عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > قسطندي داود > كم تقت يا عيني إلى فذ وحُر

مصر

مشاهدة
1862

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كم تقت يا عيني إلى فذ وحُر

كم تقت يا عيني إلى فذ وحُر
آذاننا عشقته من قبل النظر
آدابه وعلومه وضحت كما
وضح الضياء لنا وهل يخفى القمر
شاعت فضائله بذكر رن في
أسماع سكان البوادي والحضر
حتى برؤيته اكتحلت ونلت ما
كنت بتغيت فاثبت الخبر الخبر
واستأنست نفسي بطلعته فمن
أشراقها نور البصيرة والبصر
شتان بين سنى يلوح ويختفي
طوراً وعلم نورهُ أبداً بهر
بحران في الإسكندرية واحدٌ
عذب وآخر أجّ سائله ومر
فالأول الفياض منه نستقي
بل نجتني أغلى اللآلىء والدرر
وهو الخضم الزاخر الطامي صفا
بينا البحار يشوب لجتها الكدر
فاضت معارفه لكل بيننا
فيضان نيل القطر سلطان النُهر
هذا طبيب جسومنا ونفوسنا
صحت وطابت بالخبير المقتدر
يامن يروم الرأيَ يرشده إلي
نهج الهدى هذا النطاسي استشر
تشفي بشاسته العليل قبيل أن
يصف الدوا كأب يداوي ابنا أبر
يا أيها المفضال فضلك ظاهر
وأريج مدحك في الأنام قد انتشر
فكأنه زهر تضوع عرفه
وسرى مع النسمات كالمسك العطر
أنت الحكيم بمعنييه بك اغتدى
شرق البلاد على المغارب يفتخر
أنت الخطيب المصقع المقوال من
كلماته هزت من القلب الوتر
والكاتب اللبق الذي آثاره
في جبهة العلم انجلت وهي الغرر
والشاعر المجواد ناظم حكمة
يزري بعقد في الطلى وثمين در
سحر العقول بيانه ببدائع
راقت وهل كبيان فياض سحر
إن فاه خلنا الغيث هطالا على
خلق يموج كأنه بحر زخر
بل روض كل بلاغة وفصاحة
والنبت معناه ألانيق المبتكر
لو كانت الخطباء كالفياض في
تأثيرهم نُقشت على الصدر العبر
أو أكثر الرحمن من أمثاله
لترقت الأخلاق واغتبط البشر
يا أيها المغوار والبطل الذي
في كل معمة له خير الأثر
كم خضت مقتحما غماراً لجها
غرق الذي من جهله فيه اغتمر
فخرجت منه وفي يديك جواهر
ونهضت منصورا ومثلك ينتصر
أبضاعتي المزجاة أهديها إلى
شهم له بالفضل كل قد أقر
أنثى الوقوف إزاء نابغة إذا
ماقال قولا ليس يبقى أو يذر
كم جولة لك في ميادين العلى
والمجد مما ذاع جهرا واشتهر
كم فزت في حلباتهن مجليّا
شرفا وأبت مسر بلا حلل الظفر
إن رمت تشفي الشرق من سقم فقم
داو الجهالة إنها داء عسر
وعظ الألى حازوا الثراء ليبذلوا
من تلكم الأموال في خير وبر
ما خلدوا حسن المآثر إنما
بكنوزهم قد خلفوا سوء السير
ولطالما وعد الغنيّ بمنحة
لمبرة كبرى وما بالوعد بر
القطر لا يحوي ثريا واحدا
فالموسرون عديدهم فيه كثر
لكنما البؤساء يطوون الحشا
سغبا وما في شأنهم فرد نظر
ويبدد الوجهاء كل مبدَّد
في الوزر واللذات ما السلف ادخر
يتجثمون عناء ترحال ولا
يجنون فائدة تعود من السفر
مانوا إذا قالوا لتبديل الهوا
هو للهوى أو سحر طرف ذي حور
ودلال غيد كالغصون تمايدت
خلب العقول قوامهن إذا خطر
وجمال وجه فاتن أنواره
سطعت فاخجلت البدور إذا سفر
وموائد خضراء طار نضارهم
من فوقها وإلى جيوب الغير مر
برذادهم ضنوا على إخوانهم
وعلى القمار تفوق كفهم المطر
في الصالحات البخل ديدنهم وفي
سبل الفساد جرت يداهم بالبدر
فالموبقات محلل فيها الندى
ومحرم في صنع ماالمولى أمر
تلك القناطير المقنطرة التي
ذهبت اليس بها أحق من افتقر
فالعاطلون جحافل جرارة
وحذار من أضرارهم كل الحذر
عاثوا فساداً في البلاد فأصبحوا
جرثومة الأجرام مصدر كل شر
ويثور ثائرهم إذا ماعضهم
ناب الشقاء وسخطهم قد ينفجر
فإذا أقام الموسرون معاملا
للعاطلين وقوا مواطننا الضرر
أو ضم شمل البائسين معاهد
ومصانع عن نفسهم ذهب الضجر
وأفاد جمعهم البلاد فوائدا
شتى فلا نار تشب ولا شرر
إن قطرنا استغنى بمصنوعاتهم
عن غيره أضحى لنا أغنى مقر
وإذا بنوا للعاجزين ملاجئا
ما أنّ معظهم متى بلغ الكبر
أو شيدوا للناشئين مدارسا
ما عوجَّ خلق قومته في الصغر
فالنشء عن لينت منه عريكة
فالقطر من إجرامه أمن الخطر
بل مصر تصبح جنة إن جوها
من ذي الجراثيم التي تعدى طهر
أما إذا شادوا مصحات فقد
واسوا مريضا عيل منه المصطبر
هذي المفاخر من بها ينهض ينل
أجراً من الرحمن أجزل إن أجر
ولربما ما قد تقدم سالفاً
مع ماتأخر من مآثمه غفر
بالفانيات الباقياتُ نقيمها
فتدوم ذكرانا بها لا تندثر
والله ليس بغافل عمن غدا
في قومه سمحا كريم المعتصر
كاخي الندى عبدالرحيم وقد همى
إحسانه كالغيث ساعة ينهمر
هو قدوة للمحسنين فذكره
تتلوه أفواه كما تتلو السور
بيت الدمرداش العريق مكارما
أفراده الآثار منهم تؤتثر
لا تنكروا بر الألى سبقوه أو
لحقوه مما شاع في بحر وبر
لكنه غيض من الفيض الذي
ملأ البلاد وفي المصارف قد وفر
يا مودعا أمواله كأمانة
حتام تنمي ذا الثراء المدخر
في القطر أعمال إذا استثمرته
فيها أفادك والفقير المحتقر
اكفلت في الدنيا الخلود وأين قد
ذهب الجدود فمن حمامك لا مفر
أيروقك التثريب ممن ساءه
منك القصور وقال بالنعمى كفر
رزق الإله عباده كي ينفقوا
وهو العليم بطول عمرك والقصر
أتعيش عيشا مخضلا لك باسما
وأخوك في عينيه دمع قد طفر
أتبيت في أنس بندمان الصفا
والجار في كرب بليل معتكر
أو ترتدي خز الثياب وماله
طمر ولا رث اللباس ليستتر
أو تحتسى الصهباء وهو يكاد من
ظماء إلى ماء حشاه يستعر
وعلى خوانك كل لون فاخر
وأخوك ليس له من الخبز الكسر
وتنام فوق وثير ريش ناعم
إن جسمك استلقى عليه يستقر
والجار يلتحف السما متوسدا
صخرا ويفترش الثراء وقد صبر
فاخو المروءة والشهامة من إلى
بذل المكارم والمراحم يبتدر
ويصارع البأساء عند لقائها
حتى يفوز وكل ضنك قد قهر
وأمامه انهزمت جيوش الفقر من
رعب من صمصامه الماضي شهر
لا من يمتع نفسه باطايب
والجار من شظف المعيشة يحتضر
انظر إلى الغرباء كيف تكاتفوا
وتعاضدوا في الخطب إن دهت الغير
فإذا الزمان لاي فرد منهمو
بعد افترار الثغر قطب واكفهر
شاهدت من إخوانه عجبا وقد
غدقت له الأيدي بإحسان غزر
انظر إلى اليونان كم صنعوا وكم
رفعوا وكم بنوالهم صرح عمر
فملاجىء ومذارس ومعاهد
ومعابد مما فؤاد الحر سر
في كل صقع أنشاءوا جمعية
أبداً على بؤسائهم خيرا تدر
أنظر إلى مستوصفاتهم التي
منها الفروع نمت كأغصان الشجر
كم خففوا من ويلة أو لطفوا
من نكبة بل كم مبرات أخر
فيتيمهم وجد الحنان كأنه
لم يفقد الأهلين في يوم غبر
ومريضهم بذلوا عنايتهم له
وعديمهم باللطف والحسنى غمر
منكوبهم وعليلهم وذليلهم
ألفوا عزاء صدع أفئدة جبر
وفقيرنا مهما دهاه فما له
من راحم أو من بكارثه شعر
يحوي الجهول المال لم ينصب فلا
يدري المغبة إن تمادى في الدعر
لم يحذُ حذو الصالحين أولى الندى
أو في فعال البر آونة فكر
ولذاك بذره جزافا مؤثرا
لهو الزمان على الجزاء المنتظر
لم يقتنع بحليلة وحليلة
بل حاز جيشا من ذوي الوجه الضر
نضب المعين وناله قنط وقد
أضحى يحدث نفسه أن ينتحر
إن عاش حالفه الشقاء وما كفى
من أوج عز للحضيض أن انحدر
بل عيشه قد نغصت ساعاته
ذكرى له تبدو بمختلف الصور
أمثاله في القطر بأكثر إنما
هل كان هذا عبرة لمن اعتبر
والحق أصبحت البلاد بحالة
قلب الكريم لها يذوب وينفطر
وعلاجها في مستطاع ذوي الحجى
مَن جدّ في إصلاحها بلغ الوطر
يا أيها اللسن الذي نفثاته
قد ذكّرتنا عهد علم مزدهر
الأمر مفتقر إلى حثّ فمن
ينهض بذلك قد يساعده القدر
فنحوتُ فياضا لاشرعَ ناهلا
فرأيت من ورد الفرات ومن صدر
اقبلت ابغى الاستقا من كوثر
يروى صدى الصادى بشهد قد قطر
حتى إذا شُفي الأوام ازيد من
تذكير من أنسى الفروض فيذّكر
بل أنت اقدر نحو من اكبادهم
غلظت على استعطاف قلب من حجر
ولطالما بالنصح قمت واسمعت
منك المواعظ كل ذى سمع وقر
لولا السقام كما علمت لطال بي
نفس القريض وما رضيت بمختصر
فعليك ايفاء الكلام فأنت من
شرح الصدور بدر فيه المنتثر
أنت المتين خطابه وعلك كم
أثنى لسان العالمين وكم شكر
ايلوح في الآفاق نجمي بعدما
في الخافقين ضياء شمسك قد ظهر
والشمس إمَّا أشرقت أنوارها
لا بدّ من أن يختفي نجم السحر
قم حرك القلم الذي قد كان في
يدك الحسام الصارم العضب الذكر
ولعل في تجريده فوزا فكم
بيراعك الفياض كنت المنتصر
وعسى لقسطنطين تسمع مصغيا
ومتى فعلت فعين قسطندي تقر
من يبذر الحسنات بشره غدا
بسعادة وحصاد ما كرماً بذر
ومن الذي غرست يداه محامداً
في العالمين وما جنى منها الثمر
أما الذين بسيئات سوّدوا
أسفا صحائفهم فمأواهم سقر
ويحب ربي المحسنين فإن ثووا
فمقرهم خلد ونعم المستقر
قسطندي داود
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/04/25 01:45:52 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com