جنيت من خدها وردا ونسرينا |
ومن مراشفها شهدا وزرجونا |
غداة زارت بلا وعد ولا أمل |
يوما لقد كان عيد الدهر ميمونا |
صافحتها فرأت يمناي راجفة |
والوجد اظهر في وجهي تلاوينا |
ورمت رمانتيها فانثنت غضباً |
وقطبت حاجباً كالنون مقرونا |
فنبهتني لحفظ الحب من دنس |
وذكرتني عهداً قط ما شينا |
لكن اضل رشادي سحر مقلتها |
يا رب ثبت علي العقل والدينا |
افدى عفافاً تحتله شمائلها |
صان الجمال وزاد الحسن تحسينا |
هيفاء يحسد بدر التم طلعتها |
ويعشق الغصن من أعطافها اللينا |
رخيمة الدل كحلاء الجفون حوت |
ملك الجمال وزادت فيه تمكينا |
يحار في وصفها فكري ولا عجب |
ان حيرت بمعانيها المحبينا |
ان قلت حورية ابدت لواحظها |
معنى من الغنج يسبي الخُرد العينا |
أو قلت بدر رأيت البدر ذا كلف |
حلف السرار وبالنقصان مرهونا |
أو قلت درة غواص فمبسمها |
مازال يخجل عقد الدر مكنونا |
لكنها فتنة للناس مرسلة |
تبلو الشجي وتستهوى الخليينا |
حتى متى يا فؤادي انت منعكف |
على الهوى لاتزال الدهر مفتونا |
هو الغرام فسل عنه معانيه |
كم ذا تعنى وذاق الذل والهونا |
كثير عزة غال الحب عزته |
وقيس ليلي دعاه الناس مجنونا |
فخل عنك التصابي واتئد فلقد |
لاح المشيب يجلي فودي الجونا |
واستغفر اللَه مما قد ولعت به |
أيام كان الصبا يا قلب يغرينا |