طَويلٌ غَرامي في طوالِ الذوائبِ | |
|
| يُضارعُ شَوقي في مواضي الحَواجبِ |
|
ورفعي على كسرٍ بَنَتهُ تلاعُباً | |
|
| جوازِمُ أفعالِ العُيُونِ القَوَاضِبِ |
|
وعقدُ نَثيرِ الدَّمعِ نَظَّمَ دُرَّهُ | |
|
| شَتيتُ لآلٍ في بُرُوقِ المشانِبِ |
|
وذاوى الجَوَا يسقيهِ ماءُ ملاحةٍ | |
|
| يجُولُ بديباجِ الخُدُودِ النواقِبِ |
|
ووافِرُ وجدي في بسيطِ تَرائِبٍ | |
|
| مديدٌ ودَمعي دارَةُ المُتَقارِبِ |
|
وكامِلُ عشقي في الخُصُورِ يَزيدُهُ | |
|
| تَرَنُّحُ بانٍ في حِقافِ الحقائبِ |
|
وصامِتُ حالي أنطقَتهُ صبابةً | |
|
| صوامِتُ أحجالٍ بِسُوقِ الكَواعِبِ |
|
فَلِلَّهِ في روضِ الصبابَةِ ظَبيَةٌ | |
|
| تَصِيدُ الضَّوارِي بالدَّلالِ المُناسِبِ |
|
وتَطلُعُ في برجِ الهَوادِجِ شَمسُهَا | |
|
| على فَلَكٍ يَفرِي بحُورَ السباسِبِ |
|
تعلَّقتُهَا قَسراً ولم يُنجِ مَهرَبِي | |
|
| عَنِ الشَّوق لَكِن فيهِ صارَت مَئارِبِي |
|
غَرَبتُ لها في السَّيرِ حَتَّى وَصَلتُها | |
|
| بِخُوصِ المَهَارى الناجِيَاتِ النجائِبِ |
|
لَعمريِ لمن روحُ المُحبينَ أن ترى | |
|
| مَنَارَ المَوامِي بَينَ بادٍ وَغارِبِ |
|
ولا سيَّما المُستنشِقُونَ رَوائِحاً | |
|
| تَهُبُّ لَهُم من نَشرِ وَصلِ الحَبَائِبِ |
|
فَلَم يَعبأوا بالزمهريرِ ولا الصدى | |
|
| ولا شُغلَ إلاَّ في الهَوى والركائبِ |
|
أيا عذبَةَ الأنيابِ باعثَةَ الهَوَى | |
|
| وداعي الجَوَى المُقصي لِكُلِّ مُغالِبِ |
|
جَمَالُك شَوقاً نُصبَ عيني وخاطري | |
|
| فلا هُوَ عن طَرفي وقَلبي بغائِبِ |
|
فَمَاذا الذي من أجلِهِ قَد جَفَيتني | |
|
| وضيَّعت دَهرِي بالأَماني الكَواذِبِ |
|
لَئِن كَانَتِ العُشَّاقُ كُلٍّ بمذهبٍ | |
|
| فعشقي وَجداً جامعٌ للمذاهبِ |
|
وإن كانتِ الأشواقُ تَذهَبُ باللِّقا | |
|
| فشوقي طُولَ الدَّهرِ لَيسَ بِذَاهِبِ |
|
تَراني أُخفي ما أُكِنُّ من الهَوَى | |
|
| ولَو كانَ دمعاً بَينَ إتٍ وراسِبِ |
|
يطيبُ بها طيبُ النسيبِ وعَرفُهُ | |
|
| كطيبِ الثَّنَا في مَدحِ خيرِ الأطايِبِ |
|
هُوَ الشيخُ ما العينينِ مَن نُورُ شَمسِهِ | |
|
| سِرَاجُ هُدىً مِنهُ اقتباسُ الكَوَاكِبِ |
|
بِفاتِحَةِ الذِّكرِ افتَتَحتُ لِمَدحِهِ | |
|
| ببكرِ وعِمرانِ المَعَاني الغَرائِبِ |
|
فَتىً عمَّ جدواهُ النِّساءَ ورجلَهَا | |
|
| بِمائدَةٍ أنعامِ أعرافِ وَاهِبِ |
|
وأنفالُهُ تُهوِي الأَنامَ لتوبَةٍ | |
|
| بِهَا يُونُسُ الأعمى لِهُودِ العجائِبِ |
|
سَرَى يُوسُفُ الحُسنِ اشتياقاً لِدَعدهِ | |
|
| خَليلاً لحجرِ النَّحلِ إسرا السحائِبِ |
|
وكهفُكَ حِصنٌ يا بن بُشرى ابن مَريمٍ | |
|
| وهو طهَ تاجُ الأنبيا والمراتِب |
|
لبابكَ حجَّ المُؤمنونَ وأفلحوا | |
|
| ونُورُكَ فُرقَانٌ مُزيلُ الغَيَاهِبِ |
|
تَرى الشُّعرا كالنَّملِ تَقصُصُ مدحَهُ | |
|
| على عجزِهِم عن حَصرِ تِلكَ المَنَاقِبِ |
|
وأوهى بناءً من بنا العنكبوتِ ما | |
|
| له الرُّومُ من كيدٍ بنت وكتائِبِ |
|
له رأي لقمانٍ وكم ترى سجدةً | |
|
| لقضبانهِ في كَبكباتِ المَواكِبِ |
|
وأحزابُهُم قَسرا سباهُم بفاطرٍ | |
|
| كيسٍ إذا صُفَّت صُفُوفُ النوائِبِ |
|
وصادَ ظُباهُمُ زُمرَةً وهو غافِرٌ | |
|
| إذا فُصِّلت شُورى بِزُخرُفِ غالِبِ |
|
وأمسوا هباءً كالدخانِ ودُورُهُم | |
|
| كجاثيةِ الأحقاف بينَ الملاعبِ |
|
وبعدَ القتالِ الفتحُ جاءَ برايةٍ | |
|
| لها حُجُراتٌ بينَ قافٍ وساربِ |
|
لها ذارياتُ الرُّعبِ كالطُّورِ نَجمُها | |
|
| سنى قمرٍ منهُ رفيعُ المَنَاصِبِ |
|
ونالَ من الرحمَنِ واقعةً لَهُ | |
|
| ألانت قُوى صُم الحديدِ الشوازِبِ |
|
وأفحم أصحابَ المُجادَلَة التي | |
|
| إلى الحشر مالت لامتحان المُخَاطَب |
|
تَراهُ بِصفٍّ الزحفِ جلداً وجمعهُ | |
|
| يلين بوعظٍ للمنافِقِ جاذِبِ |
|
بِغَيرِ المَعَالي لا تَغَابُن عِندَهُ | |
|
| وطَلَّقَ تحريماً لِمُلكِ الشوائبِ |
|
بدا نونُ لامٍ حاقَةٍ بمعارجٍ | |
|
| كطوفانِ نُوحٍ في رقابِ الغَواصِبِ |
|
له الجنُّ تخشى وهو أعلى مُزَمَّلٍ | |
|
| ومدثرٍ مجدَ القيامَةِ راغِب |
|
وللإنسِ عَمَّت مُرسَلاتُ يمينه | |
|
| فَسَل نَبأَ للنازِعااتِ الرَّواغبِ |
|
ولا عبسٌ لو كُوِّرَت بانفطارها | |
|
| شُمُوسٌ لتطفيفِ انشقاقِ المَطالبِ |
|
علا ببروجِ الفخرِ طارِقُ حَيِّه | |
|
| يَحُفُّ بأعلى غاشيات الرغائِبِ |
|
وطلعتُهُ كالفجرِ في بلدٍ بهِ | |
|
| بل الشمسُ عمَّت بالضيا كل جانبِ |
|
كما عمَّهُم بالفيضِ في الليلِ والضحى | |
|
| على شرحِ صَدرٍ لَذَّ تِينُ المَوَاهِبِ |
|
سَنَا عَلَقٍ من قَدرِهِ يَسَعُ الوَرَى | |
|
| بِبَيِّنَةٍ كَم زَلزلَت مِن مُحارِبِ |
|
عَرَمرَمُ عَادِيَّات قَارِعَة لَهُ | |
|
| تَكَاثرُ عَصراً فيهِ وَيلُ المُحارِبِ |
|
ألَم تَرَ أن اللَه مَدَّ قُرَيشَهُ | |
|
| بِمَاعُون نَصرٍ كَوثَرٍ غَيرِ غائِبِ |
|
جَلا الكافِرِينَ المَارِدِينَ بِنَصرِهِ | |
|
| فَتَبَّت يَداهُم عَن وُرُودِ المَشارِبِ |
|
وإخلاصُ أجناسِ العُلى فَلَقٌ لهُ | |
|
| بهِ الناسُ تحكي مدحَهُ بالغرائِبِ |
|
فلا زالَ فُرسَانُ القَريضِ لِمَدحِهِ | |
|
| تَسابَقُ في ميدانِ فيحِ المَذَاهِبِ |
|
ولا زالَ في رغدِ الحياة مُهَنَّئاً | |
|
| بعافيةٍ تَحلُو بحفظِ الجوانبِ |
|
وفي غيبِ هَاهُوتِ التواصِلُ راقياً | |
|
| مدارجَ لا هَوتِ اتصالِ المسارِبِ |
|
صلاةً على المختار يَتلُو بسيطُهَا | |
|
| طَويلَ غَرامي في طويلِ الذَّوائِبِ |
|