عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي محمود طه > علي النيل

مصر

مشاهدة
1095

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

علي النيل

أخي! إن وردت النّيل قبل ورودي
فحيّ ذمامي عنده وعهودي
وقبّل ثرى فيه امتزجنا أبوّة
و نسلمه لابن لنا وحفيد
أخي! إن أذان الفجر لبّيت صوته
سمعت لتكبيري ووقع سجودي
وما صغت قةلا أو هتفت بآية
خلا منطقي من لفظها وقصيدي
أخي! إن طواك الليل سهمان سادرا
نبا فيه جنبي واستحال رقودي
أخي! إن شربت الماء صفوا فقد زكت
خمائل جنّاتي وطاب حصيدي
أخي! إن جفاك النهر أو جفّ نبعه
مشى الموت في زهري وقصّف عودي
فكيف تلاحيني والحاك؟ إنّني
شهيدك في هذا .. وأنت شهيدي!
حياتك في الوادي حياتي، فإنّما
وجودك في هذه الحياة وجودي
***
أخي! إن نزلت الشاطئين فسلهما
متى فصلا ما بيننا بحدود؟
رماني نذير السّوء فيك بنبأة
فجلّل بالأحزان ليلة عيدي
وغامت سمائي بعد صفو وأخرست
مزاهر أحلامي ومات نشيدي
غداة تمنّى المستبد فراقنا
على أرض آباء لنا وجدود
وزفّ لنا زيف الأماني علالة
لعلّ بنا حبّ السّيادة يودي
أخوّتنا فوق الذي مان ة ادّعى
و ما بيننا من سيّد ومسود
إذ قال الإستقلال فاحذره ناصبا
فخاخ احتلال كادّهور أبيد
وكم قبل منّاني، على وفر ما جنى
بحربين، من زرعي وضرع وليدي
فلما أتاه النّصر هاجته شرّة
فهمّ بنكراني ورام جحودي
ألا سله، ماذا بعد سبعين حجة
أأنجز من وعد؟ أفكّ قيودي؟
يبدّلني قيدا بقيد كأنّه
مدى الدّهر فيها مبدئي ومعيدي
أخي! وكلانا في الإسار مكبّل
نجرّ على الأشواك ثقل حديد
إذا لم تحرّرنا من الضّيم وحدة
ذهبنا بشمل في الحياة بديد
وما مصر والسودان إلاّ قصيّة
موحّدة في غاية وجهود
سئمنا هتاف الخادعين بعالم
جديد، ولمّا يأتنا بجديد
وجفّت حشاشات وعدن بمائه
فلما دنا ألفت سراب وعود
وطال ارتقاب السّابغين لناره
على عاصف يرمي الدّجى بجليد
إذ يدنا لم تذك نار حياتنا
فلا ترج دفئأ من وميض رعود
إذا يدنا لم تحم نبع حياتنا
سرى ريّه سمّا بكلّ وريد
سيجريه ما شئت مطامع قومه
و يحبسه ما شاء خلف سدود
وكيف ينام المضعفون وحولهم
ظمأ نسور أو جياع أسود؟
أخي هل شهدت النيل غضبان ثائرا
يرجّ من الشطآن كلّ مشيد!
جرى من مصبّيه شواظا لنبعه
على نفثات من دم وصديد
وجنّات نخل واجمات كواسف
و أسراب طير الفلاة شريد
لدى نبأ قد ريع من حمله الصّدى
و ضجّ له الموتى وراء لحود
جنوبك فيه والشّمال تفزّعا
لتشتيت أهل وانقسام صعيد
أحال ضياء الصّبح حولي ظلمة
بها الحزن إلفي والهناء فقيدي
وسعّر أنفاسي فأطلقت نارها
على الظالم الجبّار صوت وعيد
أرادك مفصوم العرى وأرادني
بهدم إخاء الجبال مشيد
ليأكلنا من بعد شلوا ممزّقا
كطير جريح في الشّباك جهيد
تحاليل شيطان الأساليب لم يدع
مجالا لشيطان بهنّ مريد
***
على النيل يا ابن النيل أطلق شراعنا
و قل للياليه الهنيّة: عودي
وأرسل على الوادي حمائم أيكه
برنّة ولهى أو شكاه عميد
وقل: يا عروس النّبع هاتي من الجنى
و دوري علينا بالرّحيق وجودي
وهبّي عذارى النّخل فرعاء وارقصي
بخضر أكاليل وحمر عقود
ألا يا أخي واملأ كؤوس محبّة
مقدّسة موعودة بخلود
إذا هي هانت فانع للشّمس نورها
و للقمر السّاري بروج سعود
وقل: يا سماء النيل ويحك أقلعي
و يا أرض بالشّمّ الرّواسخ ميدي
وغيضي عيون الماء! أو تفجّري
لظّى، وإن استطعت المزيد فزيدي!
علي محمود طه
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الأحد 2007/03/04 07:36:15 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com