كُل شَيء في الكَون ران وَقرا | |
|
| وَسَرى في جَوانح النَفس سحرا |
|
أَسفَر الجَو وَاِنجَلَت صَفحة الأُفق | |
|
| وَفاحَت مَناكب الأَرض بشرا |
|
في رُبوع يَطول عمر شَتاها | |
|
| إِذ يُوافى وَيقصر الزَهر عُمرا |
|
نَحمد الشَمس يَوم تَطلَع فيها | |
|
| بِضِياء وَنَحمد اللَه عَشرا |
|
رف فيها الخَريف حُسنا وَطيبا | |
|
| فَتَسامى عَلى الرَبيع وَأَزرى |
|
نَفضت يَومَها الحَياة وَقامَت | |
|
| بَعد طُول الحِجاب تَرفَع سترا |
|
أَبرَزت مِن جَمالها وَحلاها | |
|
|
ذَهبت تَنثر الجَمال فَلم تَستثن | |
|
| في الماء أَو عَلى الأَرض شبرا |
|
نَثَرته بِلا نِظام فَأَرضى الفَن | |
|
| فَوضى وَأَعجَب العَين نَثرا |
|
أَودَعت سحرها هَواء وَحَصباء | |
|
| وَماء يَسرى وَعُشبا وَصَخرا |
|
بسرح الطَرف حَيث شاء فَما | |
|
| يَسرح إِلا مِن فتنة صَوب أُخرى |
|
|
| أَلفته لَونا وَضُوءا وَعُطرا |
|
هُوَ في العَين ما أَرَق وَأَنداه | |
|
| وَفي الصَدر ما أَلذ وَأَطرى |
|
تَرتَوي الرُوح مِنهُ نَهلاً وَعلاً | |
|
| فَهِيَ نَشوى إِذا تنقل سَكرى |
|
كَسَت الأَرض خضرة وَتَغشت | |
|
| رَبوة رَبوة وَغُورا فَغُورا |
|
فَزَكا النَبت في قِلاع وَقِيعان | |
|
| تَوالى في الأُفق طَيِبا وَنَشرا |
|
راق مِنها ما قَد تَهادى عَلى | |
|
| الأَرض نَديا وَما تَشامخ كبرا |
|
وَذَكاء وَسَط الفَضاء تَوارى | |
|
| خَلف غَم يَمر في الجَو مرا |
|
ثُمَ تَبدو فَتَغمر الكَون إِيناسا | |
|
| إِذا الغَيم مِن سَناها تَفرى |
|
في سَماء نَقية تَأخُذ العَين | |
|
| اِغتِراقا وَتَفعم العَين بَشرا |
|
مَعرض النُور سَرَت فيهِ الهُوَينى | |
|
| مُطلَقاً في الخَيال نَفسي حَيرى |
|
تَتَملى بَدائع الكَون أَو تَنظم | |
|
|
عِندَ نَهر عَذب التَسلسُل ما | |
|
| تابعته بِالمَسير إِلّا اسبطرا |
|
|
| مَطلَعا حَولَه قتادا وَزَهرا |
|
أَرسَل العَين تَجتَلي الحُسن صَفواً | |
|
| أَو تَقصى مِن سالف العُمر ذكرا |
|
فَهِيَ في مَسرَح الطَبيعة جَذلى | |
|
| آنة أَو مَع التَذَكُر عبرى |
|
وَرَفيقي في السَير سفر بكفى | |
|
| لَم أُطالع مِما يَحدُث سَطرا |
|
مَن تَهادى سَفر الطَبيعة مَبسوطا | |
|
| إِلَيهِ فَكَيفَ يَحفل سَفَرا |
|