إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في عالم الرغائبِ الفسيحِ يلهوانِ |
يسافران فيه خلسة ويرجعانِ |
في رحلة سريعة مجهولة النهايةْ |
يقودها سحرُ الهوى في مركبِ الغوايةْ |
وسكرةٌ تموجُ خلف ناظرِ الزمانِ |
يخبو على آثارها الهوى فيمضيانِ |
ويتركان في العراء بذرةً |
تدسها أيدي الردى في طينةِ الهوانِ |
ويكبر الغصن الصغير في يد الطريقِ |
رفيقهُ الصَّغارُ إن هفا إلى الرفيقِ |
محملاً بالخزي تحدو خطوه الذنوبُ |
تسوقه الرياح حيث يأذنُ الهبوبُ |
تدوسه الأقدام لا ترثي له الدروبُ |
يرنو على طول المدى لقشة الغريقِ |
يعيش رغم أنفه بوصمةِ الخطايا |
ممرغاً جبينه بالخزي والدنايا |
دليلُهُ يأسٌ على آماله طواه |
وحفنةٌ من العيونِ تقتفي خطاه |
يظل يهوي في حضيض التيهِ والشتاتِ |
وذنبُهُ سرابُ حبٍ لاح في فلاةٍ |
وغفوةٌ مجنونةٌ تمخضتْ عن مولدٍ بقسوة المماتِ |
يشبُّ في متاهة الذهولِ |
تكسوه أثواب الأسى والبؤس والذبولِ |
في عينه الخجلى يقول الوهن للزمانِ |
أين اللذان خلّفا ذلّي وأنكراني |
أين الهوى وأنسُهُ |
وصفوُهُ وهمسُهُ |
هل دانت الذكرى له وقد تلاشى عرسُهُ |
أم أنه ربيعُ قلبين انتهى في زحمةِ الفصولِ |
وتحكمُ الدنيا بأن يبقى بلا لسانِ |
مكمماً بالخزي والهوانِ |
يصيحُ في متاهة الردى بدون صوتِ |
يا من رماههما الهوى على ضفاف موتي |
لقد وأدتما الحياة فيّ قبل مولدي |
لهوتما على حطام معبدي |
أوردتماني من لظى الآلام كل موردِ |
وفيتما لصولة الهوى وخنتماني |
مضيتما ودستما على هويتي على أماني |
فمتّ ألف مرة |
وعاش ذاك اللهو في وجهي وفي كياني |
تعاليا وشاهدا هواني |
هذا رغيفُ الذلِ في كفيّ منه كسرةٌ |
ألا تقاسماني؟! |