يا دهر لو تدري بمن فجعتني |
لرحمتني مهما تكن جبارا |
افقدت عيني نورها وحشاشتي |
دمها وروحي روحها المعطارا |
افقدت يومي انسه ودجتني |
نبراسها وصباحي الاسفارا |
افقدت قومي شيخها وعميدها |
يوم النضال وليثها المغوارا |
افقدت أوطاني اجل رجالها |
علماً وحلماً واسعاً ونجارا |
صنوى الكبير محمد من كان لي |
من بعد فقد أبي أبا مغيارا |
من جوهر الإحسان صيغ وكم له |
في صنعه ما يعجب الابرارا |
لِلّه كم لك يا محمد من يد |
معروفها يجري وليس يجاري |
يا كامل الأوصاف قد البستني |
بنواك حزناً ينقص الأعمارا |
أبكي شمائلك التي لو صورت |
شخصاً لخالته الأنام نزارا |
عربية تجد العروبة عندها |
عزاً ومجداً باذخاً وفخارا |
أبكي مكارمك التي قد علمت |
عند الخصاصة قومك الإيثارا |
أبكي صلاحك والتصوف منك عن |
ذوق يفيض على الحجى أنوارا |
أبكي شجاعتك التي كانت لنا |
عند الشدائد عسكراً جرارا |
أبكي ابتهاجك بالضيوف كأنما |
قد ألبسوك من الحبور دثارا |
أبكي اهتمامك بالصديق كأن له |
حق الشقيق وان هفا أو جارا |
أبكي مجالسك التي كنا بها |
نستعذب الأبحاث والاسمارا |
لهفي عليك أخي وما يجدي الفتى |
طول التلهف والعيون حيارى |
ترنو لتبصر من خيالك لمحة |
متلفتات يمنة ويسارا |
هي لمحة المذهول لا رؤيا الكرى |
ليت الكرى من بعد فقدك زارا |
لولا الخيال وفضله لرأيتني |
كالجاهلين أعاتب الأقدارا |
طوراً احاوله فيعجزني كمن |
قد راح يرصد كوكباً غرارا |
ويسرني طوراً بشخصك ماثلا |
للعين اذ نتبادل الأنظارا |
فأخال أني في حياتك ما نأى |
عني سناك ولا بعدت مزارا |
ويلاه من فقد الأحبة أنه |
يوهي القوى ويضعضع الأفكارا |
ماذا احرر في رثائك يا أخي |
وقف الفؤاد على الرثاء فحارا |
ادعو القريحة ان تعين عواطفي |
لأعد في تأبينك الأسفارا |
فأحسها جمدت كأن الحزن قد |
أخنى على أقدارها وأغارا |
فعذرتها ولعل عذري واضح |
ولقد عهدتك تقبل الأعذار |
حياك ما بكت الحمامة الفها |
رب يكافيء مثلك الأخيارا |
وحباك من رضوانه ونواله |
ما ينعش الأرواح والأسرارا |