عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمد الطهطاوي > يا سَريا سما به الإسراء

مصر

مشاهدة
2374

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا سَريا سما به الإسراء

يا سَريا سما به الإسراء
وَسنيا منه اِستَنارَت ذُكاء
من يُساميك شيث أم أرمياء
كَيفَ تَرقى رقيك الأَنبياء
يا سماء ما طاولتها سماء
خصك اللَه بالخطاب وَأَوحى
باقتراب إذ الأَمين تنحى
فَلِهَذا المَقام ما قيل صحا
لَم يساووك في علاك وقد حا
لَ سنى منك دونهم وَسناء
أَدركوا السبق مبعثاً وَتسنى
لَك أَن تحرز التقدم مَعنى
فَهم الغرّ من سِنيّ وَأَسنى
إِنَّما مَثلوا صِفاتك لِلنا
سِ كَما مثل النجوم الماء
دارة الكون خاتم نورك الفص
الَّذي زانَ وَصفه محكم النص
باسم رب حباك بالنور واختص
أَنتَ مصباح كل فضل فَما تص
در إلا عن ضوئك الأَضواءِ
لحت شَمساً من قبل إِن لَم يَكن شَيء
وَالنَبيون ضَوؤهم ظل كالفي
بسناها الَّذي به كشف الغي
لك ذات العلوم من عالم الغي
بِ ومنها لآدم الأسماء
كَم تنقلت في بواطن شَتى
لَم يشنها السفاح في الجهل بتا
طبت أَصلا وقد زكا الفرع حَتّى
لَم تزل في ضَمائِر الكَون تختا
ر لك الأمهات وَالآباء
آونات الزَمان بَعضاً وَكلا
قد رعت ذمة إليك وإلا
وَقَديماً عليك ربك صَلى
ما مَضَت فترة من الرسل إلا
بشرت قومها بك الأَنبياء
في جباه القرون خُطَّ لك اسم
ما عفا رسمه ولن يَخفى وسم
مثل روح سرت وَذا الدهر جسم
تَتَباهى بك العصور وَتَسمو
بك عَلياء بعدها علياء
جُمل الخلق فَالمحيا وَسيم
وعلا الخلق فَهو حقاً عَظيم
أسر المؤمنين فيك رَحيم
وَبدا لِلوجود منك كَريم
مِن كَريم آباؤُهُ كرماء
بِالكَمالات ربه أولاه
وَحباه بحبه مَولاه
وَنماه كَما أَراد الإِله
نسب تحسب العلا بحلاه
قلدتها نجومها الجَوزاء
كنت مصداق ما روي عن خيار
صفوة المجد مِن ذَراري نذار
لن يُضاهيك ماجد في نجار
حبذا عقد سؤدد وَفخار
أنت فيهِ اليَتيمة العَصماء
نم عَن نوره جَبين وَضيء
وَجمال من كل شين بَريء
وَكَمال به فؤاد مَليء
وَمحيّا كالشَمس منك مضيء
أَسفرت عنه لَيلة غراء
أَشرق النور في عراق وهند
وَسرى الأُنس في وهاد وَنجد
يا لَه طالِعاً بليلة سعد
لَيلة المولد الَّذي كانَ للدي
ن سرور بيومه وازدِهاء
كل أفق بزهره قد توقد
وَتلالا لطلعة البدر فرقد
وَلِسان التَبريك لَم يتعقد
وَتَوالَت بُشرى الهَواتِف أَن قد
ولد المُصطَفى وَحق الهَناء
سبح الناس حين وجهك هَلا
وَتبدى بِهِ الهدي بَل تجلى
غير أَنَّ الظهور راع هرقلا
وَتَداعي إِيوان كِسرى وَلَولا
آية منك ما تَداعى البناء
دَحض الحَق باطِل التَمويه
وَاِنثَنى لِلصَواب لب النَبيه
وَتمادى في الغي عِيِّ السَفيه
وَغَدا كل بيت نار وَفيه
كربة من خمودها وَبلاء
أَرغم اللَه بِالرَشاد وَأَنكى
أَنف شرك لوهنه قد تلكا
فَنفوس للعرب بالرعب هلكى
وَعيون للفرس غارَت فَهَل كا
نَ لنيرانهم بها إِطفاء
بَينَما دق للسرور به الدف
باتَ يَبكي عَلى المَعابد أَسقف
مذ دهاه وَلَم يفده التأفف
مَولد كانَ منه في طالع الكف
رِ وَبال عليهم وَوباء
لَم يهض أمه وَلا الظهر أَنقض
بمخاض بسرعة البرق أَومض
مثل بدر غلاف ميلاده انفض
فَهَنيئاً به لآمنة الفض
لِ الَّذي شرفت به حواء
وَلَها الحق أَن تَتيه وَتفرح
باِجتِلاء لورد وجه تفتح
وَهوَ حقاً بحسنه يتمدَّح
من لحواء أَنَّها جملت أَح
مَد أَو أَنَّها به نفساء
عجزت والِدات عجم وعرب
عَن مضاهاتها بندّ وَترب
فتأمل إِلى عناية رَب
يَومَ نالَت بوضعه ابنة وهب
من فخار ما لَم تنله النساء
ابنة شرفت أَباها وَأما
وَبَنات للطف حواء تنمى
حينَما أَطلعت من الجسم تما
وَأَتَت قومها بأَفضل مِمّا
حملت قبل مريم العذراء
سر هَذا الوجود قَد أَودَعته
في حَريز ائتمانها فوعته
ثم بالحمد بعد ما أَنشقته
شَمتته الأَملاك إذ وضَعته
وَشفتنا بقولها الشفاء
كل نفح من طيبه قد تعرف
وَنَبيل من آله قد تشرف
من يضاهيه وهو في المهد مترف
رافِعاً رأسه وَفي ذلك الرف
ع إِلى كل سؤدد إيماء
أَي سام نَبينا منه أسمى
أَكسب المجد باسمه من تسمى
فَعَليه أزكى الصَلاة وأنمى
رامقا طَرفه السماء وَمرمى
عين من شأنه العلو العلاء
ما لِهَذا الوجود أَو قمريه
رفعة كالَّتي إِلى مطلعيه
مشرق زانَ نوره أَبويه
وَتَدَلَّت زهر النجوم إِليه
فاِستَضاءَت بضوئها الأرجاء
عطر الأفق ليلة الوضع نشر
وَبوجه الوجود أَشرق بشر
فالدياجي من نور ذا البدر غر
وَتَراءَت قُصور قَيصَر بِالرو
مِ يَراها مِن دارِه البَطحاء
كَم تأتت خَوارِق منجزات
لا تَفي سرد عدها موجزات
وأمور كَهذه جائِزات
وَبَدَت في رضاعه معجزات
ليس فيها عَن العيون خفاء
أَعوزته كَما جَرَت عادات
في بيوتات أمه رَضَعات
فَأَساءَت في حقه أُمهات
إذ أبته ليتمه مرضعات
قلن ما في اليَتيم عنا غناء
لَو أَجبن الدعا لَفاضَت قناة
بسعود لهن فيه حَياة
وَقُلوب النساء طوراً قساة
فَأَتَته من آل سعد فَتاة
قَد أَبتها لِفَقرها الرضعاء
قدرة اللَه للرضا وَفقتها
واِصطَفَتها سَعادة وانتقتها
مذ تملت بطلعة عشقتها
أَرضَعته لبانها فَسَقَتها
وَبَنيها أَلبانهن الشاء
عركتها سنون بالجدب مست
فاِضمحلت سمانها وهي خست
فاِغتَنَت بعد وَالشياه تأست
أَصبَحَت شولا عِجافاً وَأَمسَت
ما بِها شائل وَلا عجفاء
كَفَيافي قُرَيش سيمَت بِقحل
لَم يدع في الكلا كَفافاً لِنَحل
فبيمن الأمين أعرق فحل
أَخصب العيش عندها بعد محل
إذ غَدا لِلنَبي مِنها غذاء
أَجملت صنعها حَليمة والأَج
مَل حظ بسعدها قد تدرج
وَعَسير الأمور جداً تفرج
يا لَها منة لَقَد ضوعف الأَج
ر عَلَيها من جنسها وَالجزاء
نوَّع اللَه ذا الوَري أَجناساً
قَد تباينَّ وَحشة وائتناسا
لكن الجحر لا يُساوي كناسا
وإِذا سخر الإِله أناساً
لِسَعيد فإِنَّهُم سعداء
خصها ربها الكَريم بِذا الخص
بِ حَياة لِقَلبِها حين أَخلص
وأريشت من بعد ما ريشها اِنحص
حبة أَنبَتَت سَنابِل وَالعص
ف لديه يَستَشرف الضعفاء
في سويدا فؤادها أَنزلته
أَو سواد العيون مذ كفلته
وَعَلى كُلِّ نسلها فضلته
وَأَتَت جده وَقَد فصلته
وَلَها من فصاله البرحاء
بَينَما سحت المَدامِع هطلا
لفطام تَراه في الجيد عطلا
وَهيَ تَدعو الفصال هَل طلت حولا
إِذ أَحاطَت بِهِ مَلائكة الل
هِ فظنت بأَنَّهم قرناء
ثم رجت بقاه من صاحب الوَج
هِ الَّذي شيبه بحمد تَتوج
قالَ إِنّا إِلَيهِ منك لأحوَج
وَرأى وَجدها به ومن الوج
دِ لَهيب تصلى به الأحشاء
غابَ عَنها إِذا ضيا مقلتيها
لفراق الَّذي يعز عليها
وَلدى حجزه وكف يديها
فارقته كُرهاً وَكانَ لَدَيها
ثاوياً لا يمل منه الثواء
إن بلا اللَه أَيّ عبد يعنه
وَكَذا إن يشنه شيء يزنه
فَلِذا شرح صدره لَم يهنه
شق عَن قَلبه وأَخرج منه
مضغة عند غسله سوداء
بِأَوان من خالِص التبر جاؤوا
وَبِماء الشفاء سال الإناء
ثم مِن بعد طهره كيف شاؤوا
خَتَمته يمنى الأَمين وَقَد أَو
دَع ما لَم تذع له أَنباء
مبلغ العلم عندنا أَنَّه ارفض
عرق من جَبينه الأَبلج الغض
وَكَثير مِمّا وَعى القَلب مغمض
صانَ أَسراره الخِتام فَلا الفض
ضُ ملم بِهِ وَلا الإفضاء
لَيسَ يَدري حقا سوي أَكرم الخَل
قِ الَّذي في فُؤادِه اللَه أَدخل
فَلِهَذا من ارتَضى الأدم بالخل
أَلف النسك وَالعِبادة وَالخل
وَة طفلا وَهَكَذا النجباء
وَغدا الطبع بِالمَكارِم صبّا
وَبنور اليَقين أَشغل لبا
واِرتَدى الزهد واِرتَضى اللَه ربا
وَإِذا حلت الهِدايَة قَلبا
نشطت لِلعِبادة الأَعضاء
مُذ تَناهى لِمَبعث الرسل عيشه
ومِن المُصطَفين نظم جيشه
وَأَطاشَ المُلوك في الأَرض بطشه
بَعَثَ اللَه عند مبعثه الشه
ب حراساً وَضاقَ عنها الفضاء
كانَت الجن قبل ذا تتجسم
سلّما لِلسماء كَي تتنسم
ثُمَّ باتَت وَدونها الشهب طلسم
تطرد الجن عَنمَقاعِد لِلسَم
عِ كَما يطرد الذئاب الرعاء
راجَ عند الأَنام سوق الغوايا
تِ وَعاث الفَساد بَين البَرايا
حيث قيدوا بِكاهِن للدنايا
فَمَحَت آية الكهانة آيا
تٌ من اللَه ما لهن انمحاء
بهر الناس كلهم منذ أَحرز
قصب السبق في خلال وبرّز
فأجلوا من بالكَمال تعزز
وَرأته خَديجة وَالتقى وَالز
زُهد فيهِ سجيَّة وَالحياء
سَمعت عنه في الأَحاديث ماسر
وَهو لِلخَير في المَساعي مُيسّر
وَرأت كل من به لاذ أَيسر
وَأَتاها أَن الغمامة وَالسر
ح أَظلته منهما أَفياء
زوّدته بِمالِها كالمعلل
لاتصال الخطاب من متدلل
وَهدتها صيانة المُتحلل
وَأَحاديث إن وعد رَسول اللَ
هِ بالبعث حان منه الوَفاء
حظها بالتفات ذي الوجه الأصبح
كانَ في الاتجار أَنمى وَأَربح
منَّت النفس باقتراب وقد صح
فَدَعَته إِلى الزَواج وَما أَح
سَن ما يبلغ المنى الأَذكياء
مجدها بالقرآن حَقاً نَبيل
ما لَها فيه باِستباق مثيل
إِذ عَلَيها بَنى رَسول جَليل
وَأَتاه في بيتها جبرئيل
ولذي اللب في الأُمور ارتياء
دُهشت من تلبس الروح يَسرى
بِنَبيّ يملي عليه وَيقري
وهو طوع القضاء بالعزم يجري
فأَماطَت عَنها الخمار لِتَدري
أَهو الوَحي أَم هُوَ الإغماء
لَم يسغ للأمين تلقاء حسر
أن يُحل البقا لتلقين ذكر
حسب طبع الملاك مع ذات خدر
فاِختَفى عند كشفها الرأس جب
ريل فَما عادَ أَو أعيد الغطاء
كل ذاك الَّذي اِستَطاعَت وأَمكن
طمأن الخاطر المروع وسكن
أَمعنت في اجتلاه كَي تَتَمَكن
فاِستَبانَت خَديجة أَنَّه الكن
ز الَّذي حاولته وَالكيمياء
قَد أَقام السري بها يَتملى
قدر ما كانَ في سرور تجلى
وَبه جيد ذاتها قد تحلى
ثم قامَ النَبيِّ يَدعو إِلى اللَ
هِ وَفي الكفر نجدة وإِباء
كل ذي قوة بمين سيضعف
لِلَّذي عَنهُ بِالحَقيقَة يشرف
هاديا للرشاد وَهوَ له كف
أمما أَشربت قلوبهم الكف
ر فداء الضلال فيهم عَياء
معشر المؤمنين حق عَلَينا
شكر من أَرسل الحَبيب إلينا
ربنا بِالَّذي بعثت اِقتَدَينا
وَرأَينا آياته فاِهتَدَينا
وإِذا جاءَ الحق زالَ المراء
وَلأَنصاره كرام السجايا
حلية السبق باعتِلاء الثَنايا
باِنتِسابي لهم أرجي مُنايا
رب إن الهدى هداك وآيا
تك نور تهدي بها مَن تَشاء
كَيفَ كان الإبا من البُله هَل سُل
لَت عقول لهم فَلَم يؤمن الكل
فَبِكُفر عليهم ضُرب الذل
كَم رأَينا ما لَيسَ يعقل قَد أُل
هِم ما لَيسَ يُلهم العقلاء
قل لمن كانَ لِلحَقائق ينفي
وَلضوء الشموس بالكف يخفي
ما الَّذي كانَ قَلبه الوغد يُلفي
إذ أَبى الفيل ما أَتى صاحب الفي
لِ وَلَم يَنفَع الحجا وَالذكاء
لا يفيد العناء من باتَ ينفخ
في رماد مؤملا أن سيطبخ
وَقدور الرؤوس خلوٌ من المخ
وَالجمادات أَفصحت بِالَّذي أخ
رس عنه لأحمد الفصحاء
بئسما قدّموه من سوء قرض
سيوفون خسره يوم عرض
أَيّ عقل يَقول ذلك مرض
وَيح قَوم جفوا نَبيا بأَرض
أَلفته ضبابها وَالظباء
وَهو من حلمه عَزيز عليه
عَنتٌ مِنهم لهم ألف ويه
كَيفَ كفوا أَكفهم عَن يديه
وَسلوه وحن جذع إِليه
وَقلوه ووده الغرباء
كان من حمقهم له استصغار
باِضطهاد فَما اِعتَراه صَغار
مذ تَلظى بصدرهم إِيغار
أَخرجوه منها وآواه غار
وَحمته حمامة ورقاء
قادهم لامتهانه جبروت
وَعناد أَهاجه كهنوت
فَرَعاه من ربه رَحموت
وَكفته بنسجها عَنكَبوت
ما كفته الحَمامة الحصداء
سارَ عَن مَكَّة وَقَد رام درءا
لِشرور رأي لها النأي برءا
ثم أَغشى العيون طَمساً وَفقأ
فاِختَفى منهمُ عَلى قرب مرآ
ه ومن شدة الظهور الخفاء
قاطع الآل ثم بارح بيتا
لِدَواع قَضَت بِذَلك شَتى
بعد أَن جبَّ لحمة القرب بتا
وَنحا المُصطَفى المَدينة فاشتا
قَت إِليه من مَكَّة الانحاء
وَدَّت السير خلفه لَو تأَتّى
لِلجَمادات أَن تحاذيَ سمتا
وَيل قوم رضوا من الحِقد صمتا
وَتَغَنَّت بِمَدحه الجن حَتّى
أَطرب الإنس منه ذاكَ الغناء
ما كَفى القوم أَنَّه فات بَيته
وَمَضى مخفياً عَن الكل صوته
بَل تَناجوا فيما يعرقل فوته
فاِقتَفى إِثره سراقة فاِسته
وَته في الأَرض صافن جَرداء
هَبَّ في جَنبها يشكّ وَينخس
وهي كالصخر لا تحس بمنخس
فاِرتَجى عفو قادر لَيسَ يُبخس
ثم ناداه بعد ما سيمت الخس
ف وَقَد ينجد الغَريق النداء
عادَ لكن نوي العداء وَناوا
عصبة في سفاهها تَتَهاوى
شاكِراً فضل من هداه وَداوى
فَطَوى الأَرض سائِراً وَالسموا
ت العلى فَوقها له إِسراء
جل عام من مَكَّة فيه قَد أَخ
رج حَتىّ به تسامى التأرّخ
كَيفَ لا وَالسَما بمسراه تشمخ
فَصِف اللَيلَة الَّتي كانَ لِلمُخ
تارِ فيها عَلى البراق اِستواء
ما عَلِمنا لِذا البراق من الخَي
لِ نَظيراً كالبَرق في سرعة الطي
سارَ بِالمُصطَفى ابتداء من الحي
وَترقى به إِلى قاب قَوسَي
نِ وَتِلك السعادَة القَعساء
جل من بالنَبيّ في اللَيل أسرى
ثم عنه لدهشة الروع سرى
وَهوَ أَولى بِذا الترقى وَأحرى
رتب تسقط الأمانيّ حسرى
دونَها ما وَراءهنَّ وَراء
قَد تملا بِنور مَولاه جَهرا
وَتلقى الصَلاة خَمسين نثرى
فاِرتَجي أَن تَكون خَمساً وَأَجرا
ثم وافى يحدث الناس شكرا
إِذ أَتَته من ربه النعماء
من سنا الذات نال أَو في نَصيب
حينَ ناداه ربه بحَبيب
وَدَعا اللَه سائِلا مِن قَريب
وَتحدّى فاِرتاب كل مُريب
أَوَ يَبقى مَع السيول الغثاء
حَق للبدر بعد ذلك ينشق
احتفاءً بِمَن له لَيسَ يَلحق
كَوكَب لاحَ يرشد الخلق للحق
وَهوَ يَدعو إِلى الإِله وإن شق
قَ عَلَيهِ كفر به وازدِراء
كُلَمّا قَد تَراكم الغَي بالجو
هَديه ينسخ الغَياهب كالضَّو
وَيُري الغفل هادياً خطة التو
وَيدل الوَرى إِلى اللَه بِالتَو
حيد وَهو المحجة البَيضاء
وَصمة الكبر من غواة أَعانَت
شُبها خيمت عليهم وَرانَت
عَجَباً لِلقُلوب كَيفَ اِستَكانَت
فَبِما رحمة مِن اللَه لانَت
صخرة من إِبائهم صماء
لَم يَزَل ناشِراً صحائِف صفح
عَن منيب أَصاخ سَمعاً لنصح
كادِحاً في سَبيله أَيَّ كدح
فاِستَجابَت لَه بِنَصر وَفَتح
بَعد ذاكَ الخَضراء وَالغيراء
لَم يقل إذ رأى الدَواعيَ للحَر
بِ رُويداً لجيشه في لظى الحر
فاِتقى البأس منه كسرى وَقَيصر
وَأَطاعَت لأمره العرب العر
باء وَالجاهلية الجهلاء
صفت الصافنات وَالجرد وَالقُب
ب جَميعاً لَها العناية ترقب
وَفرند السيوف للحتف يسكب
وَتَوالَت لِلمُصطَفى الآية الكب
رى عليهم وَالغارَة الشَعواء
كل جَيش أَمام ذا القَيل وَلى
حائِراً لا يحير قَولا وَفِعلا
مذعناً لِلَّذي عليه تولى
وإذا ما تَلا كِتابا مِن اللَ
هِ تَلَته كتيبة خَضراء
بأولى العَزم قبله قد تأسى
فَسما مرغماً أنوف الإخسا
وَوقاه المَولى مِن الضر مسا
وَكَفاه المستهزِئينَ وَكَم سا
ءَ نَبياً من قَومه اِستهزاء
كُلَمّا رامَ هَديهم بالدَلائِل
حاوَلوا خَلفه بأدنى الوَسائل
وَرَموه بعكس طيب الشَمائِل
فَرَماهم بِدَعوة من فِناء ال
بَيتِ فيها للظالِمينَ فناء
أبعدوا الشوط في طَريق اعتداء
خلف طه وَجاهروا بِعَداء
حينَما قادَهم بسوء اقتداء
خَمسة كلهم أصيبوا بداء
وَالرَدى من جنوده الأدواء
سُلب البَعض منهم لذة العَي
شِ بحرمان عينه نعمة الضي
ذاكَ من كفّ حين كُف عَن الغَي
فدها الأسود بن مطلب أَي
يُ عمي ميت به الأَحياء
كانَ هَذا جَزاء سير حَثيث
في مَناحي مَفاسِد من خَبيث
منه ملّ الجدار طول مكوث
ودها الأسود بن عبد يغوث
أن سقاه كأس الرَدى اِستسقاء
حارَ في طب دائه كل فهم
وَأَراه ودوده وجه جَهم
بعد أَن كانَ فيهم أَي شهم
وَأَصابَ الوَليد خدشة سهم
قصرت عنها الحيَّة الرَقطاء
أَقبلت نحو ذلك الوغد تَسعى
لتروي الغَليل منه وَتَرعى
فَرَمَته بمضجع العجز ينعى
وَقَضَت شوكة عَلى مهجة العا
صي فَلِلَّه النقعة الشَوكاء
قَد خَباها القَضا اِنتِقاماً ودسا
من مسيء لموته لَيسَ يؤسى
وَكَفاه بِذاك هضما وَبخسا
وَعَلى الحارِث القيوح وَقد سا
ل بها رأسه وَسال الوعاء
باتَ كل بدائه اللَيل يجأر
بعواء من بعد أَن كانَ يزأر
ثُمَّ ماتوا وَلَيسَ من ثَمَّ يثأر
خَمسة طُهرت بِقَطِّهم الأَر
ضُ فكف الأَذى بهم شلاء
وَيل أَهل العناد وَالسَعي الأوخم
سَوفَ تَشكو القبور منهم وَتَتخم
أَينَ هُم مِن ذَوي المَقام المفخم
فديت خمسة الصَحيفة بِالخَم
سَةِ أن كانَ لِلكِرام فداء
كُلَمّا أَضمر العداة لضير
دبروه بندوة أَو بدير
أَحبطَت سَعيَهم بأسرع سير
فتية بيتوا عَلى فعل خَير
حمد الصبح أَمرهم وَالمساء
في المهمات لا تسل عَن همام
أَيدت عزمه يدا مقدام
عُضّد النصل منهم بحسام
بالأَمر أَتاه بَعد هِشام
زَمعة أَنَّه الفَتى الاتاء
وَكَذا منة بدت من سريّ
وَجَميل لمثله أَريحيّ
بذَلوا الجهد في رضاء نبيّ
وَزُهير وَالمطعم بن عديّ
وَأَبو البحتريّ من حيث شاؤا
باتَ كل بعين يقظان يرصُد
غرّة من مكايد حبلها قُد
كلما حركت لِكَيد يد اللد
نقضوا مبرم الصَحيفة إذ شد
دَت عليها من العد الأنداء
أكلت عثة مع النقس طرسا
وأحدّت لذاك نابا وضرسا
خدمة قد أَتَت بها لَيسَ تنسى
أذكرتنا بأكلها أكل منسا
ة سُلَيمان الأرضة الخرساء
حبذا الصدق في الولا وبخ بخ
وَالصديق الصدوق أنصح من أخ
ذا وعلم الذَكي بها كانَ أرسَخ
وَبِها أَخبر النَبي وَكَم أَخ
رَج خبأ له الغيوب خباء
صاح مَهما سمعت مني كَلاما
في طغام رموا بطيش سهاما
حينَ قام الطاغوت فيهم إِماما
لا تخل جانِب النَبي مضاما
حين مسته منهمُ الأَسواء
عدها غير ممكن بل أَعدِد
لك منها فَقِس عَلَيهِ وَحَدِّد
مُجملُ القَول ما حَوى بَيت مُنشد
كل أَمر ناب النَبيين فالشد
دَة فيه مَحمودة وَالرخاء
راحة الشهم أَن يَبيت معنّى
إن تعاصى عليه ما يَتَمنى
تارِكا كُل غادَة تَتَثنى
لَو يمس النضار هَونٌ مِن النا
رِ لما اختير للنضار الصلاء
لا يَهاب الحمام من قد تَسلى
برجا إن دمه لن يُطلا
وَكَذا الحق سيفه ما فُلا
كَم يد عن نَبيَّه كفّها اللَ
هُ وَفي الخَلق كثرة واجتِراء
وأكف له المَكايد دست
وَقُلوب عليه غشما تقَسَّت
وأنوف برغمها قد أَحست
إذ دَعا وحده العِباد وَأَمسَت
منه في كل مقلة أَقذاء
أَي سهم يصيب من حفظ الحي
يِ حَياة له فَلَم يَخشَ من شي
فَلِذا وَالجَبان من دأبِه العي
همّ قوم بقتله فأبى السي
فُ وَفاءً وَفاءَت الصفواء
كَيفَ لِلسَيفِ أَن يريقَ وَيسفح
نفس أَزكى النفوس طرا وأَنفح
لَيسَ عن مثل ما جنوا قط يصفح
وَأَبو جهل إذ رأى عنق ال
فَحلِ إليه كأَنَّه العَنقاء
قد صغا لِلنَبي قلب النَجاشي
وَتَمادى جَهلا أَخص الحَواشي
فَجَفاه وَلَم يحل ذا التَحاشي
واِقتَضاه النَبي دين الأراشي
يِ وَقَد ساءَ بَيعه وَالشراء
كل ذي قوة بحق يحاكم
لاغتيال الضعاف لا بل يؤالم
فَدَعاه وَمثله لا يُسالِم
وَرأى المُصطَفى أَتاه بِما لَم
ينج منه دونَ الوفا النجّاء
جاشَ منه لرعبه كل ساكِن
وَظَلام المطال بالوَجه داكِن
كل ما قد لقيه لِلبَغي راكِن
هُوَ ما قَد رآه من قبل لكن
ما عَلى مِثله يعدّ الخطاء
لَو تَوانى عَن الأداءِ كألفه
لسعى للحتوف حتما بظلفه
فاِنثَنى ساحِباً مَخازيَ خُلفه
وَأَعَدَّت حمالة الحَطب الفه
ر وَجاءَت كأَنَّها الوَرقاء
أظهرت كُلَمّا اِستَطاعَت مِن البث
ثِ ادعاء وَذا بايعاز أَخبث
بِلسان البذاء يا لَيته اجتُث
يوم جاءَت غضبي تَقول أَفي مث
لي من أَحمد يقال الهجاء
ثم من بعد ذلك اللَغو وَالعي
اِنثَنَت تزدَهي عَلى نسوة الحي
لكن الجيد شأنه الحبل باللي
وَتَوَلَّت وَما رأَته ومن أَي
نَ تَرى الشَمس مقلة عمياء
كَم لِنَوع الإناث في الكيد مَمشى
سيما وَالقرين هماز مشا
ذاكَ ما قد أَتَته منهنَّ عمشا
ثُمَّ سمَّت لَه اليَهودية الشا
ة وَكَم سامَ الشقوة الأشقياء
رامَ جبراً لِخاطر يتأَثَّر
أَن رأته عَن الحضور تأخر
قابلَت عرفه بأَشنع منكر
فأَذاع الذراع ما فيه من
شرّ بنطق إخفاؤُهُ أَبداء
لَم يَشأ أَخذ ثاره من أَثيم
قَد أَتى غادِراً بجرم عَظيم
بَل عَفا قادِراً بِطبع حَليم
وَبخلق من النَبي كَريم
لَم تُقاصِص بجرحها العجماء
كَم زَنيم مِن القَبائِل أَذكى
نار حقد عليه زوراً وإفكا
لَكن الرفق للعدا منه أَنكى
منّ فضلا عَلى هوازن إذ كا
نَ له قبل ذاك فيهم رباء
لَيسَ ذو الحق عنده بمضاع
لا وَلا ذات حرمة لانقطاع
وَهوَ في الحرب للذمام مراع
وَأَتى السبيُ فيهِ أخت رضاع
وضع الكفر قدرها وَالسباء
قَد أَساءَت لرعبها منه ظنا
حينَ خالَت بصاحِب المنِّ ضنا
سيما وَالفدا لَها ما تسنّى
فَحَباها براً توهمت النا
س به إنما السباء هداء
وَنسى ما لِقَومها من عداء
راعيا حق ذا الإخا بأداء
وَبِفَضل من منَّه لا فداء
بسط المُصطَفى لها من رداء
أَيّ فضل حواه ذاك الرداء
ثم مازالَ بالكَرامة يؤنس
قَلبها علها به تستأنس
واحتَواها الرداء دون مدنس
فَغَدَت فيه وَهي سيدة النس
وَة وَالسيدات فيه أَماء
علل النفس بالرجا والأماني
حين عزَّ ازديار رب المثاني
وإِذا ما القضا أَحال التَداني
فتنزه في ذاته وَمَعانيه اس
تِماعاً أَن عزَّ منه اِجتِلاء
خلنا من نَسيب هند وَجمل
وَنداء الطلول أَو ندب شمل
وَفرند قد شبهوه بنمل
واملأ السمع من محاسن يملي
ها عَليك الانشاد والإنشاء
بالكَمالات جاءَنا ثم بالتَو
حيد وَالعز وَالفَضائِل وَالضو
كَيفَ لِلقَول أَن يحيط بما لو
كل وصف له ابتدأت به اِستو
عب أَخبار الفضل منه ابتداء
كَم تصدى له فَلَم يتكمّش
كل عاد بظلمه وغطمَّش
وَلِغَيرِ الإله لم يتحمش
سيد ضحكه التبسم وَالمش
يُ الهوَينا وَنومه الإغفاء
أَي لطف لمن مشى لم يكن فَي
ءٌ لَه هَل مرء يُضاهيه في شي
قد براه إلهَنا الخالق الحي
ما سِوى خلقه النَسيم وَلا غَي
ر مُحياه الروضة الغناء
كَم لِجَيش الضلال قد كانَ هَزمٌ
بِمَواض لها مضاء وَخزم
ذاكَ في الحَرب وَهو أَن لاحَ سلم
رحمة كله وَحزم وَعَزم
وَوقار وعصمة وحياء
ثبّت اللَه كل يوم عصبصب
منه قَلباً إِلى اللذائِذ ما انصب
كان طوعا لِقَول مَولاه فاِنصب
لا تحلُّ البأساء منه عري الص
صَبر وَلا تَستَخِفه السراء
رق طَبعاً برأفة منه تأسو
كل كلم وَلَم يَكُن قطّ يَقسو
وَلِذا مذ تَنَزَّهت فيه خمس
كرمت نفسه فَما يَخطر الس
سوء عَلى قَلبه ولا الفحشاء
لا يُساويهِ خالِع نَعلَيهِ
في طوىً وَالخَليل مَع نَجليه
بعد تَقريب ذي الجلال إليه
عظمت نعمة الإله عليه
فاستقلت لذكرها العظماء
حين بعث النَبي وَالناس فوضى
وَعقول الرءوس بالكبر مَرضى
واِحتدام الخصام للغض أَفضى
جهلت قومه عليه فأغضى
وَأَخو الحلم دأبه الإغضاء
لَم يضِق رحب صدره مهتما
بِالَّذي دبروه للكيدِ ظلما
ما دَروا أَن من تدفق سلما
وَسع العالمين علما وَحِلما
فَهو بحر لم تعيه الأَعباء
صله مَولاي بِالصَلاة وَسلم
وأدمها عَلى كَريم وأَنعم
هُوَ جودا إن تاه بالمن مفعم
مستقل دنياك إن ينسب الإم
ساك مِنها إِليه والاعطاء
هُوَ ذو الجاه وَالمحيا الوَجيه
وَالمقام الغني عن التَنويه
لَيسَ بين الوَرى له من شبيه
شمس فضل تحقق الظن فيه
إِنه الشمس رفعة وَالضياء
هُوَ للأَرضِ كوكَب متنزل
دونه الشمس والهلال بمَعزل
صح فيه ما قاله المتغزل
فإِذا ما ضحا محا نوره الظل
ل وَقَد أَثبت الظلال الضحاء
عَجَباً من غمامة تبعته
حينما سار هادِياً ورعته
ما قلته يَوماً وَلا ودّعته
فَكأنَّ الغمَامة استودَعته
من أَظلت من ظله الدُففاء
أَي وصف من الكَمالات يرجى
منها إِيفاء ذا المقام المرجّى
وَالَّذي بِالمَديح أَرجوه منجى
خفيت عنده الفَضائل وانجا
بَت به عَن عقولنا الأَهواء
مَن رأَى وابِلا أَمَدَّ بطل
أَو رأى ناهلا سعى نحو علِّ
أَو رأى جَوهراً صبا لتحل
أَمع الصبح للنجوم تجلّ
أَو مَع الشَمس للظَلام بقاء
قَد أَفاد الكَمال معنى التكمل
وَسرى للجمال منه التجمل
هُوَ مَهما أَراك فيه التأمل
معجز القول وَالفعال كَريم ال
خلقِ والخُلق مقسط مِعطاء
أَحرز السبق في الشَمائل حقاً
بسخاء الأكف وَالوجه طلقاً
رحم اللَه مادِحاً قالَ صدقاً
لا تقس بِالنَبي في الفَضل خلقاً
فهو البحر والأنام إِضاء
كَم دَعا الناس لِلفَضائِل كَم حض
كَم هَداهم إِلى المَعالي وأَنهض
قل وَلا تَخشَ إن قولك يُنقض
كل فضل في العالمين فمن فَض
لِ النَبي اِستَعاره الفضلاء
أَينَ من قَلبه الَّذي قد توقد
نور ذاك السماك أَو ضوء فرقد
من له المعجزات بالفضل تشهد
شُق عَن صدره وشق له البد
ر ومن شرط كل شرط جَزاء
قام يَغزو بالحلم في البدء طيشاً
لبغاة أَبوا مع الحق عَيشاً
فأَعَدَّ السهام برياً وَريشاً
وَرَمى بالحصى فأَقصد جَيشاً
ما العَصا عنده وَما الإلقاء
أَحرَجوهُ لِرَمية قصمتهم
لَو رعوا فيه ذمة لَحَمَتهم
كَم عَفا عَن جَهالة أَعمَتهم
وَدَعا للأَنام إذ دَهمتهم
سنة من محولها شهباء
راجياً ربه رجاء مليا
أَن يحيل الظما إِلى القوم ريّا
راحِماً شيخهم به وَصَبيا
فاِستهلَّت بالغَيث سبعة أَيا
مٍ عليهم سحابة وطفاء
واستجيب استسقاؤُهُ وَتَدفق
ماؤها العذب وَالرجاء تحقق
فَكأَنَّها وقد تقسم بالحق
تَتَحَرّى مواضع الرعي وَالسق
يِ وحيث العطاش توهي السقاء
بلغ السيل دورهم فَسَقاها
وَمياه الحياة جازت فِناها
فَتَداعَت إِلى السقوط ذراها
وَأَتى الناس يَشتَكون أَذاها
وَرَخاء يؤذي الأنام غلاءِ
مُستَغيثين آملين لكشف
بحفّي بقومه غير جلف
وَوفّى بِعهده نحو حلف
فَدَعا فاِنجَلى الغمام فقل في
وصف غيث إِقلاعه استسقاء
وَتَوانى إِثر الدعاء هتون
أَفعمت منه للرقاب بطون
وَتَولى وَدونه سيحون
ثم أَثرى الثرى فقرت عيون
بقراها وأَحييت أَحياء
أَزمة بدؤها اشتداد ظماء
ضاعف الخوف منه طغيان ماء
واِنجَلى الأَمر مسفراً عَن نماء
فَتري الأَرض غبّه كَسماء
أَشرقت من نجومها الظلماء
أَو نُجوم تَفوق في النسق الجو
زا بزهر يطيب من نفحه الجو
كَيفَ لا بعد ما خبت ثورة النو
تخجل الدر وَاليواقيت مننو
ر رُباها البَيضاء وَالحَمراء
فازَ من قابل النبي بوقهٍ
ضعف خسر الَّذي تجارى بنجهٍ
كَيفَ حظ الألى تَساموا بمده
ليته خصَّني برؤية وجه
زالَ عَن كل من رآه الشقاء
لَو تسنى لَفزتُ معنى وحسا
باجتنا حكمة تعجّز قسا
واجتَلا كوكب تَدرّع بأسا
مسفر يَلتَقي الكَتيبة بسا
ماً إذا أَسهم الوجوه اللقاء
مترف الذات طالَما حسد القزّ
عليه اللثام من خشن البز
وَكَذا من أَبى مَقاصير معتز
جعلت مسجداً له الأَرض فاهتز
زَ به لِلصَلاة مِنها حراء
في زَمان الأَمان للغار يعمر
وَلَدى الحرب في المآزِق يعبر
مرشد للغزاة للكسر يجبر
مظهر شجة الجَبين عَلى البُر
ءِ كَما أَظهر الهلال البراء
لَم يكن للمُنير أَن يَتحجب
في قِتال بأمر مَولاه أَوجب
صبحه كاد فجرها منه يُحجب
ستر الحسن منه بالحسن فاعجب
بجمال له الجمال وقاء
يا سراج السماء خل ادعاءك
قد عَلِمنا سناءه وَسناءك
نضرة الحسن فيه أَبدَت جفاءك
فَهو كالزَهر لاحَ من سجف ال
أَكمام وَالعود شُق عنه اللحاء
ما تَخلى لَدى لقا أَيّ مؤمن
أَو تَلقى منافِق مستَأمن
عَن حلى البشر وَهو للروع يؤمن
كادَ أَن يغشى العيون سنا مِن
هُ لِسر فيه حكته ذكاء
كانَ في البأسِ آية وَالتحفظ
رقَّ طبعاً فراق منه التلفظ
حيث منه الفؤاد لم يك يغلظ
صانه الحسن وَالسَكينة أَن تُظ
هَر فيه آثارها البأساء
بشر الشمس إِن تكن طاولته
بانهِزام إزاء ما حاولته
إِذ تزيغ العيون لَو زاولَته
وَتخال الوجوه إن قابلته
أَلبستها أَلوانها الحرباء
أَنست البحر يوم فيض يداه
وَأَقَرَّت بفضله أَعداه
ربه رحمة لنا أَبداه
فإِذا شمت بشره وَنداه
أَذهلتك الأَنوار والأَنواء
ذاكَ بَعض الَّذي به قَد تَحَلّى
وَجههُ فاز من به قد تملى
لَيتَني لاجتلائه كنت أَهلا
أَو بِتَقبيل راحة كان لِلَّ
هِ وَبِاللَّهِ أَخذها وَالعطاء
لا أَرى بعد ذاكَ لِلنَّفس حظا
في أَيادٍ أُرى بها مكتظا
راحة تُرتجى شتاءً وَقيظا
تَتَقي بأسها المُلوك وَتحظى
بالغنى من نوالها الفقراء
شأوها في عطائها ليس يدرك
غرسها من وَفائها ليس يترك
مدها يشمل الوجود بِلا شك
لا تسل سيل جودِها إِنما يَك
فيكَ من وكف سحبها الأنداء
كَم من المُعجِزات تُنمى إِليها
وَصعاب باليمن هانَت لديها
حفها الخير من كلا جهتيها
دَرَّت الشاة حين مرت عليها
فَلَها ثروة بها وَنماء
سل خَبيرين رؤية لا سماعا
بمبرات خبرها أَنواعا
سابق الظامئون فيها الجياعا
نبع الماء أثمر النخل في عا
م بها سبحت لَها الحصباء
هَكَذا الشأن منذ كان بمهد
عند تلك الفتاة من آل سعد
بعد إِفعامها برغد وَشَهد
أَحيت المرملين من مَوت جهد
أَعوز القوم فيها زادٌ وَماء
مستحيل لغيرها مُستَطاع
لِيَدٍ ربها الكَريم مطاع
كَم غَدا للعفاة منها اِنتفاع
فتغدى بالصاع ألف جياع
وَتروّى بالصاع أَلف ظماء
لاذَ من آله ومن أَنصار
كل ذي حاجة لها وافتقار
فغدوا بعد عسرهم في يسار
وَوفى قدر بيضة من نضار
دَينَ سلمان حين حان الوفاء
يورث الدين ربه الحر هضما
في نهار وَفي دجى الليل هما
كَيفَ بالعبد كلفوه مُهما
كانَ يُدعى قِناً فأعتق لما
أَينعت من نخيله الإقناء
برّأَ اللَه عبده الحر مِمّا
رامه المغرمون بالمال جمّا
أَيَرون الوفا بذي اليدِ ذمّا
أَفَلا يعذرون سلمان لما
أَن عرته من ذكره العرواء
يا لَها من يد أَفادَت بِماء
وَبمال وميرة وَرخاء
وَفكاك لأعبد وإِماء
وَأَزالَت بلمسها كل داء
أَكبرته أَطبة وأساء
كَم قلوب لها الجهالة غمد
ساقها للضلال كبر وعمد
قَد شَفاها من هذه اليد ضمد
وَعيون مَرَّت بها وَهي رُمد
فأرتها ما لَم تَرَ الزَرقاء
أَينَ منها يد الأَطباء أَينا
هَل سواها يصير الشين زينا
كَم أَزاحَت عَن البَصائِر رَينا
وَأَعادَت عَلى قتادة عينا
فَهيَ حَتّى مَماته النجلاء
أَنا إن لم أَكن لذا الوجه أَهلا
وَغَدا لمس راحة ليس سهلا
من بلثمي الأَقدام كي أَتَسلى
أَو بلثم التراب من قدم لا
نَت حياءً من مشيها الصفواء
قَدَم الخير أَينَما تتنقّل
ينبت العُشب إِثرها فَتَعَقَّل
لَيتَ وَجهي وَذا لعمريَ قد قلّ
مَوطئ الأَخمص الَّذي منه لِلقَل
بِ إِذا مَضجَعي أَقضّ وَطاء
أَو مُحيايَ أَن يُمهّد فَرشا
لِلَّتي لامست سماء وَعرشا
قبل هَذا وَاللَه يسعد من شا
حظيَ المسجد الحرام بِمَمشا
ها وَلَم ينس حظه إِيلياء
شكر اللَه سعيها جدت السَي
رَ ابتِغاء لوجهه لا إِلى شَي
وَعَجيب منها تحمّلها العي
ورمت إِذ رَمى بها ظلمَ اللَي
لِ إِلى اللَهِ خوفها وَالرَجاء
رب يَوم قد غادَر الولد شيبا
وَتُرى الأَرضُ بالنَجيع خَضيبا
أَخذت منه حظها وَنَصيبا
دَميت في الوغى لتُكسبَ طيبا
ما أَراقَت من الدم الشهداء
في صفوف الصلاة تحمل جهدا
وَمصاف القتال تُحكم قصدا
إن تغادر جماعة تُلفِ جُندا
فَهي قطب المحراب وَالحرب كم دا
رَت عليها في طاعة أَرحاء
كان عند الصلاة لِلَّه ينصب
قائِماً قاعِداً إِلى الرب يرغب
تلثمُ الأَرض رجله لثمة الصب
وَأراه لَو لَم يسكن بها قَب
ل حراء ماجت به الدأماء
لَم يدع للشكوك قط مجالا
هديه وَالخصوم ماروا جدالا
لكن الحق كان أَقوى محالا
عجباً للكفار زادوا ضلالا
بِالَّذي فيه للعقول اِهتِداء
تخذوا الخلف وَالتَعنّت دابا
فرأوا كل سالب إِيجابا
كَيفَ عدوا الفرقان قولا كِذابا
وَالَّذي يسألون منه كتابا
منزل قد أَتاهم واِرتقاء
هَل أَضاعوا الصواب أَم خان فكر
أَو ثناهم عَن منهج الحق سكر
وَبأي الآيات ينجاب نُكر
أَو لَم يكفهم من اللَه ذكر
فيه لِلناس رحمة وَشفاء
شرعه العدل قَد قَضى السن بالسِن
نِ قوله الفصل لم يحرفه مُلسِن
بهر الحر لفظه كيف بالقن
أَعجز الإنس آية منه وَالجن
ن فَهلا تأتي به البلغاء
شمل اللَه بالرضا حامليه
سيما عالم بما جاء فيه
عامل جهده بما قد يعيه
كل يوم تُهدى إِلى سامعيه
معجزات من لفظه القراء
كل قول سواه قيلٌ مزخرف
وَهوَ كالسَلسَبيل بالفم يُرشف
وَاللآلي إن حل سمعاً وشنّف
تَتَحَلّى به المسامع والأَف
واهُ فهو الحُليّ وَالحلواء
قدرة اللَه أَحكمته وَشاءَت
دقة فيه عَن سواه تَناءَت
لغة العُرب عنه بالعجز باءَت
رقَّ لَفظاً وَراق مَعنىً فَجاءَت
بِحُلاها وحَليها الخَنساء
يدهش اللب منه موضع فصل
تسحر العقلَ منه واواتُ وصل
علمتنا آياته كل أَصل
وأرتنا فيه غوامض فضل
رقة من زلالها وَصفاء
جاءَ بالشرع للأنام إِماما
سن للملك خُطة وَنِظاما
ما لبعض النفوس دامَت طغاما
إِنَّما تجتلى الوجوه إذا ما
جُليت عَن مرآتها الأصداء
سل عَن النور إِن تَشأ قلب مؤمن
ما سواه يغنيك حقاً وَيسمن
فاِنجذاب الشكول بالوفق يُعلن
سور منه أشبهت صوراً من
نا ومثل النَظائر النظراء
بخلاف الكَثير من ذا البُغاث
وَرِجال ألبابُهم كالإناث
قَد رأوا كل عزهم في التراث
والأقاويل عندهم كالتَماثي
لِ فَلا يوهِمنّك الخطباء
وَالغَبي البَليد غير مَلوم
كيف لو كان قلبه ذا كلوم
يُبصر الشمس من وَراء غيوم
كَم أَبانَت آياته من علوم
عن حروف أبان عنها الهجاء
أَينَ من نظمها القَلائد من در
أين من نورها سنا الأنجم الغُر
دونها في نمائها غلة البر
فَهي كالحب وَالنَوى أَعجَز الزر
راع منه سَنابل وَزَكاء
قاتل اللَه كل من آثر الغي
ي عِناداً وَلَم يَخف غضب الحي
عَجَباً للألى رأوا شمسه في
فَأَطالوا فيه التَردد وَالري
ب فَقالوا سحر وَقالوا اِفتراء
عبثٌ باطِلٌ طِلابُك سيئا
درّ شاة إن لم تشأ ذاك شيئا
وَعياء تَشجيع من كان كيئا
وَإِذا البينات لَم تغن شَيئاً
فالتماس الهدى بهنَّ عناء
أَرأيت الدواء في جسم ناغِل
ناجِعاً في فؤاده المتشاغِل
وَمَتى العُمي أَبصَروا بالمَشاعِل
وَإِذا ضَلَّت العقول عَلى عِل
مٍ فَماذا تَقوله النصحاء
ما حرِيّ بأن يَكونوا رؤوسا
غير من قد حنوا لحق رؤوسا
لكن الحبر فيه مارى القُسوسا
قوم عيسى عاملتموا قوم موسى
بِالَّذي عاملتكمُ الحُنفاء
حبذا البحث إن بدا عن تثبت
واِستناد إِلى حقائق تَثبت
لا كَما كانَ منكمُ عَن تعنّت
صدّقوا كتبكم وَكذبتموا كُت
بَهمُ إن ذا لَبِئس البواء
نَحن قَوم الرسول جاءَ إِلينا
بِكتاب بِما حَواه اِهتَدَينا
وَوعينا ما فيه ثم اِرتَضَينا
لَو جَحدنا جُحودكم لاستوَينا
أَو للحق بالضَلال اِستواء
حبذا لَو غَدا الوفاق أَساسا
بينكم فالوداد أَزكى غِراسا
باتحاد يوحّد الأَجناسا
ما لَكم إِخوةَ الكتاب أُناسا
لَيسَ يُرعى للحق فيكم إِخاء
ما عَلى المَرء لَو رأى الغير فازا
وَسَما عنه بالحجا وامتازا
فلمَ الناس إن رأوا ممتازا
يحسد الأولُ الأَخير وَمازا
ل كَذا المحدثون وَالقدماء
أَعجَز الخلق في القضا المحابي
انقياداً إِلى الهَوى وَالتَغابي
واتجاه الشيوخ نحو التَصابي
قَد علمتم بظلم قابيل هابي
ل وَمظلوم الأخوة الأتقياء
لا تَلوموا أَبناء آباء عقوا
إِخوة ثم بعد ذاك انشقوا
بعد أَن قد رأَيتم ما اِستَحقوا
وَسمعتم بكيد أَبناء يَعقو
ب أَخاهم وكلهم صلحاء
خُصَّ من والد بجانب حب
حسب ما قد قضت عواطف قلب
هَل جنى ضدهم بذا أي ذنب
حين أَلقوه في غيابة جب
وَرَموه بالإفك وَهوَ بَراء
أَيُّها المُسلمون حقاً سلمتم
إن قدرتم عَلى المسى وَحلمتم
وَإِذا كنتمُ لذا ما علمتم
فَتأسوا بمن مضى إذ ظُلمتم
فالتأسي للنفس فيه عزاء
فَلَكم شأنكم وَلِلقَوم شان
وإله الوَرى هُوَ الدَيّان
وَلدى الوزن يُعرف الرجحان
أَتراكم وَفيتموا حين خانوا
أَم تراكم أَحسَنتموا إِذ أَساؤوا
ليت ذا وحده لهم كان عابا
يبرأ المَرء منه إِذ ما أَنابا
ثم بعد الخطا يقال أَصابا
بَل تمادَت عَلى التَجاهل آبا
ءٌ تقفَّت آثارها الأبناء
بشر الأنبيا بذي المعراج
من قَديم مذ كانَ في الأمشاج
بصريح النصوص لا بالأَحاجي
بَينته توراتهم والأناجي
لُ وَهم في جحوده شركاء
وَأَرى الرسل دينه إِيجازا
بوعود تحققت إنجازا
ما لكم قد أَنكرتموه اعتزازا
إِن تَقولوا ما بيّنته فَمازا
لَ بها عن عيونهم عشواء
كلكم في إبائه متعلل
ما له في ادعائه من مُحلل
أَعمىً ذاكَ أَم تعامى مضلل
أَو تَقولوا قد بيّنته فَما لل
أذنِ عما تَقوله صماء
قَد أَحاطوا به وَربك علما
وَذروا شأنه حَديثاً وَقدما
ما لهم غادَروه عمياً وَصما
عرفوه وَأَنكروه وظلما
كتمته الشهادة الشهداء
قل لباغ منهم طغى وَتعسف
وَتَمادى في الغي وَالحق أَشرف
هَل رأيت الشموس تستر بالكف
أَو نور الإله تطفئه الأَف
واه وَهوَ الَّذي به يُستَضاء
لَو دَعا اللَه دعوة لمحتهم
كلمة مثل نوح أَو صحنتهم
بدلا من حرب لهم أَسخنتهم
أَوَ لا ينكرون من طحنتهم
برحاها عَن أَمره الهَيجاء
سلمَّ اللَه كل ليث بمُنصل
ظل يدمى الرقاب طوراً وَيقتل
طوع أَمر الَّذي رَمى القوم بالذل
وَكَساهُم ثَوبَ الصّغارِ وَقَد طل
ت دِماءٌ مِنهُم وَصينَت دِماءُ
أَفعَموا بِالعِنادِ لُؤماً ذنوبا
ماؤُهُ بِالنفاقِ دامَ مَشوبا
واِستَباحوا مِن الذُّنوبِ ضُروبا
كَيفَ يَهدي الإِله مِنهُم قُلوباً
حَشوُها مِن حَبيبه البَغضاء
جل مَولى الوَرى عَن الكَم وَالكَي
فِ وَعَن والد لخالقنا الحَي
مَن إِذا شاءَ لا يُعجّزه شَي
خبرونا أَهل الكِتابَين مِن أَي
نَ أَتاكُم تثليثكم وَالبداء
كُلُّ قَول قَد قالَه كَذّاب
أَشِر من آبائِكم كذّاب
إِن ماءً أَشرَبتُموهُ سراب
ما أَتى بالعَقيدتَين كتاب
واعتِقاد لا نَصَّ فيهِ ادعاء
كبُرت كَلمة رَكَنتُم إِلَيها
ما حَوَتها التَوراةُ في دفّتيها
لا وَلا في ما جاء بَينَ يَدَيها
وَالدَعاوى ما لم تقيموا عَلَيها
بَينات أَبناؤُها أَدعياء
لَو أَتى آدَم أَبونا وَحَوّا
ء لَرأى كُل ذي الأَقاويل لَغوا
واِشتَكَت مريم وَعيسى لدعوى
لَيتَ شِعري ذكر الثَلاثَة وَالوا
حِد نَقص في عدّكم أَم نَماء
خلنا من قَول هُراءٍ وَدعنا
حَيثُ حَرف الثالوث ماجا لمعنى
عافنا من ذا ربنا واعف عنا
أَإِلَه مركب ما سمعنا
بِإِله لذاته أَجزاء
لَيسَ هَذا بالواحِد الفَرد يجمل
لا وَلا هوَ بِذلك الوَصف يكمُل
خانَهم في الَّذي اِفتَرَوه وَالتأمل
أَلِكُل مِنهم نَصيب من المل
كِ فَهلا تميز الأَنصِباء
أَينَ رَب الوجودِ مِن نجار
جاءَنا بِالمَسيحِ فَوق حِمار
وَعزير من خالق ذي اقتِدار
أَتراهُم لحاجة واِضطِرار
خلطوه وَما بغى الخلطاء
خبرونا إن كانَ لِلَّه منهج
أَو مَسير يأتيه مِن أَيما فَج
بِحِمار يَفوقُ عَن كُلِّ مسرج
أَهوَ الراكِب الحِمار فَيا عَج
ز إِلَه بِمسّه الإعياء
كَيفَ من قال ذلكم لم يخجل
من إِله لحلمه لم يعجل
بِئسما قالَ ذو اِفتِرا لَيسَ يوجل
أَم جَميع عَلى الحِمار لَقَد جل
ل حِمار بِجَمعِهم مَشّا
أَو تَقولون ذا الحِمار مُقدَّس
جاءَ لِمصر بِالكُل من بَيت مقدس
حامِلا ابن اللَه والآبُ يؤنس
أَم سواهم هُوَ الإِله فَما نس
بَة عيسى إِلَيهِ والانتِماء
وَمحال في الدين حسب الَّذي نُص
ص إنَّ ذات العليّ ذات تشخّص
فاِرجعوا عَن ذا الثلث في اللَهِ وَالنص
أَم أَرَدتم بِها الصفات فَلم خُص
صَت ثُلاث بوصفه وَثُناء
ما لعيسى إِلهكم فارقته
أمه وَاليَد الَّتي بارَكته
وَلماذا أَلوهة تاركته
أم هُوَ ابن الإِله ما شارَكته
في مَعاني النُبوَّة الأنبياء
لَيسَ يَرضى المَسيح ديناً دعوتم
باسمِه ساخِطاً عَلى ما اِدعَيتم
إنكم حين قلتموا ما وَعَيتم
قتلته اليهود فيما زعمتم
وَلأمواتِكم به أَحياء
قَد علا رب ذا الوجود وجلا
ثم حاشاه ما اِفتَرَيتم وَكلا
وَهوَ باري الأَنام بَعضاً وكلا
إِن قَولا أَطلَقتموه عَلى اللَ
هِ تَعالى ذكراً لِقول هُراء
كلُّ هَذا بالدين أَمر مخل
قَد دَعاهم إِليه كبر وَغل
لا بَل الدين كله معتل
مثل ما قالَت اليَهود وكل
لزمته مقالَة شَنعاء
جاءَ عيسى بشرعه بعد موسى
ناسِخاً بعض دينه نسخ أمسى
فَتماروا سحقاً لهم ثم تعسا
إِذ همُ استقرأوا البُداء وكم سا
قَ وَبالا إِلَيهمُ اِستِقراء
يأمر اللَه بالتَكاليف خلقه
ثُم يُلغى ما فيه بعض مشقه
رحمة لا لكونه لَيسَ يفقه
وَأَراهم لَم يَجعلوا الواحد القَه
هار في الخلق فاعِلا ما يشاء
كَم نقوش بديعة الصنع تطمس
لاقتِضاء المقام أَطلس أَملَس
وَعروش تثل كيما تؤسس
جوزوا للنسخ مثل ما جوزوا المس
خ عليهم لَو انهم فقهاء
حكمة اللَه بالخَلائِق تَسلُك
حسبما قَد أَحاط علما وَتترك
ما البُدا في مراده ما التَشكك
هُوَ إلا أَن يُرفَع الحكمُ بالحك
مِ وَخلق فيه وَأَمر سواء
ما لِشيء سواه جل بقاء
وَالمَعاني مثل الذوات سواء
فَلا حياء ذا الوجود فناء
وَلحكم من الزَمان انتهاء
وَلحكم من الزَمان ابتداء
كاد بطلان ذا التقول يُلمس
لكن القوم قد أَصابهم المس
فإذا كابروا المشاهد بالحس
فَسلوهم أَكانَ في مخسهم نس
خ لآيات اللَه أَم إنشاء
لم يَقولوا بالنسخ بعضا وَكلا
خوف إِنتاجه البداء المخلا
كَيفَ خافوا البدا هنا لَيسَ إلا
وَبداء في قولهم ندم اللَه
عَلى خلق آدم أَم خطاء
ذاك مكر وَاللَه أَكبر مكرا
منهمُ وَالمقال قد جاءَ كفرا
أَأَرادَ الإله بالخلق نُكرا
أَمحا اللَه آية اللَيل ذكرا
بعد سهو ليوجد الإمساء
كَم نَبي له المُهَيمن أَوحى
في مساء بعكس ما كانَ صبحا
أَبداء أَن يتبع السخط صفحاً
أَم بدا للإله في ذبح إسحا
ق وَقَد كانَ الأمر فيه مَضاء
أَو لَيسَ الَّذي له الأَمر يفعل
ما يشا والأنام تصغي وَتَعمل
أَو لَم تجر عادة ثم تُهمل
أَوَ ما حَرَّم الإله نكاح ال
أخت بَعدَ التَحليل فَهو الزناء
كُتب الذل لِلَّذي رام عز
زَاً بعناد وَلَو تسربل خزا
فإذا ما ادعو مع الهزم فَوزا
لا تكذب إِنَّ اليهود وَقَد زا
غوا عَن الحقِ معشر لؤماء
خبط الحبر في العقائد خبطا
فاِرتَضى القوم منه جهلا وَخلطا
قاتل اللَه للغَباوة رَهطا
جحدوا المُصطَفى وآمن بالطا
غوت قوم هم عندهم شُرفاء
كَم سؤال إلى ابن عمران محرج
وجهوه إليه وَاللَه يُفرِج
وافتراف الآثام للناس مُزعج
قتلوا الأَنبياء واتخذوا العج
لَ ألا إِنهم همُ السفهاء
أَي ذنب إِلى النَبيّ المرسل
بحديث يوحى إليه مُسلسَل
لكن البغي بالهَوى يَتَوَسَّل
وَسَفيه من ساءه المنّ وَالسل
وى وأَرضاه الفوم والقِثاء
واختيار القَبيح حقاً جنون
مَع إِمكان ضده أَو فُتون
حسبهم ذلة وَسخط وَهون
مُلِئَت بالخَبيث منهم بطون
فَهيَ نار طِباقها الأَمعاء
فيما نقضِهم وَغَدرٍ وَسير
أسخط اللَه قَد أصيبوا بِضَير
وَبِشؤم أَو ما لهم كل طير
لَو أزيدوا في حال سبت بخير
كانَ سَبتا لديهم الأَربعاء
فالُ قطع من اسمه بهم اختَص
سوّغوا فيه ما تحرَّم بالنص
لكن اليومُ بالمَزايا تخصص
هُوَ يوم مبارك قيل لِلتص
ريف فيه من اليَهود اِعتداء
قدرة اللَه طالَما أنجدتهم
في مضيق وشدَّة هدَّدتهم
وَبمنّ رحماه كَم قلدتهم
فيظلم منهم وكفر عدتهم
طيبات في تركهنَّ اِبتلاء
وَجحود الآلاء يستوجب الضن
ن بفضل الَّذي أَفاضَ وَأَحسَن
من حداهم لغمط نعمته من
خُدعوا بالمُنافقين وَهَل ين
إلا عَلى السَفيه الشقاء
وَمن الحمق أَن يضلّ وَيَغوى
لبُّ مَن يَدري للأَحاديث فَحوى
وَيحهم حين صدقوا كل فَتوى
واطمأَنوا بِقول الأحزاب إخ
وانهم إننا لكم أَولياء
هَزَمَ اللَه جندهم ثم بدد
شَمل من ساء قصده نحو أَحمد
فَلِماذا وكلهم قد تَعَهد
حالفوهم وَخالَفوهم وَلَم أَد
رِ لماذا تخالف الحلفاء
حرَّضوهم عَلى قِتال التهامي
فاِستحبوا العمى هوى وَالتعامي
ثم لَمّا تَوَرَّطوا في المرامي
أَسلَموهم لأول الحشر لا مِيع
عادهم صادق وَلا الإيلاء
قَد أَقاموا بغياً عليه حروبا
جرَّتِ الوَيلَ نحوهم وَكروبا
فَجزاءً لمن أَتوا ذاك حُوبا
سكن الرعب وَالخراب قلوبا
وَبيوتاً منهم نعاها الجلاء
وَمُنوا بالشتات في كل مذهب
فاِنتحَى الابن غير ما قصد الأب
وإلى الآن صدعهم لَم يُرأب
وَبِيوم الأحزاب إذ زاغت الأب
صار منهم وضلت الآراء
طالَما أَخلَفوا لطه وعودا
وَتَناسوا ميثاقَهم وعهودا
واستَمَدوا من الأعادي جُنودا
وَتَعَدّوا إِلى النَبي حدودا
كانَ فيها عليهمُ العدواء
قلَّ كفارةً صَلاةٌ وَصَومٌ
وَزَهيد ذم عليهم وَلَومٌ
وَجَزا ما جنوا له بعد يوم
وَنهَتهم وما اِنتَهَت عنه قوم
فأبيد الأمّار وَالنهاء
وَيح قوم في حق أَحمدَ ألقوا
فِتناً قَد شقوا بها ثم أشقوا
قوم لؤم لمثلهم قَد أَغَروا
وَتَعاطوا في أَحمَد مُنكر القَو
لِ وَنطقُ الأراذل العَوراء
كُلَمّا كانَ لِلجَهالة يأسو
يَتَمادى قَلب الطغاة وَيَقسو
وَلكأس الضلال وَالخبث يَحسو
كل رجس يزيده الخلق السو
ء سفاهاً وَالملةُ العوجاء
كَم ثَنوا عِطفهم له كَم تَغالوا
وَعَليه بطيشهم قد تَعالوا
كَم دَعاهم مكرّراً قل تَعالوا
فانظروا كَيفَ كانَ عاقِبَة القَو
م وَما ساق للبذى البذاء
كَم أثيم في حقه جاوز الحد
وَزنيم أَقر هَذا وأَيّد
وَلَئيم أَساءَ بِالقَول وَاليَد
وَجد السبّ فيه سَما وَلَم يد
رِ إذ الميم في مواضعَ باء
رب باغ جنى فَعادَ إليه
ما رَمى نحوه وَباء عليه
باء بالخسر في كلا حاليه
كان من فيه حتفُه بيديه
فَهوَ في سوء فعله الزبّاء
حسبما أَوعزت إليه وَأَوحَت
نفس صل عَن الجَميل تنحَّت
فَهوَ مثل الفراش حين أَلحَّت
أَو هُوَ النحل قرصها يجلب ال
حتف إليها وَماله إِنكاء
كل هَذا لَم يثن داعِيَ هَدي
عَن دعاء لربه كل حيّ
وَبأمر الإله في كل شي
صرعت قومه حَبائل بغي
مدها المكر منهمُ وَالدَّهاء
ما كفى ما جَنى شَلوم وَمَتى
من تصديه في وَقائع شتى
بل تَمادَوا في الجَهل كبراً ومقتا
فأَتَتهم خيل إِلى الحرب تَختا
ل وَللخيل في الوَغى خُيَلاء
وَعلَيها الكماة من كل مُفرِط
في سَبيل الجِهاد غير مُفرّط
رمحه في الطعانيَعلو وَيهبط
قصدت فيهمُ القنا فقوافي الط
طَعن منها ما شانها الإيطاء
سير المُصطَفى إلى القوم جَمعا
سالِماً مُسلماً له الأَمر طبعا
فَوقَ قود عَدت مَع الضَبح طَوعا
وَأَثارَت بأَرض مَكَّة نقعا
ظُن أَنَّ الغُدوّ منه عِشاء
لَم يضلوا في ذلك اللَيل قَصدا
أَو يملّوا من الجَماجِم حصدا
يا لجَيش ملا الأباطح جدّا
أَحجمت عنده الحجون وأَكدى
عند إِعطائِه القَليل كُداء
غادَروهم إلى الكَواسِر قوتا
حيث حبل الولا غدا مبتوتا
لَم يطيقوا الهول حرب ثبوتا
وَدَهَت أَوجهاً بها وَبيوتا
مُلّ منها الإكفاء والإقواء
أَيقَنوا أَن جمعهم سوف يُضعَف
إِن تَمادى في حربه وَتكلف
وَرأوا أَنَّ خطة الحق أَسعف
فَدعوا أحلم البَريَّة وَالعَف
و جَوابُ الحَليم والاغضاء
فرثي آمِراً بإيقاف جيش
عنهمُ ثائبين عن كل طيش
مت كل له بسابق عيش
ناشدوه القُربى الَّتي من قُريش
قطعتها الترات وَالشحناء
رَفَعوا راية المُنيب المخلص
بِقُلوب عِداؤُها مُتقلّص
للذي لَم يزل عَلى القوم يحرص
فَعَفا عفو قادر لم ينغص
هُ عليهم بما مَضى إِغراء
كَم غَريب بحب طه تملَّى
وَقَريب عَن وده قَد تَخَلى
حسب رعى الذمام عَهداً وَإِلا
وَإِذا كانَ القطع وَالوصل لِل
هِ تساوى التَقريب والإقصاء
كل من لم يطع غروراً هواه
وَقَضى قاصِداً رضى مَولاه
يُدنِ عَبداً وَيقص حرا أَخاه
وَسواء عليه فيما أَتاه
من سواه الملام والإطراء
طود حلم في جنبه حلم أَحنف
كبدين بدا بجانب مُدنَف
ليسَ بدعاً سماحه من عنّف
وَلَو ان اِنتقامه لهوى النف
سِ لَدامت قطيعة وَجفاء
ما لِداء النفوس إن هوَ أَعضَل
غير حزم به الهداة تُفضل
كالنَبي الَّذي عَن الحق ما ضَل
قامَ لِلَّه في الأمور فأرضى ال
لَه منه تَباين وَوفاء
عظم اللَه خُلقه ثم أَحسن
خَلقه ما شمس الوجود بأحسن
وهو إن رمت ما به قد تزين
فعله كله جَميل وَهَل ين
ضح إلا بما حواه الإناء
جل مَولى برا بديع حُلاه
وَعَلى قدر حبه أولاه
بدر هَذا الوجود ما أَحلاه
أَطرب السامعين ذكرُ علاه
يا لراح مالَت بها الندماء
حق للمصطفى بذا الفضل يرأس
ولكل عن درك ذلك ييأس
شاد بالعَزم صرح دين وأسّس
النبيّ الأميّ أَعلَم من أس
ند عنه الرواةُ وَالحكماء
من لصب بحبه يَتَمَنى
كل يوم للقرب أَن يَتَسَنى
ليُهنّى فؤاده وَيُهنا
وعدتني ازدياره العامَ وجنا
ء ومنّت بوعدها الوجناء
لجَّ بي الشوق بعد طول التَنائي
وَالتسلي بمدحه وَثنائي
حبذا وَخد ناقة للقائي
أَفَلا أنطوي لها في اِقتضائ
هِ لِتُطوى ما بَيننا الأفلاء
لا تسلني عَن كنه وجدي فإني
عيل صَبري لبعد ذا القصد عني
فَعَسى اللَه أَن يحقق ظني
بألوف البطحاء يجفلها النِّي
ل وَقَد شف جوفها الأظماء
هَكَذا النَجب لا تمل اِرتحالا
بِفَيافي الحجاز تبغي النوالا
فَلِذا مذ شدوا عليها الرحالا
أَنكرت مصر فهي تنفر ما لا
حَ بناءٌ لعينها أَو خلاء
دَمعها من غَرامها متحدِّر
قَلبها من هيامها متفطِّر
ودّعت كل موضع متمصِّر
فأَفضَّت عَلى مباركها بُر
كتها فالبُويب فالخَضراء
لَم تر البطء بالمَنازِل يحسن
حيث سيقت بلاعج ليس يسكنُ
هنأتها الحدود من غير ألسُن
فالقباب الَّتي تليها فبئر الن
نَخل والركب قائلون رواء
كلما مسّها من الأين ضُر
أَو تأذت من الكلأ هو مُر
أَنعشتها من المَعالم غُر
وَغدت أَيلة وحقل وقرّ
خَلفها فالمَفازَة الفيحاء
ذهبت في مسيرها كل مذهب
باشتياق إلى مُنى وَالمحصّب
وصف لاستقائها كل مشرب
فَعيون الأقصاب يتبعها النَب
ك وَتَتلو كفافة العَوجاء
أَي قَلب إلى الحمى لَيسَ يَصبو
أَي عين عن المَسارح تَنبو
في هَواها وَناره لا تَخبو
حاورتها الحوراء شَوقاً فيُنبو
ع فرقّ اليُنبوع وَالحَوراء
ما ثَناها عن قصدها أَي مَربع
فيه ري لذات خفّ وَمشبع
حيث أَنَّ المرام في ذاكَ أَرفَع
لاحَ بالدهنوين بدر لَها بع
د حَنين وحنت الصَّفراء
جازَت البيد كالسَّفينَة تسبح
في عباب الكثيب أَو لج أَبطح
شكر اللَه سَعيَها ثم أَنجح
وَنضَت بَزوَة فَرابغ فالجح
فة عنها ما حاكه الأنضاء
خفّ عنها عناء نشر وطيّ
حينما ازداد نفح ناد ذكيّ
وَتَراءى سنا مقام سميّ
وأَرتها الخلاص بئر عليّ
فَعِقاب السويق فالخَلصاء
ليسَ يغني ذا مأربٍ أَو يسمن
غير نيل المرام إن كانَ يؤمن
طالب البحر لَيسَ يَرضى بأعين
فَهي من ماء بئر عسفان أَو من
بطن مَرّ ظمآنة خَمصاء
كُلَمّا كانَ سائق العيس ينهى
عَن ترام تجدّ بالرغم عنها
وَعَلى ضعفِها الَّذي لَم يشنها
قرّب الزاهر المساجد منها
بِخطاها فالبطء منها وَحاء
هَل لذات البروج أَن تَتَسامى
بِنجوم عَلى رياض الخزامى
حيث زهر الربى أَماط اللثاما
هَذه عدة المَنازِل لا ما
عُدَّ فيها السماك وَالعوّاء
حبذا حبذا الوصول لمبرَك
عزّ لَولا اِجتهادها أَن يُدرك
وَنعمّا الذلول في كل مَسلك
فَكأني بها أُرحّل من مك
كَة شَمساً سَماؤُها البيداء
يالِواد بدا من الأفق أَنور
بالمَزايا تَفوق ما يُتَصوَّر
كَيفَ لا وَهوَ بالجَلال تسوّر
موضع البيت مهبط الوحي مأوى الر
رسل حيث الأَنوار حيث البَهاء
إن يكن واديا من الزَرع أَمحل
فَهو فضلا يُجبي له كل ما حل
ولأم القُرى الورى يترحّل
حيث فرض الطواف وَالسَعي وال
حَلق وَرميُ الجِمار والإهداء
يا إلهي من العدا أمّنها
وادفع الضير وَالمَكائد عنها
ثم صن أَرضها دواماً وزِنها
حبذا حبذا مَعاهِد منها
لم يغير آياتهنَّ البَلاء
وَيَقيني مَع الدعاء سَلام
مُستَديم كفيله إسلام
حاشَ لِلَّه أَن يُسلّ حُسام
حرم آمِن وَبيت حَرام
ومقام به المُقام تَلاء
لَم يزد في بها المكان التوشح
بستور لها بذاك التمدُّح
جذبتنا لكن بغير تبجُّح
فَقَضَينا بها مَناسك لا يح
مد إلا في فعلهنَّ القَضاء
هاجَ بعد الفَريضَة الشوق للسي
يد مُنجي الأَنام من ظُلم الغي
فأَقمنا المطيّ لا تسأم الطي
وَرَمَينا بها الفجاج إِلى طي
بَة وَالسير بالمَطايا رِماء
في سَماء الكَثيب كالأنجم الغُر
أَو عقود في دقة النظم من در
قد بَراها الضُمور بل مسها الضر
فأَصَبنا عَن قوسها غرض القر
بِ وَنعم الخَبيئة الكَوماء
لَم تزل تَقبض الخفاف وَتبسُط
كَيدٍ تسطر الحروف وَتنقط
ثم جدَّت في السير تَعلو وَتَسقُط
فَرأَينا أَرض الحَبيب يُغض الط
طَرفَ منها الضياء واللألاء
صاح أَمعن ومتع الأحداقا
كَيفَما شئت واجتل الآفاقا
ما رأَينا مثيلها إِشراقا
فكأَنَّ البَيداء من حيث ما قا
بلتِ العَينُ روضة غنّاء
قرت العين من سنا لابتيها
حيث مَدَّ الضيا رِواقا عليها
كَيفَ لا يبهر البها جفنيها
وكأنَّ البقاع ذرَّت عليها
طرفيها مُلاءة حَمراء
ذاكَ حظ العيون وَالحظ أَجزَل
لا نوف بها العَبير تغلغل
فَلِماذا الأرواح لا تتهلل
وكأن الأرجاء ينشر نشر ال
مسك فيها الجنوب والجِربياء
يا لَها بقعة سما مَغناها
بحُلى يُمتع الحواس اجتلاها
وَمَزايا واها لها ثم واها
فإذا شمت أَو شممت رُباها
لاحَ منها برق وَفاح كِباء
قَد شكرنا غب السُرى وَحمدنا
كل شيء بضوئه استرشدنا
وَلقينا من الصفا ما أَردنا
أَي نور وأي نَور شهدنا
يوم أَبدَت لنا القباب قِباء
إن تسلني إذ ذاك عن أَطواري
تلقَني ذائِباً بلاعج ناري
ثُمَّ لما اِستنشقت نفح الديار
قرَّ منها دَمعي وَفَرَّ اِصطِباري
فَدموعي سيل وَصَبري جُفاء
هاجَ قُصّادها اللقاء فأَنضوا
أَكرَم العيس والأَعنة أَرخوا
بعد حج لنسكه قد قضّوا
فَتَرى الرَكب طائِرين من الشَو
ق إِلى طيبة لهم ضَوضاء
كل صب إِلى الحَبيب تَهيأ
بعد أَن كانَ مدنفاً يَتوكأ
وَمحيا للضعاف بشراً تلألأ
فَكأَنَّ الزوار ما مست البأ
ساء منهم خلقاً وَلا الضَراء
حبذا الوقت آن فيه وصول
لرياض الصفا وحان دخول
ووصال ومن نحب رَسول
كل نفس لها اِبتهال وسول
ودعاء وَرغبة واِبتغاء
ذكرت ما أَتته قبل غرورا
كتبته يدا عتيد سطورا
فاِعتَراها أَسى يشوب سرورا
وَزَفير تظن منه صدورا
صادحات يَعتادُهن زُقاء
هالَها في الذُنوب أَخذ وردّ
وَبناء في أمرِها ثم هدّ
واِرتباك رأته ما مِنهُ بُدّ
وَبكاء يغريه في العَين مد
وَنَحيب يحثه اِستعلاء
وَجُفون من الحَيا أَغمضتها
وَقُلوب آثامها أَمرضتها
وَشفاه أَنيابها عضّتها
وَجسوم كَأَنَّما رحضتها
مِن عَظيم المَهابة الرُحضاء
وَرؤوس أَهواؤُها نكستها
وَظهور أَوزارها قوَّستها
وأكفّ أَفعالها دنستها
وَوجوه كَأَنَّما أَلبَسَتها
من حياء أَلوانَها الحِرباء
وَعُقول في لَهوها أَشغَلتها
وَقوىً في القَبيح قد أَعملتها
وَخُطى للخطاء كَم نقلتها
وَدُموع كَأَنَّما أَرسلتها
من جُفون سحابة وَطفاء
سَلمت للمطي أَيدٍ وَأَرجُل
أَوصلتنا إِلى حِمى فيه نأمُل
مذ دَخَلناه زالَ ما منه نجفُل
فَحَطَطنا الرِحال حيث يُحطّ ال
وزر عَنّا وتكشف الحوجاء
وَمثلنا وكلنا مستقبل
بِضَريح بربه متوسل
خاشِعٌ في مَقامه متبتل
وَقَرأنا السَلام أَكرم خلقِ ال
لَه من حيث يُسمع الإقراء
أَخذ الاضطرابُ بِالنهى كل مأخذ
فَبُهِتنا وَلَيسَ لِلقَول منفذ
وَعجزنا عما به الفكر يُشحَذ
وَذَهِلنا عند اللقاء وكَم أذ
هَل صَباً من الحَبيب اللقاء
قَد أَحاطَت بِنا هواجس شتى
شتَّ منها ذكا القَرائح شتّا
فَلَزمنا بحكم ذلك صَمتا
وَوَجمنا من المَهابة حَتّى
لا كَلام منا وَلا إِيماء
فكأن الأذهان فَرَّت بتاتاً
رغم تنبيهنا لها اِستلفاتاً
واِبتَهجنا بروضه أَوقاتاً
وَرجعنا وَللقلوب التفاتا
تٌ إليه وَللجسوم انحناء
وَتسرّى عَنّا الَّذي كانَ أَيأس
كل من رام أَن يفوه وَيَنبَس
فضرعنا وَالعيّ عَنّا تنفس
وَسمحنا بما نحب وَقَد يس
مح عند الضَرورة البخلاء
سيد الخَلق جنّهم والإنسا
يا معير الضياء بَدراً وَشَمسا
يا إمام الهداة معنى وَحِسا
يا أَبا القاسِم الَّذي ضمن أَقسا
مي عليه مدح له وَثَناء
قَد تَرَكنا أَوطانَنا ثم أَهلا
وَبناديك كلنا حط رحلا
حاشَ لِلبَحر أَن نَرى منه بخلا
بِالعُلوم الَّتي عليك من الل
هِ بلا كاتِب لها إملاء
وَبِما قَد أُوتيت في الحرب سرا
طأطأ الهامَ منه دارا وكسرى
وَبِفَتح آثاره الغُر تَترى
وَمَسير الصبا بنصرك شهرا
فكأنَّ الصبا لديك رُخاء
وَبَريق في الطب لَيسَ له سي
حيث يَشفى الَّذي تعاصى عَلى الكي
كَم أجاج به تحول للري
وَعليّ لما تفلت بعينَي
هِ وَكلتاهما مَعاً رمداء
ما سمعنا من قبله بمصاب
في جفون بحُمرة والتهاب
عالجوها بنفثة من رضاب
فَغدا ناظراً بعيني عقاب
في غزاة لها العُقاب لواء
بكمال له الشمائل معدن
وَجمال آياتها اللب تفتن
وَسَجايا لِلمَدح تغني وَتسمن
وَبريحانتين طيبُهما مِن
ك الَّذي أَودعتهما الزهراء
إن يكونا سبطين لا أَبناء
منك رأساً فذاكَ ما اللَه شاء
وَلإظهارك الرضا وَالوَلاء
كنت تؤويهما إليك كَما آ
وَت من الخط نقطتيها الياء
سَتُلاقي جَزاءها في غد كف
نفذت ما بهِ يَزيد تعسّف
وَبسم دَنَت وَمُنصل مُرهَف
من شهيدين لَيسَ ينسيني الطف
فُ مصابيهما وَلا كَربلاءُ
قتلت مرآة جنت أَو مرءُ
مأثماً جلَّ منه في البيت رُزء
حَسبُ كلٍّ إِلهه وهو كُفءٌ
ما رَعى فيهما ذمامك مرؤ
وس وَقَد خانَ عهدك الرؤساء
أَسوأ الناس نيَّة من يَمكُر
بِجَدير بالشكر لَو هُوَ يذكُر
كَيفَ كانَ الإحساس وَالدم يَقطُر
أَبدَلوا الودَّ وَالحَفيظَةَ بالقُر
بى وَأَبدَت ضِبابَها النافقاء
هَل طغام أَرضوا يَزيد بِمأمن
مِن نكالٍ ومن لهم ذاك يَضمن
قَد أَطاعوا غرّا عَلى الفسق أَدمن
وَقَسَت منهمُ قُلوبٌ عَلى من
بَكَت الأَرضُ فقدهم وَالسَماء
لَيسَ يشفي انتِماهُ قط غَليلا
لِجَليل بكتبه التَنزيلا
بعد ما قَد أَساءَهم تنكيلا
فابكهم ما اِستَطعت إنَّ قَليلا
في عَظيمٍ من المصاب البكاء
حَسبُك اللَه يا يَزيدُ بنَ حرب
جئت إِدّا بهم وَفادح خَطب
لا تخَل ما سَرَدتُ آخر نَدبي
كل يوم وكل أَرض لكربي
منهمُ كربلا وَعاشوراء
خنت عَهداً إِذ كنت شر الأَعادي
ضد فرعَي بيت الرَسول الهادي
وَتَجاوزت في عدا الأَسياد
آل بيت النَبي إن فؤادي
لَيسَ يسليه عنكم التأساء
وا فؤادي عَلى الغَضى يتقلّى
لاجترا حاكم طغى مُذ تَولّى
ما لِمثلي بحرف وا يتسلّى
غير أَني فوضت أَمري إِلى اللَ
هِ وَتَفويضي الأُمورَ بَراء
أَخذ اللَه ثأر دم بريء
من عُلوج تَشيّعوا لدنيء
حين جاءَ السفاح خير مجيء
رب يوم بكربلاء مسيء
خَفّفت بعضَ وِزره الزوراء
قد أبيدوا وَلا إِبادة ريح
قوم عاد كَذا جزاء قَبيح
برَّح السيف أَيما تَبريح
والأعادي كأن كل طَريح
منهم الزِق حُلّ عنه الوِكاء
ما رأَيت القَريض أَشهى وَأَق
بل من قصيد لكم به أَتوَسل
علَّه سادتي مع العجز يُقبَل
آلَ بيت النَبي طبتم وَطابَ ال
مدح لي فيكُم وَطابَ الرثاء
كَيفَ الأنصاري يَعتَريه إذا شُح
بِمَديح يُصاغ للسادة القُح
بُح فُؤادي بسرّ حبي لهم يُح
أَنا حسّان مدحكم فإذا نُح
تُ عليكم فإنني الخنساء
غزَّ كلّ امرئ غدا يَهواكم
بينما الذلّ عمّ من ناواكم
لا أَرى في الأَنام من ساواكم
سُدتم الناس بالتُقى وَسواكم
سوَّدته البَيضاء وَالصَفراء
بهما قَد أَقسمتُ مولايَ فاسمع
في مقام عَلى السماك ترفع
حاشَ لِلَّه أَن ترد وَتمنع
وَبأَصحابك الَّذين همُ بع
دك فينا الهداة والأوصِياء
ما سمعنا بمثلهم في التصدّي
لعظيم الأمور أَو في التحدّي
وَالتفاني في الصدّ للمتعدّي
أَحسنوا بعدك الخلافة في الد
دين وكل لما تولى إِزاء
ما اِستخفت ألبابَهم سرّاء
لا وَلَم تَثنِ عَزمَهم ضَرّاء
هكذا هكذا تُري الأصفياء
أَغنياء نزاهة فقراء
علماءٌ أئمة أمراء
كافحوا في الحروب لا بُغيةَ الفَي
أَو بسبي الحِسان من نسوة الحَي
بَل لِبُعد النفوس عَن زائِل الشي
زهدوا في الدنيا فَما عُرف المَي
لُ إليها منهم وَلا الرَّغباء
سل حُنينا واِستَفهمن من تبوك
عَن ثبات لجيشهم وَسلوك
إذ بعهد الأَقوال لا بصكوك
أَرخصوا في الوغى نفوس ملوك
حارَبوها أَسلابُها إِغلاء
لست أَدري مَن رأيهُ في سداد
فاقَ عَن غيره وفي اِستعداد
أَصدق الحكم قاله ذو رشاد
كلّهم في أَحكامه ذو اِجتهاد
وَصواب وكلهم أَكفاء
ما علمنا منهم بأخرقَ أَرعن
أَو ضَعيف لغاية قد أَذعَن
أَو غبيّ في باطل قطّ أَمعن
رضي اللَه عنهمُ وَرضوا عن
هُ فأنّى يَخطو إليهم خطاء
في حمى الدين أَحرزوا فضل سبق
سالكي خطتي وَفاء وَصدق
وهمُ في هذا كأسطر رقّ
جاءَ قوم من بعد قوم بحق
وَعَلى المنهج الحنيفي جاءوا
شنف السمع أَيُّها الأخباري
عَن شَريف منهم وعَن أنصاري
بمزايا عنهم رواها البخاري
ما لِموسى وما لعيسى حواري
يون في فضلهم وَلا نقباء
لَيسَ يخشى وحق جودك ضنا
طامِع في العطاء أَحسن ظنا
فأنل مُقسِما يرجيك منّا
بأَبي بكر الَّذي صح لِلنا
سِ به في حَياتك الاقتداء
أَكبر الصحب من بأمرك أمّا
نائِباً عنك إذ قضاؤُك حُمّا
أَكثر الآل يوم موتك غما
وَالمهدي يوم السَقيفة لما
أَرجف الناس إِنَّه الدأداء
قامَ بالأَمرِ بعد أَخذ ورد
وَعداء بالحزم حار لود
حافِظاً عنك كل حكم وحد
أَنقذ الدين بعد ما كانَ للد
دين عَلى كل كربة إشفاء
بك قبل الشيوخ أَجمع آمن
ثم كانَ الثاني بغار لتأمن
وَوفي بالَّذي به قد تضامن
أنفق المال في رضاك وَلا من
نَ وَأعطى جمّا وَلا إِكداء
قَد توسلت بِالَّذي قد تجلّى
في مقام النبيّ حين تولّى
وَرَعى في الشؤون عهداً وإِلا
وَأَبي حفص الَّذي أَظهر اللَ
ه به الدين فارعوى الرقباء
من لِصَرح الإسلام شادَ وعلّى
وَبفتح جيد الخلافة حلّى
وَهوَ ذاكَ الَّذي بعدلتحلّى
وَالَّذي تقرب الأباعد في اللَ
هِ إليه وَتبعد الفقراء
عد حزب النبي إسلامه نَص
راً وآل السما كَما جاء بالنص
لِلمَزايا الَّتي بها امتاز واختص
عمر ابن الخطاب من قوله الفص
لِ ومن حكمه السويّ السواء
كانَ للدين منه حقا مَنار
عم كل الألى اِهتَدوا واِستَناروا
وَشهاب تخافه الكفار
فر منه الشيطان إذا كان فارو
قا فَلِلنار من سناه اِنبراء
بالَّذي كانَ في الشَريعَة قسطا
ساً سألتُ العطا ومثلي يُعطى
فأنلني بحقه السؤل قسطا
وابن عفان ذي الأَيادي الَّتي طا
ل إلى المُصطَفى بها الإسداء
همة دونها السماك الأعزل
وَحياء في شخصه قد تمثل
أجزل اللَه ما له فَتَفضَّل
حفر البئر جهز الجيش أَهدى ال
هَدي لما أن صدّه الأعداء
قَد رأوه ذا عزوة إن تكلم
في قريش أمامه الجمع يُهزَم
فاِنبرى صادِعا بأمر محتّم
وَأَبى أَن يطوف بالبَيت إِذ لَم
يَدنُ منه إلى النَبي فناء
أَحرجوه فكان أَرسى وَأَقوى
مِن ثَبير ثَباته أَو رضوى
واِرتَضى الاحتباس برّا وَتَقوى
فجزته عنه ببيعة رضوا
نَ يد من نبيّه بيضاء
رُب غيب من الشهادة أَنفع
وَوَكيل عَن صاحب منه أَرفَع
وَأَبيّ من المطاوع أَطوع
أدب عنده تَضاعَفت الأَع
مال بالترك حبذا الأُدباء
بالسراة الهُداة أَقمار نجد
وَنجوم الأَنام للمستهدي
جئتُ أَرجو بِجاهِهم نيلَ قصدي
وَعليّ صنو النَبي ومن دي
ن فؤادي وداده وَالوَلاء
أَقرَب الآل والد الأَشبال
باب علم وَقائِد الأَبطال
أبلغ الناس بعده في المقال
وَوَزير ابن عمه في المعالي
ومن الأهل تسعد الوزراء
قد طَلبنا فَما وَجدنا قَرينا
لإمام غدا بحق مَكينا
من رأى منه المُصطَفى هارونا
لَم يزده كشف الغطأ يَقيناً
بَل هُوَ الشمس ما عليه غطاء
بالمَزايا الَّتي عَن الكل تؤثَر
وَسَجاياهمُ الَّتي لا تُحصر
وَفعال ثغر الكَمال بها أَفتر
وَبِباقي أَصحابك المُظهِر التَر
تيب فينا تَفضيلهم وَالوَلاء
من حنى ظهره إِليك مطيقا
حمل درعيك فارجا عنك ضيقا
من بما قَد لقبت أَمسى حقيقا
طلحة الخير المرتضيه رَفيقاً
واحدا يوم فرَّت الرُّفقاء
بحر جود سخاؤُه لم يُقدَّر
لسواه وَمالهُ منه أَكثر
مؤثِر الغير حقه أن يُشكر
وَحواريك الزَبير أبي القر
م الَّذي أَنجبت به أَسماء
وبنَجل سما بعزم وجد
وُهوَ سبط الصَديق أنعم بجد
لك يُدلي بعمّة ذات مجد
وَالصفيين توأم الفضل سعد
وَسَعيد إن عُدت الأصفياء
من كسعد رمى بسهم تمكن
في قُلوب به الضَلالة تكمن
وَسَعيد هدي سواه ليؤمن
وابن عوف من هونت نفس
ه الدنيا ببذل يمده إِثراء
من له في السخاء أَوسع مَهيَع
فيه كل العفاة بالعز ترتع
وافر الجود فضله قد تنوّع
والمكنّى أَبا عُبيدَة إذ يَع
زي إليه الأَمانة الأمناء
وَهداةٍ من الكواكِب أَبهج
وَحماة ساروا بأقوم منهج
وَشيوخ آثارهم تَتأرج
وَبعميك نيّرَي فلك المَج
دِ وكل أتاه منك إتاءٍ
وأب ساد أيّما قرشيّ
وَالَّتي منه أنجبت بِنَبيّ
وَبغُرّ تَناسلوا من سريّ
وَبأم السبطين زوج عليّ
وَبنيها ومن حوَته العَياء
وَبِباقي فروع بيتك الأشرَف
من عرفنا منهم ومن لم يُعرَف
وبكل الألى بهم يُستحلَف
وَبأزواجك اللَواتي تشرف
نَ بأن صانهن منك بناء
يا شَفيع الأنام يوم التَنادي
يا ملاذ القُصّاد يا ذا الأَيادي
كن مجيري وَقَد أتيت أنادي
الأَمان الأمان إِن فؤادي
من ذُنوب أَتيتهن هواء
غرّه برق ذي الحَياة الخلب
فَتَمادى في الغي يَلهو وَيَلعَب
فو إن كنت خائِفاً أَترقب
قَد تمسكت من ودادك بالحب
لِ الَّذي اِستمسكت به الشفعاء
كُلَمّا قلت لن فؤادي يَقسو
وَلكأس الآثام بالرغم يَحسو
لَيسَ آس له سوى العفو يأسو
وأبى اللَه أن يمسّني السو
ء بحال ولي إليك النجاء
أَي صدع يا سيرتي منك أَرأب
وَفؤادي مازال في الاثم يدأب
وإذا ما جنى علينا وأذنب
قد رَجوناك للأمور الَّتي أَب
رَدُها في قُلوبنا رَمضاء
حمّلتنا الأَهواء أَعباء وزر
ما لَنا في اقترافه من عُذر
فندمنا راجين تَخفيف وَقر
وأَتينا إليك أنضاء فقر
حملتنا إلى الغنى أنضاء
خامرتنا هواجس اثر حدس
بسعود طورا وَطوراً بنحس
غير أن الأَرواح فازَت بأنس
واِنطَوَت في الصدور حاجات نفس
ما لها عَن ندى يديك اِنطواء
قد نشرنا إليك ما صانه الطي
من ذنوب أَخفها يقتضي الكي
بِقلوب حلالها مرتع الغي
فأغثنا يا من هو الغوث والغَي
ث إذا أجهد الوَرى اللأواء
يا مَلاذ الرجاء والخطب يَعظُم
يَوم لا يَنفع العصاة التندُّم
أَنتَ فيه الإمام ربّ التقدم
وَالجواد الَّذي به تُفرج الغُم
مَة عنا وتُكشف الحوباء
يَومَ لا نَلقى في الوجوه اِبتساما
حيث يَجفو الفَتى أَخاه اهتماما
وَنُناديك حين نَخشى الزحاما
يا رَحيما بالمؤمنين إذا ما
ذهلت عن أبنائها الرُحماء
موقف فيه أَثبت الناس يدهش
من وقوف بالاضطراب مُشوش
كل عين تَبكي له أَو تجهش
يا شَفيعا بالمذنبين إذا أش
فق من خوف ذنبه البرءاء
يا كَريما له النبيون تسعى
حيث لا يرتجى سواه وَيُدعى
وَالبرايا من هول ذا اليوم صَرعى
جد لعاص وَما سواي هو العا
صي وَلكن تنكّري استحياء
غالبته أَهواؤُه فَتَمادى
ورَمته الصروف وَالدهر عادى
فأجره في الحشر إن هو نادى
وَتداركه بالعناية مادا
م له بالذمام منك ذماء
لَم يجد حوله أَباً أَو أُماً
يحملان الَّذي له قد أَهما
فَلِهَذا وَقَد سَعى مهتما
أَخرته الأعمال وَالمال عَمّا
قدَّم الصالحون والأغنياء
كَم لِصوب الخطا له خُطوات
هي عَن منهج الهدي حائدات
وَعَليه جَوارِح شاهِدات
كل يَوم ذنوبه صاعدات
وَعليها أَنفاسه صَعَداء
وَيحَه وَيحَه وقل له وَي
حيث ما عفّ في اللذائذ عَن شي
في شراب وَفي حنيذ وَفي مي
أَلف البطنة المبطئة السَي
ر بدار بها البطان بطاء
وَتوانى عَن كل فرض وَندب
وَتجافي جنباه عَن مستحب
وَتجاري جَهراً بعصيان رب
فَبَكى ذنبه بِقَسوة قَلب
نهت الدمع فالبكاء مُكاء
وَمَضى في الشرور كالسهم ينفذ
وَبسوق الخسار يعطي وَيأخذ
وَلزجر الوُعاط للجهل ينبذ
وَغَدا يعتِب القَضاء وَلا عذ
ر لعاصٍ فيما يَسوق القَضاء
قَد أَطاع الهَوى وَذاكَ جنون
وَهوَ حقاً كَما يقال فتون
ما لَه بعد ذا اِعتراه سكون
أَوثقته من الذنوب ديون
شدَّدت في اِقتضائها الغُرماء
كُلما قال ارجئوني أَصمّوا
مَسمعاً عَن رجائه واهتمّوا
كَيفَ من في الحَضيض للنجم يَسمو
ما لَه حيلة سوى حيلة المو
ثق إِما توسل أَو دُعاء
علّ فُلك الغَريق في الاثم تَرسو
فَوقَ جوديّ العفو وَالعفو يأسو
حيث نادى وَما به قط يأس
راجياً أَن تعود أَعماله السو
ء بغفران اللَه وَهي هباء
ما لَه قبل ذاك في جنات
مطمع في مَعنى بها أَو ذات
حيث آثامه غدت بينات
أَو يَرى سيئاته حَسَنات
فَيُقال اِستَحالَت الصَهباء
لَيسَ هَذا عَلى الشَفيع المُشَفَّع
بِعَزيز وَساحة الفضل أَوسَع
يا رَسولا عنا به الهمّ ندفع
أَي أَمر تُعنى به تُقلَب الأَع
يان فيه وَتعجب البصراء
لست فيما رجوت لِلمتأمل
بمُغال وَفَوقَ ذاكَ أؤمل
حقق الظنَّ أَيُّها المزمّل
رب عين تفلت في مائها المل
ح فَأَضحى وَهو الفرات الرواء
غارس الاثم للعقوبة يجني
وَالدنايا إلى المهالك تُدني
غير أني في اللَه أحسِن ظَني
آه مِمّا جنيت لو كانَ يُغني
أَلفٌ من عَظيم ذَنب وَهاء
كَيفَ أَبغي النهوض وَالحاذ مثقل
بِذنوب من الجَنادِل أَثقَل
ليت حالي لضدها تتحول
أَرتَجي التوبة النصوح وَفي القل
بِ نفاق وَفي اللسان رياء
بَينما الأمر بالخواطر يَهجس
إِذ تَرى النفس بالمخاوف توجِس
فَمَتى الطهر من سلوك منجّس
وَمَتى يَستَقيم قَلبي وَللجس
مِ اعوجاج من كِبرتي واِنحناء
لِم لَم أَجعَل التقى نُصب عَيني
لِم رُشدي لم يثن قَلبي عَن الغي
لِم خلعي العذار في وَسط الحي
كنت في نومة الشباب فَما اِستَي
قظت إِلّا ولمّتي شَمطاء
الأخلاء في الضَلالة أشقوا
كل من في شباكهم قَد أَلقوا
بَينَما الصالِحون للذخر أَبقوا
وَتمادَيت أَقتَفي أَثر القَو
مِ فَطالَت مَسافَة واِقتفاء
أَحرز السبق كل ذي إِقدام
وَتخلفتُ سائِراً في الطغام
هَل أنال اللحاق قبل حمامي
فَوَرا السائرين وَهوَ أَمامي
سُبلٌ وعرة وَأَرض عَراء
قل لكل الألى نظيري كراهم
عاقهم عَن سَيرٍ إِلى أُخراهم
حسب تَسويل من بذا أَغراهم
حمد المدلجون غبَّ سُراهم
وَكَفى من تخلف الإبطاء
كَم بجد المسير للنفس أَوصَي
ت وحذرتها التوانيَ في الطي
غير أَنّي في الأمر ما ليَ من شَي
رحلة لم يزل يُفنّدني الصَي
ف إذا ما نويتها وَالشتاء
إن حالي لمن وعى وَتَدَبَّر
حالَ من في شؤونه قد تكبر
ما لِعَزمي إذا تقدمت أَدبر
يتقي حُر وَجهي الحرّ وَالبر
دَ وَقَد عزَّ من لظى الاتقاء
ما اِعتذاري لِلَّه عَن طول نَومي
وَتراخيَّ في صَلاتي وَصَومي
يا لقَومي ما حيلَتي يا لقَومي
ضقت ذِرعاً مِمّا جنيت فَيومي
قمطريرٌ وَلَيلَتي دَرعاء
بَينَما خِلت ما اِقتَرَفت من الغش
شِ بنفسي جزاً لها سوف يبطش
إذ بَدا لي من حسن ظَني مُنعِش
وَتذكرت رحمة اللَه فالبش
ر لوجهي أنى انتحى تلقاء
غير أَنَّ الفؤاد مازالَ يوجَل
وَيَرى أن داء نفسي أَعضل
ثم حيناً يَرجو شفاها المؤمَّل
فألح الرجاء وَالخَوف بالقَل
بِ وَللخوف وَالرجا إخفاء
فَهوَ مثل الغَريق لم يلف شطّا
بعد سَبح غَدا به منحطا
كَيفَ يَنجو من للحدود تخطّى
صاح لا تأس إن ضعفت عَن الطا
عة واِستأثرت بها الأقوياء
لَيسَ يأس الفَتى من العفو يحسن
حيث مولى الوَرى بما شاء يمنن
هدئ الروع سكّن الجأش واسكن
إن لِلَّه رحمة وأحق الن
ناسِ منه بالرحمة الضعفاء
وإذا ما بالسبق فازَ من القو
مِ مصلون أَدرَكوا ما تمنوا
وَمجلّون لِلعَزائم أَنضوا
فابقَ في العرج عند منقلب الذو
دِ فَفي العَود تسبق العرجاء
واتق اللَّه إن رأيت الحاذا
مُثقلا وابغ من رضاه مَلاذا
وارض بالصوف لو فقدت اللاذا
لا تقل حاسِداً لغيرك هَذا
أَثمرت نخله ونخلي عفاء
حسد المرء غيرَه لَيسَ بثمر
غير غيظ بصدره متسعر
فاِقتنع بالنَصيب يا صاح واصبر
وأت بالمستطاع من عمل البر
رِ فقد يسقط الثمارَ الاتاء
وتلاف التَقصير بعضاً وكلا
واحذُ حذوَ الَّذي يجد تحلى
واِحذَر الأعدا في ثياب الأخلا
وبحب النَبيّ فاِبغ رضا اللَ
هِ فَفي حبه الرضا وَالحَباء
عجبا لابن آدم كَيفَ يَزهو
من غرور وَبالزَخارِف يَلهو
كلما ذكّروه لا زالَ يَسهو
يا نَبي الهدى اِستغاثَة مَلهو
ف أَضرت بحاله الحَوباء
إن صفو الضَمير للخير أس
وإذا الحقل طاب أَينع غرس
فَلِماذا يُرى بِقَلبي عكس
يدعى الحب وَهوَ يأمر بالسو
ء ومن لي أَن تصدق الرغباء
لَيسَ زعم الفَتى المحبة يَكفي
لثبوت ادّعاه وَالحال تنفي
كَيفَ يَرجو الوصال من لا يُوفّي
أَي حُب يصح منه وطَرفي
واصل للكرى وَطيفك راء
كَم تَمنيت أَن أراني بقرب
من حَبيب وَلاؤُه دين صب
إنني في البعاد حائر لُب
لَيتَ شعري إذاك من عظم ذنب
أَم حظوظ المتيمين حُظاء
لَم أَزَل في اللقاء مادمت حَيّا
طامِعا في اِنتشاق أَطيَب رَيّا
جد وَلَو في حلم بنور المحيّا
إن يكن عظم زلتي حجب رؤيا
ك فَقَد عز داءَ قَلبي الدواء
عذت مِمّا أَخشى بقدرة رب
وَرِحاب لقطب طيبة رحب
يا ملاذ الأنام عجم وعرب
كَيفَ يصدا بالذنب قلب محب
وله ذكرك الجَميل جِلاء
عز قَلبي الشفا فَلَيسَ قَريبي
ذا اِحتيال لبُرئه أَو نسيبي
فَتَدارك ذماءه يا حَبيبي
هذه عِلَتي وَأَنتَ طَبيبي
لَيسَ بخفي عليك في القَلب داء
بيَ وزر لَو حمّلوه لرضوى
مادَ عجزاً لثقل وطأة بلوى
فَعَلَيهِ لديك أَرفع دَعوى
ومن الفوز أن أَبثّك شَكوى
هيَ شكوى إليك وهي اِقتضاء
لَم يعقها باب وَلا بوّاب
حيث لا مانع وَلا حجّاب
بنت فكر صداقها إيجاب
ضمّنها مدائح مستطاب
فيك منها المَديح والإصغاء
نمّقتها قريحة تَتَسلى
بامتداح حَتّى بكم تتملى
كَعروس بوصفكم تَتحلى
فَلما حاولت مديحك إلا
ساعدتها ميم وَدال وحاء
لَيسَ كل الَّذي يؤلف نظما
شاعِراً بَل تَفاوت الناس حوما
فَبِمالي من أَصدق الشعر دَوما
حق لي أَن أساجل قَوما
سلّمت منهم لدَلوي الدلاء
فضل هَذا لنفحة ساعدتني
وَعَلى الامتياز قد عاهدتني
ووفت بي وقط ما خانتني
إن لي غيرة وَقَد زاحَمتني
في مَعاني مديحك الشعراء
كَيفَ لا باِمتداحكم أَتَغنّى
وأرجّي بلوغ ما أَتَمنّى
وَأَهني نفسي بحظ تَسَنّى
وَلِقَلبي فيك الغلو وأنى
لِلساني في مدحك الغُلواء
جئت بالمُستَطاع وَاللَه يشهد
أَنك البحر منه كان لي المد
وَذَكائي من وجد قَلبي توقد
فأثِب خاطِراً يَلذ له مد
حك علماً بأنه اللألاء
بَينَما غيره أَجاد عقودا
لمليك يَروم منّا وجودا
أَو مليح يخاف منه صدودا
حاك من صنعة القَريض برودا
لك لم تحكِ وَشيها صَنعاء
حبذا الشعر في مديحك ينفي
كل همّ عَن الفؤاد وَيشفي
من نظيري وَما تسنّى لضعفي
أَعجز الدر نظمه فاِستَوت في
هِ اليدان الصنّاع وَالخرقاء
قَد رأى العبد مدح مولاه فَرضا
في زَمان به القَرائح مَرضى
وَشؤون المحمديين فوضى
فارضه أَفصح امرئ نطق الضا
دَ فَقامَت تغار منها الظاء
لست مهما أَطلت في البحر سبحا
وَتفننت في المَقالات فُصحى
أَبتَغي للمحيط قطعاً وَنزحا
أَبِذكر الآيات أوفيك مدحا
أَين مني وأينَ منها الوَفاء
أَو بسردي صفات مَولى سني
رمت إِظهار ذي مقام جلي
لا فذا عنه أَنتَ أَغنى غني
أَم أماري بهنَّ قوم نبيّ
ساء ما ظنه بي الأغبياء
فكرتي من غرامها صورتها
وَعلى قدر جهدها دبجتها
إِذ مَزاياك كثرةً أَعجزتها
ولك الأمة الَّتي غبطتها
بك لما أَتيتها الأنبياء
بالَّذي جئتنا به قد هُدينا
وَسعدنا بذاك دُنيا ودينا
وبسر لسيد المرسلينا
لَم نخف بعدك الضلال وَفينا
وارثو نور هديك العلماء
كَم حَديث أَبقيته لِلبَرايا
فيه للعالمين غُرّ الوَصايا
أودعت كُلما نرى من مَزايا
فاِنقضَت آي الأنبياء وآيا
تك في الناس ما لهنَّ اِنقضاء
حبذا العلم إن تصنه ثِقات
كل أَعمالهم به صالِحات
فهم الناس وَالبواقي موات
وَالكرامات منهم معجزات
حازها من نوالك الأولياء
قل لمن حاول الوفاء وَخصص
شعره للبيان صاح تخلّص
دون ذا عمر الفتى يتقلّص
إن من معجزاتك العجز عن وص
فك إذ لا يحدَّه الاحصاء
فقت كل الورى بجمّ المَزايا
حيث قد شاءَ ذاكَ مولى العَطايا
فاعذر اللفظ وارض ما في النوايا
كيفَ يَستَوعب الكلام سَجايا
كَ وَهَل تنزح البحارَ الركاء
حسب ما صُفتُ مادِحاً أن تُصغي
لصواب منه وَللضد تلغي
ثم مَهما أزبِد بشعري وأرغي
لَيسَ من غاية لمدحك أَب
غيها وَللقول غاية وانتهاء
وَمحال مَهما أَطالَ البَرايا
شرح ما حزتَ من كريم السجايا
فاِرض من عاجِز أَقل الهَدايا
إنما فضلك الزَمان وآيا
تك فيما نعده الآناء
مذ أميطت عني تمائم طوقي
شَبّ حُبي معي إليك وَعشقي
فاتخذت المَديحَ بلسم شَوقي
لَم أُطِل في تعداد مدحك نطقي
وَمُرادي بذلك اِستقصاء
لا وَلَم أَبغِ سمعةٍ بِمَقالي
وَلَو اني قد صغته كالآلي
أَو أُباهي بمدحتي أَمثالي
غير أَنّي ظمآن وجد وما لي
بِقَليل من الورود اِرتواء
نهلا منك أرتجي أَو علا
لَيتَني أَشتَفي بذا وَلعلا
وَالترجي من محسن لن يملا
فسَلام عليك تَترى من اللَ
هِ وَتبقى به لك البأواء
وَصَلاة عليك ما انهزم اللَي
لُ أمام الجيوش من فلق الضَي
مثل حق عنّا كشفت به الغَي
وَسَلام عليك منك فَما غي
رك منه لك السَلام كِفاء
وَصَلاة عَلى الَّذي قد تَدلى
وَعَلَيهِ المولى بذات تجلى
بعد ما أَمَّ جمع رُسل وَصلى
وَسلام من كل ما خلق اللَ
هِ لِتحيا بذكرك الاملاء
وَسلام عَلَيك من كل مؤمن
يرتجي اللَه وَالوجودَ يؤمن
لفظه العذب جامع متضمن
وَصلاة كالمسك تحملها من
ني شمال إليك أَو نكباء
وَصلاة عليك من مصر تُرسَل
من سَليل الأنصار منسوب فرغل
فأجب سؤل من بها قد توسل
وَسلام عَلى ضريحك تخضل
ل به منه تربة وَعساء
وَسلام من عاشِق يتهيج
كلما شُدّت الركائب للحج
وَنداء من ذي غَرام تأجج
وَثَناء قدمتُ بين يَدي نج
وايَ إذ لَم يَكن لديَّ ثَراء
وَصلاة عليك ما ساق ظلا
ضوء شمس بأوج أفق تجلى
وَسلام به الختام تحلى
ما أَقامَ الصَلاة من عبد الل
هَ وَقامَت بربها الأشياء
محمد الطهطاوي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2014/05/14 11:57:05 مساءً
التعديل: الأربعاء 2014/05/14 11:57:48 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com