نقم قائم ووجهه وجه غضبان |
طويل الصمت غارق بين أفكار |
ينزل في حسابه سير كيوان |
من المبدأ ويجملها بأدوار |
ويجبرها قرون في طي أزمان |
ويكسرها دول ذا جا وذا سار |
ويقسمها من ايام سام بميزان |
على من حل صنعا اسلام وكفار |
فلو يملى علينا |
ملاية شيخ تدريس |
ويكتب ما روينا |
سويعه في كراريس |
لجف الحبر فينا |
وافنينا القراطيس |
وصرنا قد ونينا |
وخاض الراس تهويس |
وما قد صار لدينا |
قياس النصف ان قيس |
فكم سلطان ملكها بعد سلطان |
وهوب الملك دامي السيف جبار |
شديد البطش قاسي القلب ما لان |
وقد لان الحديد بالقص والنار |
عمر غمدان ومن بعده غمادين |
بأكشاك تجمع اشكال التصاوير |
وغرس حولها خضر البساتين |
تجارى تحتها الأنهار بتشمير |
وللخيل الذي تملى الميادين |
إلى ابوابها تغليس وتبكير |
عليهن الزراكش ذات ألوان |
ومن صوغ اللجين والتبر أوقار |
قصور يرمى بناها |
من ابصرها ببهته |
وينظر من رقاها |
سحاب الزمن تحته |
وأقمار في خفاها |
نصف في غير وقته |
على اغصان في حلاها |
لها نصبه وهنته |
بغير الطيب شذاها |
وجيد الظبي لفته |
خلت بالموت من ساكني بها كان |
وحط الدهر ما أعلاه عمار |
فلا أعيان ولا آثار تبتان |
كأن ما كان لا ديار ولا دار |
وكم كان من وزير أعظم مسلط |
تشل أقلامه الدنيا وتطرح |
على بابه سمعت الشل والحط |
وما أحزن من الأصوات وافرح |
وقاضى قال أو أوضح بها الخط |
فقام الحق والباطل تزحزح |
وقايد سار في فرسان وركبان |
ورجاله لنقم الثار والعار |
وكم عالم ومفضال |
ومتكلم مثابر |
وصاحب حال ما حال |
وزاهد في التكاثر |
وكم أقطاب وأبدال |
من خافي وظاهر |
وتاجر صاحب اموال |
ينزلها البنادر |
ومحتاجين سؤال |
أصابتهم مفاقر |
وصانع أحكم الصنعه بإتقان |
وكم فجار ذرء النار وابرار |
وخاصه بين عامه ما لها شان |
وهم أضعاف من تعرف بإكثار |
وهات كم من غريب نحوك تقرب |
وسار أو أدركه حوليك يومه |
ومستوطن قريب منك تغرب |
وآن من حيث غاب أو جاك علمه |
ومتمنى ظفر فيها بما حب |
ومتمنى خرج منها بهمة |
وكان الموت غاية كل إنسان |
وكان الموت بحكم الله قهار |
وجملة ساكني الدور |
إذا قيست بتمثيل |
إلى من خارج السور |
كغرفة ما من النيل |
وغاية كل مقبور |
تنقل في التباديل |
إذا قام صاحب الصور |
بنفخة ذات تطويل |
إلى الرحمن محشور |
إلى تنعيم وتنكيل |
تعالى مالك الدارين سبحان |
من قادر على ما شاء مختار |
إلهي رحمة تقضى بغفران |
وتنجي من عذاب القبر والنار |