يا والدي قد جفانا بعدك الوسن |
وغال افلاذنا التبريح والحزن |
كنا على حذر من طول بينك يا |
مولاي حتى دهانا بالاسى الزمن |
سريت تقصد حجّ البيت ممتلئاً |
شوقاً تهيج به الأحشاء والبدن |
وبعد أن نلت ما ترجو وقد قُضيت |
تلك الفروض ببيت الله والسنن |
وافاك ثم قضاء اللَه وا أسفي |
عليك يا سيداً تُمحى به الأحن |
ما زلت تذكر أحباباً هناك قضوا |
حتى توسّدت في المعلى الذي قطنوا |
لك الهناء بذياك الجوار فكم |
تهمي العطايا على من فيه قد دفنوا |
لكن لنا من نواك الحزن اجمعه |
يغشى ضمائرنا والوجد والشجن |
أشكو نواك وما الشكوى بنافعة |
ما بعد بينك إلا الكرب والمحن |
صَبَرت قلبي وما يجدي تَصبُّرهُ |
ان الحزين بفقد الصبر ممتحن |
وكيف يملك صبراً واجد دنِف |
قد غاله المتلِفان الهمّ والوهن |
لو يقبل الموت منا فدية لغدا |
لك الفدا معي الاهلون والوطن |
لكنما الكون مجراه إلى عدم |
محض فلا زخرف يبقى ولا سكن |
والموت حتم على كل الأنام فما |
ينجي من الموت أقدام ولا جُبُن |
ولا حصون منيعات مشيدة |
ولا سهول وسيعات ولا قنن |
يا منتقى علماء الأرض قاطبة |
ومن به يتباهى الفضل والفِطَن |
لِلّه كل لك في نشر العلوم يد |
بشكرها يتواصى السر والعلن |
وكم لعلياك في الفتيا مآثر لا |
تفنى وكم لك في فصل القضا مِننَ |
وكم وكم لك في الأحكام من حكم |
بذكرها يتناغى الشام واليمن |
لك العدالة طبع والتقى خلق |
وعزة النفس برد ما به درن |
وإنما الفخر كل الفخر يجمعه |
علم به العلم المبرور مقترن |
قد كنت بين رجال العلم منفرداً |
بنصرة الدين إذ عاثت به الفتن |
لم تخش في اللَه يوماً لوم لائمة |
ولم يشب أبداً اخلاصك الضَغَن |
وكيف تبغي هوى نفس وانت على |
شريعة المصطفى الغرّاء مؤتمن |
وكنت أجود من صوب الغمام يدا |
والكون عندك شيء ما له ثمن |
ما ينفع المرء ما يجنيه من نشب |
والقلب مفتقر والمال مختزن |
لم يُخلق المال إلا للنوال ومن |
ينفقه في الخير فهو الكيس الفطِن |
شمائل جدكَ الفاروق اورثها |
بحسنها كل من في الكون مفتتن |