عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محسن الجواهري > الحمد لله الذي أولى النعم

العراق

مشاهدة
493

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الحمد لله الذي أولى النعم

الحمد لله الذي أولى النعم
واخرج الأشياء من كنز العدم
الواحد الفرد القديم الدائم
لا زال حصناً لي في العظائم
ثم الصلاة والسلام الأوفى
على النبي المصطفى المصفى
وآله الغر معادن الكرم
ما لاح ليل وبنا صبح ألم
وبعد فاعلم أيها الخل الوفى
لا زلت للغر الهداة مقتفى
اني لما أن نبا بي الوطن
وصرت رهناً للخطوب والمحن
ولم أجد للفضل في أرض النجف
سوقا ولاحقاً لأرباب الشرف
والفضل لا يجدي بها ولا النسب
والفضل فيها فضل مال لا أدب
وكلما أحسنت للدهر أسا
وكلما لنت له قلباً قسا
قد هجر الصحب بها والأقربا
كأنني كنت اليهم مذنبا
وصار من أوليته أنعاما
وكنت لا أرضى به غلاما
أولى لدى الأنام بالتقدم
وليس ذا فضل ولا تكرم
قلت لنفسي إن من عز قنع
وكل حر مسترقه الطمع
لا تركبي يا نفس أعجاز الابل
فالموت أولى لك من عيش بذل
حتى إذا ضاقت بها المذاهب
وصد عنها وجفاها الصاحب
ولم تطق صبراً على ما قد عرا
ولم يحد عن ورد ذل مصدرا
قربت عيسي معرضاً عن الوطن
ملتحفاً ظهري أبراد الشجن
وسرت عن أهلي وعن إخواني
مستسلما للزمن الخوّان
أطوي بأخفاف المطايا البيدا
مقربا بسيرها البعيدا
حتى وردت الجسر والليل على
ظهر الفلاة برده قداسدلا
ثم حططت الرحل عند ذي الحسب
شمس سما أفق المعالي والأدب
عبد المجيد والزمان عبده
من عم آفاق البلاد حمده
من زينت أعطافه بدر العلى
ومن رقى فوق الثرايا منزلا
دام محطاً للصفات الزاهره
وهد من عانده بفاقره
ثم ارتحلت والحشى مودعي
والقلب يصلى في سعير أضلعى
ملقي زمامي للهوى ولم أزل
أعدل عن طريقه حيث عدل
حتى رماني بعد كد وتعب
ليلا إلى بعض بيوتات العرب
فبت لم يمرر بجفني الكرى
إذ لم يجد منهم سوى النادي قرى
حتى إذا طار غراب الليل عن
أفراخه طهرت للفرض البدن
وقمت أسعى لأداء الفرض
مبتهلا يبكي لكلي بعضي
ولم أزل في دعوة وفي بكا
حتى بدت من خلل الحجب ذكا
ونثرت كافورها على الثرى
وألبست أبرادها كل الورى
فعندها جاءوا بزاد خص فى
دوامه عمي وأهل النجف
ولم يقم معي إلى الأكل أحد
إلا أناساً من عساكر البلد
ولم أزل طاوي الحشى إلى الدجى
منتظراً من الإله الفرجا
وسرت عنهم أبتغي لي المحل
فقادني الباري إلى نعم البدل
قوم لهم في حادث المجد قدم
وقد رست لهم على الشعرى قدم
ليسوا بسكان بهاتيك البلد
ولا لهم بذلك النادي أحد
ولم أزل ما بينهم مفدى
حتى إذا الفجر لنا تبدى
قمنا وأدينا الذي قد وجبا
ثم اجتمعنا وشببنا الحطبا
ولم تزل ما بيننا تدار
قهوة بن نشرها سيار
ثم ارتحلنا والشراع ممتلي
بالريح من أمر النواتي علي
ولم تزل تسري بنا إلى المسا
حتى إذا المقصد شمنا احتبسا
فحط رحلي في ثراها وسعى
صحبي وصاروا في رباها شيعا
بعض لنقل الم وبعض للحطب
وبعضهم إلى أداء ما وجب
ومذ فرغنا من صلاة وعشا
ونام صحبي من حبي ومن مشى
زرت فراشي والسقيط كالمطر
ولم أذق طعم الكرى إلى السحر
ثم فزعنا للصلاة والدعا
والفجر في روض الدياجي قد دعى
ومذ قطعنا الذكر والتلاوه
سرنا نؤم بلد السماوه
يحمل صحبي بعض رحلي وأنا
أحمل بعضاً وأصابني العنا
فما وصلنا سورها إلا وقد
كاد فؤادي بمدى الهم يقد
فاخترت منها منزل المولى الأجل
أعاذه الله من الخطب الجلل
من شاع صيت فضله بين الورى
وطابق المخبر منه خبرا
شابه خير شارع نهج الهدى
خلقاً وخلقاً وجلالا وندى
سمي تصديقاً بأحمد لما
قد قيل الأسما نزلت من السما
فهو وحق المجد في الناس العلم
وغوثها إن حادث الدهر ألم
لذاك كان كل من أضيف له
قد حاز كل ماحوى المضاف له
لا زال ركناً كفه مستسلما
ما طلعت أوغربت شمس السما
ثم ارتحلنا قاصدين الخضرا
مؤملا من الإله النصرا
يحملنا غصة معدن الفرح
متسما ببرد هم وترح
لما أرى من اصطدام الريح
وما علا قلبي من تبريح
ومذ سرت برحلنا أيدي السفن
حنت لورد الماء والهواء جن
فاغترفت والبحر باللج طما
لقتلنا لا من حرارة الظما
ولم تزل تتلو لنا من السور
إن الإله مبتليكم بنهر
فلم نصدق بالنجاة إلا
والقلب من ورد الحياة ملا
حتى إذا تطفلت شمس الضحى
على الغروب قيل للسير الوحا
ولم تزل تسري بنا إلى المسا
والريح بالصنع اليها قد أسا
تعلو بناطوراً وطوراً ترسب
وتارة تبدو وأخرى تغرب
حتى إذا ما لشمس ولت والدجى
أوقد من زهر الدراري سرجا
حتم بالإقامة النواتي
في مهمة ليس به مواتي
فما ملأنا من طعام جوفا
ولا ذكرنا الله إلا خوفا
ولم يذق جفني من الغمض سنه
فيالها من ليلة زيدت سنه
حتى إذا برأسها الشيب اشتعل
والطير بالنوح على الدوح اشتغل
قمنا واسبغنا الوضوء للصلا
وبعدها سرنا بهاتيك الفلا
فلو تراني خابطاً ثراها
وقد عرى الأرجل ما عراها
تخيط من أشواكها نوافذاً
فلو تراها خلتها قنافذا
طوراً بتطريز زهت وطورا
تزر عن بيض البرود حمرا
ثم ركبنا بعد لاي ونصب
ونحن في ذل وويل وحرب
مستلئمين درع صبر وجلد
موجهين أمرنا إلى الأحد
ولم تزل تسري ونحن فيها
لست ترى لسيرنا شبيها
ما بيننا والموت إلا طينه
وقد ملى الما جنبة السفينه
حتى إذا قرص ذكا تسنما
وانتجعت شمس الضحى نصف السما
شمنا ثرى الخضر وحطر حلي
بدار مولى للجميل يولي
محمد من قد سما كل الورى
فضلا وأحيي بالندى ما دثرا
لا زال ربع مجده مأنوسا
وكفه على الندى محبوسا
وبت عنده وللبرغوث
رقص ومص من دم خبيث
وقام نحوي من جوانب البلد
جيشاً كثيفاً كالرمال لا يعد
ومكمناً في جنده مهاجما
ولم يزل يخرج باللسع الدما
حتى لقد أذهلني عن البكا
ولم أجد إلى القرار مسلكا
يا ويله من أحدب ماذا جنى
علي فيها وكساني من عنا
جفت بها لين الوساد أضلعي
حتى كأني فوق شوك مضجعي
أدمي من الحك بظفري جسدي
ويشتكي جسمي من الحك يدي
فما رأى لي حرمة ولا رعى
لا طاف إلا خائفاً ولا سعى
حتى إذا الورق على الغصن شدا
والطير باللحن عليه غردا
قدمت رحلي وانتدبت للسفر
قلباً على وقع الخطوب كالحجر
ولم تزل تسري بنا السفين
وقد تغطى بالمياه الطين
والريح يعلو والهواء يضطرب
واللج طام والسفين منتقب
فلم نصدق أن فينا ناجي
حتى رمتنا في ثرى الدراجى
والشمس قد همت بلثم الأفق
والليل حل جنده في الشرق
حتى إذا جيش النهار انهزما
والليل قر جنده وخيما
قمنا وصلينا وقدمنا العشا
ومذ تملينا فرشنا الفرشا
فاقتنصت جفوننا طير الكرى
حتى إذا طار انتبهنا سحرا
واستلم الفجر من الليل الهدم
كالنار شبت في أوائل الفحم
فهب منا لأداء ما وجب
من هب والباقي إلى جمع الحطب
ثم شببنا النار واصطلينا
ومذ ركبنا بعد ذا ولينا
وهان عندي كلما لاقيت
في جنب ما في السوق قد رأيت
اعدلي الدهر بها مصائبا
وراش فيها أسهما صوائبا
جرعني فيها كؤوساً من ردى
وبت في حال بها أشجى العدى
جليس خان وقرين ناصب
ومهجة تصلى ودمع ساكب
دخلتها عند اصفرار الشمس
فراح سعدي وأتاني نحسي
يحمل فيها رحلي الحمال
وقد عراني الخوف والزلزال
أرغم أني قاصد بيت الترف
أعني قديم المجد في ذاك الطرف
ولم أكن أعرف فيها أحدا
سواه أبغي عنده ملتحدا
فهر في وجهي من في الدار حل
سر لا على اسم ربنا عزوجل
فإن من تطلبه قد سار عن
محله يصلح أرباب الفتن
فقلت يا نفس ارجعي عنهم عسى
يصبح فينا فنفارق الأسى
فما على المرأة والطفل حرج
إن لم يكن منه لك المنع حرج
وعدت لا أبصر موطأ القدم
مما عراني وبأحشائي احتدم
حتى إذا حاذيت باب الخان
نادى هلم أنت عن سكاني
فبت فيه والحشى تلتهب
والدمع من فرط الأسى ينسكب
فلم يكد يطلع قرن الشمس
حتى خشيت أن تغيب نفسي
حتى إذا الليلعن الفجر نفر
والصبح في الجو جناحيه نشر
قمت فأديت الفروض والسنن
مروحا عن الفؤاد ما أجن
أنشده إذ لم يجد تصبرا
عند الصباح يحمد القوم السرى
ولم أزل مذ نشرت شمس الضحى
أبرادها لبابه مستفتحا
حتى كساني برده الليل ولا
يجيب إلا من أجاب أولا
فابت والعين بدمع ساكبه
ومهجتي من الرزايا ذائبه
معللا نفسي بذكر عذره
إذ لم تكن أنته من غدره
أقول أزل أروضها وتأبى
حتى اغتدى صبحي لليلي نهبا
وعندها أجريت في الطرس القلم
تخبر عن شوق بأحشائي التطم
وعن محلي ولغيري أحرى
بأن يكون منزلا ووكرا
ومذ ختمت بالدعاء طرسي
ناولته شقيقه بنفسي
وعدت للوكر وقلبي يضطرب
ونار أحشائي من الغيض تشب
وبت طاو أرقب الصباحا
معتقداً أني أرى فلاحا
فلاح ضوء الصبح والفلاح لم
يظهر به حتى إذا الليل أدلهم
وكنت أثني من عنان نفسي
مخطئاً لحسها بحدسي
ومذ رأتني حائراً مفكرا
وجيش عزمي عاد يمشي القهقري
هبت للأمي واستعدت للقا
وكنت فرزاناً فصرت بيدقا
لكنني لم أرض بالذل لها
وإن يكن حدسي به مشتبها
بل قلت يا نفس رويداً فاحملي
أخاك عن شر بغير محملي
ولا يسيء الظن فالظن الحسن
أولى وإن عدوه من سوء الفطن
فعلها قد قرأت ولم تصل
إليه والعذر بهذا قد قبل
لكنني طاو على خلاف ذا
سرى وأبدى همه وحبذا
فلم أزل والنفس في عقد وحل
حتى تولى الليل والصبح أطل
محسن الجواهري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/05/10 01:16:03 صباحاً
التعديل: السبت 2014/05/10 01:16:31 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com