إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في زَحْمةِ حُلْمي يأْتِيني |
وأَعُدُّ لهُ حُجُراتِ فُؤادي فُسْطاطاً وَمُقاما |
وَيُعاتِبُني |
لِمَ شِعْرُكَ حَطَّ عَلى كَتِفِ الصّفَحاتِ صُخوراً تَزْفِرُ أَسْقاما؟ |
أَثْقَلْتَ مَواجِعَها وَالسّطْرُ يَئِنُّ |
وَالنَّصُّ غَريبُ اللّحْنِ يَبُثُّ حِماما |
هُوَ ذاكَ أَبي، |
يَأْتيني في ثَوبٍ فَضْفاضٍ بينَ النّومِ وبينَ الصّحوِ.. |
يُحاورُني |
لَمْ أَدْرِ، أَكانَ مَناما؟ |
وَيُذَكّرُني بِنَدَى الإصْباحِ وَفَوحِ الْعُشبِ إذا وُطِئا |
لِمَ لا تَدْعو لِلْحُبِّ لِيالِيَ أَيّاما؟ |
وَيُعاتِبُني |
كَيفَ الأَشْعارُ تَمِيرُ القَلْبَ إذا أَلْقتْ في السّطْرِ ظَلاما؟ |
مَنْ يَعْبأُ إنْ سَرَقُوا وَطَناً وهَجَرْنا الأَرْحاما؟ |
لَيستْ في هَمٍّ أَنْ تَشْقى أُمَمٌ وَتُضاما |
أَبُنَيْ |
الْبَوحُ الطّيّبُ يَمْنَعُ رِيحَ الْقَهرِ.. |
فَتَغْدو فُلاً وَخُزامَى |
وَقُلِ الْحَقَّ البَرّاقَ ولا تَعثَرْ |
وَاقْصِدْ في مَشْيِكَ لا تَتَعامَ |
ياليتَ قَصيدي يُؤوي مَنْ في الأَرضِ جَميعا |
فَضُروعُ الغَيمِ تَدِرُّ وَما تَجْفو غَرْسا |
وارصُفْ لِلوُدِّ دُروباً.. |
لا أَنْسابَ تَخُصُّ وَلا أَقْواما |
***** |
هُوَ ذاكَ أَبي |
يَأْتي في نارِ حُرُوفي يُطْفِئُها |
وَيُسامرُني |
في الْغُرْبَةِ كُنتُ أُراسِلُهُ لِيُعِدَّ التّرْبَةَ فَرْشاً وَمَناما |
اشْتَقْتُ لِقَهْوَتِهِ بَعدَ الْفَجْرِ.. |
وَحينَ يَموجُ أَديمُ الأَرْضِ على مَوّالِ الصّبْرِ |
أَرْوي قَلَمي منْ حِبْرِ الأُلْفَةِ.. |
والْكَلِماتُ هُناكَ تُناجِيني |
***** |
هُوَ ذاكَ أَبي |
يَتَمَنّى منْ صُنّاعِ الحَرْبِ دَقائقَ حُبٍّ يَكْسُوها سُحُباً وَسَلاما |
في كُلِّ شِتاءٍ أَذْكرُ كيفَ يُناغي البَرْدَ لِيُدْفِئَني |
وَصَلاةُ اللّيلِ وِسادَتُهُ حتّى الصّبْحِ |
وَأَراهُ بِكُلِّ نَسيمٍ تُرْسِلُهُ الشّطْآنُ غَماما |
وَيَسيرُ بعِكّازٍ خَشَبِيِّ الْعَظْمِ بِلَونِ القَمْحِ |
آهٍ لَو تَسْطَعُ شَمسُ أَبي قُدّامَ عُيوني |
كَي أمشِيَ مُعْتَذِراً وَأُقَبّلَ رِجْلَيهِ |
وأَراهُ على مِصْطَبّةِ قَلبي يَنْثُرُ أَدْعِيَةً وَوِئاما |
لنْ أَثْنِيَهُ أنْ يَمْلأَ أَورِدَتي حُبّاً وَمَلاما |
فَأَنا الْمَوجُوعُ بَعيداً في أَقْصَى الأَرْضِ |
وَالشَّوقُ يُنادِيني خَلْفاً وَأَماما |
وَأَخافُ شَقائي حينَ يَحينُ حِسابي |
وَدُرُوبي قدْ مُلِئَتْ آثَاما |
ثَكِلَتْني الأَرْضُ وَما وَسِعَتْ حُلْمي |
أُمْنِيّةُ رُوحي عندَ البَعْثِ تَكونُ حَماما |
مَنْ يُنْجي عَيني يومَ أَموتُ وَيومَ أَقومُ لِزاما |
يَارَبُّ لَأنْتَ اللهُ وَأنْتَ العَفْو |
فَانْزِعْ منْ جِسْمي الرُّوحَ كَما الْمَحْبوبُ يُميطُ لِثاما |
فَأَخافُ خِتاماً لَمْ يَتْرُكْ لَحْماً وَعِظاما |
الْيَومَ أَراني فَوقَ الجَمْرِ أُسَاقُ كَعَيرٍ لاكَ لِجاما |
مَنْ يمسحُ عنْ عَيني غَبشَ الأَيّامِ إِذا اسْوَدَّتْ |
وَتَكونُ لَهيباً في قَبْري وَضِراما |
وجَناحُ الرّوحِ بِلا ريشٍ في قَفَصِ الدّنيا |
وَهنا مَلَكٌ لِلمَوتِ يُعِدُّ سِهاما |
***** |
الشِّعْرُ يَموتُ بلا حُبٍّ |
فَاغْرسْ في النَاسِ فَسائِلَهُ |
تَقطِفْها أُنساً في الدّنيا وَوِساما |