عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > السودان > محمد عبدالوهاب القاضي > هِيَ ساعاتٌ مَضَت لَكِنَنَّي

السودان

مشاهدة
570

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هِيَ ساعاتٌ مَضَت لَكِنَنَّي

هِيَ ساعاتٌ مَضَت لَكِنَنَّي
لَستُ أَدري كَيفَ تَمضي يا حَبيبي
كَيفَ تَمضي وَهيَ خُلوٌ مِن جنى
وَردِك الضاحي وَمرعاكَ الخَصيبِ
هِيَ ساعاتٌ تَوارَت بَعدَ ما
حَطَّمَت مني وَمِن قَلبي الكَئيبِ
وَاِنقَضَت لَكِن بِروحي وَفَمي
أَخذت مِن ذا وَهَذا بِنَصيبِ
هِيَ ساعاتٌ تَراءَت بَينَها
صُورُ الماضي بِأَشتاتِ الضُروبِ
وَتَداعت تَحتَها مِني القُوى
وَاِفتَقَدتُ العَزمَ مِن جَفني السَكيبِ
مَرَّت الساعاتُ أَقصى ما أَرى
مِن زَماني المُرِّ وَالدَهرِ العَجيبِ
وَاِنطَوَت في صَفحةِ الغَيبِ سُدىً
قَبلَ أَن يَهدأَ في قَلبي وَجَيبي
لِمَ كانَت لَست أَدري غَيرَ أَن
كُنتُ في وادٍ مِنَ الحُبِّ جَديبِ
وَاِحتَوَتني فَترةً غامِضةً
كُنتُ فيها سامِعاً غَيرَ مُجيبِ
وَعَدتني عادياتٌ جَمَّةٌ
عَنكَ يا مَبعَثَ دائي وَطَبيبي
هَذِهِ الساعاتُ ما أَشأَمها
إِنَّها أَشأَمُ مِن هَجرِ الحَبيبِ
كَيفَ مَرَّت بي وَلِمْ مَرَت وَما
تَبتَغي مِن ثائرِ الدَمعِ الصَبيبِ
أَنا لا أَعرف إِلا أَنَّني
كُنتُ في وَقتٍ مِن الدُنيا عَصيبِ
عَمِيت نَفسيَ فيهِ وَانزوَت
كُلُّ آمالي مِنَ الدَهرِ الكَذوبِ
وَتَهاوَت أَنجُمي ساقِطةً
وَدَنَت شَمسُ غَرامي لِلغُروبِ
رَحمةُ اللَه عَلى نَجمِ الهَوى
كَيفَ يَهوي بَين صُبحٍ وَمَغيبِ
كَيفَ يَهوي لا لِعَمري إِنَّهُ
لَم يَزَل في ثَوبِهِ الزاهي القشيبِ
إِنَّما مَرَت بِهِ عاصِفةٌ
هَدأت بَعدَ هياجٍ وَهُبوبِ
بَل مَضَت تارِكةً أَعمقَ ما
تَتركُ الأَيّامُ في قَلبِ الغَريبِ
وَبودِّي لَو أَرى كَيف أَتَت
ثُمَّ لَو أَعلمُ ماذا تَبتَغي بي
وَيَقيني أَنَّها تَجرِبةٌ
مِن يَدِ الدُنيا وَمِن كَفِّ الخَطوبِ
لِتَرى مِقدارَ ما أُضمِرُهُ
مِن وَفاءٍ خالصٍ غَيرَ مَشوبِ
إِنَّها تَجربةٌ قاسيةٌ
أَسبَلَت دَمعي وَلَم تُخمِد لَهيبي
هَذِهِ الساعاتُ مَرَّت فَجةً
لَم تَزَوِّد ساعةً مِنها بطيبِ
فَرَغَت مِن كُل شَيءٍ وَخَلَت
كُلّها إِلا مِنَ الحُزنِ الدَؤوبِ
وَبَدَت صامِتةً مُرعِبةً
يَتَغابى دونَها ذِهنُ الأَديبِ
لا أَرى في الدَهرِ ما يُشبِهُها
ثِقَلاً في الظلِّ أَو سوءِ الشحوبِ
إِنَّها وَقتٌ غشومٌ جائرٌ
يَتَجافى وَصفُهُ عقلَ اللَبيبِ
هُوَ إِن شئتَ فَراغٌ مُطلَقٌ
وَهوَ إِن شئتَ جَزاءُ المُستَريبِ
هَذِهِ الساعاتُ كانَت نَوَباً
وَثَبَت في مُهجَتي أَيَّ وثوبِ
وَأَراني بَعدُ فيها مُذنِباً
ها أَنا كفَّرتُ فَاِغفر لي ذُنوبي
يا حبيبي هَل مَضَت ساعاتُنا
كَيفَ تَمضي لِمَ تَمضي ياحَبيبي
لِمَ تَمضي قبلَ أَن تَجمَعَنا
في ظِلالِ الحُبِّ وَالوكرِ المَهيبِ
آهِ لَو تَرجِعُ ساعاتٌ ثَوت
في ظَلامِ الأَمسِ وَالأَمسِ القَريبِ
محمد عبدالوهاب القاضي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2014/05/20 12:52:35 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com