أَبرَمتُ عَهداً جَديداً طَيِّبَ الأَثَرِ | |
|
| بَينَ القَوافي وَبَينَ الكَأسِ وَالوَتَرِ |
|
أَهَبتُ بِالشِعرِ فَاِنقادَت شَوارِدُهُ | |
|
| في مَحفَلٍ بِعَذارى الوَحيِ مُزدَهِرِ |
|
أَصوغُهُ مِن شُعوري غَيرَ مُدَّخرٍ | |
|
| مِن سانِحاتِ القَوافي أَيَّ مُدَّخرِ |
|
حَرَّرتُ رِبقَتَهُ مِن كُلِّ شائِبَةٍ | |
|
| فَما فتِنتُ بِمَعنى غَيرِ مُبتَكَرِ |
|
وَلا دَعَوتُ إِلى التَجديدِ مُعتَصِماً | |
|
| مِنهُ بِكُلِّ بغيضِ السَبكِ وَالصُوَرِ |
|
وَلا هَذَيتُ بِأَبياتٍ أُرَدِّدُها | |
|
| مِن كُلِّ مُضطَرِبٍ صَعبِ القِيادِ زَري |
|
وَلا اِعتَدَيتُ عَلى الأَنغامِ أَشنُقُها | |
|
| وَلا صَلبتُ الدُجى في دَوحَةِ القَدَرِ |
|
وَلا شَرِبتُ شُعاعَ الشَمسِ في قَدَحٍ | |
|
| مِنَ اللَهيبِ وَنَحوَ الشَمسِ لَم أَطِرِ |
|
وَلا رَكَعتُ بِمِحرابِ الغَرامِ عَلى | |
|
| عِطرٍ مِنَ الوَلَهِ النُسكِيِّ مُستَعِرِ |
|
إِن يَحرِ بِالأَدَبِ الغَربِيِّ طابعُهُ | |
|
| فَالشَرقُ بِالطابَعِ الغَربِيِّ غَيرُ حَري |
|
شَوارِدُ الضادِ شَتّى لا عِدادَ لَها | |
|
| لَيسَت فَرائِدُها مِلكاً لِمُحتَكِرِ |
|
فَاِختَر لِشِعرِكَ مِنها ما يُناسِبُهُ | |
|
| وَاِحرِص عَلى جَودَةِ التَركيبِ أَو فَذَرِ |
|
دَعِ القَلائِصَ وَالأَحداجَ مُكتَفِياً | |
|
| بِما يُلائِمُ روحَ العَصرِ وَاِقتَصِرِ |
|
فَالشِعرُ إِن لَم يُسايِر روحَ نَهضَتِهِ | |
|
| كَالغُصنِ جُرِّدَ مِن نَورٍ وَمِن ثَمَرِ |
|
إِن يَصبُ غَيري فَإِنّي ما صَبَوتُ إِلى | |
|
| عَهدِ النَجائِبِ وَالوَخّادَةِ النُزُرِ |
|
وَلا تَقَدَّمتُ عَصري في تَقَدُّمِهِ | |
|
| وَلا تَأَخَّرت عَن عَصري فَلَم أَسِرِ |
|
وَلَم أَقُل إِن جَفَتني مَن أَهيمُ بِها | |
|
| يا قَلبُ ذُب أَلَماً يا أَدمُعُ اِنهَمِري |
|
باتَ المُعَنّى طَريدَ الهَمِّ مُكتَئِباً | |
|
| وَبِتُّ في الحانِ خِلوَ البالِ وَالفِكرِ |
|
وَهى فَلَم يَستَطِع صَبراً وَلا جَلَداً | |
|
| وَما وَهى جَلَدي أَو عيلَ مُصطَبَري |
|
وَلا وَقَفتُ عَلى الأَطلالِ أَندُبُها | |
|
| وَلا بَكَيتُ عَلى عافٍ مِنَ الأَثَرِ |
|
وَلا مَرَرتُ عَلى بَيداءَ موحِشَةٍ | |
|
| وَلَم أَعُج بِخِيامِ الحَيِّ مِن مُضَرِ |
|
وَلا أَثارَ شُعوري رَسمُ دارِسَةٍ | |
|
| ما لي وَلِلبيدِ وَالأَطلالِ وَالحُفَرِ |
|
وَلِلكُؤوسِ الَّتي ما في قَرارَتِها | |
|
| إِلّا شُعاعُ الضُحى أَو مَدمَعُ الزَهَرِ |
|
ما لي وَلِلقَدَحِ الرَمزِيِّ لا وَقَعَت | |
|
| عَيني عَلَيهِ وَلَم يَعلَق بِهِ بَصَري |
|
أَترع لِيَ الكَأسَ صِرفاً وَاِسقِني عَلَلاً | |
|
| عَلى شَفا جَدوَلٍ بِالزَهرِ مُؤتَزِرِ |
|
في رَوضَةٍ طَرّزَ الرَيحانُ بُردَتَها | |
|
| وَأَرَّجَتها عُيونُ النَرجِسِ العطرِ |
|
وَهاتِها عَلَناً صَهباءَ صافِيَةً | |
|
| طالَ الإِسارُ بِها في سِجنِها الأَسَري |
|
زُجاجَةٌ لَو دَرى الخَمّارُ قيمَتَها | |
|
| أَمسى عَلَيها شَديدَ الحِرصِ وَالحَذَرِ |
|
قدَيمَةُ العَهدِ ما فُضَّت بَكارَتُها | |
|
| طافَ الحَبابُ بِها كَالأَنجُمِ الزُهُرِ |
|
تَدعو الشِفاهَ إِلى تَقبيلِ مَبسِمِها | |
|
| بِسائِغٍ مِن دَمِ العُنقودِ مُعتَصرِ |
|
كَم دارَ في خَلَدي ما زادَني شَغَفاً | |
|
| بِها وَفي خَلَدِ الخَمّارِ لَم يَدُرِ |
|
تَخالُها في وِعاءِ الثَلجِ نائِمَةً | |
|
| وَسنى عَلى مَضجَعٍ مِن مائِهِ وَثِرِ |
|
حَتّى إِذا نَضَحَت من بردِهِ عَرقاً | |
|
| حَسِبتها لَبِسَت وَشياً مِنَ الدُرَرِ |
|
لَها عَلى السَكبِ في الأَقداحِ قَهقَهَةٌ | |
|
| كَأَنَّها ضَحِكاتُ الهازِئِ الهَذِرِ |
|
أَتُشعِلُ الجِسمَ ناراً وَهيَ بارِدَةٌ | |
|
| فَيا لمَقرورَةٍ أَورى مِنَ الشَرَرِ |
|
مَن لي بِعُذرٍ فَأَنساها وَقَد عَذُبَت | |
|
| طَعماً فَما تَرَكَت عُذراً لِمُعتَذِرِ |
|
تُديرُها غادَةٌ هَيفاءُ فاتِنَةٌ | |
|
| تُغنيكَ طَلعَتُها عَن مَطلَعِ القَمَرِ |
|
ما أَنسَ لا أَنسَ يَوماً زُرتُ حانَتَها | |
|
| في جُنحِ لَيلٍ عَليلِ النَجمِ مُعتَكرِ |
|
يَقودُني نورُها وَالشَوقُ يَدفَعُني | |
|
| دَفعاً لِأَقضِيَ مِن لَذّاتِها وَطَري |
|
دَخَلتُ فَاِستَقبَلَتني مِن مَفاتِنِها | |
|
| بِفائِحٍ مِن عَبيرِ الخَمرِ مُنتَشِرِ |
|
وَرائِحٍ مِن دُخانِ التبغِ تَحسَبُهُ | |
|
| سُحباً مِنَ الغَيمِ قَد أَشفَت عَلى المَطَرِ |
|
وَالقَومُ ما بَينَ مَذهولٍ وَمُنسَجِم | |
|
| وَماجِنٍ قَد سَلا الدُنيا وَمُفتَكِرِ |
|
دَقّوا الكُؤوسَ وَراحوا يَضحَكونَ لَها | |
|
| ما بَينَ مُختَبِلٍ يَهذي وَمُفتَخِرِ |
|
تَناثَروا شِيَعاً في العَيشِ وَاِجتَمَعوا | |
|
| حَولَ الزُجاجَةِ عِقداً غَيرَ مُنتَثِرِ |
|
جَلَستُ مُنزَوِياً في رُكنِ حانَتِها | |
|
| وَبادَرَتني بِلَحظِ الفاحِصِ النَكِرِ |
|
وَبادَلَتني سَلاماً لَيسَ يَفهَمُهُ | |
|
| إِلّا اللَبيبُ وَإِلّا كُلُّ مُختَبِرِ |
|
وَجالَسَتني وَهَشَّت غَيرَ حافِلَةٍ | |
|
| بِغَيرِ حَملي عَلى الإِشرافِ في السَهَرِ |
|
وَاِستَدرَجَتني إِلى ما لَستُ أَذكُرُهُ | |
|
| وَاِفتَرَّ ضاحِكُها عَن لُؤلُؤٍ نَضِرِ |
|
لها حَديثٌ يُثيرُ الوَجدَ ماجِنُهُ | |
|
| تُغريكَ رِقَّتُهُ بِالشُربِ وَالسَمَرِ |
|
وَمَبسِمٌ حَيثُما مالَت بِهِ تَرَكَت | |
|
| مِن صبغِهِ أَثَراً يُغني عَنِ الخَبَرِ |
|
كَأَنَّهُ بِدَمِ العُشّاقِ مُختَضِبٌ | |
|
| عَذبُ المُقَبَّلِ أَمّا رَشفُهُ فَمَري |
|
غَنيتُ عَن كُلِّ نُقلٍ بِاِبتِسامَتِهِ | |
|
| وَما تَضَوَّعَ مِن فَوّاحِهِ العَطِرِ |
|
وَأَعيُنُ القَومِ لا تَنفَكُّ تَرشُقُنا | |
|
| بِأَسهُمٍ لَم تَطِش مِن لحظِها الشَزِرِ |
|
حَسناءُ ما حاطَبَت عَينَيكَ مُقلَتُها | |
|
| إِلّا أُخِذتَ بِما تَحويهِ مِن حَوَرِ |
|
إِن تَنضَبِ الكَأس لَم تَنضَب مَراشِفُها | |
|
| أَو غارَتِ الشَمسُ لَم تَأفُل وَلَم تَغُرِ |
|
تَرنو إِلَيكَ بِعَينِ الريمِ باسِمَةً | |
|
| وَتَستَبيكَ بِلَحظٍ مِنهُ كُلَّ مُستَتِرِ |
|
تُدِلُّ في خَفَرٍ وَهيَ الَّتي جَمَعَت | |
|
| كُلَّ المَفاتِنِ غَيرَ الدَلِّ وَالخَفَرِ |
|
تُلامِسُ العودَ كَفّاها فَتُنطِقُهُ | |
|
| كَأَنَّما العودُ لَم يُقطَع مِنَ الشَجَرِ |
|
وَيُرسِلُ الآهَ مِن أَوتارِهِ نَغَماً | |
|
| فَكَيفَ لَو عَبثَت بِالشارِبِ السَكِرِ |
|
تَكادُ أَلحانُها تُبكي وَلَو رَغِبَت | |
|
| لَأَضحَكَتكَ بِأَلحانٍ لَها أُخَرِ |
|
وَلِلصَبا رِقَّةٌ هَيهاتَ يَعرِفُها | |
|
| إِلّا حَليفُ الصَبا مِن تِلكُمُ الزُمَرِ |
|
وَلِلبَياتِ رَنينٌ كادَ ساحِرُهُ | |
|
| يُذيبُ حَتّى صَميمَ الصُلبِ وَالحَجَرِ |
|
كَأَنَّهُ تُرجمانُ المُعجَبينَ بِها | |
|
| يَروي لَها عَن هَواهُم أَعذَبَ السِيَرِ |
|
ما أَروَعَ العودَ لَو هاجَت بَلابِلُهُ | |
|
| في حِجرِ غانِيَةٍ وَضّاحَةِ الغُرَرِ |
|
فَاِستَلهِم الكَأسَ أَو فَاِستَوحِ مُقلَتَها | |
|
| تَجِد مِنَ الشِعرِ ليناً غَيرَ مُنتَظَرِ |
|
ما زِلتُ في حَيرَةٍ مِنها وَفي عَجَبٍ | |
|
| حَتّى اِنتَشَيتُ فَلَم أَعجَب وَلَم أَحَرِ |
|
وَرُحتُ في شِبهِ إِغماءٍ كَأَنَّ يَداً | |
|
| شَدَّت عَلى عُنُقي في عُنفِ مُهتَصِرِ |
|
ما بالُ غَربِ لِساني لا يُطاوِعُني | |
|
| وَكُنتُ أَحسَبُهُ كَالصارِمِ الذَكَرِ |
|
مُكَبَّلٌ يَتَلَوّى في فَمي حَصِراً | |
|
| ماذا رَماهُ بِهذا العِيِّ وَالحَصَرِ |
|
هَل مادَتِ الأَرضُ فَاِهتَزَّت بِآهِلِها | |
|
| لا إِنَّها لَم تَدُر بَل خانَني نَظَري |
|
وَقُمتُ أَخطو كَما يَخطو الكَسيحُ وَقَد | |
|
| خارَت قُوايَ وَلَولا السُكرُ لَم تَخُرِ |
|
أَجُرُّ نَفسي وَئيدَ السَعيِ مُرتَنِحاً | |
|
| تَخالُني حافِياً يَمشي على إِبَرِ |
|
وَعِفتُ كَأَسي فَقالَت لي وَما صَدَقَت | |
|
| إِشرَب وَلا تَخشَ لَومَ العاذِلِ الأَشِرِ |
|
وَقُل هِيَ الخَمرُ كَم طابَت لِشارِبِها | |
|
| وَاِصرَع بِها دَولَةَ الأَحزانِ وَالكَدَرِ |
|
لَو أَنَّها ضَرَرٌ ما قالَ خالِقُها | |
|
| فيها مَنافِعُ لا تَخفى عَلى البَشَرِ |
|
وَلَم يُمَنِّ التُقاةَ المُؤمِنينَ بِها | |
|
| وَلا جَرَت مِن جِنانِ الخُلدِ في نَهَرِ |
|
وَلا أُتيحَ لِنُوحٍ عَصرُها قِدَماً | |
|
| وَلا تَذَوَّقَها مِن سالِفِ العُصُرِ |
|
وَلَم تُعَتَّق بِدَيرٍ وَهيَ مُسكِرَةٌ | |
|
| وَلا تَجَرَّعَها الرُهبانُ في السَحَرِ |
|
وَلا أَباحَ لَنا عيسى تَناوُلَها | |
|
| وَقالَ هَذا دَمي ما فيهِ مِن ضَرَرِ |
|
أَغضَبتَ باكوسَ فَاِحذَر شَرَّ نِقمَتِهِ | |
|
| أَو فَاِملأِ الكَأسَ تَأَمَنهُ وَلا تَثُرِ |
|
فَقُلتُ حَسبُكِ هَذا الكُفرُ فَاِتَّئِدي | |
|
| فَإِنَّما الخَمرُ إِثمٌ غَيرُ مُغتَفَرِ |
|
ما سَرَّ مَشربُها حَتّى اِستَحالَ أَسىً | |
|
| كَفى بِهِ خَطَراً ما فيهِ مِن خَطَرِ |
|
كَم مِن غِنيٍّ صَحيحِ الجِسمِ عاقَرَها | |
|
| فَغادَرَتهُ عَلَيلاً جَدَّ مُفتَقِرِ |
|
وَكَم فَتىً أَيِّدٍ كَاللَيثِ مُقتَدِرٍ | |
|
| عافَتهُ وَهوَ هَزيلٌ غَيرُ مُقتَدِرِ |
|
كَم زَوجَةٍ سَلَبَتها زَوجَها فَغَدَت | |
|
| عَلى الطوى وَالأَسى وَالسُقم وَالضَجَرِ |
|
كَم طَوَّحَت بِفَتىً مِثلي وَكَم طَرَحَت | |
|
| كُؤوسها في حَنايا السِجنِ مِن نَفَرِ |
|
أَثيمَةُ الوَحيِ كَم مِن عادِلٍ لَعِبَت | |
|
| بِهِ فَجارَ وَلَولا السُكرُ لَم يَجُرِ |
|
زُجاجَةٌ لَو دَرى الخَمّارُ ما حَمَلَت | |
|
| مِنَ القَذى وَالأَذى لَم يَنجُ مِن سَقَرِ |
|
هَل في الزُجاجَةِ غَيرُ السُمِّ تَحسَبُهُ | |
|
| ماءً تَحَلَّبَ مِن مُستَنقَعٍ قَذِرِ |
|
لَها لَدى السَكبِ في الأَقداحِ حَشرَجَةٌ | |
|
| كَأَنَّها زَفرَةٌ مِن صَدرِ مُنتَحِرِ |
|
قَديمَةُ العَهدِ ما فُضَّت بَكارَتُها | |
|
| كَعانِسٍ كَسَدَت مِن شِدَّةِ الكِبَرِ |
|
تَخالُها حَيَّةً في الثَلجِ كامِنَةً | |
|
| في مَسبَحٍ عَكِرٍ مِن مائِهِ العَكِرِ |
|
ما كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ السُمَّ خامَرَها | |
|
| حَتّى سَقَطتُ صَريعاً شِبهَ مُحتَضِرِ |
|
لا بارَكَ اللَهُ بَعدَ اليَومِ في قَدَحٍ | |
|
| وَلا لَعاً لِهُواةِ الغيِّ وَالدَعَرِ |
|
وَلا مَلامَ عَلى ما جِئتِ مِن نُكُرٍ | |
|
| أَغراكِ بِالكَسبِ ما أَغراكِ بِالنُكُرِ |
|
تَاللَهِ لَولا فَسادُ الناسِ قاطِبَةً | |
|
| لَما اِندَفَعتِ بِهَذا المَسلَكِ الوَعِرِ |
|
وَعُدتُ عَنها وَنَفسي جِدُّ دامِيَةٍ | |
|
| مِمّا رَأَيتُ وَقَلبي جِدُّ مُعتَبِرِ |
|
كَفى بِها عِظَةً ما بَعدَها عِظَةٌ | |
|
| وَحَسبُها أَنَّها مِن أَبلَغِ العِبَرِ |
|
لَقَد تَيَقَّنتُ أَنَّ الخَمرَ مَهلَكَةٌ | |
|
| وَرُحتُ أَبكي عَلى ما فاتَ مِن عُمُري |
|
وَقُلتُ حينَ طَرَحتُ الكَأسَ ناحِيَةً | |
|
| أَبرَمتُ عَهداً جَديداً طَيِّبَ الأَثَرِ |
|