عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالمحسن الكاظمي > يا دَهر غادرتني وَأَحشائي

العراق

مشاهدة
863

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا دَهر غادرتني وَأَحشائي

يا دَهر غادرتني وَأَحشائي
بَينَ خطوب وَبَينَ أَرزاءِ
في كُلِّ يَوم تهبّ عاصِفَة
ريحك من زعزع وَنَكباءِ
تحصد فينا وَلَم تَدَع أَبَداً
من نثرة تتقيك حصداءِ
أَراكَ ما إِن تَزال ترمقنا
عَن ضغن في الحَشا وَشحناءِ
هَل لك بالصلح أَو أذيقكها
مِن كفّ صعب المراس عدّاءِ
قِف حيث أَوقفت للجزاء وقع
في ظفر ليث للموتِ مشّاءِ
بِضربةٍ لِلوَريد حاسمة
وَطعنة في حشاك نَجلاءِ
مِن أَبيض لا يكلّ ذي شطبٍ
وَصعدة لا تحيد سَمراءِ
يجدع عرنين كلّ ذي حنق
حَليف لؤم غَدا وَبَغضاءِ
وَينثَني لاوياً برمّته
لحفرة في الصَعيد قَفراءِ
أَو يترك اليَوم في محلّته
تندب شلواً رهين بوغاءِ
نجيعهُ مورد بكلّ ثَرى
وَشلوه طعم كلّ شغواءِ
هَيهات يا دهر أَن تخادعني
تغضي وَلَكِن من غير إِغضاءِ
تلين لا عن هَوى لتنهشنا
كحيّة في الرِمال رَقطاءِ
فَاِذهَب فما أَنتَ لي بِذي شغَف
يصدق من ودّه بإبداءِ
كان عدوّي مَن كان ديدنه
حَرب حَبيبي وسلم أَعدائي
بُعداً لدنيا أَيّامها أَبَداً
أَسواء تأتي من بعد أَسواءِ
تنتج ساعاتها الهُموم وَلا
آن تُرى فيهِ غير عَشواءِ
تُدعى عَجوزاً وَالناس تعشقها
ربّ عَجوز ترى كَعَذراءِ
كَأَنَّما يَعشَقون ذات خِباً
تَجتَنِب الدهرَ كلّ فَحشاءِ
دَعها فَكَم من جَلابب حسنت
وَفي الجَلابيب غير حَسناءِ
فَمَن يَراها بِعَين فطنتهِ
يوصل آراءه بآرائي
يَرى كَأَيّامها لَياليها
أَدواء تَنساب خلف أَدواءِ
لَو لَم تَكُن تلبس الصَحيح ضنىً
ما لقّبت أَرضها بجرباءِ
أَثقل ظَهري عبء الهُموم وَما
أَحمل ظَهري لثقل أَعبائي
يا مالِكي من جَميع أَنحائي
غدرت بي من جميع أَنحائي
حَتّام يا دهرنا تطالعني
بغارة من عداك شَعواءِ
كَم مِن شَقيق لِلنَفس فيكَ غَدا
وَراحَ يَبكي نَوى الأَشقّاءِ
وَقولة من رَجائنا شرقت
بفعلة من ظباك شَنعاءِ
وَلَيلة قَد تركت ساعتها
كليلة لا تشيب ليلاءِ
وَكَم عَزيز سلبت عزّته
وسمته شيمة الأذلّاءِ
وَكَم ذَليل عارٍ وَلا برد
أَلبسته بردة الأَعزّاءِ
لا بَقى العزّ لي إِذا بقيت
أَحداثك الغلب غير أَشلاءِ
تَرَكتَني واحِداً وَلا أَحَد
بآخِذٍ من يديك أَشيائي
أَدعو أَحبّاي وَالفُؤاد شجٍ
وَالعَين مَكحولَة بأَقذاءِ
أَيا أَحبّاي كَم دعوتكمُ
وَلَم أَجِد بالحمى أَحبّائي
وَكَم دعوت الحمى فَلَم يرني
غير رسوم تخفى عَلى الرائي
إِذا تَداويت باِدّكاركم
أَهاج لي طيبُ ذكركم دائي
أصغي إِلى ذكركم فيرجع بي
إِلى طَويل الغَليل إِصغائي
وَإِن أَقل إِنَّني سَأصبح لل
أنس لَوى بي للحزن إِمسائي
بتُّ وَبنت الأراك ترمقني
بمقلة في الظَلام حَمراءِ
أَي نواح يَبكي له أَسَفاً
أَنوحُ حِبّ أَم نوح وَرقاءِ
تَسجعُ ذات الأَطواق خاليَة
وَذو الهَوى فاقِد الأَخلاءِ
أَبكي فيذكو بين الحَشا لهب
وَأَيّ نارٍ تَذكو عَلى الماءِ
أَطاعَني إِن ذكرت إِلفتنا
كُلُّ ابن عين للدمع عصّاءِ
أَلم يَئن أَن أَبل حرّ حشاً
ما برحت تَلتَوي ببرحاءِ
دَعني أَبثّ الجَوى وَأَطرحه
عَن زفرةٍ في الضُلوع خَرساءِ
وَإِن في الحالَتَينِ متعبة
إِبداي ما حَلَّ بي وَإِخفائي
يَجِبّ ظهري إِن رحت أبطنه
أَو رحت أَفشيه حزّ أَحشائي
يا أيّها المُمتَطي سرى عجلاً
دَع المَطايا وَسر بأحشائي
عرّج عَلى يَثرِب وشقّ على
بطحائها قلب كلّ بَطحاءِ
وَاِستوقف العيس في ثَرى وقف ال
كون مشيراً له بإِيماءِ
نَفسي فَدا تربة أَقامَ بِها
خَير بَني آدم وَحَوّاءِ
صَلّى عَلَيهِ الإِلَه من قمر
يُنير للحشر كلّ ظلماءِ
بِضوئه البدر يَستَضيء وَلا
من مطلع غيره لأضواءِ
أَنّى تأمّلته وجدت به
كلّ سَنا للهدى وَلألاءِ
جز السَما وأبلغن ثَراه تجد
كَم من ثريّا بِها وَجَوزاءِ
تَفوق تلك الَّتي بزهوتها
تَفوق في الدهر كلّ زَهراءِ
أَرض تمنّى السَماء أَنّ بها
مِن بعضِ ذي الأَرض بعض سيماءِ
يا تربة المُصطَفى اِشمَخي شرفاً
فَأَنت عَلياء كلّ عَلياءِ
تملكي الأَرض وَالسَماء وَما
بَينَهُما من فَضا وَأَجواءِ
وكلّ ما كان في الوجود وَما
يَكون من ذاهب وَمن جائي
فإنّ فيك الَّذي له خُلق ال
مَخلوق في عودة وَإِبداءِ
تَدنو فَتَحنو عليك كلّ حَشا
مِن كلّ داني الديار أَو نائي
فَأَنتَ لِلقَلب سلوة وكرى
لجفن من لم يفز بإِغفاءِ
يا قَلب أَدعوك لِلهَوى فأجب
وَكُن قَريباً منّي لأهوائي
أسلك نهج الهُدى وَلست كمن
يخبط في الحب خبط عَشواءِ
أَصبو إِلى أَحمَد وعترته
كلّ لحيب الجَبين وضاءِ
كلّ إِمام يغنى بكلّ بلاً
عَن كلّ عضب الغرار مضّاءِ
أَعلو بهم يوم خفض كلّ علا
وَفي يديهم خفضي وَإِعلائي
هُم ملاذي في كُلِّ نازِلَة
وَهُم عمادي في كلّ لأواءِ
وَهم شِفا هَذه القُلوب إِذا
ما عَزَّ طبّ عَلى الأطباءِ
فَهم مواليَّ وَالرَقيق أَنا
إِن قبلوني من الأَرقّاءِ
كلّ أَغرّ يشق كلّ دجى
بطلعة في الزَمان غَرّاءِ
أَفدي بحوباي من يحبّهم
بل أَفتَديه بِكُلِّ حَوباءِ
ما لي سِواهم ذُخراً لآخرتي
وَلَيسَ إِلّا هُم لِدنيائي
عبدالمحسن الكاظمي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2014/03/02 03:30:50 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com