عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > المغرب > محمد السليماني > هل مِن فتى ذكَّرهُ طَرقُ الحصى

المغرب

مشاهدة
605

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هل مِن فتى ذكَّرهُ طَرقُ الحصى

هل مِن فتى ذكَّرهُ طَرقُ الحصى
أو غافلٍ أيقظَه قَرعُ العَصا
أو مُزدَةٍ بوَفرِه قد لَبِسَ المكبرَ
رداءً همُّه دهرٌ عدا
أو أكمهٍ لَمسَ ما أفجَعَهُ
فاتَّخذَ العزمَ رفيقاً ونَأى
أو مُعرِضٍ عن الهدى وكلُّنا
أعرَضً عن نهج الصلاحِ ووَنا
أو مِن حكيمٍ عارفٍ سبُلَ الهِدا
يَة يقومُ داعياً الى الهدى
يا مَن دعتهُ لِعلا همَّتُه
واتّخذَ الجِدَّ إماماً ودعا
دع عنكَ داعي اللهو واحذَر مَن رأى ال
جهلَ دليلاً فارتَدى فيما ارتأى
لم يَلتفت صوبَ المعارفِ ولا ار
تشفَ مشن معينِها ولا ارتوى
فهو أسيرُ الجهل ساهٍ طرفُه
يَرثي إليه مَن دنا ومَن قصا
فلو رأى في البحر كِسفاً ساقطاً
لَظنَّه مهما دنَا غيثاً هَمى
ولو أتته كلُّ آيةٍ لَمَا
صدَّقَها ولا انثَنى ولا ارعَوى
حتى إذا الرُّشدُ بَدا لِعينِه
مُنبلجاً أعرَضَ عنه وعَدا
فاترُك سبيلَه ولاحِظ أمرَهُ
كلٌّ مُيسَّرٌ لِما به اعتنى
واصحَب مُهذَّباً زكا عُنصرُه
واتخذَ الصّدقَ لجاماً ووُعى
يصونُ دنياهُ بحفظِ دينِه
ويجمعُ الوفرَ لإرغامِ العِدا
يجهدُ في الدنيا لنيلِ أختِها
ويَرتجي الشأوَ البعيدَ المرتَقى
يَعدُّها جِسراً مَجازاً يَبتغي
بها النجاةَ ومَقاما وعُلا
فالدينُ والدنيا كتَوأمينِ في
جسمٍ أرى فصلَهما لا يُرتَضى
مَن مُنصِفي في زمَنٍ أوصابُه
لم تحترِم كهلاً ولا غِرّاً فتى
يا عجَباً ماذا دَهى وحدَتنا
بعدَ التآلُفِ فما معنى الجَفا
تمزقت تشتَّتت وافترقت
أمَا كفى ما قد جرى أما كفى
غاضَ الوفاءُ وانطوت أعلامُه
والأمرُ لِلّه إليه المشتَكى
فاضَ العداءُ والبداءُ وغدا ال
جهلُ شِعارا أو سلاحاً مُقتنَى
يافِئةً قد ضحكت مِن جهلها
أغمارُها ومَن له عقلٌ بكى
كم أرشدت فما عَرتها خِشيةٌ
كم أنذرت حتى بدا ما قد خَفى
ونَظرت بأنها قد خسِرت
صَفقَتَها ووقفَت على شَفا
وأصبحَ الكاشح يرجو حتفَها
بظلفِها وسوقَها الى الرَّدى
إن صاحَ فيهم صالحٌ تَذمَّروا
وأعلنوا بِذمِّه بين الملا
ونَفروا وعبَسوا وبسَروا
وقلَّدوا في فعلِهم وحشَ الفلا
أو قامَ فيهم مُرشدٌ حفَّت به
أوباشُهم وصارَ صوبَ مَن رمى
فلن تجد منهم تَقيّاً قد زكا
كلاّ ولا شهماً زعيماً قد عتا
أنظر تَراهم نزلوا بِعرصةٍ
قد جفَّ مِن غصنِها ماءُ الحيا
هل جدَّدوا لِعيشهم مستقبلاً
ولشبيبةٍ تَهيمُ كالقطا
وقد أماتَ الجبنُ منهم نخوةً
فلن تجِد مِن بينهم منِ انتَخى
واصبحَ الخِلُّ لديهم مُعجِزاً
فلن تَرى مَن في مُهمٍّ قد سخا
مهما دعوتَهم لكشفِ غُمَّةٍ
تَسلَّلوا بين فُرادى وثُنى
كغنَمٍ تفرَّقت في غيهبٍ
بين أخاديدٍ يسوقُها الظَّما
حول ضباعٍ ونمورٍ فُرِّقت
والأسدِ تزأرُ تردِّدُ الخُطى
والليلُ داجٍ والنجومُ أفلَت
والذيبُ يفتِكُ وجِروُه عوى
أنهكَها طولُ المسيرِ بعدَما
أدمى الصقيعُ مِن إهابِها الشَّوى
ضلّت رُعاتُها السبيلَ وأبت
وعيَ دواعي الرشدِ رُغم مَن لَحا
يا عجباً لِفئةٍ قد فقدت
كلَّ المزايا وغدت تشكو العَنا
أخَّرَها جُمودُها فسُلبت
منها خصالُ الحمدِ هل حرٌّ وَعى
قد مسَّها طيفٌ وما تَذكّرت
لِسُمعةٍ حُطَّت بها بين الورى
واستظهرت بِبدَعٍ فسوَّدت
تاريخَها مهما حكاهُ مَن حكى
غَشِيَها اليمُّ الذي صيَّرَها
كَلاّ على الدهرِ عديمةَ الحِجى
أوثقَها الجهلُفعادت لُعبةً
ككرةِ الصولَجِ صوبَ مَن دَسا
فهي تئنُّ تحت نَيرِ العبو
ديّةِ تخطُرُ على جمر الغَضا
أمّا الكرامُ من ذوي الرأي المصيب
بينها فحالُهم كما ترى
قد وقَفوا وقفةَ حيرانٍ يرى اليأسَ
مُفوِّضاً لاحكام القَضا
أعجِب بها أمُّ العلوم والمعا
رفِ الجليلةِ وأتقى مَن زكا
أعجِب بها مِن أمّةِ الفخر فكَم
أحيت مَواتاً وسمَت فيمَن سَما
بعدَ المعالي والسُّموِّ والرِّيا
سة الأثيلةِ دهَاها ما دهى
يا نفحةً هُبّي علينا عاجلاً
الى متى تأخيرُنا الى متى
إلى متى ونحن في أسرِ الجها
لةِ وقد عرا العقولَ ما عَرا
متى نُيمِّمُ النّجاحَ ويعو
دُ غربُنا لِزهوه كما مضى
ونقتفي إثرَ الذين استيقظوا
وعلَّموا التعميمَ رغم مَن أبى
والتأموا واستدركوا أمرَهم
وجدَّدوا وحدتَهم بعدَ الشَّتا
وعمَّروا الوقتَ بما بصَّرَهم
فانتصروا بعِلمهم يومَ الوغى
متى يعودُ الدّهرُ سلماً مُنصِفاً
نقضي لُبانةً ونجني ما حَلا
ألدَّهر دولابٌ يدورُ عكسَ ما
يُرضي وقد يُرغِمُ كلَّ مَن بقى
وربما يُخطىء يوماً ويُصيبُ
بين أوجٍ وهبوطٍ في الدُّنا
يا غُربةَ العلمِ وكلٌّ يدَّعي
نُصرَتَهُ ما هكذا سُبلُ الهدى
يا ضيعتاهُ عندما تطلَّعت
مِن أفقِه لَمَّا ذَوى رُسلُ الردّى
أمست علومُ الشَّرعِ وهي شُرَّعٌ
مما اعتَراها مِن حواشيِّ العَنا
أنظُر دُعاتَه وقد تَفرّقوا
كلٌّ الى ركنِ الخمولِ فثَوى
قد زهِدوا في كلِّ علمٍ نافعٍ
لذي الحياةِ واكتشاف ماخَفى
لو أنصَفوا ونَصحوا وبلَّغوا
لَرَفعوا أمَّتَهم حيث السُّها
لو قرَّعوا الأسماعَ بالنُّصح الذي
هو شعارُ مُدَّعي دَفعِ الأذى
لو أنصفوا لشَخّصوا الداءَ الذي
عمَّ الملا أمَا لهم عقلٌ صحا
لو بَدأوا في طِبِّهم بما يُلا
ئمُ عليلَهم لَقامَ وانتَشا
لو أصلَحوا شأنَ الحياةِ ومبا
دىءَ الفضيلةِ وشَدّوا ما وَهى
لو أرشَدوا أمّتَهم في سَيرها
ومهَّدوا لها الهضابَ والرُّبا
لو جمعوا شتاتَها وجدَّدوا
لها وِفاقاً أحكموا به العرا
لو نَدَّدوا على العوائِد وقد
أوقعت الأمّةَ في بحرٍ طَما
لو نظَروا في الغِشِّ والتدليس والشُّؤم
الذي علَّمَها أكلَ الرُّشا
لو نقَموا على الشهادةِ وما
حلَّ بها من بعدما الزُّورُ فَشا
لو تركوا بحثَ الكراهةِ لمن
مِن أهلها نَعم بها القولُ أتى
لو أغلَقوا بابَ المجادلَة
والتَّمحيل والجفاء والقولِ البَذا
لو أمسَكوا عن سبِّ مَن تقدَّموا
فالقذفُ ويكَ غِبُّه ليلٌ سَجا
لو أسنَدوا شأنَ العقائدِ لمن
حرّر للسّلف رأياً ونَجا
لو سدَّدوا سِهامَهم نحو الطوا
ئِف التي تفرّقت أيدي سَبا
ونَسبت لِلدّينِ ما الدّينُ بَرا
ءُ منه لكن عذرُها الجهلُ وَحى
وزهدت في الدّينِ والدنيا لِذا
أخَّرَها جمودُها الى الوَرا
ووقفت في وجه كلِّ مُصلَحٍ
فنُبذت نبذَ النَّواةَ بالفِنا
ما بين ضالٍّ ومُضلٍّ ومُعا
ندٍ مُقلِّد يسوقُه العَمى
والقومُ بين ضاحكٍ ومُعجَب
ما أدركَته خجلةٌ ولا ارعَوى
لا بُدَّ من فصل القضاءِ والجزا
ويُجتَزى كلُّ امرىء بما سَعى
رِفقا حماةَ الدّين هذا دورُكم
وهذه نوبَتُكم فيمَن حَمى
ما قَدَّر الآخِذُ عنكم قدركم
نَعم ولا عنكم أفادَ مَن روى
ذو اللُّبِّ مَن إذا التقى بعالمٍ
حلَّ الحِبا بين يديه وجَثا
وإن رآهُ مُهمَلاً في سِربهِ
حنَّ إليه وافتداهُ وحَبا
كلُّ جفاءٍ أصلُه سوءُ التّفا
هُمِ فحاذر أن تُحاكي مَن طغى
وفئةٌ تبوَّأت مقاعدَ ال
إرشاد قلنا فلعلَّ وعسى
أنظر تَراها والخطوبُ خيَّمت
هل أوجَمت الى زمانٍ قد سطا
أخّرت المهمَّ في مَبرَئها
واندفَعت تَهذي وتَأوي مَن هذى
قامت لجمعِ شملنا فشَتَّت
أفكارَنا يَرثي إلينا مَن رثى
قامت تحاولُ بلا تَبصُّرٍ
فوقَعت بين صوابٍ وخَطا
إذا تصدَّى لِلرّشادِ طامعٌ
دخلتِ الدعوةُ في طيِّ الخفا
والدّاءُ عيّاءٌ بُرؤهُ
حلَّ مِن المجموعِ قسراً ورَسا
رُحماكِ يا أمَّةَ خيرِ مُرسَلٍ
هل مِن طبيب فالدَّوا أعيا الأسا
يا حبّذا الإرشادُ بالتهذيبِ والتأديب
والعلم وردِّ مَن صَبا
فدعوةُ القرآنِ بالحكمة والموعظة
الحسنى وعَذل مَن قسا
ودعوةُ الإرشاد بالتَّرغيبِ والترهيب
والحَدِّ إذا الأمرُ اقتضى
مَن قَام لِلنُّصح بَدا بنفسِه
ملَكَها وصدَّها عنِ الهوى
ثم انبَرى لغيرِه بِحكمةٍ
مَن حادَ عن هدي اللُّيونةِ اعتدى
مِن غيرِ ما جُرحِ عواطفٍ ولا
نقصِ رجالٍ دَرجوا فيمَن مشى
وربما تَعلّلت بِحُجةٍ
ليس لها أسٌّ وثيقُ المبتَنى
فانفتحَ البابُ لكلِّ أخرقٍ
ضلَّ السّبيلَ وهوى فيمَن هوى
لم يتقيَّد دهرُه بِمبدإٍ
ولا دَرى أحسنَ جهلا أم أسا
يسعى الجَهولنُ في الضّلال جُهدَه
حتى إذا أيقظَه العِلمُ التَوى
كم حاربوا الإسلامَ باسمِ الدّينِ لا
كن عُذرُهم وحا إليهم مَن وحى
ما بَلَغوا مِن المعارفِ سوى
ما أنسَ المغرورُ من رجعِ الصّدى
يا ثلَّةً تأخرَت مِن بعدما
كان المؤمَّلُ بها نيلُ المنى
لم تَحتفل بمبدإٍ تَجني الإفا
دَةَ به أصافَ وقتٌ أم شَتا
فهي بين قادِحٍ ومادحٍ
وجامدٍ ندَّدَ جهلا وهَجا
يا ثُلّةً تعمَّدت واجترَأت
وجَرَّدت غصنَ البها منَ اللِّحا
يا لُمعةً سوداءَ في وجهِ الزما
ن خيرُها ونفعُها لا يُرتجى
أخَّرَنا الدهرُ فكانت عَثرةٌ
في سُبلنا وما لِعاثرٍ لَعاد
لا تستَمع قولَهمُ إن أفصَحوا
ففِعلُهم يُنبىءُ عمّا قد خفى
لا تُعجبَن مهما رأيتَ هيكلاً
يروقُ منظراً وفِعلُه الخَنا
لا ترجُونَ عند السّرابِ قَطرةً
تَروي الظَّما وتَنطفي نارُ الحشا
لا تَتركِ السعيَ إذا هم وقَفوا
فالحُرُّ لا يألو جهادَ مَن ونى
لا تطلبِ العِزَّ بلا مَشقّةٍ
فالعِزُّ روضٌ ظِلُّه سُمرُ القَنا
مَن جدَّ في السَّعيِ سوادَ ليلِه
يَحمدُ عندَ صُبحِه ليلَ السُّرى
وإن جنَحتَ لِلمعالي فاصطَبِر
ذو العَزم لا يهمُّه مَنِ ازدرَى
لا تجزَعَن فالدّينُ زاهٍ غَرسُه
قد يختفي الجهلُ إذا العِلمُ بَدا
أرى فريقاً من ذوي العلم تَدا
عَوا لِلدّفاعِ عن حقوقِ المصطفى
تَمَسَّكوا بالذِّكرِ والسُّنَّة
والعزم فهُم مُنيَةُ مَن رجا
منهم يهُبُّ المصلحون ويعو
دُ غرسُنا المأمولُ مثلُ ما مضى
وتسلُكُ الأبناءُ مَسلَكَ ذوي
الألبابِ والإباء من أهلِ النُّهى
وترتوي منَ المعارفِ كما ار
تَوى بها في عصرِنا منِ اعتنى
وتَقتَني حَزماً وهَدياً وتُقىً
حتى تُباري مَن قصا ومَن دنا
وتَرتئي طريقةَ الجِدِّ فذو ال
جِدِّ نبيهٌ ذِكرُه في المرتَقى
وَتقتفي سُبلَ الذين أخلَصوا
لربِّهم وقرَعوا بابَ الرِّضى
ألرّاشِدينَ المرشِدينَ المخلص
ين نَهجوا سُبلَ الهدى لِمن أتى
هم نصَحوا الى الملا وهيَّؤوا
مُستقبَلاً مُمهَّداً لِمن تلا
هم سنَنَوا لِتابعِيهم سُنّةً
سَما بها الى العُلا مِن اقتدى
هم أوجَبوا حقَّ الأخوَةِ فلا
فرقٌ لَديهم بين صِنوٍ وفتى
لا فضلَ بين سيَّدٍ وعبدِه
إلا بهَديٍ وبعزمٍ وتُقى
هم جاهَدوا في اللهِ حتى بلَغوا
بعزمهِم وحزمِهم أعلى الذُّرى
هم نشَروا الدعوةَ بالدّينِ الحنيف
فاهتدى بِهديهِم منِ اهتدى
هم فتَحوا المشرِقَ والمغربَ
والجنوبَ والشَّمالَ والقفرَ الخلا
ودوَّخوا لَهم تلكَ الممالِكُ فلا
طرفٌ كَبا عجزاً ولا سيفٌ نبا
عمَّت علومُهم ديارَ الأندلو
سِ والمجَرِّ وعمومَ أوروبا
فآمنَت أقطارُها ورفَلَت
في سُندُسِ الفخرِ وعزٍّ ورَخا
هم بذَروا بذرَ المعارفِ بها
فأينَعت وبلَغت حدَّ الجَنا
قوَّمَها الدّأبُ فعادت آيةً
تُعجِزُ كلَّ عاملٍ مهما اعتنى
أنعَشَها الصّونُ فصارت جَنَّةً
يَجِدُ فيها كلُّ حيٍّ ما اشتهى
زاهيةٌ قُطوفُها دانيةٌ
يَعرفُ قدرَ فضلها منِ احتذى
يا عجَباً نَبذَها الجيلُ الذي
هبطَ أوجُهُ وحَبلٌه ارتخى
لا يَجتني ثمارَها مُجتَدٍ
وأكَّدَ العزمَ وقامَ وسعى
همُ الرجالُ سَبقوا واصلَحوا
وبلَغوا في العِزِّ أعلى مُرتُقى
ليتَ لنا بِكلَّ شهمٍ مِنهمُ
ألفَ فطيرِ الرأيِ محلول العُرا
ليتَ النساءَ لم تلِد مِن بعدِهم
كلَّ جبانٍ وجَهولٍ قد عتا
مَن حَأدَ عن نهجِهمُ ضلَّ السّبيل
دهرَه وقد تَعدَّى وغوى
ومَن قَلى هديَهُم لا يَهتدي
وضيَّعَ الحزمَ وساءَ وعَصا
هم قلَّدوا السُّنةَ والذّكرَ الحكيم
فانجلى بِنورهم جنح الدُّجا
ما بدَّلوا ما غيَّروا ما طاولَوا
ما أحدَثوا في الشَّرعن قولاً مُفتَرى
أكرِم بهم مِن نخبةٍ تخلَّقوا
بخلُقِ المبعوثِ مِن أمِّ القُرى
محمد المحمودِ سيِّدِ الورى
ماحي الضَّلال الهاشميِّ المجتَبى
شمسِ الوجود روحِه نبراسِه
ختمِ الرسالةِ الرِّضى بحرِ النّدى
خرَّت له كلُّ المصَاقِع فلا
تَعجب فكلُّ الصّيدِ في جوفِ الفَرا
مَن جاء بالقرآن أسمى مُعجِزٍ
أرغمَ كلَّ من تَحدّى أو شدا
خُلُقُه القرآن جاء مُسَنداً
وخَلقُه منه ازدَهت شمسُ الضُّحى
هو الكريمُ السَّمحُ إذ جادَ فلا
تَقِس بكفِّ جودِه نهراً جَرى
هو الحليم وكفى مِن حِلمِه
أن قد دعا مغفرةَ لِمن سها
هو الرّصينُ لم تُزحزِحه عوا
صفُ الحوادثِ كطودٍ قد رسا
هو الشجاعُ ولَكَم نُصِرَ بالرُّعبِ
إذا ما أُغمِدت بيضُ الظُّبا
هو الذي أنقذَنا مِن الغوا
يةِ وألهمَ الرّشادَ ووفى
هو البشير بالسعادةِ لِمن
عصى هواهُ ونجا فيمَن نجا
هو المرَجَّى للشفاعةِ إذا
بُرِّزتِ الجحيمُ يُزجيها الصَّلَى
هو الذي أوعدَ مَن تفرَّقوا
وأنذرَ المغرورَ مِن نارِ لظى
هو الذي قال لنا تمسَّكوا
بسُنَّتي عُضُّوا عليها بالنَّوا
إنَّ الرّسولَ رحمةٌ أرسَلَها
لِخَلقِه ربُّ السماواتِ العُلا
صلى عليه اللهُ ما تَشبَّثت
أئمةُ العدلِ بخُلقِه الرِّضى
ومنحَت أمَّتُه مودّةً
لآلِه الغُرِّب الكرامِ في الورى
سُفنِ النجاةِ حبُّهم وقايةٌ
منَ الضلالِ ورجوعِ القَهقَرى
همُ الأئمَّةُ إذا ما حضَروا
ولِلخلافةِ همُ قُطبُ الرَّحى
قد علِمَ اللهُ بأنّي مُخِلصٌ
في حُبِّ دولةِ الإمام المرتَضى
أبي المحاسنِ الكريم أصله
فرعِ الخلائفِ سليلِ المصطفى
حاز الفضائلَ إذا ما غيرُه
منَ الملوكِ بالريّاسةِ اكتفى
يا مَن غدا يَسعى لإدراكِ المُنى
مُجتدِياً الى المعارفِ هَفا
يِّمم بنا المنصورَ يوسفَ تَجِد
هُ فتَحَ البابَ لكلِّ مَن رجا
مهما اعتَرى القومَ فُتورٌ زادَه
عَزماً ولا يؤوه مَن قد سلا
حجَبَهُ الصَّونُ فليس يَبتغي
غيرَ العلومِ والذي لها انتحى
أسَّسَ رُكناً لِلمعارفِ كما
أحيا الفنون بعدَما الغصنُ ذَوى
واختارَ مِن بين الأساتذرِجا
لاً عُرِفوا بكلِّ حزمٍ وغَنا
وعَمَّمَ الدُّروسَ في كلِّ فنو
نِ العلمِ بين حاضرٍ ومَن بَدا
يا هل تُرى نَجني ثمارَ غرسِه المخضلِّ
أو يشغلُنا عهدُ الصِّبا
هو الذي جعلَ للحقوقِ دستوراً
يُدِيرُه نظامٌ قد سَما
فعادَ لِلشَّرع الشريفِ مَجدُه
وانتصرَ العدلُ وعَرفُه شَذا
أعظِم بسُلطانٍ غدَت هِمَّتُه
فوقَ المجرَّةِ تُناغي مَن علا
يا مَن حبانا بفُنونٍ أنعشت
حتى انثَنى الجهلُ طريداً واختفى
تَفديك أمَّةٌ هي الجسمُ بما
أنتَ لها الروحُ وقد قلَّ الفِدا
لأنتَ مِن هيكلِها العضوُ الذي
ما انفكَّ حاملاً حُساماً مُنتَضى
طَلَعتَ في برجِ السُّعودِ قمَراً
فجلّلَ الهضابَ وكَسا
إليكَها يا ابنَ الرّسولِ حُرَّةً
مقصورةً يُرضيكَ منها ما بَدا
باديةَ الحُسنِ لها تَشوُّقٌ
لِلمُعتَنى أو مَن يقول حبَّذا
لم تَحتفل بغَزَلٍ ولا نسيبٍ
مُعجِبٍ ولا بِحليٍ وحُلا
وَحى بها حرُّ الضّميرِ فغدَت
في خجَلٍ بين المها تَرعى النَّوى
تُقبِّلُ التُّربَ إذا ما أقبلت
لمهنةِ الخِدمةِ في ذاكَ الحِمى
أبدت منَ الإرشادِ ما صيَّرها
تُزري بكل مُرشَدٍ عنها لَها
إذ لم يُعرِها لَفتةً كَلاّ ولا
أقلعَ عن جُمودِهِ ولا انتهى
محمد السليماني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2014/05/14 11:41:58 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com