عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > قسطندي داود > لا ورشليم في المدن البهيه

مصر

مشاهدة
859

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لا ورشليم في المدن البهيه

لا ورشليم في المدن البهيه
رفيع مكانة بين البريه
يصاغ لها القريض يفوق درا
ثمينا أو قلائد عجديه
مديحي مثل طمر وهي أولى
بمدح كالثياب السندسيه
إليها تقت من حجج خوال
إلى أن فرصة سنحت سنيه
مقام القدس في قلبي جليل
شريف ما اقتضى حججا جليه
حداني الشوق ان أنحو مزارا
تبجله الشعوب العيسويه
بل الآنام طراح حيث تسعى
زرافات من المدن القصيه
معابدها لقد كسيت جلالا
وجملها الرسوم الهندسية
يزيد بهاءها قدم فماضي
عصور القدس أوجهه وضيه
وما كل الجديد لنا بهيج
وكم زان القديم الاقدميه
وفي التاريخ إن طالعتموه
حقائق مثل أنوار مضيه
فلسطين مباركة ففيها
أتى عيسى بن مريم الزكيه
بها متعبدات أو عذارى
تركن لاجله الدنيا الدنيه
فلا شغل لهن سوى صلاة
وتسبيح بأصوات شجيه
فترنيماتهن لسامعيها
ترن كانهن ملائكيه
ورهبان قد انقطعوا نهارا
وليلا للعبادات الوفيه
لقد ضحوا بما امتلكت يداهم
وراحتهم فما اسمى الضحيه
بأديرة على الاطواد طابت
معيشتهم وعدوها هنيه
فطوبى للألى قد آثروها
على نعم القصور القيصريه
لديهم لذة الدنيا جحيم
تظل حياتنا فيه شقيه
إذا ما أنصبوا في الشغل جسما
فمن هم قلوبهمو خليه
وان كان الغذاء لهم بقولا
فقد شبعوا هبات مولويه
وما من بعد فضل الله فضل
ولا من بعد نعمته عطيه
وما أحلى الحياة بلا هموم
تساور صاحب النفس الأبيه
أحبوا في الفضا الفقر اختيارا
ولو كانوا من الأسر الغنيه
فكم في ناسكين وناسكات
رأينا من سري أو سريه
وقالوا العالم الفاني رياء
خلت منه صدورهم النقيه
كسوا ثوب العفاف كما تردوا
وقار زانهم بين الرعيه
تحققت الطهارة في رجال
يرجون الحياة السرمديه
فكانوا في الجبال أو البراري
مثالا يرشد النفس الغويه
فلسطين بهم ملئت فصارت
فراديس العفاف العالميه
وسكان البلاد رأيت منهم
صلاحا قد بدا فيهم سجيه
شعرت هناك اني بين أهلي
وفى وطني وفي مصر السخيه
ففي اكرامهم للضيف كانوا
كجيران لهم والاريحيه
على اطوار مقدسنا اخضرارا
وآثار باجلال جريه
وللزيتون اشجار عليها
عقود زمرد كانت حليه
هناك صنوبر نمت عليه
كلبنان روائحه الذكيه
وشاهدت المياه صفت ولاحت
مناظره البديعه لؤلؤيه
فلا تروى سوى ماء قراح
تدفق من ينابيع رويه
قد انفجرت ولكن في صخور
وقد بردت كبئر السامريه
فان الماء يثلج حين قيظ
وفي مصر لنا عكس القضيه
وكم روض سقاه الغيث وافى
باثمار تلذ لنا شهيه
وبيارات يافا أو سواها
حوت ما المرء لا يحصي جنيه
وللاردن قد كسيت ضفاف
ثياب نضارة أبدا زهيه
وفي طبرية بحر ولكن
فرات ساغ للامم الظميه
وهيكل كفرناحوم عظيم
تدل على مكانته البقيه
وناصرة الجليل رأيت فيها
اعاجيبا شغلت بها الرويه
وقانا حيث صار الماء خمرا
بعرس قد ركبت لها المطيه
واما بيت لحم فهي تزهو
جمالا في الورى مثل الهديه
وفي جبل الصعود صعدت منه
إلى الأعلى رقى عيسى رقيه
وجدت عليه أبنية أقيمت
تحف بها الجنان كائسيه
وزخرفها يفوق الوصف حتى
ذهلت بذي النقوش المقدسيه
أخص كنائسا بالذكر شيدت
بمال الروس من قبل الرزيه
فابداع باحكام تجلى
يعظم شأن ذي الامم التقيه
ملايين الدراهم انفقوها
على إنشائها عن حسن نيه
ولولا انها بيع لقلنا
تفوق على الصروح الكسرويه
لذا صارت هي الأولى وأضحت
سواها في الزخارف ثانويه
ولكن في مراتبها سواء
معابد للمهيمن طائفيه
وأجراس بابراج تعالت
إذا فرعت فاصوات قويه
فتسمعها على بعد عظيم
تنادي للصلاة الأكثريه
فيأتى البعل يعبد في خشوع
وتلحقه العقيلة والصبيه
وفي صهيون تذكار مجيد
لعهد سنه عيسى عشيه
لداوود النبي بها مقام
يذكرني الكريم ابي سميه
خليل الله ابراهيم فيه
بحار اخو الحجى والالمعيه
واسحاق ويعقوب لكل
ضريح غير زوجته الوفيه
إلى بلوطة عمرت سعينا
لابراهيم لم تترك نيه
فلم أغفل مقاما او ضريحا
ولم أهمل نبيا أو نبيه
وأما المسجد الاقصى فهذا
بديع الوضع يعيي العبقريه
بهاء الجامع العمري يسبي
وفيه الصخرة العظمى الضويه
مزار الخضر في لد مهيب
تعظمه الشعوب الاجنبيه
وفي كل القرى شرقا وغربا
وجدت غرائبا كانت خفيه
فرأت واذ رأتها العين قرت
وقد كانت بقلبي معنويه
وليست رؤية الاشيا كسمع
وهل يحكى قليل الدر ريه
ولو انى أطللت الشرح ظنوا
احاديثي ملفقة فريه
ومن رام التحقق فليقدس
هناك يرى فلسطين الفتيه
إذا ما جاءها الزنديق أمسى
بايمان ولم يخطأ خطيه
قد ارتفعت معابدها ارتفاعا
يسامى كل آثار عليه
على طود شميم شيدوها
فكن منائر الرشد البهيه
غشاها الخلق ملكا او اميرا
سواء كالفقير بلا مزيه
ولكن مازهم أمر وحيد
وذا اخلاص أفئدة وليه
رأيت المسلمين مع النصارى
كاخوان صفت لهم العلويه
ومثلى عاجز عن وصف حال
يليق به يراع الأخيليه
سمت أخلاقهم وذكا حجاهم
وقد فاضت اكفهم النديه
أودعهم وبي شوق شديد
إلى عود لهم قبل المنيه
ولا عجب فهم عرب كرام
قضوا في الالف أدهارا سويه
وثام العنصرين نما فأنمى
سلاما في قلوب الاغلبيه
جذلت بكل ما قد شاهدته
عيوني في فلسطين الصفيه
فيا وطن المسيح عليك منى
ومن زوارك الكثر التحيه
قسطندي داود
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2014/04/27 01:29:48 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com