وَرَدَ الكتابُ فيا لَهُ مِن وارِدٍ | |
|
| بلَّ الصَّدى مِن قلبيَ الحرّانِ |
|
قَد قُمتُ إجلالاً لهُ لمّا أَتى | |
|
| وجعلتُهُ يا صاحِ نُصبَ عِياني |
|
ودرستُهُ يومي وسائرَ ليلتي | |
|
| شَوقاً إليكَ دراسةَ القُرآنِ |
|
فكأنَّهُ زهرُ النُّجومِ نظَمتها | |
|
| في كلِّ سطرٍ أو فريدُ جُمانِ |
|
أو عِقدُ غانِيةٍ حَلا في جِيدِها | |
|
| ما بينَ ياقوتٍ إلى مَرجَانِ |
|
أَو مثلُ أنفاسِ النَّسيمِ إِذا سَرى | |
|
| يُهدِي أحاديثَ النَّقا والبانِ |
|
يا مَن ترحَّلَ في طِلابِ مَعاشِهِ | |
|
| ناءٍ عَن الأهلينَ والأَوطانِ |
|
عِش ما تَشاءُ مُنعَّماً في ظلِّ من | |
|
| ضَرَبُوا القِبابَ على أَبي زَيدانِ |
|
مَشتاهُمُ بطنُ الصَّخيرِ منَ الحِمى | |
|
| ومَصيفُهُم في قلعَةِ الدِّيوانِ |
|
قومٌ لهم في كلِّ حيٍّ نعمةٌ | |
|
| كالغَيثِ يسقي سائِرَ البُلدانِ |
|
مسَحَ الإِلهُ على النَّوَاصِي مِنهُمُ | |
|
| فهُمُ الملوكُ بِمسحةِ الرَّحمنِ |
|
وإِذا مدحتَ وليدَهُم في مهدِهِ | |
|
| أعطى التمائِمَ ضاحِكَ الأَسنانِ |
|
واللَّهِ لولا أَن يقُولُوا شاعِرٌ | |
|
| وَالشِّعرُ يُزرِي بالفَتى الرَّبَّانِي |
|
سَرَّحتُ طَرفِي في رِياضِ مَديحِهِم | |
|
| وَتَركتُهُ يجري بغَيرِ عِنانِ |
|
ثُمَّ انثَنَيتُ مُتَرجِماً عَنها وَلي | |
|
| فيها لِسانٌ بارِعُ التِّبيانِ |
|
أَمليتُ حتَّى ملَّتِ الأَقلامُ مِن | |
|
| طُولِ المَسيرِ عَلَى ظُهوُرِ بَنانِ |
|
حتَّى إِذا لم يبقَ طِرسٌ أَبيَضٌ | |
|
| أَقبلتُ أُملِيها عَلى الحِيطانِ |
|
هَذا وإِنِّي ما بَلغتُ عَشِيرَ ما | |
|
| حازُوهُ مِن حُسنٍ وَمِن إِحسَانِ |
|
لَكِن سَأَشكرُهُم عَلى طُولِ البَقا | |
|
| حتَّى يُغَيَّبَ في الثَّرى جُثمانِي |
|
فَعَلَيهِمُ مِنّي السَلامُ تَحِيَّةً | |
|
| تَغشاهُمُ بالرَّوحِ والرَّيحانِ |
|