ألحقُّ أبلجُ لا يَخفى وإن سُتِرا | |
|
| والنُّصحُ أجدرُ بالإنسانِ إن عَثَرا |
|
والوعظُ أنفعُ شيءٍ أنتَ قائلُه | |
|
| والقولُ أسرعُ بالذكرى لِمن ذَكرا |
|
والحرُّ يأنَفُ أن يسعى لِمنقَصةٍ | |
|
| تُورِّثُ الخِزيَ والأسواءَ والغيَرا |
|
مَن يطلبِ المجدَ لا يخشى عوارضَهُ | |
|
| إن العوارضَ قد تَمضي ولا أثَرا |
|
لا يعدَمُ الطعنَ مَن يرنو لِمحمَدةٍ | |
|
| ومَن يرومُ المعالي يحملُ الخَطرا |
|
إن التمدُّنَ إن يقصِده طالبُه | |
|
| فحَولُ ما يُكسبُ العُليا لِمن سهَرا |
|
ويَنهضُ الوطنُ المحبوبُ عن عجَلٍ | |
|
| بِهمَّةٍ لا تَرى بطءً ولا ضجَرا |
|
بهمَّةٍ في علومجَلَّ موقعُها | |
|
| وكانت المركَز الأقوى لمن سَبرا |
|
إن التمدُّنَ ما الإسلامُ لا يَمهُ | |
|
| وقاومَ الفِكَرَ العوجاءَ فانتصرا |
|
إن التمدنَ مَن يَجنيه قد شرُفَت | |
|
| منه المبادي فنالَ القصدَ والوطَرا |
|
حسنُ السلوك وتهذيبٌ بِتربيةٍ | |
|
| وحُبُّ علمٍ أبادَ الجهلَ فاندحَرا |
|
وحُبُّ عدلٍ له الأعناقُ خاضعةٌ | |
|
| معَ اتحادٍ يُديمُ النصرَ والظفَرا |
|
هذا التَّمدُّنُ حقّاً إن عُنيتَ به | |
|
| لا غيرُه فاترُكِ الأوهامَ والخوَرا |
|
ليس التمدنُ ما يُلهيكَ عن عَملٍ | |
|
| يُعلي البلادَ ويُرقي الفكرَ والنظَرا |
|
ليس التمدنُ بالتزويقِ مَسخَرةً | |
|
| إنَّ التمدنَ ما أولاك مُفتَخرا |
|
ليس التمدنُ ما يُدنيكَ من خطَرٍ | |
|
| ويُعدمُ السيرَ في مناهِجِ الكُبَرا |
|
ليس التمدنُ في لمزِ الذين مَضَوا | |
|
| إنَّ التمدنَ في إجلالِ مَن غبَرا |
|
ليس التمدنُ ما تَهواهُ من بِدَعٍ | |
|
| وماله شرعُنا واللهُ قد حظَرا |
|
ليس التمدنُ ما إن شِمتَهُ برزت | |
|
| لكَ الخلاعةُ في أرجائِه قمَرا |
|
كم صادَ في شرَكٍ منه مِن نابغةٍ | |
|
| وكم سليمٍ أتى يوما وقد فجَرا |
|
وكم مُصابٍ بسهمٍ منه في ظُلَمٍ | |
|
| يظلُّ في لُجج التَّمويهِ مُنغمِرا |
|
فطاحلُ العلمِ قد عابوه في أمَمٍ | |
|
| فَمِل إليهم وكُن مِن غيرِهم حذِرا |
|
في كلِّ قومٍ أُناسٌ لا خلاقَ لهم | |
|
| والحكمُ للجُلِّ لا تَعبأ بمن ندَرا |
|
خذِ الأطايبَ مِن علمٍ بلا كسَلٍ | |
|
| واجنِ الثمارَ ولا تنظر لِمن بذَرا |
|
سُكرُ الشبَابِ وحُبُّ اللهو مَفسدَةٌ | |
|
| بالعلمِ قاوَمَهُ الحذّاقُ فانكَسرا |
|
دعِ التنطُّعَ وارعَ الدينَ وازِعُه | |
|
| يُميزُ التُّربَ مِن تِبرٍ لِمن نظَرا |
|
دعِ التعصُّبَ فالأحكامُ ظاهرةٌ | |
|
| والقومُ قد صنَّفوا ودوَّنوا العِبَرا |
|
إن قلتَ جئتُ بما لم يأتِهِ سَلفٌ | |
|
| قلنا الأباطيلُ أو تحريفُ ما صدَرا |
|
وابنُ اللَّبونِ إذا ما لُزَّ في قرَنٍ | |
|
| بيتٌ سرى مثَلاً في الناسِ واشتهرا |
|
فضيلةُ السَّبقِ حازوها تمدُّنُهم | |
|
| منه التمدنُ قِدما ذاعَ وانتشَرا |
|
فابغِ التوسُّط لا تصبو إلى شَطَطٍ | |
|
| وانظر إلى القولِ لا مَن لامَ أو عذَرا |
|
والبَس لكلِّ زمانٍ حَلَّ حُلَّتَه | |
|
| فالشَّهمُ مَن يعرفُ الأدوارَ والعُصُرا |
|
إنَّ الشبابَ أخي ضيعتَ بهجتَهُ | |
|
| وفاجأ الشيبُ بالتأنيبِ وابتَدرا |
|
صرفتَ عمرَك في اللذاتِ تطلُبها | |
|
| فواأساهُ على مَن ضيَّعَ العمُرا |
|
تَرى المناصبَ والغاياتِ يُدركُها | |
|
| ذوو اقتدارٍ وأنتَ الطردَ والكدَرا |
|
إن كنتَ تقبَلُ للذكرى فقد نُظمت | |
|
| لك النصائحُ نظماً أخجلَ الدُّرَرا |
|
هي النصائحُ في نفعِ العبادِ وفي | |
|
| مستقبَلِ الدهرِ ما يُصدِّقُ الخبَرا |
|
فوائدُ النُّصحِ يَدريها ذوو هِممٍ | |
|
| كذاكَ مَن مارسَ الأحوالَ واختَبرا |
|
إن رُمتَ تاريخَها سيقَت لِمنتَبِهٍ | |
|
| ودالَ وانٍ لكَ الإصلاحُ قد ظهَرا |
|
ونسألُ اللهَ توفيقاً لمصلحةٍ | |
|
| فالحقُّ أبلجُ لا يَخفى وإن سُتِرا |
|