الحُبُّ أَسعَدَني وَالحُبُّ أَشقاني | |
|
| أَبكي وَأَضحَكُ مِنهُ اليَومَ في آنِ |
|
أَبكي لِأَنّيَ مَخدوعٌ وَيُضحِكُني | |
|
| تَجاهُلي كَيدَ مَن أَهوى وَنِسياني |
|
وَيلي عَلَيهِ وَوَيلي مِنهُ مِن أَلَمٍ | |
|
| عَذبٍ وَآسٍ شَفى نَفسي فَأَضناني |
|
طَغى عَلى القَلبِ عِربيداً فَقُلتُ لَهُ | |
|
| يا حُبُّ رِفقاً بِهَذا الخافِقِ العاني |
|
فيكَ الشِفاءُ وَمِنكَ الداءُ أَجمَعُهُ | |
|
| كَفاكَ أَنَّكَ أَنتَ الهادِمُ الباني |
|
حَتّامَ تُخمِدُ مِن وَجدي وَتُشعِلُهُ | |
|
| وَتَلتَقي فيكَ أَفراحي بِأَحزاني |
|
يا مَنهَلاً ظَلَّ يُرويني وَيُعطِشُني | |
|
| رُحماكَ رِفقاً بِراوٍ مِنكَ عَطشانِ |
|
قالوا هُوَ البُعدُ قَد يُنسيكَ لَوعَتَهُ | |
|
| وَكُلَّما زادَ بُعدي زادَ تحناني |
|
أَبغي السُلُوَّ وَلا أَبغيهِ وا أَسَفا | |
|
| قَلبٌ تَنازَعَهُ في الحُبِّ ضِدّانِ |
|
وَقائِلٍ وَيحَ مَن تَهوى أَما عَلِمَت | |
|
| بِما تُقاسيهِ مِن وَجدٍ وَأَشجانِ |
|
أَنحى عَلَيها وَبَعضُ اللَومِ يُؤلِمُني | |
|
| كَأَنَّ ما نالَ مِنها نالَ مِن شاني |
|
وَلِلصَبابَةِ أَحكامٌ رَضيتُ بِها | |
|
| ما كانَ أَسعَدَني فيها وَأَشقاني |
|
أُحِبُّ لِلحُبِّ لا أَبغي بِهِ غَرَضاً | |
|
| لَو كانَ يَرحَمُ أَحشائي وَأَجفاني |
|
أَنا الوَفِيُّ وَعَهدي لا يُغَيِّرُهُ | |
|
| بُعدُ المَزارِ وَعَذلُ العاذِلِ الشاني |
|
فَإِن أَرَدتِ دَليلاً فَاِسأَلي أَرَقي | |
|
| سُهدي دَليلي وَدَمعي خَيرُ بُرهانِ |
|
يا مَن أُحِبُّ وَأَخشى أَن أُسَمِّيَها | |
|
| لا يَثنِيَنِّيَ عَنكِ اليومَ مِن ثانِ |
|
فَلا تَقولي فَتىً لُبنانُ مَوطِنُهُ | |
|
| هَلِ الكِنانَةُ كانَت غَيرَ لُبنانِ |
|
إِن يَنبُ بي وَطَنٌ نَفسي الفِداءُ لَهُ | |
|
| لَم يَنبُ بي في رُباها مَوطِنٌ ثانِ |
|
يا جارَةَ النيلِ ما أَهلوكِ لَو عَلِموا | |
|
| إِلّا رِفاقي وَإِخواني وَأَعواني |
|
يَمَّمتُهُم فَإِذا بي مِنهُم وَإِذا | |
|
| بِالرَبعِ رَبعي وَبِالأَوطاني أَوطاني |
|
أَنا الغَريبُ بِآرائي وَرَوعَتِها | |
|
| وَصِدقِ قَولي وَأَشعاري وَأَلحاني |
|
أَنا الغَريبُ بِروحي بَينَ مَن جَعَلوا | |
|
| لِلحُبِّ مَعنىً وَضيعاً غَيرَ روحاني |
|
أَنا الغَريبُ غَريبُ الدارِ في وَطَني | |
|
| ما بَينَ أَهلي وَأَحبابي وَأَخداني |
|
يا مُنيَةَ الروحِ حَسبي في هَواكِ ضَنىً | |
|
| رُدّي عَلى الجَفنِ صَبوَ المَدمَعِ القاني |
|
رُدّي عَلَيَّ شَبابي وَاِرحَمي كَبِداً | |
|
| غادَرتِها نَهبَ آلامٍ وَأَشجاني |
|
صِلي مُعَنّاكِ لا تَخشَي عَواذِلَهُ | |
|
| قَولُ العَواذِلِ مَوسومٌ بِبُهتانِ |
|
لا تَحرِمينيهِ عَطفاً عَزَّ مَطلَبُهُ | |
|
| كَفى بِنَفسي شَقاءً طولُ حِرماني |
|
إِن يُنكِرِ الأَهلُ وَالخلّانُ مَوقِفَنا | |
|
| لا الأَهلُ أَهلي وَلا الخلّانُ خلّاني |
|