إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أَتَألَمُ لَو تَرى شعباً يُقَلّبُ في النّفايَةِ.. |
لَمْ يَجدْ إلا الهمومَ.. |
وَبُؤسَهُ يَجْني؟ |
***** |
أَتَعجَبُ إنْ تَرَ الأجسادَ تَرْقُصُ منْ بَعوضِ الحَيْ |
عميدُ القومْ عَرّاها على أمَلِ امْتِطاءِ الْحَيْ |
وما رَجَفتْ لهُ جَفنٌ يهابُ الْحَيْ |
ولَمْ يأْلَمْ |
***** |
دروبُ الموتِ تُرصفُ في عُيونِ الأمِّ والبلدِ |
تُبَطّنُها عظامُ الجَدِّ والوَلدِ |
وما أخفتْ خَناجرَها على أحَدِ |
وحادي العيسِ يُنشِدُنا حُداءً ليسَ مِن بَلدي |
فَهلْ تَأْلَمْ |
***** |
غرابُ البَينِ ينعقُ في مَرابِعنا |
خَناجِرُهُ تَعيثُ بَجَلْخِها فينا |
وتُهلِكُنا بأَيدينا |
ولَمْ نَهتمْ |
***** |
أميرُ الدّمِّ يَخْلَعُ رِبْقَةَ الإسْلامِ مَغْلُولا |
صَنيعُ الحِقدِ والتّعْصيبِ مَجْبولا |
وما قالتْ لهُ أيْدٍ كَفى ذلّاً وتنكيلا |
فَغَرّدَ في المَدَى وازْدادَ تَضْليلا |
ولَمْ يَسْأمْ |
***** |
عجبتُ لِمَنْ |
يرى ألمَ العصافيرِ التي تَغفو على سَكبِ الرّصاصِ.. |
وتَهْجُرُ الأعشاشَ مِن فَزَعِ النّواصي.. |
والرّحى دَمِيَتْ |
ولَمْ يأْلمْ |
***** |
وأعجبُ من عُروبَتِنا إذا غَضبَتْ |
تهيجُ لِتخنقَ النَّسماتِ إنْ هبَّتْ |
يُقَبّحُ بَعضُها بعضاً إذا ذُمّتْ |
وإنْ هدرَتْ |
فلا تَحْلُمْ |
***** |
خُيولُ الدّارِ كانتْ لِلْعِدَى قَلقا |
غَرَسنا مِن سَنابِكِها أَماناً يَملأُ الأُفُقا |
فَسيقتْ للْمَلاهي تطلُبُ العَلَقا |
وأَنتَ تَرى، فَهلْ تَألَمْ |
***** |
تَرى العَجَبا |
لمنْ يَتْلو بُنودَ السّلمِ، والأَجْداثُ قدْ مُلِئَتْ |
وذي الجدرانُ والطّرُقاتُ قدْ أَلِفتْ |
هُبوبَ الموتِ، والأَعْدادُ ما وَقَفَتْ |
وَلَمْ يَألَمْ |
***** |
وَها أنتَ الْمُقَيّدُ في سَلاسِلِ عَيلَةٍ.. |
والطّفلُ يَرنو للرّغيفِ.. |
تَخافُ منْ لَطْمِ الكُفوفِ.. |
وأنتَ في وَهَنٍ، فَمنْ يَشْفعْ |
تَعَوَّدَ خَدّكَ اسْتئناسَ منْ يَصْفعْ |
وَلَمْ تَألَمْ |
***** |
وَيا عَجَباً إذا قالَ الحقيرُ أنا |
وتَعلمُ أنَّهُ سَرقَ الزّمامَ على عُيونِ الخلقِ ثُمَّ خَنا |
وأنتَ هُنا تموتُ على رَصيفِ الثّورةِ الغَرْثَى |
تعيشُ على وُعودٍ تُوئِدُ الْوَطَنا |
ولَمْ يَألَمْ |
***** |
ومِنْ هذا الّذي هَجَرَ الرّجولةَ واكْتَفى بِالذّلْ |
وَلَقّحَ أنْفَهُ رَغْماً وَعاشَ الوَيلْ |
يُقادُ لِمَرْأَةٍ حَمقاءَ تَحلبُ ثديَها للنَّهبْ |
تَقاسَمَها السّفيهُ ومَنْ أَتى يَحْتلْ |
ولَمْ يَألَمْ |
***** |
أَقولُ لِمنْ يُزَيّنُ حائِطَ البَيتِ |
بِأَوسِمةٍ معَ القِطَطِ السّمانِ وبَهجَةِ النّعتِ |
تَرى رَخّاً يُراقبُ طِفلَةً تَشتاقُ للْمَوتِ |
أَلا تَألَمْ؟ |
***** |
ولَمّا غاصَتِ الأقْلامُ في وَحْلِ الفَضائحِ.. |
جاءَني قَلَمي يُحَذّرُني |
منَ السّخَمِ الْمُكلّلِ بالقبائحِ.. |
لَم تَكنْ خَطَرتْ على بالِ الشّياطينِ |
ولَكنْ تلكَ أفْواهٌ هُنا وَحِلَتْ |
ومَدّتْ أنفَها للإفْكِ إذْ ضَلّتْ |
ولَمْ تَألَمْ |
***** |
وكلُّ العُجْبِ منْ ذاكَ الّذي نَزَعَ البِلاد.. |
منَ الأُمومَةِ والفُؤاد.. |
وحَرّفَ الْكَلِماتِ يَومَ غِيابِنا |
والحَقُّ ضَلَّ ولم يَفقْ في حَضْرَةِ الصّمْتِ المُقاد.. |
وَما رَأى جُرْماَ ولا إثْماً |
ولَمْ يألَمْ |