عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > عيسى إسكندر المعلوف > إذا أوحش السياح في الغرب مربع

لبنان

مشاهدة
480

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إذا أوحش السياح في الغرب مربع

إذا أوحش السياح في الغرب مربع
ففي الطلل الشرقى أنسٌ ومنجعُ
وإن ساغ فخر بالقديم فإنما
يسوغ لنا الفخر الذي لا يضيعُ
ففي الشرق للأصنام شمّ معابد
ولا سيما للشمس قد طاب مطلع
لقد أبقت الأيام آثار شرقنا
وليس لها ند على الأرض يرفع
فكم شيد فيه هيكل جاء جامعا
لأتقن وضع مثله ليس يوضع
وكم سجد العباد فيه وإنما
بهامته صدر النوائب يقرع
ففي بعبلبك الصرح وطد شامخا
وليس لمن يبغى احتذاه تذرّع
إذا قيل فاق اليوم ما كان قبله
فقل كذب الراوون إذ ليس مقنع
لكم حار في هذى الرسوم مهندس
وليس على ما مثلوه تصنع
من استنطق الآثار أغناه صامت
يقول ابتنوا مثلى فإنى الممنع
فيا أيها الإنسان هل أنت خالد
لتبنى بناء لم يروعه مصرع
وفي صرحنا الأحجار ذات ضخامة
بأعمدة تحنى عليهن أضلع
فشقّ على فتك الزلازل هدمها
لذا انقطعت عنها فلم تك ترجع
وفى حجر الحبلى تقوم بنقله
فكيف الذي قامت به وهى ترضع
وكم آلة للرفع فيه منيعة
فليس يجاريها لدى النقل مرفع
وكم قام فيها منجنيق صوابها
يقصر عن مرماه في الحرب مدفع
ففي أصلب الأحجار قد جل نقشهم
إذا كان في أوراقنا الرسم يطبع
وتخريمها يسبي العقول لأنه
يمثل أشكالا لها الذوق مبدع
كأن الصخور الشم شمع مذوب
تطرزها في أبدع النقش إصبع
ومن ثم ترقى هيكل المشترى الذي
بأبدع أنواع النقوش مقنّع
ببوابة في سمكها النسر حامل
مفاتيحها يحمى حماها ويمنع
ولولبه في طى صخر كأنني
براقيه أدراجا إلى الجو يطلع
وهيكل أصنام رفيع عماده
وفيه اتساع لا يحاكيه موضعُ
محاريبه الحسناء ضمن جداره
وكم قر بها في ذلك البهو مخدع
أساطينه ستٌّ تناجى سماءها
على رأسها أسد لها الجو مربع
وفي خارج البنيان هيكل زهرة
وتلك إله الحسن فيها التورع
وقد نحتوا وسط الصخور مغاورا
لموتاهم منها النواظر تجزع
مراقبها قامت كقبة دورس
غرائب ما في مثلها الدهر يطمع
وكم في مبانيها نقوش فسيفسا
لها رونق زاه وحسن ممتع
عجائب هذا الكون سبع عظيمة
تضارعها النزهات إذهنّ أربع
ولكن رأينا بعلبك مليكة
عليهن في عرش العلى تتربع
فكانت مزارا والشعوب تقاطروا
إليها من الدنيا وفيها تخشعوا
وكم قدمت فيها القرابين أنفساً
وفاض لدى تلك المناظر مدمع
كأنى بها تروى أحاديث من مضوا
وناظرها في دهشة يتسمع
لقد أفرغوا جهدا برفع منارها
فلم يبق في قوس التفنن منزع
لهم همة لم يطحن الصخر روقها
وصحة آراء وقلب مشيع
فبالمال والآلات والوقت سلحوا
وبالكد والصبر الجميل تدرعوا
فسقيا لقوم قد أقاموا بناءها
على اسس الاتقان ليست تزعزع
تصانيف تاريخ ستقرا سطورها
إلى يوم حشر أعين ليس تهجع
مدينة شمس ثبت الله ركنها
وأطلالها الغراء ما الشمس تطلع
عيسى إسكندر المعلوف
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/04/12 12:18:37 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com