إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وطنَ الجلال مرافئ الغسقِ |
حرم البهاء و درة الألقِ |
ماذا عساي أقول يا أم القرى |
ياغيمة |
هطلتْ فماجت ساريات النور في الأفق |
أزمعتُ ترحالا لماضيكِ |
كي أقرأ التاريخ مزهواً على فيكِ |
وبسطتُ أوراقي إلى أفيائك الأحلى |
وظللت من عبث الحروف على فمي خجلى |
والحب والإكبار يرتجزان حول قريحتي الكسلى |
والمجد يسبقني إليك مردداً أصداءه فيكِ |
فأشرتِ للإلهام قائلة: على وجهي قناديلي |
وملامح المختار لم تبرح تفاصيلي |
ورجاءُ هاجر رحمة القفرِ |
ظمأُ الرضيع ومنهلٌ يجري |
وصدىً من الأفيال والطيرِ الأبابيلِ |
أطرقتُ ساهمة لدى الكعبة |
أرتال أنوار بقلب الكون منصبّة |
يرنو المقام لها ويزهو الركنُ والحجرُ |
يكبو اللسان مهابة ويتعتع البصرُ |
يتزلزل الوجدان في أثوابها وتزمجر الرهبة |
وقرأتُ وجه الصبر وهو يموج في الوادي |
في دمعة للفقد ما زالت ترقرق منذ آماد |
منذ انتحى الأصحاب عنه وغادر الهادي |
لما سرى حكم القضاء عليه بالبعدِ |
فتجمدت عيناه ترقب نظرة الوعدِ |
وتكانفته خطى الأسير وحرقة الصادي |
خِلتُ الجبال تحولت مُقَلا |
والأفقَ أسئلةً تهمهم والمدى جدلا |
مَن للضياء بدارة الأرقم؟ |
أو لم تفر إلى غيوب الأرض من أشجانها زمزمْ؟ |
وأبو قبيس أما براه جوىً وشِقُّ البدر قد أظلمْ؟ |
كيف استعاض النور عن أنفاسه؟ وحراء كيف سلا؟؟ |
ورأيتُ في الطرف القصي الفقد ينهارُ |
يمضى حبيبك والحنين إليك في عينيه موارُ |
يرعى السماء مقلباً وجهاً له في الغيث آثارُ |
تغدين يا أم القرى قبلة |
يغشى الخشوع رباك فالأشواق مبتلة |
وتموج في آفاقك الزهراء من نور الهدى ظلة |
تزجي القلوب إليك والآمال إعصارُ |
شكراً لأنك أنتِ يا مكة |
شكراً لنور شع منك مجاوزاً نحو الذرى فلكَهْ |
أوحى لقلبي فانتشى في روضه الوجدُ |
وهمى على عينيّ من إلهامه وعدُ |
وقصيدةٌ للحب فيها جنةٌ تشدو |
شكراً لفيض الخير والإيمان والبركة |