عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > بدوي الجبل > على أطلال الجزيرة العربية

سورية

مشاهدة
1197

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

على أطلال الجزيرة العربية

عفت الديار وأنكرت قصّادها
حيّا الحيا تلك الديار وجادها
أبلت بشاشتها الخطوب وأقصدت
فرسانها وتخرّمت أجوادها
وأباد فتيتها الزمان وطالما
مرّ الزمان بفتية فأبادها
هي حسرة فازدد وأنت أخو هوى
حقّ الوفاء عليك أن تزدادها
حيّيتهنّ منازلا مهجورة
سبت المنيّة هندها وسعادها
وحبست فيهنّ المطيّ مسائلا
عن أهل ودّك نؤيها وثمادها
وسكبت ما شاء الهوى بطلولها
حمر الدّموع . أما تخاف نفادها؟
تلك الدموع قصيدة قد جوّدت
عيناك يوم فراقهم إنشادها
من أنّه الثكلى أخذت رويّها
و من القلوب قد استعرت مدادها
جاءت مهذّبة القوافي ما اشتكت
إبطاءها وزحافها وسنادها
فإذا تلتها العين وهي نديّة
سكر الزمان بلحنها فأعادها
الحزن أرسلها ووقّع لحنها
واختار في شوط القريض جيادها
غرّاء هذّبها وأحكم صنعها
صنع البيان فأتعبت نقّادها
الشعر ما ملك النفوس وهزّها
و أثار ثائرها الكمين وقادها
تتلو الطبيعة في الصباح قصائدا
بذّت بهنّ لبيدها وزيادها
إنّي لتطربني الحمامة أنشدت
فوق الغصون فرنّحت ميّادها
ويهزّني لحن النسيم مقبّلا
نور الخمائل لاثما أورادها
والصبح مرّ على الربى بحنانه
فكسى بلؤلؤ دمعه أجيادها
والموج يخطب في الصخور مثرثرا
حنقا وينقم كبرها وعنادها
والليل غطّى في رداء سكونه
جسم البسيطة شمّها ووهادها
***
يا نفحة حملت إليّ من الربى
غبّ الرّبيع شقيقها وزبادها
أمّي الجزيرة واسرقي من غيدها
برد الثغور على الصبا وبرادها
ما للجزيرة. لا تفيق من الكرى
طلع الصباح فنبّهي آسادها
ملّ الشعوب من الرقاد وبكّروا
للطيّبات فهل تملّ رقادها
بنت الغزاة الفاتحين تحكّمت
فيها العداة وأحكمت أصفادها
ملكوا عليها الدجلتين وحرّموا
بردى وذادوا بالظبى ورّادها
وكست جنودهم العواصم فارتدّت
ثوب الحداد وودّعت أعيادها
يا للعواصم خطّة مغزوّة
ملك الغريب بياضها وسوادها
الدهر فلّ سيوفها هنديّة
بيضا وحطّم بالقراع صعادها
مدّت إلى الفيحاء كفّ رجائها
متروكة وترقّبت إسعادها
ما أسرع الفيحاء، لولا أنّها
طغت الخطوب فرّيثت أنجادها
وشكت لبغداد الخطوب وما درت
أنّ الخطوب تعرّقت بغدادها
حبست مياه الرّافدين وحلاّت
عن ورد دجلة لخمها وإيادها
ويح العروبة! حلّمت أحبابها
ريب الزمان ونزّقت حسّادها
هي جنّة ما ارتادها ذو شرّة
إلاّ وأطمع حسنها مرتادها
كالطير أسكر لحنها صيّادها
فمشى إليها بالردى واصطادها
ذاك الجمال جنى على أبنائها
ظلما وجلّل بالأذى أحفادها
ولقد أقول لغاصبين مشوا بها
مرحا وأثقلها الشقاء وآدها
هي جذوة حاولتم إطفاءها
و الظلم راح محولا إيقادها
أقبلتم كالمرشدين وساءكم
بعد الكرى أن تستبين رشادها
قلتم نؤيّد منعة استقلالها
لكنكم أيّدتم استبعادها
إنّ الغزالة لو ملكتم أمرها
لحبستم عن جلّق آرادها
***
يا عصبة الأمم القوية . حاذري
بأس الضعاف وحزمها وكيادها
لا تأمني بأس الأعراب إنّهم
كادت تفارق بيضهم أغمادها
وكأنّني بالصيد من أمرائها
يوم الحميّة أنكرت أحقادها
وكأنّني بالتاج ألّف شملها
نظما ولمّ نثيرها وبدادها
هلّلت للنشء الجديد وقد مشى
يصلى الحياة وحربها وجهادها
وخشعت للنشء الجديد وقلت ذا
جند الشام فمن يطيق جلادها
حيّيت فيه حماتها أبطالها
يوم النزال كماتها قوّادها
تلك المهار ولا أكابد لوعة
إن مدّ في عمري شهدت طرادها
بدوي الجبل
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: الخميس 2007/03/01 02:41:55 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com