عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالمحسن الحويزي > هبت لنا نسمات ضمها السحر

العراق

مشاهدة
706

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هبت لنا نسمات ضمها السحر

هبت لنا نسمات ضمها السحر
وفاح للروض روح بالشذى عطر
وفي الخمائل منها أشرق الزهر
وبل أكمامه ماء الحيا الخصر
وماس في الروض ليناً عنده النضر
سرت على جانبيه شمائل وصبا
والقلب تاق ارتياحاً نحوه وصبا
برى لجسمي في أرواحه وصبا
ذكرت عهد شباب قد مضى وصبا
به يطيب لسكان الحمى وطر
كم ربرب شب فيه ناشئاً وربا
وكم أباطح فيها قد رعى وربا
أسراب دمعي جرى ورداً لسرب ظبا
عن العذيب رأته مورداً عذبا
ومنه روى ظماها وابل غزر
السرب ظل لذات الضال مؤتلفا
والصب يشكو على هجرانه تلفا
حشاه شب لظىً والدمع قد ذرفا
والجسم منه بأضعاف الجوى ضعفا
مضنىً نحيل له العواد قد هجروا
قد بات ليلاً يراعي نجمه أرقا
حتى أراق بمجرى دمعه الحدقا
لشادن مال غصناً يانعاً ورقا
نقي خد حكت بالمشي دعص نقا
منه الروادف فانشقت بها الأزر
من لي بظبي بذات الضال قد سكنا
قد ضل عقلي به والجسم قد وهنا
فما وجدت سروراً بعده وهنا
بالحب حين عناني زدت فيه غنا
فالقلب محترق والدمع منهمر
سمح الخدود ولكن باللقا بخلا
ما آن يبدأ يوماً بالسلام على
متيم لهواه نفسه بذلا
يزداد شوقاً متى واشي الهوى عذلا
والليل يؤنسه إن طال والسهر
أغن في الروضة الغناء مرتعه
وفي العذيب غداة الورد مشرعه
ود المتيم أن تحويه أضلعه
وأن ترويه مهما حام أدمعه
ماء به العين عند الورد تنفجر
أيتلع مشرئب في التلاع بدا
برأسه وفرات الفرع قد عقدا
ولحظه بزد مني الصبر والجلدا
غدا فقلت متى القاك قال غدا
وبانتظار الهوى مني عشي النظر
ما جف بالغور ماء الدمع يوم جفا
لكنه قد كفى الجرعاء مذ وكفا
فليس يجدي الحشى إن قلت وا أسفا
لمن عقدت له عهد الوفا وصفا
مني وداد به العشاق تبتهر
إلف على قدر إحساني إليه أسا
قد حمل القلب مني لوعة وأسى
كم كاس صاب به حلف الغرام حسا
لعل يسمح لي في وصله وعسى
أنال ربحاً به العذال قد خسروا
فما وفت حسناتي عنده ذمما
وعدني مجرماً بالحب لا جرما
بالعدل قامته قامت وقد ظلما
ولي أباح بأسياف الجفون
وقال ذا دمه رهن الهوى هدر
فمن مجيري من خطار قامته
أقام ساعة هجر بن قيامته
يشكو المشوق إليه من ظلامته
قد نول العمر يأساً من سلامته
وكاذبات الأماني كلها غرر
فليس في الناس من بالخوف يؤمنني
ويمنح الفضل في سر وفي علن
سوى الوصي الذي يكنى أبا حسن
عن الثنا بمداه المستطيل غني
وكل خلق إلى علياه مفتقر
توراة موسى وإنجيل المسيح معا
تضمنا لك مدحاً بالنهى جمعا
مذ كنت نوراً لسكان السما سطعا
ومنه ظل لسان الصبح مندلعا
فجاب ليل العمى والليل معتكر
على النبي بمعناك الكتاب نزل
يبدي غرائب من علم به وعمل
تلك المزايا تفاصيل لها وجمل
وفيك تضرب أرباب العقول مثل
في الصحف توضحه الآيات والزبر
قد خصك الله في حكم وفي حكم
تروى عن اللوح للأوهام والقلم
وقد تلقيتها عن سيد الأمم
وكتف لك حازت موضع القدم
غداة منك أولوا الأوثان قد ذعروا
نكستها وعيون الشرك شاخصة
ومنك خوفاً على الأعقاب ناكصا
وأنت بحر به الأفكار غائصة
تطفو جواهر علم فيه خالصة
من الصدى لم تغير ضوءها الغير
قد غال مرحب ملقى رهن مصرعه
بضربة منه قدت نسج أدرعه
والحصن هز له باباً باصبعه
يا باسط الباب جسراً فوق أذرعه
عليه في الحرب فرسان الوغى عبروا
لو شاء للفلك الدوار أصعده
أو قام من دونه المقدار أقعده
بنجدة لخطوب الدهر تدخر
يا من أدار جميع الكائنات رحى
بكفه وبه نهج الهدى اتضحا
كم فيك رب البرايا منزل مدحا
بك السماء بنى والأرض قد سطحا
والشمس فيك زهت والشهب والقمر
كم عزمة لك منها الشم تضطرب
رعباً ومنها تكاد الأرض تنقلب
على جميع بني الدنيا لك الغلب
أنت الذي حدثت عن بأسه الكتب
بان منه قوام الكفر منكسر
بدرٍ وخيبر والأحزاب شاهدة
فيها معاليك للجوزاء صاعدة
كذا حنين وأحد ليس جاحدة
بأن عزمتك القعساء واردة
مواقفاً ضاق فيها الورد والصدر
قرت عن المصطفى أصحابه هربا
والجبن قد بث في أحشائها الرعبا
وأنت نصب المنايا ثابت قطبا
تدير أرحية الهيجا بحد شبا
عضب برى شفرتيه في الوغى القدر
فلا تهاب ولو أن الردى وقعا
عليك والحرب فرت شوسها فزعا
تلقي المنايا بدرع الصبر مدرعا
فما رأى أحد يوما ولا سمعا
مثال شخصك من أطرت به العصر
بك استغاث الهدى والدين فيك هتف
وما سواك لدى كشف الخطوب عرف
دون النبي جعلت النفس منك هدف
فالوهم عنك بغايات الثناء وقف
في حيرة وهو بالإعياء منحصر
للدين كهفك مأواه ومأمنه
والحق بالحكم تفصيلا تبينه
وبالحلى عطل الدنيا تزينه
للعلم صدرك هاوٍ فهو معدنه
تغلو على عزة الدنيا به الدرر
رامت تحدك في توصيفها الأمم
وعن صفاتك كم زلت قدم
ضلت وقد غشيت أبصارها الظلم
فأين تدرك منها شأوك الهمم
وعنك كف العلى في طولها قصر
جهير صوتك بالتكبير مرتفع
والشرك في جنبات الأرض مجتمع
شوقاً لك العالم العلوي مستمع
وجود شخصك في الأكوان ممتع
صنعاً وأنت على الإمكان مقتدر
وأنت جوهر قدس والورى عرض
فرض ولاك على الأعناق مفترض
فما لأمرك مهما شئت معترض
يشقى ببغضك قلب ملؤه مرض
بحر نار لظى بالغيظ تستعر
إذا الموازين خفت للملا عملا
فمن ولائك ميزاني بها ثقلا
لا أبتغي عوضاً عنه ولا بدلا
ولم أكن أختشي هولاً ولا وجلا
ولا يروعني خوف ولا خطر
حسبي ولاءك في يوم المعاد وقا
هو السعادة لي مهما ارتكبت شقا
فامنن بفضلك واجعلني من العتقا
يا من على الناس طراً رحمةً خلقا
يطفي بها لهب النيران والشرر
من ظن أنك لا تنجي العباد وشك
غدا يبوء من نار الجحيم درك
جاز الصراط الذي قد فاز منك بصك
تخاله مثل برق للجنان سلك
جذلان من بشره سرعان يبتدر
كل امرئٍ لك والى في النعيم سكن
ومن بغى فله دار الجحيم وطن
إذا محبك لم يعط الجنان فمن
وانها لمبيع الحب منك ثمن
وقد عهدتك تعطيها وتعتذر
يا أكرم الناس نفساً بالندى ويداً
جعلت نفسك في حفظ النبي فدى
مذ بت ليلاً ومنك الطرف قد رقدا
على الفراش ولا تخشى صروف ردى
والشرك أحزابهم للصبح تنتظر
أعطاك ربك ما لم يعطه أحدا
وخير زوج لك الزهراء قد عقدا
ومن سلالتك السبطان قد ولدا
وحمزة لك عم سيد الشهدا
وجعفر لك صنو شأنه الخضر
بالذل عزى قريش سمت عزتها
غداة بزت يدي علياك بزتها
وقد عقدت لأزر الدين حجزتها
أبت قناتك تعطي اللين غمزتها
وفيك ميز صفو الحق والكدر
إذ السماء أقيمت ما لها عمد
فالسمك منها على علياك معتمد
قد أثبتت قطبها في الشهب منك يد
لها المقادير في تصريفها مدد
وللهدى بقواها الفتح والظفر
علمت جبريل حين الحق كلمه
فلم يزل خادماً قدماً معلمه
والوحي عندك قد الهمت محكمه
والعدل يدعوك في الدنيا مقسمه
ومنك في الدهر يجري النفع والضرر
ما حققت لك كنهاً حكمة الوفا
ولم تنل من مداك المجد والشرفا
وإن مغلك ما عنه الغطا كشفا
والله باسمك في قرآنه حلفا
ووحدت مجدك الآيات والسور
فكل سر بضمن الغيب تعلمه
ولفظ كل لسان فاه تفهمه
من لاذ فيك من الأقدار تعصمه
لو شئت يوماً وجود الدهر تعدمه
لم تبق من أحد فيه ولا تذر
نزهت ذاتك عن جنس يماثلها
وفي رقى المعالي من يطاولها
فأنت علامة الدنيا وفاضلها
وسيد الخلق في الأخرى وعاهلها
ومن بصارمك الإسلام ينتصر
حقاً بأمرك يجري الفلك والفلك
وينثني لعلاك الملك والملك
نجا محبوك والأعداء قد هلكوا
فالناس صنفان في العقبى ذا سلكوا
هذا له جنة الماوى وذا سقر
رنا لك الدهر عيناً من تعجبه
ما غيرت لك حال في تقلبه
واعٍ بفكرٍ لسر الغيب منتبه
من يدعي بالذي أنت ادعيت به
من العلوم فذاك الكاذب الأشر
علمت أبواب علم ما لها عدد
فعم البحور قياساً عندها ثمد
نهر المجرة من أمواهها يرد
قوم من الناس ربا فيك تعتقد
مذ شاهدوا لك ما حارت به الفكر
لك الخلافة نص في الكتاب ورد
ما من خلاف بها عند الجميع ورد
وهل سواك لها في المعضلات يعد
فأنت روح لها بالخلق وهي جسد
عليك أثوابها تطوي وتنتشر
لبستها قبل إيجاد الوجود حلى
مذ قال رب السما جل اسمه وعلا
ألست ربكم قالوا هناك بلى
ولم تزل أنت تطوى الأعصر الأولا
نوراً بشامخة الأصلاب تنحدر
زنت الخلافة حتى نورها ابتهجا
أوقدت فيها علوماً للهدى سرجا
وأنت قومت منها الزيغ والعوجا
وفاض علمك فيها طافحاً لججا
ومنه كادت جميع الأرض تنغمر
فأنت أول من للدين قد سبقا
وأنت فرقان وحي بالهدى نطقا
وأنت أحسن ممن في الورى خلقا
ومن سواك على كتف النبي رقا
وذاك فخر وحقاً فيه تفتخر
بك استقرت سماوات العلى فرست
وشرعة الدين لولا سيفك انطمست
من نورك الطور ليلاً ناره اقتبست
وعين موسى إلى استئناسها أنست
فرعاء لم يعش منها بالهدى بصر
حماك خائفة الدنيا به أمنت
والرسل تقصر عن علياك إن وزنت
لطلوع كفك آفاق البلاد عنت
وأنت أعلا سماء للعلى بنيت
أركانها وبنوك الأنجم الزهر
لولاك ما خلق الباري سماً وثرى
ولم يصرف بإجراء القضا قدرا
صورت لا ملكاً كلا ولا بشرا
أحيى المؤثر في يجادك الأثرا
ومنه دلت عليك العين والأثر
الله صفاك في سبك الغلى ذهباً
أبا تراب فعلى باسمك التربا
فصار آدم منه للأنام أبا
وأنت لو لم تكن في خلقه سببا
ما مثلت بعده الأرواح والصور
ولدت والدين طابت فيك رغبته
لبيت قدسٍ تعلت فيك رتبته
والحق تعزى إلى علياك نسبته
لولاك ما الحرم السامي وكعبته
والحجر والركن والأستار والحجر
ظن الغلاة بك الباري قد اتحدا
لم تتخذ من شريك بالعلى أحدا
بالفضل طلت على من في الوجود يدا
لولاك رب الورى في الدهر ما عبدا
ولم يصدق له وحي ولا خبر
لعتق مالك منك الكف مالكة
ورجل سبقك للرضوان سالكة
فأنت هي وكل الخلق هالكة
صلت عليك أخا الهادي ملائكة
مصطفة زمراً في إثرها زمر
عبدالمحسن الحويزي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/03/01 12:32:09 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com