مَهْ يا شَقيُّ إِلامَ تَستَبكي وَكَم | |
|
| تَهفو لمصرَ وَمصرُ دونك مِن أُمَمْ |
|
وَعَلامَ تَذرفُ أَدمُعاً مُهراقةً | |
|
| وَتَنوحُ مِن وَجدٍ وَمِن فَرطِ الأَلَمْ |
|
وَتَذيبُ قَلبَكَ أَنتَ وَجداً كُلَما | |
|
| ذَكَروا أَبا الهَولِ المُخَلَّدِ وَالهَرَمْ |
|
وَتَضيقُ بِالدُنيا عَلى جَنباتِها | |
|
| ذرعاً وَتقسمُ ما بِها مَهوى قَدَمْ |
|
هَذا هُوَ المِقدارُ فارضَ بِحكمِهِ | |
|
| وَاللَهُ عَدلٌ كَيفَما فيكَ اِحتَكَمْ |
|
إِسخَط إِذا ما شئتَ أَو فَاِقنَع فَما | |
|
| بالي القَضاء بِمَن أَصاخَ وَمَن بَرَم |
|
وَاستَمهِلِ الأَيّامَ وَهِيَ عَجولةٌ | |
|
| وَاشكُ الزَمانَ فَإِنَّهُ أَعمى أَصَمْ |
|
وَاندُب حُظوظَكَ وَهيَ سَكرى بِالكَرى | |
|
| ما تَستَفيقُ مِنَ المَنامِ وَتستجِمْ |
|
وَاِدعُ الحَياةَ يُجبكَ مِن رَجعِ الصَدى | |
|
| صَوتٌ أَبحُّ فَما يَبينُ بِهِ الكَلِمْ |
|
وَاِعرف أَخيراً أَن سَهمَكَ طائشٌ | |
|
| بَينَ الحَياةِ وَأَنَّ سَيفَكَ مُنثَلِمْ |
|
كَم ذا أُحِنُّ إِلى الكَنانةِ مُوجعاً | |
|
| وَأَصَعِّدُ الزَفَراتِ للخَطبِ المُلِمْ |
|
وَأَشيدُ آمالي عَلى فَجواتِها | |
|
| وَعَلى مَقاصِرِها وَلَكِن تَنهَدمْ |
|
وَأَعودُ أَبني ما تَهدَّمَ بَينَها | |
|
| فَيَذوبُ في بَحرٍ مِنَ الدُنيا خِضَمْ |
|
أَبني وَآمل ثُم أَصحو مِن كَرى | |
|
| فَإِذا بآمالي وَبنياني حُلُمْ |
|
وإِذا بي المَفجوعُ في آمالهِ | |
|
| وَإِذا بيَ المَظلومُ لَكِن مَن ظَلَمْ |
|
مَن ذا عَليَّ جنى وَمنذا نالَني | |
|
| بِالحادِثاتِ السُودِ في جَوفِ الظُلَمْ |
|
وَمَن اِستَبَدَّ عَلى ضَميري فَاِنزَوى | |
|
| لَم يَنفَجر يَوماً وَلَمّا يَحتَدِمْ |
|
لا الناسُ تَعلمُهُ وَلا أَنا عالمٌ | |
|
| منذا أَقامَ عَلى مُعاداةٍ وَلِمْ |
|
لَكِن رَضيتُ بِقِسمَتي بَينَ الوَرى | |
|
| وَعَلامَ أَركَبُ جانبيَّ وَاَقتَحِمْ |
|
في زَحمةِ الدُنيا وَفي ضَوضائِها | |
|
| وَدَّعتُ آمالي بِقَلبٍ مَنحَطِمْ |
|
يا قُبلةَ الإِسلامِ في نَكبائهِ | |
|
| وَسَليلةَ النَيلِ المُباركِ مِن قِدَمْ |
|
كابَدتُ فيكَ مِن الشَقاءِ أَمرَّهُ | |
|
| وَلَقيتُ مِن جَرّاءِ مَدحِكَ كُلَّ ذَمْ |
|