قِف فالعُيونُ إِلى سَناكَ تُشيرُ | |
|
| وَاِهنأ فملكك في القُلوب كَبيرُ |
|
قِف واِستَمِع مِن ناظِمٍ أَو ناثِرٍ | |
|
| يَعنو له المَنظومُ وَالمَنثورُ |
|
مِدَحاً لَها في كُلِّ سمع نَشوَةٌ | |
|
| وبكلّ قَلبٍ طربةٌ وَسُرورُ |
|
جُملاً يفصّلها البَيان مصوِّراً | |
|
| وَبَيان أَفصح ناطِق تَصويرُ |
|
إِنَّ الشعور إِلى ثَناكَ مُوَجَّهٌ | |
|
| لَولاكَ ما هَزَّ الأَنامَ شُعورُ |
|
صُنتَ الحُقوق فَقَدَّرَتكَ رِجالُها | |
|
| وَكَذا الرِجالُ وَهَكَذا التَقديرُ |
|
أَطراكَ حَتّى شانَئوكَ وَطأطأوا | |
|
| لَكَ صاغرينَ وَفي القُلوبِ سَعيرُ |
|
نَظَروا إِلَيكَ فأذعَنوا إِذ لَم يَروا | |
|
| رجُلاً يُقالُ لَهُ سِواكَ خَطيرُ |
|
وَمناوئين تقصَّدوكَ وأدركوا | |
|
| أَنَّ التَعرُّضَ للأُسود غُرورُ |
|
خبطت ضَمائرهم بليل ظنونها | |
|
| أَزمانَ والظنّ المُريبُ كَثيرُ |
|
حَتّى بَدا صُبحُ الحَقيقة واِنجلَت | |
|
| تِلكَ الغَياهِبُ واِنمحى الديجورُ |
|
لَجأوا إِلَيكَ وَأَنتَ دونَ المُلتَجى | |
|
| حِصنٌ مَنيعُ الجانَبينِ وَسورُ |
|
كَم مَوقِف صَلّوا لذكركَ عنده | |
|
| وَعَلا لك التَهليلُ وَالتَكبيرُ |
|
طَلَبوا نظيرك آملين جِهادَه | |
|
| لَو كانَ لِلبدر المُنير نَظيرُ |
|
وَلفسَّروا آياتِ فَضلك في الوَرى | |
|
| بالنجم لَو لَم يَعوز التَفسيرُ |
|
لَو كانَ مأوى الفَضل أَجواز الفَلا | |
|
| لَسَعَت إِلَيكَ أَكامُها وَالغورُ |
|
أَو كانَ في نهر المَجَرَّة مَعبَرٌ | |
|
| لِلمَجدِ كانَ بِها إِلَيكَ عُبورُ |
|
شهدت لك الدُنيا وَلَمّا يَستَطِع | |
|
| إِنكارَ فَضلِكَ جاحِدٌ وَكَفورُ |
|
في كُلِّ جيل من صَنيعك منّة | |
|
|
كَم رحت توقظ كلّ غرٍّ جاهِلٍ | |
|
| حَتّى اِستَفاق الجاهِل المَغرورُ |
|
وَظَلَلت تَقتَصِد الحَياة إِلى الَّتي | |
|
| أَودى بِها الإِسراف وَالتَبذيرُ |
|
لَك يا عَليّ عَلى البِلادِ فَرائض | |
|
| قَد حانَ وَقت أَدائها وَنذورُ |
|
قَد كانَ منك لَها عَلى طول المَدى | |
|
| هاد يُضيء سَبيلها وَيُنيرُ |
|
يفديك يا مَن هَمّه إِرشادُها | |
|
| من همّه التَضليلُ وَالتَغريرُ |
|
علمتها وَالجَهل في أَعماقها | |
|
| كالنارِ يَكمن تارَة وَيَثورُ |
|
وَأَريتها وَالأَمر غير ميسّر | |
|
| أَنّ العَسير عَلى المَجدِّ يَسيرُ |
|
لا الدهرُ يَمنَع عاملاً أَن يَرتَقي | |
|
| لعلىً ولا عنت الخطوب يضيرُ |
|
مَن لَم يكن بالجدّ يدرك قصدهُ | |
|
| لا الرأي ينفعه وَلا التَدبيرُ |
|
لَولا اِختِلافات المَدارك ما اِعتَلى | |
|
| منّا عَظيم واِستكان حَقيرُ |
|
كَم قصّرَ الساعون في أَغراضهم | |
|
| وَالسعي في غير الهُدى تَقصيرُ |
|
ما كلّ ذي طمرين يصدق عزمهُ | |
|
| فلربّ دعوى في العَزائِم زورُ |
|
ما كلّ من أَبصرته بين الوَرى | |
|
|
ما كلّ مَن أَعلى عقيرته عَلى | |
|
| تَذليل آيات الصِعاب قَديرُ |
|
لَو أَنّ كلّاً بالِغٌ ما يَشتَهي | |
|
| ما كانَ في هَذا الوجود فَقيرُ |
|
يا مَن أَرانا العلم كَيفَ رواجه | |
|
| بَينَ الملا وَالجَهل كَيفَ يَبورُ |
|
يَحيا صَنيعك في الأَنام وَبعضهم | |
|
| يَحيا وَذكر صنيعهم مَقبورُ |
|
ما لِلبِلاد سِوى يراعك مرشدٌ | |
|
|
مَن ذا يَكون لَها وَيحسن قودها | |
|
| إِن جلجلت نوب وَساءَ مَصيرُ |
|
بُعثت بعصرك لِلمَكارِم وَالعلى | |
|
| حِقب تقادم عهدها وَعُصورُ |
|
وَشأى اليَراع بك الظبى وَتفرّعت | |
|
| مِن بحرِ فكرك للأنام بحورُ |
|
جوّ السِّياسة أَنتَ ملء فراغه | |
|
|
ما زالَ منك لحلّها إِن أَشكلت | |
|
| حذق بكشف الغامِضاتِ خَبيرُ |
|
قَد صدرتك فزنت عاطِل جيدها | |
|
| شَرفاً وحقّ لمثلك التَصديرُ |
|
أَدركت بالأمدِ القَصير محلّة | |
|
| مِن دونها الأمد الطَويل قَصيرُ |
|
عشرونَ شدّت إِلى العلا وَثلاثة | |
|
| أَضحت لها تومي العلا وَتُشيرُ |
|
واصلتَ سعيكَ ربع قرنٍ هادِياً | |
|
| وَالسَعي في طرق الهدي مَشكورُ |
|
وَوهبت للأَوطانِ نفسك هادِراً | |
|
| تَحمي الحُقوق وَللفَنيق هَديرُ |
|
مَن كانَ مثلك فادِياً أَوطانه | |
|
| فَبِمِثلِهِ الوَطن العَزيز فَخورُ |
|
مَسعاك لِلعَدل المحبّب في الوَرى | |
|
| محيي وَللظلم الذَميم مبيرُ |
|
كَم قمت تَهتف طالِباً بِحقوقها | |
|
| فَرداً وَردّد صوتك الجمهورُ |
|
وَوقفت في وجهِ الزَمان مُعارِضاً | |
|
| مِن أَن يغير عَلى الحقوق مغيرُ |
|
مُتَبسِّماً وَالحادِثات عَوابِس | |
|
| في وَجهه وَفم الخُطوب فغورُ |
|
كالأَرقمِ النضناضِ ليسَ يَروعهُ | |
|
|
بِعَظيم مَسعاك الَّذي أَفرغته | |
|
| ملئت قُلوب بالهدى وَصدورُ |
|
وَبقصرِ همّتك الَّذي شيّدتهُ | |
|
|
أَرضٌ نبت بجوها بك أَصبحَت | |
|
| وَلها مَرابِع في النُجوم وَدورُ |
|
أُوتيت مِن حكمٍ يحارُ بِكُنهها | |
|
| وَصف ويقصر دونها التَعبيرُ |
|
وَصَرائم مَوصولةٌ بصرائمٍ | |
|
| يَرنو إِلَيها الدهر وَهوَ حَسيرُ |
|
وَثبات جأشٍ لا يزعزع ركنهُ | |
|
| صرف وَلَيسَ يَروعه مَقدورُ |
|
وَحميّة لا تَنطَفي جَمراتها | |
|
| فَشرارها في الخافِقَين يَطيرُ |
|
آراؤُكَ اِختَمَرَت وَسارَ بذكرِها الس | |
|
| ساري وَرأي الأَكثَرينَ فَطيرُ |
|
وَبذورُ فِكرك قَد نَمَت وَتفرّقت | |
|
| مِنها بِآفاق البلاد بُذورُ |
|
أَنعافها وَالورد عذب صارِدٌ | |
|
| وَالرَوض فينان الفُروع نَضيرُ |
|
ماذا يَقول الكاتِبون بِفاضلٍ | |
|
| لولاه ما فضل الصَليل صَريرُ |
|
كانوا النجوم وَكنت بَدراً بينهم | |
|
| وَاليَوم كلّ الكاتبين بدورُ |
|
قالوا اِستَقال من المُؤيد ربّه | |
|
| وَسَرى إِلى جسم البَيان فُتورُ |
|
وَتقوّل المتخرّصون وَذو القلى | |
|
| لك عاذِل وَأَخو الوداد عَذيرُ |
|
أنّي وَفي الحالين أَنّك قطبه | |
|
| وَعليك أَفلاكُ البَيان تَدورُ |
|
مِمّا يزيل الهمّ قولك لم تن | |
|
| هممي وَلا قَلَمي الرَهيف كَسيرُ |
|
عد لِليَراع محبّراً وَمحرّراً | |
|
| يَزهو بك التَحبير وَالتَحريرُ |
|
لا تغمدن شبا يراعك إِنَّه | |
|
| عضبٌ يفلّ شبا الخطوب طَريرُ |
|
حكّم يراعك فهو أَعدَل حاكِمٍ | |
|
| إِن راح يظلم حاكِم وَيَجورُ |
|
فَإِذا أَبيت وَكانَ عذرك واضِحاً | |
|
| وَهُناك أَنباء قضت وَأُمورُ |
|
فَاِبعَث إِلَينا من لدنك خَليفةً | |
|
| يَحمي حِمى أَوطانه وَيجيرُ |
|
وَاِختر لنا مَن يَحذو حَذوكَ سالِكاً | |
|
| سُبل الهُدى وَيسير حيث تَسيرُ |
|
إِنَّ المُؤَيّد وَالقُلوب تَحوطَه | |
|
| رَغم الحسود مؤيّدٌ مَنصورُ |
|
أَولاكَ مَولى المجد أَعظَم مَنصِب | |
|
| سامٍ وَأَنتَ بِما وليت جَديرُ |
|
يهنيك منصبك الجَديد وإنّه | |
|
| نسب يصير المجد حيث يَصيرُ |
|
جاءَ البَشير به إِلَيكَ وَجاءَنا | |
|
| منه لعشّاق اليَراع نَذيرُ |
|
لا غرو أَنَّكَ من سلالة أَحمَدٍ | |
|
| وَعلى سلالته الكِرام غَيورُ |
|
كثر التطرّق في الطَرائق فاِبتَدَر | |
|
| وَاصلح فَأَنتَ المصلح المَشهورُ |
|
بَينَ الحَقائق وَالطَرائق في الوَرى | |
|
|
فَاِجهَد لَها حَتّى تبين بِنورها | |
|
| ما ثَمَّ محتجب وَلا مَستورُ |
|
وَلَقَد أَقول لمنكريك وَما لهم | |
|
| في ذاكَ إِلّا الحزن وَالتَفكيرُ |
|
إِنّ اِبن يوسف وَالهلال وَليده | |
|
| قمرٌ يُضيء دجا الزَمان مُنيرُ |
|
بَيناه مُكتَهِلٌ يخفّ إِذا بِهِ | |
|
| شَيخ كَما شاءَ الجَلال وَقورُ |
|
يهدي وَلَيسَ لما يسجّل في الوَرى | |
|
| بِهُداه تَبديل وَلا تَغييرُ |
|
إِيه عليٌّ فَأَنتَ ملك فَضائلٍ | |
|
| لكَ في العلا تاج علا وَسَريرُ |
|
آلاؤُكَ الغرّ الحسان تمنّعت | |
|
| مِن أَن يُقال لبعضها مَحصورُ |
|
أَثمار غرسك في الوَرى قَد أَينعت | |
|
| فالجهل علم وَالغَياهِب نورُ |
|
هَذى عَزائمك الَّتي قَد أَصبَحَت | |
|
| تَنبو العَزائم دونَها وَتَخورُ |
|
جاءَت بِما باتَ الحَسود لأجلهِ | |
|
| تَغلي مَراجل حقده وَتَفورُ |
|
شيّدت حزباً واِبتنَيت جَماعَةً | |
|
| يَأوي لَها المثؤور وَالمَوتورُ |
|
|
| بالصالِحاتِ فَناؤُها مَعمورُ |
|
رُفعت لِتَخفيف المَصائب رايَة | |
|
| هيَ في الحُروب إِلى السَلام سَفيرُ |
|
علم فُؤاد الصالِحات بنشره | |
|
|
في ظِلِّهِ الضدّان قَد جُمعا عَلى | |
|
| كرمِ الهِلال فَمُذنِب وَغَفورُ |
|
قالوا الهِلال فهلّلت سوح الوَغى | |
|
| وَتهلّل المَجروح وَالمَكسورُ |
|
أَضحَت تُرفرف في الوَغى أَعلامه | |
|
| وَلها ورود في الرَدى وَصُدورُ |
|
تُمسي وَتُصبِح وَالمنون مصرّة | |
|
| يَطوي المَنايا ظلّها المَنشورُ |
|
وَالحقد بَينَ رحابه مُتزايل | |
|
| وَالذَنب تَحتَ ظِلاله مَغفورُ |
|
عطف النَبيّ يرفّ حول بنوده | |
|
| وَعلى جَوانبه الحَنان يَدورُ |
|
وَمشاهد قَد أَصبَحَت من هَولِها | |
|
| الأَرضُ ترجف وَالسَماءُ تَمورُ |
|
ثَبَتَ الهِلال بِها وَلَو نادوا لَها | |
|
| رَضوى هَوى رَضوى وَزالَ ثَبيرُ |
|
طلعَ الهلال وَلَم تغر حَسَناته | |
|
| حيثُ الخُطوب المُزعجات حضورُ |
|
بِاللَه وَالرُسل الكِرام مَعوّذ | |
|
| مِن أَن يثير به الشُكوك مثيرُ |
|
لا تبطل الأَعداء سعيَ رجاله | |
|
| الحقّ مُنتَصِر لهم وَظَهيرُ |
|
بُشرى جماعات الهِلال بذكرهِ | |
|
| فَهوَ اللباب وَما عَداه قشورُ |
|
عطرت بِذكركم البلاد وَذكركم | |
|
|
لَو كانَ لِلجبل الأشمّ ثَباتكم | |
|
| ما دُكَّ لمّا خرّ موسى الطورُ |
|
أَو كانَ في أسد الشَرى إِقدامكم | |
|
| ما كانَ في تلك الأُسود أَسيرُ |
|
قولوا لِروما ما لِروما عِندَنا | |
|
| إِلّا النكال المرّ وَالتَدميرُ |
|
فَعَظيمهم يومَ الجلاد محقّر | |
|
| وَكبيرهم يَومَ الطراد صَغيرُ |
|
كثرت جموعهم وَمن أَفرادهم | |
|
| بَينَ الخيام الكلب وَالخَنزيرُ |
|
دُم يا عليّ لَها فإِنّك ذخرها | |
|
| وَنَصيرها إِن قيل عزّ نَصيرُ |
|
ما زلت تبعثُ في النُفوس أَمانيا | |
|
| وَتَجِدّ حَتّى يَبعَث الدُستورُ |
|
وَنُجوم سعدك لا تَزال طَوالِعا | |
|
| وَشُموس فضلك لا تَزال تُنيرُ |
|