طُوْفِي فَخَلْفَ المَدَى أَصْدَافُ أُغْنِيَةٍ
|
عَلَى الرِّمَالِ عَفَا عَنْ سِرِّها الزَّمنُ
|
طُوْفِيْ فَحُبِّيْ شِرَاعٌ تَاهَ تَزْحَمُهُ
|
هُوْجُ الرِّيَاحِ وَ يَنْأَى دُوْنَهُ الوَطَنُ
|
مَا مَعْبَدِيْ غَيْرُ أَنْقَاضٍ لِصَوْمَعَةٍ
|
بَاتَتْ يُغَاوِيْ رُؤَاهَا ذَلِكَ الوَثَنُ
|
الشَّطُّ مَقْبَرَةٌ سَوْدَاءُ فَاحِمَةٌ
|
وَ الأَرْضُ مُقْفِرَةٌ وَ الدَّارُ وَ السَّكَنُ
|
وَ المُخْلِصُوْنَ عَلَى أَنْقَاضِهَا نَصَبُوا
|
مَنَارَةً تَهْتَدِيْ في ضَوْئِهَا السُّفُنُ
|
هَذِيْ بِلادِيْ رُبُوْعٌ لا حُدُوْدَ لَهَا
|
وَ لَيْسَ أَجْمَلُ مِنْهَا الأَجْمَلُ الحَسَنُ
|
تَغْفُوْ بِأَحْضَانِهَا شَمْسُ الأَصِيْلِ وَ في
|
جُفُوْنِهَا تَسْتَرِيْحُ الغَيْمُ وَ المُزُنُ
|
كَمْ قبَّلَتْ شَفَتَاكِ الوَهْمَ لاهِيَةً
|
وَ رِيْعَ في مُقْلَتَيْكِ الحُلْمُ والوَسَنُ
|
يَكَادُ يَنْشَقُّ صَدْرِيْ عَنْ كَوَامِنِهِ
|
وَ قَدْ تَجَذَّرَ في أَرْجائِهِ الشَّجَنُ
|
طَوْفِي شِرَاعٌ نَأَى عَنْ شَطِّهِ حَرِدٌ
|
مُمَزَّقٌ لِقَضَاءِ اللهِ مُرْتَهَنُ
|
طَلاسِمٌ وَ جِرَاحِيْ بَعْضُهَا سُوَرٌ
|
قُدْسِيَّةُ الرُّوْحِ لَكِنْ بَعْضُهَا كَفَنُ
|
تَعَشَّقَ اللَّيْلُ آهَاتِيْ فَصَعَّدَهَا
|
حِسَّاً تَجَرَّدَ عَنْهُ القَلْبُ وَ البَدَنُ
|
غِيْبِيْ فَمَا أَجْمَلَ الآفَاقَ شِاحِبَةً
|
وَ الدَّارَ عَنْهَا إِذَا سُكَّانها ظَعَنُوا
|
وَ العاشِقِيْنَ إذا ضِيْمُوا بِمَنْ لَهُمُ
|
وَ الرَّاحِلِيْنَ إِذَا سَاءَتْهُمُ المِحَنُ
|
غِيْبِيْ فَبَعْدَكِ لَا رَوْضٌ لَهُ أَلَقٌ
|
وَ لَا سَقَى الوَرْدَ ذَاكَ العَارِضُ الهَتِنُ
|
وَ لَا جَمَالٌ يَسِرُّ القَلْبَ مَشْهَدُهُ
|
وَ لَنْ يُؤَرِّقَنِيْ سِرٌّ وَ لَا عَلَنُ
|
تَحْبُو جُفُوْنِيْ عَلَى الأَطْلالِ تَلْمَسُهَا
|
وَ قَدْ تُسِرُّ الرُّؤى مَا تَعْشَقُ الأُذُنُ
|