عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > السودان > محمد عبدالوهاب القاضي > ما لجسمي نَبا بِهِ كُلّ مرقدْ

السودان

مشاهدة
570

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ما لجسمي نَبا بِهِ كُلّ مرقدْ

ما لجسمي نَبا بِهِ كُلّ مرقدْ
وَلِقَلبي يَقوم بيني ويَقعُدْ
وَلدمعي يَسيل سجْلاً فَسَجْلاً
ثار حَتى حسبتُهُ الجزر وَالمَدْ
كُلَما قُلتُ أَقلعي يا دُموعي
قال جفني حَتّى مَعينيَ يَنفدْ
يا له اللَهُ كَيفَ يَنفذُ دَمعٌ
مِن عَصيرِ الفُؤادِ يُسقى وَيَمتَدْ
انطلق ما تَشاءُ لا تُبقِ شيئاً
وَتَمَرَّد عِندَ الصِعابِ وَعَربدْ
شَأنُكَ اليَومَ لا تُحاول هُدوءاً
ثُرْ إِذا شئتَ ثَورةً وَتَمَرَدْ
أَنت عَوني في كُلِّ خَطبٍ مُمِضٍّ
وَعَزائي إِن شِمتَني أَتَنَهَّدْ
لَكََ عِندي ما شئتَهُ مِن مَقامٍ
أَنتَ مَهَّدتَهُ وَأَنتَ تَمهدْ
سائِلوا المَعهدَ الغَداةَ وَقولوا
ما لَهُ ما يَزالُ يُرغي وَيَزبدْ
مالهُ يُرسلُ الدُموعَ سِجاماً
لِمَ يَبكي بُكاءَ عانٍ مُصفَّدْ
سائِلوهُ عَلامَ يَبكي طَويلاً
وَيُعاني عَناءَ مُضني مُسهَّدْ
تَعَلموا مِن شُحوبِهِ أَنَّ رُكنا
مِنهُ خَرَّت أَطرافُهُ وَتأَوَّدْ
تَعلَموا مِن وجومِهِ أَنَّ حُرّاً
كانَ يَرعاهُ وَالخُطوبُ تَهَدِّدْ
جاهدَتْ نَفسَهُ الأَبيَّةُ حَتّى
نالَهُ في الزَمانِ سَهمٌ مُسدَّدْ
أَيُّها الدَهرُ كَم تَروحُ وَتَغدو
في رِحابِ البِلادِ تَعثو وَتُفسِدْ
ولَكم حَطَّمَتْ يَداكَ صُروحاً
عالياتٍ بِناؤُهُنَّ المُشَيَّدْ
وَلَكم قَمتُ هادِماً كُلَّ رُكنٍ
رَفعَت مِن بنائِهِ أَيما يَدْ
أَيُّها الدَّهرُ زِد عُلوّاً وَكَيداً
تَر مِنَّا عَزيمةً لَيسَ تَنَهدْ
هاتِ ما شئتَ مِن خُطوبٍ تَجدنا
بَعد عَن فاضحِ المَذلةِ أَبعَدْ
يا شَهيدَ العُلا تَفديك نَفسي
وَيَفديكَ مِن أَغار وَأَنجَدْ
وَتَفديكَ أمةٌ أَنتَ شَمسٌ
في سَماها وَكَوكَبٌ يَتَوَقَّدْ
وَيَفديكَ كُلُّ مَن ضَمَ نادٍ
وَحَوى مجمعٍ وَسيَّرَ مَعهَدْ
أَنتَ يا اِبنَ الأمينِ نورُ مَفاضٍ
وَضِياءٌ بِهِ الدُجى يَتَبَدَّدْ
أَنت غَيثٌ بِهِ العَوالمُ تَحيا
وَربيعٌ يُحيى النفوسَ ويَسعَدْ
كم رجالٌ نَفَثَتَ فيها بَياناً
يَركَعُ العَقلُ دونهُ ثُم يَسجُدْ
وَرِجالٌ هَدَيتَها كُلَّ هَديٍ
وَرِجالٌ أخذتَها أخدَ مُرشِدْ
فَهُمُ اليَومَ يَندبونَ زَماناً
كُنتَ فيهِ الشهابَ بَل كُنتُ يَدْ
وَهُمُ اليَومَ يَسكُبونَ دُموعاً
غالياتٍ قَد أَعيَتِ الجفنَ وَالخَدْ
بَل هُمُ اليَومَ يَفقدونَ حُساماً
حَسِبوه لَفضلِهِ لَيسَ يُغمَدْ
أَنتَ جَرَّدتَهُ لحربِ العَوادي
حَبَّذا ذَلِكَ الحُسامُ المُجَرَّدْ
سائِلوا عَن مُحَمَّدٍ كُلَّ رَكبٍ
وَأَسأَلوا عَن مُحَمَّدٍ كُلَ مَعبَدْ
تَجِدوا عِندَهُ أَياديَ بِيضاً
قَلَّدتها أَكُّفُّهُ كلَّ مسجِدْ
مَوقفٌ يَعجزُ البواسلُ فيهِ
وَيردُّ الرِجالَ مَثنى وَموحدْ
كُنتَ فيهِ المُصيبَ فِكراً وَرَأياً
يَتَلاشى قُدَّامَهُ كُلُّ مُلحِدْ
يا رَبيبَ التُقى وَخِدنَ المَعالي
وَرفيقَ الجِهادِ في كُلِّ مَشهَدْ
شَعبُكَ الواهنُ الضعيفُ جَناباً
وَالذَليلُ الحَقيرُ في كُلِّ مَقصَدْ
مَن تَرى بَعدَكَ الَّذي يَصطفيهِ
وَيَزيحُ الظَلامَ عَنهُ وَيرشَدْ
هُوَ يَشكو زَمانَهُ كُلَّ حينٍ
فَإِلى مِن تَرَكتَهُ يا مُحَمَّدْ
قَسَماً ما دَفنتمُ أَمس مَيِتاً
بَينَ شبرٍ أو بَينَ شبرينِ يُرصدْ
لا وَلا أَنتمُ اِفتَقَدتُم عَظيماً
واحِداً بَل عَظيمكُم مُتَعدَّدْ
جَمعَ الفِعلَ وَالشَجاعةَ وَالبَذ
لَ وَضَمَّت أَكفانُهُ كُلَّ سُؤدُدْ
لَستُ أَبكي عَلَيكَ مِن أَجلِ نَشءٍ
كُلَهُم بَعدَ موتِكَ اليَوم مُقعَدْ
يَتشاكونَ وَطأةَ الخَطبِ فيهِم
وَيَصيحون حَيثُ لا ثَمَّ مُنجِدْ
أَنا باكٍ عَلَيكَ للنورِ إِذ يَخ
بُو وَللعلم إِذ يَموتُ وَيَجمدْ
أَنا باكٍ عَلَيكَ للمجدِ إِذ يَغ
دو هَزيلاً يَسومُهُ كُلُّ مُفسِدْ
أَنا باكٍ عَلَيكَ للشعبِ إِذ يَم
شي ذَليلاً في كُلِّ عَيشٍ مُنكَّدْ
تتَرامى بِهِ زَعازِعُ هوجٌ
وَيُلاقي الهَوانَ في كُلِّ مَرصَدْ
فَإِلى أُمَّتي الجَريحةَ قَلباً
وَإِلى مُواطِني الطَريدِ المُشَرَّدْ
وَإِلى شَعبيَ المَهيضِ جَناحاً
وَإِلى أُمةِ النَبِيِّ مُحَمَّدْ
وَإِلى مَعهَدي الأَسيَفِ رِجالاً
وَإِلى فَخرِهِ الأَمينِ وَأَحمَدْ
أَرسِلُ الشعرَ مُخلِصاً في عَزائي
وَأَراني من بَعد مازلتُ أَنشدْ
عَلَمٌ أَنتَ في المَشارقِ مُفرَدٌ
لَكَ في العالمينَ ذِكرٌ مُؤَبَّدْ
محمد عبدالوهاب القاضي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2014/05/20 12:55:54 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com