل هجاءك ما تشاء فخلفه
غرر منضّرة من الأمداح
العبقريّة والجمال تحدّرا
من نبعة وتسلسلا من راح
أخوان ما طلع الضّحى لولاهما
إلاّ على العبرات والأتراح
الظاّلمان المالكان ونعمة
ما أسلفا من زلّة وجناح
إنّ التي حرمتك نعمة حبّها
و أبيك عار كواعب وملاح
لو كان في يديّ الزّمان وسرّه
و أعنّة الإمساء والإصباح
في مشهد تكسو الوفود رحابه
و يغصّ بالغادين والروّاح
لنزعت فتنتها وسحر جفونها
و محوت نور جبينها الوضّاح
ونثرت جوهر ثغرها من عقده
فصحاحه العطرات غير صحاح
ورددت للسبعين ريّق عمرها
و الحاليات من الصبا الممراح
وجلوت مرآتي .... فندّت صرخة
كلمى وغطّت خزيها بالرّاح
حتّى إذا أتمت ذلك كلّه
أشرفت انظر نظرة المرتاح
فثأرت من ظلم الجمال وربّما
شمتت جراح في الثرى وأضاح
وإذا رأيتك ضقت فيه تنكّرت
للجدّ منه دعابتي ومزاحي
***
الوحدة الكبرى تهلّل فجرها
بظلال أبلج ذائد نفّاح
هذي العروبة في حماك مدلّة
ريع العدوّ بها وضاق اللاّحي
الأزرق الرجراج حنّ لرملة
في الدّجلتين نديّة مسماح
ورأى الكنانة إن تماجدما جدت
بالعاص لا بمنى ولا بفتاح
سمعا حكيم الدّهر فهي قصيدة
و أبيك بدع مغرّد صدّاح
عصماء إن شهد النديّ خطيبها
تركت فصاح القوم غير فصاح
بدهت شواردها العدى بكتيبة
خضراء تلمع بالحديد رداح
هل في ثراك على المعرّة موضع
بين العيون لدمعي السحّاح
حنت النّفوس عليه تسكب حبّها
فجلت براح البيد غير براح
ما للجياد الأعوجيّة حسّرا
صرعى الهجير على المدى الفيّاح
فاعذر إذا لم أوف مجدك حقّه
لجج الخضمّ طغت على السبّاح
بدوي الجبل
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2007/03/01 12:57:33 مساءً
التعديل: الثلاثاء 2024/01/30 12:39:32 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com