إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وماذا إذا حزنت شاعرة؟ |
فتاهت على مقلتيها الحروف |
وأطرق بين يديها الوتر |
ليغفو وفيه بقايا حنين على ليل آلامها تنتثر |
فيذهل عن نغمة عابرة |
تناجي على همهمات السكون صدى الوهن في روحها الحائرة |
وماذا إذا ذوّبَ الدمع جفناً يظل النوارس في الأمسيات |
وترسو على ليله الأغنيات |
ويسكن ميناؤه في عيون الهوى و السفرْ |
يخبئ فيها جنون القصائد وهي تعانق وهج السحرْ |
ويطبق أهدابه كي يهدئ من ثورة الأحرف السادرة |
إذا أغلق الهمُّ ثغراً تنفّسَ فيه الحنينْ |
وردد للحب لحناً شجياً أزال به وحشة العابرينْ |
وعاش يدندن أنشودة الخبز للجائعينْ |
فغنت على رجعه ألف نسمةْ |
وسال ندى الفجر من ألف غيمةْ |
فلف وشاحاً من الأمنيات على رعشة الأضلع الصابرةْ |
وماذا إذا ملأ الحزن كل المساحات كل الدفاترْ |
ولوّنَ بالعتمة الكونَ ردَّ إليه اليبابَ المسافرْ |
إذا مضغ الشعرُ أحلى المعاني بحسٍ يموتُ وروحٍ تغادرْ |
فأذعن للصمت قلبٌ طهورْ |
ترامت على شاطئيه القبورْ |
وناحت على موجه الريح في ليلة ماطرةْ |
إذا أرسل الليل أشباحه في أكفِّ الشفقْ |
وأودع نبض الأماني رفاة القلقْ |
فلم يبق للنور في ناظريها رمق |
إذا كسّرَ الخوف ألواحها |
إذا أطفأ الدمع مصباحها |
إذا عانق اليأس في غفلةٍ روحَها الحائرةْ |
وماذا إذا ذبلت وردتان |
من الحزن وانطفأت شمعتان |
وعانقت الوهم بؤساً يدان |
وغطى سماء القوافي ضبابُ المشاعرْ |
ليخطف نبض التغاريد طيرٌ مهاجرْ |
وتحمله موجة ساخرةْ |
إذا غاب خلف ضجيج الجراح غناءُ البلابلْ |
ولم يوصل الفجرُ همس الأصائلْ |
ولا رجّع الحقل شدو السنابلْ |
فغابت رؤى الحلم تحت الوسائدْ |
وراودت الأمنيات القصائدْ |
تمد لها سارياتِ الحروف فتنساق حيناً وحيناً تعاندْ |
وتحرقها لوعة جائرةْ |
ويمزجها الحزن بالشاعرةْ |
فينضبُ فيها معينُ الجمال وتهزمها اللحظة العابرةْ |