عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > عمر حمد > خلّ يا صاح ذكر ذات العقود

لبنان

مشاهدة
555

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خلّ يا صاح ذكر ذات العقود

خلّ يا صاح ذكر ذات العقود
واهجر اللهو بين ناي وعود
ودع الكاس وابنة العنقود
للمعنّى المتيم المعمود
ببياض الطلى وورد الخدود
خففي اللوم واقصري العتب لبنى
لم تقولين شاعر ما تغنى
بهوانا ولم يكن بالمعنى
انا احببت غير حسنك حسنا
انا أوثقت في سواك عهودي
أوسعت عن حماي لبني خطاها
ثم راحت تبكي وتشكو مناها
بين سرب الحسان كنت اراها
يتهادى من مقلتيها نداها
وهي تشكو إلى الحسان صدودي
واتاني الحسان لبنى ودعد
وسعاد وزينب ثم هند
لمنني ثم قلن لي ليس بد
من قوافيك يا فتى الشعر فاشد
وتغن النشيد بعد النشيد
قد نصبنا لك الشباك مرارا
ورجعنا وما شفينا الأوارا
ما عهدنا بشاعر يتوارى
عن هوى الغيد قط قلت افتخارا
لست للحب بالفتى المعمود
يا ذوات الجمال لمتن مرا
وقعه كان في فؤادي جمرا
من عذيري ولست احتاج عذرا
غير أني بحب قومي مغرى
أتغنى به بكل قصيد
قبل الآنسات عذري وقمنا
ثم صافحنني بيسرى ويمنى
قلن لي يا فتى القريض تغن
وابن آي مجد قومك إنا
عاشقاتٌ لذكر مجد الجدود
كان في الشام اسرة عربيه
قد علت محتداً وعاشت زكيه
وتعالت بشيمة مضريه
فوق هام السهى ونفس أبيه
ووفاء حر وخلق حميد
اسرة خيم السرور عليها
وقد انقادت المعالي اليها
والندى والوفاء صنع يديها
طاب فيه الهنا وجر لديها
ذيل عز ومنعة وسعود
كان فيها الزعيم شيخ جليلٌ
شرفت فيه اسرة وقبيل
فهو منج من العثار مقيل
ومن المجد زانه اكليل
في لآل وفي جمان نضيد
كان في قومه مهيبا مطاعا
واليه انصاع الرجال انصياعا
فيرى الملتجي لديه امتناعا
ويرى الظالمون منه انصداعا
فهو في المعضلات خير عميد
كان للشيخ في حماه غلام
هو سعد بزينه الاحتشام
وإذا شفه الضنى والسقام
شف عين الاب الجليل ظلام
وتصدى منه لكرب شديد
وإذا افتر ثغره لابتسام
وتلهى بالطف الاحلام
قر طرف الاب الحزين الدامي
ورأى النور بعد ذاك الظلام
ورأى الرغد بعد تلك النكود
وإذا ما بكا بكى الوالدان
وإذا افتر ثغره يبسمان
وإذا نام ضمه ساعدان
وإذا قام رصعت قبلتان
فوق خد له كزهر الورود
عاش بين الاقران عيشة رغد
وتحلى بكل عزم وجد
ادرك العز نال أوفر مجد
سار في جده إلى خير قصد
وتعالى بالجد لا بالجدود
جاز سعد من عمره العشرينا
وتبدى كالبدر في العالمينا
كان عونا وكان برا حنونا
مخلصا عاطفا على الوالدينا
دأبه في الحياة حفظ العهود
لأبي سعد كانت أخت كريمه
ولها غادة تسمى حليمه
زانها الله بالعيون الوسيمه
وبقدر من القدود القويمه
وبجيد يزهو على كل جيد
قد تحلت حليمة بخصال
هي احلى من البها والجمال
خلقها الطهر وهو خير الخلال
وعفاف الفتاة عين الكمال
وكمال الفتاة عين السعود
خطبوها زوجها لسعد الأديب
من ابيها ومن اخيها نجيب
والحسيب الكريم كفؤ الحسيب
وقريب أولى الورى بقريب
ومجيد أولاهم بمجيد
بعد شهر هموا بعقد القران
للعروسين بعد تلك الاماني
هي هيفاء ليس غصن البان
مثلها في قوامها الفتان
وهو بالحسن فتنة للغيد
ضربوا موعد الزفاف الخميسا
واداروا من الصفاء كؤوسا
هي فاقت بحسنها بلقيسا
وهو كابن البتول مريم عيسى
بقوام مهفهف أملود
هب يوم الخيس سعد وجدا
وطوى حين جد غورا ونجدا
في الشرى يطرد المهى الغر طردا
ويصيد الحمام والطير صيدا
بين تلك الربى وتلك النجود
كان سعد يجد خلف غزال
عن يمين بخفة وشمال
فتصدى له فتى باحتيال
ورماه غدرا بسهم اغتيال
ثم ولى وكان شر شريد
قال سعد اذ خر فوق الرغام
وهو طوع الردى صريع الحمام
عوجلت قبل عهدها ايامي
وساقضي ولم افز بمرامي
ووعودي تصرمت وعهودي
طعن الطعنة الاثيم وسارا
وانبرى يطلب النجاة فرارا
وهو يخشى ان يطلب القوم ثارا
فاعتراه رعب وتاه وحارا
وذكت في حشاه نار الوقود
سار حتى ضاقت عليه السبيل
وعليه عز الصوى والدليل
وتدلّت من الظلام سدول
قال هل لي من العثار مقيل
ارتجيه لمحنتي ونكودي
حينذاك التقى بشيخ كريم
ذي جبين زاه ووجه وسيم
فأتى نحوه بصوت رخيم
يطلب الغوث منه خوف الخصوم
خوف خطب معجل التنكيد
قال اني قتلت يا عم خصما
وأريت اللدود بالعضب عدما
فأجرني إذا أخو الثار أما
يطلب الثار قال نجيت مما
تختشيه وكل خطب شديد
فادخل الابلق المنيع فإنا
نمنع الجار ما بقي وبقينا
كل خطب عليك تلقاه هينا
كل خوف تلقاه بدل امنا
نحن غوث العاني وكهف الطربد
دخل الفاتك الحمى واستجارا
بذويه وقد قضى الأوطارا
قال يا دار بالوفا عمت دارا
وسقاك الحيا على وفخارا
وتمنعت عن مراد اللدود
جهل الشيخ خصمه فأجاره
في حماه لما الاثيم استجاره
والاثيم اللئيم اطفى أواره
اذ رأى في الحمى غدا انصاره
كل ليث مجرب صنديد
مالت الشمس وانبرت للزوال
ومشى الناس في الحمى باختيال
سحب القوم ضافي الاذيال
وتساقوا كاس الصفاء الحلال
وتغنوا بالانس اشجى نشيد
هو يوم الخمسي يوم القران
هو يوم الصفاء يوم التهاني
هو يوم الزواج يوم الاماني
هو يوم سيلتقي الفرقدان
فيه لا شك انه يوم عيد
عزف الانس في الحمى أي عزف
ثم زفوا العروس ابهر زف
قر بالقوم في الحمى كل طرف
ومشى الصف منهم بعد صف
ووفود الافراح اثر وفود
ثم بينا كانت وفود التهاني
تتغنى بأطيب الالحان
اذ بصوت النعي في الآذان
ناعيا للملا فتى الفتيان
ناعيا للاسود شبل الاسود
مات سعد فيا لهول المصاب
اذ رموه واحسرتا بحراب
وقضى وهو بعد غض الاهاب
مات غدرا فيا فقيد الشباب
عشت حرا ومت خير فقيد
اصبح القوم في الربوع حيارى
وسكارى وما هم بسكارى
اجج الحزن في حشا القوم نارا
وعلى الخطب لم يطيقوا اصطبارا
واضاع العزاء كل جليد
سمع الشيخ نعي سعد فصاحا
واجناحي فقد عدمت الجناحا
وا وحيدي وامهجتي ثم راحا
مرسلا دمعه الغزير وناحا
صارخا بالعويل والترديد
أين سعد ويلاه قد مات سعد
وعلينا قد عز انس وسعد
ليس عن خوض سوقها قط بد
وسيمشي شيب اليها ومرد
فوق بلق من السلاهب قود
اقبلوا للحمى على الاعواد
يحملون الفقيد ضوء النادي
يا لرزء تفتت الاكباد
بعده في الحمى وجرح الفؤاد
ونكود تحل بعد نكود
يا لرزء على النفوس عظيم
يا لخطب على الفؤاد جسيم
لهف نفسي على الابي الكريم
لهف نفسي على الأبر الرحيم
لهف نفسي على الوفي الودود
وانبرى الشيخ يسأل الحاملينا
قائلا أي علقم قد سقينا
أي وغد ارداه هل تخبرونا
أي نذل سقى الحبيب المنونا
أي نذل بل أي وغد مريد
اخبروه بأن قاتل سعد
هو ذاك الاثيم صخر بن هند
قال شلت يداه انذل وغد
وذكت في فؤاده ذات وقد
وغدا من مصابه في كمود
ان صخرا اردى بني الوحيدا
بغرار الظبي فمات شهيدا
ليس عيشي من بعد سعد سعيدا
كان سعد اخا وفاء ودودا
كان سعد وكان بدر سعودي
ثم قالوا للشيخ بان الخصيم
وعرفنا الاثيم أين يقيم
قال أين الاثيم أين الذميم
هو جار احلمى أجاب سليم
عم سعد والدمع فوق الخدود
قال ويلي اصبحت في ويلين
أي أمر اقضي من الأمرين
سوف اختار اهون الشرين
سوف اجتاز اقو النهجين
سوف امشي إلى الطريق السديد
ان صخرا خصمي عفا الله عنه
هو ضيفي فكيف اثأر منه
وعلى العاديات ان لم اعنه
ومن النائباتان لم اصنه
لا رعى الله ذمتي وعهودي
ذهب الشيخ نحو صخر وصخر
عمه اذ تبلغ الأمر ذعر
قال يا صخر لا اصابكشر
في حمانا ولا تلقاك ضر
طبت رفدا وعشت خير سعيد
أنت جاري ولم اخن قط جاري
وشعاري ما عشت حفظ الذمار
شيمة قد ورثتها عن نزار
مانعا حافظا حقوق الجوار
افتدي الجار في دماي وجيدي
سر امينا من الأذى والعوادي
سالما من يد الردى والاعادي
هاك سيفى وادرعي وجوادي
لك فاشدد يا صخر ظعن البعاد
ذاك دابي ما خنت قط وعودي
ليس حل في عرفنا بعد عقد
ليس نقض لذمة بعد عهد
ذاك عهد عرفته في معد
يمنعون العانين من كل ضد
وتراني اقتفيت اثر جدودي
طأطئي أيها النجوم احتراما
وانهضي أيها الرواسي قياما
واحملي أيها الخزامى سلاما
لبني يعربٍ وحيّ الشآما
معهد المكرمات دار الوليد
معهدا انجب الوفا والمعالي
وبه كل عزة وكمال
كل ليث به عديم المثال
ما رأت مثله العصور الخوالي
ما عهدنا بمثله في الوجود
عمر حمد
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/04/12 12:09:07 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com