شَوهاء حائلة الأَلوان نَكراء | |
|
| أَبلى مَحاسنها دَهر وَآناء |
|
غَشى مَعارفها مِن طُول ما حَملت | |
|
| مِن الجَنادل وَالأَحقاب إعياء |
|
ناءَت بِعبء الثَرى دَهرا وَناءَ بِها | |
|
| مِن قَبل ذاكَ لَهُم العَيش أَعباء |
|
جَوفاء مصفرة مِن فطنة وَحجى | |
|
| جَدباء خاوية الأَركان ظَلماء |
|
في العَيش زاهِدَة وَالخلق قاطِبَة | |
|
| بِها صدوف عَن الدُنيا وَإِغضاء |
|
تَخال شاخِصة الطَرفين رانية | |
|
| وَعَينها عَن سَنى الأَضواء عَشواء |
|
خَرساء لَيسَت تَحير القَول ساهِمَة | |
|
| لَها مَدى الدَهر إِنصات وَإِصغاء |
|
إِني لَأَسمَع مِنها وَهِيَ صامِتَة | |
|
| وَعَظا مِن القَول يَدريه الأَلباء |
|
نعم وَأَحسب أَني إِذ أَخاطبها | |
|
| تَعى خفى خِطابي وَهِيَ صَماء |
|
تَتلو عَلى النَفس مِن سامى مَواعظها | |
|
| عَجماء مَنخوبة الأَنياب بكماء |
|
قَصت عَلى تليدا مِن مَآربها | |
|
| آتى عَلَيهن إِصباح وَإِمساء |
|
لَعل ذا الرَأس قَدما كان يَعمره | |
|
| سامى ذكاء تَنبى عَنهُ سيماء |
|
تَحللت في ثَرى قَبر عَناصره | |
|
| وَأَطفَئت رَوعة مِنهُ وَلألاء |
|
وَبَعثَرَت في الثَرى عليا مَطامحه | |
|
| وَكانَ مِن دُونِها بِالأَمسِ جَوزاء |
|
أَوعل ذا الرأس في ماضي بَشاشته | |
|
| تاهَت بِهِ قامة في الغيد هَيفاء |
|
كانَت تَروع النُهى قدما معارفه | |
|
| وَتَشتَهي لَفتة مِنهُ وإِيماء |
|
وَكانَ هَذا الفَم المَمقوت مَنظره | |
|
| تَبدو بِهِ سمة للعين غَراء |
|
وَكانَ ذا المحجر المَشنوء تَسكنه | |
|
| دَعجاء مرسلة الأَهداب حَوراء |
|
وَكانَ غائر هَذا الأَنف مُزدَهيا | |
|
| تَعلوه أَرنبة بِالحُسن شماء |
|
يَفر مِن قبحه ذُعراً أَحبته | |
|
| لَوجاء يَنظره اليَوم الأَحباء |
|
لَقَد سَلا وَسَلوا في الترب وَاِنشَعَبوا | |
|
| وَلاذَ بِالصَمت أَحباب وَأَعداء |
|
سَلت شُئون الوَرى في الرَمس جمجمة | |
|
| قَد باتَ يُسعفها وَبل وَأَنداء |
|
تَخضر نامية مِن حَولِها وَمِن | |
|
| إِذا تَتابع وَبل وَهِيَ صَفراء |
|
وَلَيسَ يَكرثها في العَيش فما فجأت | |
|
|
قَد أَسكَتَ المَوت أَصداء الحَياة بِها | |
|
| وَلِلرِياح بِها إِن نُحنَ أَصَداء |
|