إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
طواني الليل يا أمي فأين حدائق الأحلام؟ |
وما السر الذي تخفيه بنت الغيم عند أميرها المسحور؟ |
أما حدثتني عن قصرها العالي |
وأزهار من البلور تغفو في حديقته |
وعن أطواق فلٍ فوق شرفته تعانق غيمة بيضاءْ |
لتنثر في يدي القبلات لما تخفت الأضواءْ |
وقلت بأنهم يبقون باب الليل مفتوحاً |
لتحملني لهم أرجوحة الأوتار حين أنامْ! |
حكيتِ عن النعيم على ربى الفردوس عن مفتاحه المفقودْ |
غمزتِ يدي لكي أخفيه تحت وسائد العتمة |
أراقبه يجوب خياليَ الوسنان أو يرتاح في غيمةْ |
ونمتُ أسابق الخطوات نحو نعيمه الموعودْ |
وبين يديك طفتُ الأفق عابرةً |
إلى قصرٍ و مرج ورودْ |
كبرتُ وقد تشظّى الليل في طاحونة الريحِ |
وتاه الحلم في إعصاره هلعاً |
وباتت وحدتي قصري وأوجاعي أراجيحي |
وتهتُ ولم تر الغيمات تحت وسادة الآلام تلويحي |
عرفتُ الخوف يا أمي وفي عينيّ ألفُ صباحْ |
فغال الليل خطوتها وأوقف رقصة الأرواحْ |
وتاهت في خطاه الأمنيات وضاع في طياته المفتاحْ |
تراودها طيور الحلم واجفة ولا تقوى على الإفصاحْ |
لماذا حين يملؤني سوادي تجفل الأحلامْ؟ |
تسافر فيّ أعماري وتكسر هدأتي الأرقامْ |
إذا ما طاف من حولي لكل هزيمة ساعِ |
إذا اصطفتْ على جنبيّ أوجاعي |
لتعزف في أتون الصحو إيقاعي |
لماذا عندما أحتاجها بالذات تهجرني |
فلا صحوٌ ولا أحلام |
رجوتُ الليل يمنحني ولو طيفاً من الذكرى |
فقد غادرتُ أحلامي على تنهيدة سكرى |
فكل رؤاي هاربة وكل طلاسمي أسرى |
وضاع رجاء آمالي على دوامة الفجرِ |
وذابت تحت وهج الصحو فيها شمعة العمرِ |
وظلت تمتمات الأمس بين دفاتري سرا |
غريب كيف غابت في دواري ردهة الأحلامْ |
وكيف اعتدتُ ليلي دون قصر مشرع الشرفاتْ |
ودون ظلالِ أطيافٍ ودون حنين أغنيّاتْ |
ودون شعاع أمنيةٍ تبدد زرقة الأمواتْ |
وكيف نسيتُ مفتاح المدى في زحمة الأيامْ |
وأغرب منه أني قد نسيتُ الآن .... كيف أنام؟ |