أَخلَصتُكِ الحُبَّ يا لَيلى فَما صَدَقَت | |
|
| آمال قَلبي وَلا حَقَقَتِ أَحلامي |
|
وَصُنتُ حُبّكِ عَن جَهلٍ وَعَن عَنتٍ | |
|
| فَلَم تَصوني وَتَرعى قَلبيَ الدامي |
|
أَولَيتُكِ القَلبَ لَكِن ما حَفِلتِ بِهِ | |
|
| ضَيعَتِهِ في مُحيطِ العالمِ الطامي |
|
لَم تَحفظيهِ وَلَم تَرعى مَوَدتَهُ | |
|
| وَما جَنى غَير حُبٍّ طاهرٍ سامِ |
|
ماذا يَضُرُّكِ لَو بادَلتِهِ ثِقَةً | |
|
| وَلَو عَطَفتِ عَلى وَجدي وَآلامي |
|
سَلي اللَيالي عَنِّي كَم أَبيتُ بِها | |
|
| أَرعى النُجومَ وَلا أَحصي لَها عَدَدا |
|
مُروّعُ القَلب مِن جَرَّاءِ ما حَمَلَت | |
|
| مِني الضُلوعُ فَقَد حَمَّلتَها أَحَدا |
|
أَبكي وَإِنَّ عَجيباً مِن يَدَي زَمَنِي | |
|
| أَن يُبكِيَ الخَجَلُ المُستَضعَفُ الأَسَدا |
|
أَنوحُ وَاخجلتي لِم ذا أَنوح وَقَد | |
|
| خَلَقتُ كَالصَخرِ لا لَمّا أَنُح أَبَدا |
|
أَشكو وَكَيفَ اَشتَكي الدُنيا أَخوجَلَدٍ | |
|
| أَلَم أَكُن في تَباريحي فَتىً جَلِدا |
|
وَسائِلي عَنيَ الآلامَ ما فَعَلَت | |
|
| يَجِبكِ قَلبٌ صَريعُ الهَمِّ وَالحَزَنِ |
|
جَنَت عَلَيهِ صَباباتٌ مُؤرِّقَةٌ | |
|
| فَلَيسَ يَبرحُ مِن وَجدٍ وَمِن شَجَنِ |
|
وَلَيسَ يَفتأُ مَدفوعاً تَقاذفه | |
|
| هُوجُ الرِياحِ بِلا قَيدٍ وَلا رَسَنِ |
|
لا بَل تَجِبكَ دُموعٌ مِن مَحاجِرِها | |
|
| مسَّاقطاتٌ مِنَ الآلامِ وَالمِحَنِ |
|
وَسائِلي الدَمَ كَم قَطَّرتُ غاليهِ | |
|
| زُلفىً إِلى الحُبِّ مِن عَقلي وَمِن بَدَني |
|
وَاِستَشهدي مِن بَناتِ الشعرِ خاطرةً | |
|
| سَكَبتها مِن دَمي الغالي وَمِن روحي |
|
وَصُغتَها مِن عَصيرِ القَلبِ مَعربةً | |
|
| عَن مُضنياتي وَعَن أَقسى تَباريحي |
|
دَفَعتُها لَكِ دَفعاً مِن مَكامِنها | |
|
| عَجلى مَرقرقةً كَالماءِ وَالريحِ |
|
فَبَلِّغَت مِن رِسالاتِ الهَوى عِبَراً | |
|
| وَخَبِّرت عَن فُؤادٍ جَدُّ مَجروحِ |
|
تَلكم خَواطرُ مِن نَفسٍ مُشَرَدةٍ | |
|
| لَم تَرضَ بِالناسِ إِلّا أَنتَ يا روحي |
|
وَهَل أَتاكَ حَديثُ الحُبِّ مُندَلِعاً | |
|
| كَالنارِ يَأكلُ في جسمي وَفي كَبِدي |
|
يَستَنُّ كَالريحِ إِذ تَطغى مُزمجِرةً | |
|
| وَيَستحرُّ فَلا يُبقي عَلى أَحدِ |
|
نالَت عَواصِفُهُ مِني مآخِذها | |
|
| وَزَعزَعَت في مَيادينِ العُلا عَمَدي |
|
وَاستَكبَرَت فَرَمَت مِن حالقٍ نَبأ | |
|
| أَعمى تَصَرِّفهُ قيثارةُ الأَبَدِ |
|
عَرفتُ ما الحُبّ ما مَعنى الهُيامُ بِهِ | |
|
| فَجئتُ أُلقي عَلى نيرانِهِِ جَسَدي |
|
لَكِن سَأَلتَكِ بِالحُب الَّذي وَشَجت | |
|
| عُروقُهُ في حَنايا قَلب مَفتونِكْ |
|
إِن ترحميهِ قَليلاً في صَبابَتِهِ | |
|
| وَتُطلقي القَيدَ مِن أَحشاءِ مَسجونِكْ |
|
دَعيهِ يَنعَم فَكَم لاقى الشَقاءَ وَكُم | |
|
| قاسى المَتاعبَ مِن كاساتِ غِسلينِكْ |
|
يا أَنتِ يا دِين قَلبي في عِبادتِهِ | |
|
| لَم يَرتضِ الدينَ إِلّا في حِمى دينِكْ |
|
آمالُ قيسكِ يا لَيلى محطمةٌ | |
|
| رفقاً بِقَيسكِ يا لَيلى وَمَجنونِكْ |
|