قُم حَيِّ في ذِكراهُ خَيرَ مُجاهِد | |
|
| وَقُلِ السَلامُ عَلى الزَعيمِ الخالِدِ |
|
أَمُحَرِّرَ الوادي وَمُنقِذَ شَعبِهِ | |
|
| النيلُ بَعدَكَ لا يَطيبُ لِوارِدِ |
|
أَسوانُ يَختَرِقُ البِطاحَ مُضَعضَعاً | |
|
| خَلَسَتهُ أَيدي المَوتِ أَزخَرَ رافِدِ |
|
جَلَّ المُصابُ عَلى تَقادُمِ عَهدِهِ | |
|
| فَكَأَنَّهُ ما كانَ بِالمُتَباعِدِ |
|
ذابَت لِمَصرَعِهِ القُلوبُ تَحَسُّراً | |
|
| مَن لِلقُلوبِ بِمِثلِ ذاكَ الوالِدِ |
|
لَيسَ المُصابُ بِواحِدٍ في أُمَّةٍ | |
|
| مِثلَ المُصابِ بِأُمَّةٍ في واحِدِ |
|
قَبَسٌ مِنَ الرَأيِ السَديدِ وَبَسمَةٌ | |
|
| مِن بارِقِ المَجدِ الطَريفِ التالِدِ |
|
نورٌ مِنَ الحَقِّ الصُراحِ قَضى عَلى | |
|
| لَيلِ التَفَرُّقِ وَالنِزاعِ السائِدِ |
|
دُنيا مِنَ المُثُلِ الَّتي لَم تَتَّخِذ | |
|
| غَيرَ التَعَفُّفِ وَالتُقى مِن رائِدِ |
|
لَم يَطوِ مِنها المَوتُ غَيرَ بَقِيَّةٍ | |
|
| مِن جِسمِ مَنهوكٍ وَجُثَّةِ هامِدِ |
|
أَمّا مَآثِرُهُ العِظامُ فَإِنَّها | |
|
| مَوفورَةُ الإِجلالِ غَيرُ بَوائِدِ |
|
مِن كُلِّ مَكرُمَةٍ إِذا اِستَعرَضتَها | |
|
| أَلفَيتَ بَحرَ مَكارِمٍ وَمَحامِدِ |
|
مِنها فَرائِدُ كَالفَراقِدِ رَوعَةً | |
|
| تَجلو الدُجى وَتَغُضُّ طَرفَ الحاسِدِ |
|
فَاِستَشهِدوا التاريخَ عَن آثارِهِ | |
|
| فَرِوايَةُ التاريخِ أَصدَقُ شاهِدِ |
|
أَمُحَطِّمَ الأَصفادِ أَصفَدَكَ الرَدى | |
|
| وَغَفَوتَ بَعدَ السُهدِ غَفوَةَ راقِدِ |
|
وَثَوَيتَ في بَطنِ الثَرى فَزَها بِما | |
|
| يَحويهِ مِن فَضلٍ وَنُبلِ مَقاصِدِ |
|
ماذا لَقيتَ مِنَ الحَياةِ وَصَفوِها | |
|
| إِلّا شَدائِدَ تَلتَقي بِشَدائِدِ |
|
يا يَومَ سيشِلَ هَل شَهِدتَ عَلى المَدى | |
|
| في الحَقِّ أَمضى مِنهُ عَزمَ مُجاهِدِ |
|
ناوَءتَهُ فَبَلَوتَ فيهِ قائِداً | |
|
| لِلرَأيِ لَم يُعطِ القِيادَ لِقائِدِ |
|
صَعبَ الشَكيمَةِ لا يُشَقُّ غُبارُهُ | |
|
| ما كانَ بِالواني وَلا المُتَقاعِدِ |
|
مُتَحَفِّزاً أَبَداً لِكُلِّ مُلِمَّةٍ | |
|
| ماذي العَزيمَةِ مِثلَ سَهمٍ صارِدِ |
|
مُتَوَثِّباً يَمشي إِلى غاياتِهِ | |
|
| بِجَنانِ ذي جَلَدٍ وَعِفَّةِ زاهِدِ |
|
حَتّى إِذا بَلَغَ القَصِيَّ مِنَ المُنى | |
|
| ولّى وَما وَلّى فَلَيسَ بِعائِدِ |
|
يا أَيُّها اللَيثُ الَّذي تَرَكَ الشَرى | |
|
| لَكَ فيهِ مِن ذِكراكَ صَولَةُ ذائِدِ |
|
نَم عَنهُ مَحمودَ المَآثِرِ وَاِرعَهُ | |
|
| بِالروحِ وَاِكلَأهُ بِعَينَي ساهِدِ |
|