رَأى مَذهَبي في الحبّ خيرَ المَذاهِب | |
|
| فَأَلحَقَني بِالركب خيرِ الرَكائِبِ |
|
نَبِيُّ هدىً قَد نِلتُ في نَهجِهِ الهدى | |
|
| فَكَيفَ يضلُّ النَهجَ قَلبي وَقالِبي |
|
شُغفتُ بِه حبّاً وَحبّيَ واجِبٌ | |
|
| وَإِن لَم أَقم في الحبّ يوماً بِواجِبي |
|
فَيا لَيلَة القُربِ الأَغرّ صباحهُ | |
|
| بك اللَهُ أَولاني أَجلَّ الرَغائِبِ |
|
جمعتِ محبّاً بِالحَبيب محمّدٍ | |
|
| مناماً وَما أَحلى اِجتِماعَ الحَبائِبِ |
|
فَما أَنتَ إِلّا لَيلَةُ القَدر قَد أَتَت | |
|
| بِما لَم يَكُن يَوماً بِحُسبان حاسِبِ |
|
لَقَد طبتِ يا بنت الرَبيع بِطَيِّب | |
|
| سما نسباً ما مثلهُ في الأَطايِبِ |
|
بهِ شَرَّفَ اللَهُ الوجودَ بعاقِبٍ | |
|
| حمدنا بهِ في الهدي حسنَ العَواقِبِ |
|
رَؤوفٌ رَحيمٌ جاءَ في الذكر نعتهُ | |
|
| وَأَكرم بِمَنعوتٍ بأسمى المَناقِبِ |
|
هو الحجَّةُ الكُبرى عَلى الخلق كلّهم | |
|
| وَلِلَّهِ في المُختار حُجَّةُ غالِبِ |
|
أقام منارَ الحقّ شرقاً وَمَغرِباً | |
|
| فَضاءَت بهِ الأكوانُ من كُلّ جانِبِ |
|
أَبانَ لنا في كلّ أَمرٍ طَريقَهُ | |
|
| فَسِرنا عَلى أَهدى طَريقٍ مَناسبِ |
|
هدانا وَخيرُ الهدي هديُ محمّدٍ | |
|
| إِمام الهدى الهادي لخير المَذاهِبِ |
|
نَفى بِضياء الرشدِ كلّ ضَلالَةٍ | |
|
| وَسُنَّتهُ البَيضاءُ مجلى الغياهِبِ |
|
أَلا في سَبيلِ اللَهِ أَدرَكتُ مَطلَبي | |
|
| وَأَنظارِ خيرِ الخَلقِ أَسنى المَطالِبِ |
|
إِلَيكَ حَديثاً من غَرائِب نكبَتي | |
|
| وَما هو إِلّا البدعُ بَينَ الغَرائِبِ |
|
وَقائِع أَيّام أَتت بِعَجائِبٍ | |
|
| عَن الدَهر تَرويها رُواة العَجائِبِ |
|
فَمن شاءَ فَليَنقله عنّي مصدِّقاً | |
|
| وَمن شاءَ فَليُلبِسهُ حلَّة كاذِبِ |
|
فَيَوم غَضِبنا غضبَةً مضرِيَّةً | |
|
| عَلى التُرك إِذ راموا اِضطِهاد الأَعارِبِ |
|
نَهَضنا إِلَيهِم عاتِبين عَلَيهمُ | |
|
| بسُمر عَوالينا وَبيضِ القَواضِبِ |
|
فَكانَ الَّذي قَد كان مِمّا لهوله | |
|
| دجى المَشرِق الأَدنى وَربّ المَغارِبِ |
|
إلى أَن سَقَطنا في يَد التُرك عنوةً | |
|
| سُقوط أَخي الإيمان بَينَ الأَجانِبِ |
|
فَلِلَّهِ كَم أوذيتُ في اللَهِ وحدَه | |
|
| وَلِلَّهِ كم أوذي لأَجلي أَقارِبي |
|
لَقينا من التَعذيب في آلِ أحمدٍ | |
|
| ضُروب عَذابٍ كُنَّ صربةَ لازِبِ |
|
لَئِن غابَ عَنهُم ما لَقينا لأَجلِهِم | |
|
| فَعَن جدّهم وَاللَه لَيسَ بِغائِبِ |
|
فَقَد عادَني في لَيلَةٍ بتُّ موجعاً | |
|
| بِناب زَمان عَضَّني بِالنوائِبِ |
|
وَبَشّرني في الأَمرِ خيرَ بشارَة | |
|
| وَقد ضِقتُ بِالأَعدا وَضاقَت مَذاهِبي |
|
فَهانَ مصابي أَي وَرَبّي وَقد أَتى | |
|
| حَبيبي يُعَزّيني بِتِلكَ المَصائِبِ |
|
وَفي جلَّق قامَت عَلَينا عصابَةٌ | |
|
| تَكيد لَنا كيد العدوِّ المحارِبِ |
|
خَشيتُ عَلى حقٍّ يَضيع لأُمَّتي | |
|
| فَقُمتُ له ما بَينَ ماشٍ وَراكِبِ |
|
وَأَعمَلت في تِلكَ الأَباطِح وَالرُبى | |
|
| سرايَ مجدّاً بَينَ تِلكَ السَباسِبِ |
|
إِلى أَن بَلَغت الركب حلُّوا بِطيبَةٍ | |
|
| فَطِبتُ وَقَد يَمَّمتُ صَدر الرَكائِبِ |
|
وَأَروَيتُ من تلكَ المَوارِد علَّتي | |
|
| أُزاحِم أَملاك السما بِالمَناكِبِ |
|
وَعدت قَريرَ العَينِ قد نِلت مَأربي | |
|
| إِلى الشام مَغبوطاً بِنَيل المَآرِبِ |
|
وَما زِلت في عودي إلَيها مُثابِراً | |
|
| عَلى حُسنِ أعمالٍ خلَت عن شَوائِبِ |
|
وَقد جاءَني خيرُ البَرِيَّة في الكَرى | |
|
| بِآيات صدقٍ لا الأَماني الكَواذِبِ |
|
وَقالَ مَقالاً وَهوَ أَصدَقُ قائِلٍ | |
|
| وَما أَنا إِذ أَرويهِ عنهُ بِكاذِبِ |
|
أَتَقبَلُ مِنّي بِالدَواء وَإِنَّهُ اِخ | |
|
| تراعي الجَديدُ المُتقى بِالتَجاربِ |
|
دَواءٌ لِتَحديدِ الشَوارِبِ نافِعٌ | |
|
| وَتَأويلُهُ تَعديل هذي المَشارِبِ |
|
دَواءٌ أَرى تَجريبهُ فيكَ أَوّلاً | |
|
| وَمن بعدُ جَرِّبهُ لآخر واصِبِ |
|
تَعالَ أُعَلِّمكَ الَّذي قَد نعتُّه | |
|
| لِتَكسب من علمٍ جَليل المَكاسِبِ |
|
وَخُذ فيهِ يا هذا اِمتِيازاً وَجئ بِهِ | |
|
| إليَّ إِذا ما شئتَ أَخذاً بِواجِبِ |
|
رُموزٌ لَقَد دَقَّت عَن الفِكرِ ثاقِباً | |
|
| بِها تَذهَب الأفهام كلّ المَذاهِبِ |
|
أَشارَت إِلى عامٍ بهِ قامَ سَيِّدٌ | |
|
| بِمكّة في البَيت الرَفيع الجَوانِبِ |
|
وَحَسبُكَ تاريخٌ أَتى لِبَيانِهِ اِخ | |
|
| تِراعي الجَديد اِحسبهُ يا خير حاسبِ |
|
تجد فيهِ تاريخ القِيامِ وَإِنَّهُ | |
|
| قِيامٌ عَجيب قَد أَتى بِالعَجائِبِ |
|
أَتانا لِتَعديل المَشارِب نافِعاً | |
|
| وَما كُلُّ وردٍ راق عذبٌ لِشارِبِ |
|
فَما بَينَ تَفريطٍ وإفراطِ مفرطٍ | |
|
| ضَياعٌ وَتضييعٌ لآتٍ وَذاهِبِ |
|
وَلا يَستَوي قول المحقّ بحُجّةٍ | |
|
| وَآخرَ أَوهى من بيوت العناكِبِ |
|
فَفي الكلّ قد جرَّبت نفسي وَإِنَّما اِع | |
|
| تدلتُ أخيراً بعدَ طول التَجاربِ |
|
وَلكِن مَتى اِمتازَ في الأَمر ميزَةً | |
|
| وَلَم يَكُ مخطوبٌ لأَمرٍ كَخاطِبِ |
|
أَلا يا أَجلَّ الرُسل منكَ إِجابَةً | |
|
| لصبّ يُنادي ما لَهُ من مجاوِبِ |
|
أَبثّك شَكوى من جفاء أَقارِبٍ | |
|
| أباعدَ عن فعل الجَميل عقارِبِ |
|
لمن أَشتَكي منهُم لغير رسولِهِم | |
|
| وَقد قَطَّعوا أَرحالَهُم بِالمَثالِبِ |
|
كَفاني أَن أشكو لِعلياكَ حُسَّدي | |
|
| وَقد أَثقَلوا ظَهري بِعِبءِ المَتاعِبِ |
|
لَقد ضِعتُ في قَومي وَما أَنا ضائِع | |
|
| وَيُمنايَ في يُمناكَ يَا اِبنَ الأَطايِبِ |
|
بِرَبِّكَ زِدني منكَ قرباً فَإِنَّني | |
|
| أَرى القُربَ من علياك أَعلى المَراتِبِ |
|
وَكن لي مجيراً بَل نصيراً عَلى العِدى | |
|
| فَما غُلب المَنصور يوماً لِغالِبِ |
|
وَلا تَقطَعَن حبلَ المحبّ فإنّه | |
|
| بِوَصلِكَ يا خَير الوَرى خَير راغِبِ |
|
عَلِمتَ بِقَصدي إِذ قَصَدتك زائراً | |
|
| عَلى نُجُب الآمالِ أَحدو نَجائِبي |
|
فَجُد لي قَريباً عاجِلاً غير آجل | |
|
| بجذبةِ قربٍ حيثُ حبُّك جاذبي |
|
عَسى أعمر البَيت الحَرام بِعُمرَةٍ | |
|
| تَضُمُّ بَني الإِسلام ضَمَّ الأَقارِبِ |
|
وَإلّا فَما هذي الحُروب الَّتي أَرى | |
|
| فَقَد قامَ في الإِسلامِ ألفُ مُحارِبِ |
|
تَصَدّوا لهدم الدين كيداً لأَهلِهِ | |
|
| وَلكنَّهُم رُدّوا بذلَّة خائِبِ |
|
وَلَيسَ يُحيق المكرُ إلّا بِأَهلِهِ | |
|
| وَلا يَبلغُ المَقصودَ روغُ الثعالِبِ |
|
وأنشَدتني بيتين من نظم شاعِر | |
|
| رَوَيتُهُما معنىً لقارٍ وَكاتِبِ |
|
أشرت إلى الحسّاد من نسل يافِثٍ | |
|
| وَقد تَرَكوا الإِسلامَ رهن النَوادِبِ |
|
طَغوا وَبَغوا في الأَمرِ حتّى كَأَنَّهُم | |
|
| بِأَفعالهم أسطورَة في العَجائِبِ |
|
بِهِم جَرّد الإِسلامُ من آل أحمدٍ | |
|
| لِقَمع عداة الدين أمضى القَواضِبِ |
|
وَما اِرتَدّ حتّى رَدّ شرذمةً عدت | |
|
| عَلى قَومِهِ بِالفَتكِ من كُلّ جانِبِ |
|
فلِلَّه يومُ الفَتح وَالمَوكِب الَّذي | |
|
| لأَخمصهِ تعنو وجوه المَواكِبِ |
|
لَقَد ذَكَّراني فَتح مكّة عنوةً | |
|
| وَموكب خير الخَلق بَينَ الكَتائِبِ |
|
أَلا يا شَفيعَ الخَلق كُن لي شافِعاً | |
|
| لأَنجو بِيَوم الهَول من ذي المَعاطِبِ |
|
تَفضّل بِنَيل السُؤل يا خير مرسلٍ | |
|
| وَجُد لي بِتَحقيق المُنى وَالرَغائِبِ |
|
عَلَيكَ من الرحمن ألف تحيَّةٍ | |
|
| وَآلك وَالأَصحاب خير الأَصاحِبِ |
|
مَدى الدَهر ما أنشَدت فيكَ مردّداً | |
|
| رَأى مَذهَبي في الحُبّ خير المذاهبِ |
|