اليَوم تَعطينا الحَياةُ لُبابَها | |
|
| مِفتاحها الأَعلى وَسرَّ حِجابِها |
|
اليَوم تَبَسَمُ فَوقَنا الأَمالُ | |
|
|
اليَوم تَنشد حَولَنا الأَطيارُ | |
|
|
اللَهُ أَكبر كَم وَدَدنا أَن نَرى | |
|
| بَينَ البِلاد صَحيفةً لِشَبابِها |
|
وَلَكُم تَمَنينا لَها عَذب المُنى | |
|
| فَإِذا المُنى خَداعة كَسرابِها |
|
وَإِذا الأَماني ضلةٌ وَسَفاهةٌ | |
|
| تَعِبت خُطى ساعٍ إِلى مِحرابها |
|
وَاليَومَ تَنقَشعُ الغُيومُ الحالِكات | |
|
|
وَاليَوم نَفهمُ لِلحَياةِ جَلالَها | |
|
| وَنَظَلُّ نَسعى مِن وَراءِ لُبابِها |
|
اليَومَ نَدخُل في الزِحامِ بِعبرةٍ | |
|
| هِيَ خَيرُ ما مَلَكَ الأُسودُ لغابها |
|
اليَوم لا أَهلاً بِعَهدٍ قَد مَضى | |
|
| يَقِفُ المُؤرِّخُ عِندَهُ مُتشابِها |
|
اليَوم أَهلاً بِالحَياةِ وَمَرحَباً | |
|
| بِلسانِها وَاليَوم يا مَرحى بِها |
|
يا نَهضةَ السودانِ حيَّتكَ السَما | |
|
| وَسَقَتكَ ماءَ الوَرد مِلءَ سَحابِها |
|
وَنَضَت عَلَيكَ جَلالَها وَوَقارَها | |
|
| وَحَنَت عَلَيك بِمائِها وَشَرابِها |
|
فَلأَنتُ مَبعَثُ رفعةٍ لِبِلادِنا | |
|
| وَلأَنَتَ بَلسَمُ دائِها وَمُصابِها |
|
لَبَّيكَ يا صَوتَ المَعالي صارِخاً | |
|
| يدوي بِأَرجاءِ العُلا وَهِضابَها |
|
يَدعو بِلاداً مَزَّقَت أَحشاءَها | |
|
| مِحَنُ الجَهالةِ فَاِستَمع لَجَوابَها |
|
إِنّا جَميعاً سائرونَ مَعَ الهُدى | |
|
| فَاِشرَح لَنا ما في السَما وَكِتابَها |
|
عبّاسُ يا زَهرَ البِلادِ وَرَوضِها | |
|
| قُل لي بِرَبِّكَ عَن مُنى أَصحابَها |
|
ما بالَهُم رَقَدوا وَحَولَهُمُ الحَيا | |
|
| تَجري بِعُنف لِلعُلا وَطِلابِها |
|
ما بالَهُم ناموا وَتِلك أَمامَهُم | |
|
| زَجرُ الخُيولِ تَدوسَهُم بِركابِها |
|
ما بالَهُم قَنِعوا بِجَهلٍ فاضحٍ | |
|
| أَتَراهُمُ زَهِدوا الفِعال النابها |
|
وَإِذا الجَهالةُ أَوغَلَت في أُمةٍ | |
|
| فَمِنَ العَسيرِ رُجوعُها لِصَوابِها |
|
عَبّاسُ قُم وَاَِمسك لَنا قيثارةً | |
|
|
فَعَساكَ تُصلِحُ أَنفُساً قَد أَقفَرَت | |
|
| وَتَهالَكَت تَحتَ المُني وَكذابها |
|
|
| مِنها وَضَع كَفاً عَلى سَبابها |
|
إِني أَبِهتُ لِصَوتِكُم وَاجبتهُ | |
|
| فَعَساكُمُ تَجدونَ غَيري آبِها |
|