عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي محمود طه > إلي أبناء الشرق

مصر

مشاهدة
899

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إلي أبناء الشرق

دعوها مني واتركوه خيالا
فما يعرف الحقّ إلاّ النّضالا
بني الشرق ماذا وراء الرّعود
نطلّ يمينا ونرنو شمالا
وما حكمة الصّمت في عالم
تضجّ المعالم فيه اقتتالا
زمانكمو جارح لا يعفّ
رأيت الضعيف به لا يوالى
ويومكمو نهزة العاملين
و مضيعة الخاملين الكسالى
خطا العلم فيه خطى صائد
توقّى المقادر منه الحبالا
توغّل في ملكوت الشّعاع
و صاد الكهارب فيه اغتيالا
وحزّبها فهي في بعضها
تحطّم بعضا وتلقى نكالا
رمى دولة الشّمس في أوجها
فخرّت سماء ودكّت جبالا
مدائن كانت وراء الظّنون
ترى النّجم أقرب منها منالا
كأنّ سليمان أخلى القماقم
أو فكّ عن جنهنّ اعتقالا
وأوما إليها فطاروا بها
مدى اللّمح ثمّ تلاشت خيالا
وحتّام نشكو سواد الحظوظ
و من أفقنا كلّ فجر تلالا!
ألسنا بني الشّرق من يعرب
أصولا سمت وجباها تعالى؟
أجئنا نسائل عطف الحليف
و نرقب منه النّدى والنوالا؟
نصرناه بالأمس في محنة
تمادى الجبابر فيها صيالا
سبحنا إليه على لجّة
من النّار لم نذك منها ذبالا
فكيف تناسا حواريّه
غداة السّلام وأغضى مالا؟
أردّ الحقوق لأربابها؟
و أعفاهمو من طلاب سؤالا؟
ورفّت على الأرض حريّة
تألّق نورا وتندى ظلالا؟
نبيّ الحقيقة، كم قلت لي
بربّك قل لي وزدني مقالا
رأيتك أندى وأحنى يدا
على أمم جشمّتك النّزالا
فم لك تقسو على أمّة
سقتك الوداد مصفّى زلالا
وعدت الشّعوب بحقّ المصير
فما لك تقضي وتملي ارتجالا
أتغصب من أهلها أرضهم
و تسلم للغير نهبا حلالا؟
أليست لهم أرضهم حرّة
يسودون فيها الدّهور الطوالا؟
فلسطين مالي أرى جرحها
يسيل ويأبى الغدة اندمالا
تنازها حيرة الزّاهدين
و تنهشها شهوات تقالى
أعزّت أساتك أدواؤها؟
هو الحقّ! ما كان داء عضالا!
هو الحقّ إن رمتمو عالما
يشفّ صفاء ويزكو جمالا
أقيمو عليه مودّاتكم
و إلاّ فقد رمتموه محالا
فيا للبريئة ماذا جنت
فتحمل مالا يطاق احتمالا
هي الشّرق، بل هي من قلبه
و شائج ماض تأبّى انفصالا
وتاريخ دنيا وأمجادها
بنى ركنها خالد ثمّ عالى
وعى الحقّ للمصطفى دعوة
لنصرتها والعوادي توالى
تبارى لها المسلمون احتشادا
و هبّ النّصارى إليها احتفالا
من الشّام والأرز والرافدين
و أقصى الجزيرة صحبا وآلا
وإفريقيا ما لإسلمها
يسام عبوديّة واحتلالا!؟
على تونس وبمرّاكش
تروح السّيوف وتغدو اختيالا
ألم تخب في الأرض نار الحروب
و يلق الطّغاة عليها وبالا؟
ألم يتغيّر بها الحاكمون؟
ألم تتبدّل من الحال حالا
هم العرب الصّيد لا تحسبنّ
بهم ضعة أو ضنى أو كلالا
نماهم على البأس آباؤهم
قساورة وسيوفا صقالا
بناة الحضارة في المشرقين
درى يخشع الغرب منها جلالا
ألا أيّها الشّامخ المطمئن
رويدا فإنّ الليالي حبالى
ومالك تنسى على الأمس يوما
به كاد ملكك يلقى زوالا
فتقذف بالنّار سورية
و ترمي بلبنان حربا سجالا
شباب أميّة طوبى لكم
أقمتم لكلّ فداء مثالا
دعتكم دمشق فما استنفرت
سوى عاصف يتخطّى الجبالا
وفي ذمّة المجد من شيبكم
دم فوق أروقة الحقّ سالا!
بني الشّرق كونوا لأوطانكم
قوى تتحدّى الهوى والضّلالا
أقيمو صدوركمو للخطوب
فما شطّ طالب حقّ وغالى
فزعت لكم من وراء السّقام
و قد جلّل الشّيب راسي استعالا
وما أن بكيت الهوى والشّباب
و لكن ذكرت العلى والرجالا!!
علي محمود طه
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الأحد 2007/03/04 07:27:31 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com