عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > قسطندي داود > هل بدر إسعاد بأوج سناء

مصر

مشاهدة
510

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هل بدر إسعاد بأوج سناء

هل بدر إسعاد بأوج سناء
بسناه فاق على بدور سماء
أم شمس بمن أشرقت وتبلجت
فمحت ظلام البؤس واللأواء
أم ذي الدراري النيرات تألقت
في أفقنا وتلألأت ببهاء
أم نور عيد للورى انتعشت به
نفس البرية من جزيل هناء
لا ريب هذا يوم عيد للملا
يفتر بشرا عن ثغور صفاء
فيه بدت أنوار مولانا الذي
فاض المحيا منه بالأضوا
ملك قد انشرحت صدور الخلق من
أفعاله والقسط والآلاء
فهي التي قد عطرت ذكراه في
كل البقاع قريبها والنائي
في أي صقع حلّ فهو مبجل
بين الملوك وسائر الرؤساء
وفؤاد وادي النيل في ترحاله
أهل لا جلال وحسن لقاء
زار العواصم والبلاد تحفه
مهج له تحوي عظيم ولاء
صحبته في القطر السعود ولازمت
خطواته في تلكم الأنحاء
أعلى مكانة مصر في عين الورى
فبدت لهم كالشمس دون خفاء
وإليه يرجع ما الكنانة أحرزت
من شهرة عظمت لدى الغرباء
ظنوا بمصر الظلم أصبح ضاربا
أطنابه والظلم أقبح داء
والقوم فوضى لا نظام لهم ولا
رقاء أو ظلٌ من الرقباء
والظن إثم فالنظام موطد
والأقوياء بمصر كالضعفاء
والعدل فيها أصبحت منشورة
أعلامه من فوق كل لواء
وغدت نزاهة أهلها مشهورة
وجديرة بالمدح والإطراء
زعموا التعصب ناره استعرت ولا
نقوى على الإخماد والإطفاء
حتى تناولت النواحي كلها
من رأسها وسرت إلى الأعضاء
مانوا يوارون الحقيقة وهي قد
وضحت لاعينهم بغير غشاء
هذا التعصب عندنا محض اسمه
والفعل مجهول لدى الكرماء
فالدين حر في البلاد موقر
قامت معابده بكل فضاء
وعاظنا وقسوسنا هم إخوة
لمشانح الإسلام والخطباء
إن قال يوماً غير ذلك قائل
فكلامه إفك ومحض هراء
ويسوغ لي رفع العقيرة قائلا
طبنا معا قلبا بغير جفاء
عشنا المديد من الدهور كأخوة
خلصاء في السراء والضراء
عشنا نشاطر بعضنا رزقا بلا
غبن كشيمة أصدق الشركاء
ليس الضغائن عند من لا تنطوي
أبداً جوانحهم على البغضاء
إن كان بالإخلاص تعرف أمة
فشعوبنا أصفى بني حواء
مصر مقر الأمن لا خوفٌ على
نزلائها من قومها الأمناء
علموا بمصر الجهل ظل مخيما
وملازما لجحافل جهلاء
خالوا العواصم عاطلات من حلى
علم وكل الزين بالأزياء
لم يأتهم نبأ بأن رضيعها
في المهد قد يدري حروف هجاء
ما دار في خلد الجماعة أنه
قُرن اسمها بالعلم والعلماء
أو كوثر العرفان سال نميره
لرجال مصر كما جرى لنساء
فيها المدارس ليس تحصى أمها ال
جنسان في الإصباح والإمساء
أو أن مصر لكل فن كعبة
حجت إليها الناس لاستهداء
أو مربع لذوي الحصافة والنهى
وأفاضل الكتاب والنبهاء
أو مرتع في خصبه رتع الألى
هجروا الربوع مخافة الأرزاء
أو أن مصر منارة الشرق التي
منها استمد الشرق كل ضياء
أو ملتقى الإخوان والأخدان من
كل البلاد وصفوة العرباء
أو منبع الإحسان فاض على ذوى
بؤس وكرب من يد الرحما
أو موطن الشرف الرفيع فكم حوت
من أنسبا المجد والحسباء
أو منبت الصلحاء والصرحاء وال
خلصاء والفصحاء والنصحاء
أو مهبط الشعر البليغ مدبجا
ببراعة الشعراء والأدباء
أو معدن النثر الرقيق منمقا
ومسجعا كنشائد الورقاء
إن كان يطربك الغناء فشعرهم
وزنا ومعنى بذ كل غناء
أو كان يشجيك الرثاء فقولهم
ينسى اللبيب مراثي الخنساء
ونسيهم ومديحهم وجميع ما
خطوة كان السحر دون مراء
بل إنه حكم قد انتظمت بها
كالدر كل قصيدة عصماء
شعر ونثر ساجلت بهما الورى
مصرٌ فكانا أبدع الإنشاء
رضعتهما أبناؤها شهدا حلا
من ثدي مصر أفضل الأثداء
ولذلك اشتهروا بفرط ذكا جرى
مثلا فمصر أفضل الأثداء
قد كان يجهل كل هذا القوم عن
قطر كساه العلم أي كساء
حتى نوى الملك المحبب رحلة
أبدت مزايا مصر للرصفاء
ففؤاد أظهرهها بأجلى مظهر
مُدحت به من بعد طول هجاء
رفعته أوروبا العظيمة عندما
عرفته فوق مراتب النظراء
فتهللت أرجاؤها جذلا بمن
في بره أضحى بلا أكفاء
واستقبلت بالبشر من فيها غدا
موضوع كل تجلة وثناء
وزهت به تلك البلاد فلم تزل
مختالة في حلة اللألاء
طلعت كواكب سعدها لما إنجلى
فيها المليك بطلعة غراء
وطلاقة منها المحيا مشرق
إشراق أقمار وشمس علاء
وجه تلألأ نوره فاستبشروا
من بهجة فيه وحسن رواء
والوجه مرآة القلوب يريك ما
تحويه فهو لهن كالسيماء
لمعت أسارير المليك فأوضحت
حب الفؤاد لنا بكل جلاء
والخير فيها قد توسمنا وكم
جاءت سعادتنا من الوسماء
والبر منشؤه القلوب وإنما
غر الوجوه بشائر الأنباء
السعد خط على جبين مليكنا
يا أفضل الآباء للأبناء
لا تعجبوا فقلوبنا فاضت له
بعواطف الأبناء للآباء
فلنغتبط بأب تحلى صدره
بفضائل وشمائل حسناء
أفؤادنا فقت الملا بمآثر
ومفاخر وحجى وفرط ذكاء
ذا الإحتفا بك يا ابن إسماعيل لم
تره عيون ملوكنا القدماء
ويحق تكريم الألى لبلادهم
غرسوا رياض العلم للفضلاء
بل عمموا إصلاحهم في ملكهم
لم يغفلوا أيا من الأجزاء
فكأن جهدك عند حد لم يقف
ألف له لكن خلا من ياء
فتناول الأحكام قد بنيت على
أس العدالة لا على الأهواء
فغدا القضاء ممدحا بل مضرب ال
أمثال في الدنيا لكل قضاء
وتناول الري الذي قد شيدوا
في كل مصر له فخيم بناء
فالأرض تدركها المياه غزيرة
تسقي جوانبها بدون عناء
كم ترعة ومصارف شقت كما
تقضي بذاك سياسة الإنشاء
وأقيم خزّان لذخر الماء إن
مست إليه الحاج حين ظماء
وتناول الفن الذي نشطته
بمكارم عظمى وفرط سخاء
بل لم تدع داء بجسم بلادنا
إلا وقد عالجته بدواء
حتى شدا الوادي السعيد لي الهنا
قد نلت بالملك السعيد شفائي
عطفا على الفقراء طرا أغدقت
منك الغيوث على ذوى البأساء
يعي يراعي وصف ما شيدت من
آثار خير أكبر الأعياء
والحق تلك حلائل لم تحكها
ببهائهن جلائل السلفاء
قل لي بربك أي فائدة من ال
آثار شادتها يد العظماء
قد أومأت حقا إلى المجد الذي
بلغوه قدما أيما إيماء
لم يجن نفعاً قطرنا فيما مضى
منهن غير الفخر للكبراء
والآن لا تجدي فأنا في غنى
عن ذي الصخور الصم والأسماء
إن لم أصب كبد الصواب فلست في
قولي بمعصوم عن الأخطاء
لكنما ري الثرى في قطرنا
قد عاد منه إليه كل ثراء
وإذا ذكرنا الري قلنا أنه
من أنعم الرحمن فيض الماء
لولاه حل الموت في الأرضين بل
ألفيتها قفراء كالصحراء
والماء يحي كل شيء أنه
روح الحياة تدب في الأحياء
مصر حباها الله خيرا وافرا
نيلا جرى تبراً على الغبراء
لما نظام الري أصلح أصبحت
تشفى الضنى بمروجها الخضراء
مصر رعاها الله لم نر مثلها
في الحسن بين مدائن زهراء
هي غادة بثيابها الخضراء قد
ماست تقربها عيون الرائي
بل ذي عروس الكون أجمعه لها
أهدي أبوها النيل خير رداء
فغدت تتيه على العرائس كلها
بجمالها من شدة الخيلاء
والله فضلها وظلل أرضها
فضلا بأصفى قبة زرقاء
مولاي وادي النيل أصبح عهده
في عصرك المسعود عهد رخاء
فيه الحضارة ازهرت لما زها
بفطاحل الفضلاء والنبغاء
مذ سست مصر بعدلك المشهور قد
غدت البلاد كجنة غناء
والنيل يجري في زبرجد أرضها
متسلسلا برياضها الفيحاء
تدعو لك الأطيار فوق غصونها
بدوام إقبال وطول بقاء
حقا غدت آفاقنا في غبطة
بمليكنا المقدام والمعطاء
إن كان في الآنام مثلك عاهل
خلنا النعيم بهذه الدنياء
من لي بمدحك يا فريد العصر من
جلت مراحمه عن الإحصاء
شملت محامدك البرية كلها
كرماً فكم لك من يد بيضاء
هطلت عليهم أين كنت فأصبحوا
يدعونها بالديمة الهطلاء
وأبوك إسماعيل مثل كان في
جود يسيل على ذوي البرحاء
بل إنما سيان في الحسنى بلا
حدّ وأين الحدّ للدأماء
حاكيت نيلك إذ غمرت بلادنا
بعوارف فاضت على الأرجاء
أنت الحرّي بما بلغت من السنا
لمناقب غراء فيك وضاء
بين الملوك الصيد أنت مميز
بتقى وحسن طوية ونقاء
ولذاك سر الناس والبلدان إذ
أقبلت يا ذا الهمة القعساء
في موكب الأمراء والوزراء وال
نبلاء والفضلاء والزعماء
ثملوا لفرط سرورهم بفؤادنا
فكأنهم ثملوا من الصهباء
قد أخلصوا لك أي إخلاص بدا
لمليكهم منه مزبد وفاء
أحببت شعبك فامتلكت جنانه
وحللت في قلب وفي أحشاء
أنا سألنا الله صونك للورى
متسربلا بمطارف النعماء
لتنال مصر من الأماني ما به
تسمو البلاد إلى ذوي الجوزاء
مصر العزيزة حرة عاشت فقد
عرفت من الماضي بكل إباء
مصر الكريمة من صميم فؤادنا
ندعو لها بسعادة ونماء
وطن يفوق على المواطن كلها
يفديه كل الشعب بالحوباء
عشقته أهلوه فلا عجبٌ إذا
حبا به سالت بحور دماء
لا عاش من خان المواطن لم يقم
بفروضه في الليلة الليلاء
في الحادثات الدهم عجَّ عجيجه
داعي الردى للغارة الشعواء
وعدا يقول تهيأوا وتقدموا
خوضوا معا معها بلا إبطاء
هبوا إلى وطن ينادي شعبه
يا خير مستمع لكل نداء
ذودوا واقصوا يا حماة القطر عن
هذى البلاد جحافل الأعداء
فالموت في هذا السبيل حياتكم
والمجد كل المجد للشهداء
أجدادكم لم يحجموا عن مصرع
إن حاق بالأوطان أي بلاء
لا تعبأوا بالهول إن دماءهم
فيكم سرت يا أنجب النجباء
أنتم بنو الأبطال ليس يروعكم
حرّ التلهب في لظى الهيجاء
أنتم أباة الضيم ماء النيل لم
يوجد لوراد من الجبناء
نسل الجبابرة الألى استولوا على
أقوى الممالك أمجد استيلاء
كم أخضعوا أمما تسامى عزها
فخضعن بعد العزة الشماء
ورحى الحروب إذا أداروها قضت
طحنا على الأعداء بالإفناء
بل صيرتهم مثل ذرات إذا
هب الهواء تطير مثل هباء
أنتم إذاً أشبال آساد الشرى
وعزائم الأشبال ذات مضاء
أنتم كماة تبذلون نفوسكم
عن مصر لا ترضون أي فداء
لا بد دون الشهد من ابن وهل
تثنى العزوم وعورة البيداء
لا تضجروا إن طال فيها السيراو
لغبت مطايا الجهد من وعثاء
وتذرعوا بالصبر قبل بلوغكم
وادي المنى لا بد من صنعاء
بالله مصر صفوف شعبك وحدي
فبالإتحاد نما متينُ إخاء
وبه انتصارك تنجلي أنواره
كأشعة وضاحة لذكاء
يا أيها الملك الذي قد مدنا
عند الخطوب بأصوب الآراء
سفن السياسة إن تدبر أمرها
ربانها تنجو من الأنواء
ولأنت أفضل من يقود سفينة
في اليم تحت العاصف الهوجاء
في ظلك الآمال أثمر غرسها
خيراً بروض اليمن والسراء
وإذا المنى ينعت وأورق دوحها
فلنجنِ ولنستذرِ بالأفياء
كلأتك عين الله فوق العرش في
عزِّ غدا لك ألزم الحلفاء
أوليتنا الدستور أكبر نعمة
من بعد أغضانا على الأقذاء
فاسلم لنا يا كهفنا وفؤادنا
أبدا فأنت حياة كل رجاء
وأهنأ بفاروق المعزز من بدا
قمرا بأفق المجد والعلياء
شبل عليه يدوم من رب السما
ظل يظلله بكل نجاء
فاقبل مليك النيل خير خريدة
قد زفها لك اخلص الشعراء
قسطندي داود
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/04/25 12:33:13 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com