عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي شوقي > رَبٍّ إني طغى عليَّ مَشيبي

مصر

مشاهدة
340

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رَبٍّ إني طغى عليَّ مَشيبي

رَبٍّ إني طغى عليَّ مَشيبي
وهو داءٌ ما إنْ له من طبيبِ
وأراه قد أوهنَ العظمَ مني
ورماني بما به من عيوبِ
ولقد كنتَ والشباب عقيدي
أعشَقَ الناس من شبابِ وشيبِ
وفؤادي مازال غَضًّا كما كا
نَ طَروباً كأَيِّ قلبٍ طروبِ
مولعاً بالجمالِ أصْبُو إليهِ
حيثما كان فالجمالَ حبيبي
وفتاةٍ حسناءَ قد حسبتْني
آخذاً من جمالها بنصيبِ
حينَ صوّبتُ ناظريَّ إليها
لأرى كنهَ ذا الجمالَ العجيبِ
نظراتِ حسبتُها حسناتِ
حين راحت تَعدها من ذنوبي
بل أراها شبّتْ على الرغم مني
ما بقلبي وخَدها من لهيبِ
فرمتْني بنظرةِ أشعرتْني
بأليمِ الملامِ والتأنيبِ
وأشاحت بوجهها وتثنّتْ
مَن رأى البدرَ فوقَ غصنِ رطيبِ
ليت شعري ماذا دعاها لهذا
أحياءٌ أم خوفُها من رقيبِ
لست أدري لعلها قد أطاعت
عاذليْها شَبابَها ومَشيبي
فهيَ شمس تألقتْ في ضحاها
وأنا الشمسُ آذنت بالغروبِ
ربةَ الحسن أنتِ أعلمٌ بالحسنِ
وما فيه من مَتاعٍ وطيبِ
يملأ النفسَ بهجةً من بعيدٍ
وسروراً وغبطةً من قريبِ
هو سر الحياةِ والسبب الواصلِ
بين المحبِ والمحبوبِ
لا تخافي زواله فسيبقى
خالداً في النسيبِ والتشبيبِ
والسعيدِ السعيدِ من رزق الحسنَ
وزَكّاهُ بابتسامٍ خلوبِ
وإذا ثار أو تَميّز غيظاً
لم يُخدَّدْ خدودَه بالقُطوبِ
فاسترى وجهكِ المليحِ كما شئتِ
بغيرِ العبوسِ والتقطيبِ
وأتركيه طلقاً كما صاغَهُ اللهُ
بريئاً من كل هذي العيوبِ
قد لعمري أسأتِ ظنًّا بشيخٍ
حسن الظن بالغزالِ الربيبِ
لا يرى في الجمال إلا متاعاً
لعيونٍ وحسرةً لقلوبِ
علي شوقي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2014/03/31 01:31:30 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com